Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شرطة لندن تحت المساءلة مجددا بشبهة تصرفات عنصرية

اتهم العداء الأولمبي دوس سانتوس ضباطاً في الشرطة بتكبيلهما وتفتيشهما بتهمة أنه "سائق أسود البشرة"

يواجه سود البشرة احتمالاً أكبر بتسع مرات بأن يجري إيقافهم وتفتيشهم بالمقارنة مع بيض البشرة (غيتي)

ملخص

تستمر فضائح العنصرية في ملاحقة أفراد الشرطة في بريطانيا وآخرها نتج منه فصل ضابطين بتهمة سوء سلوك فادح

فصل ضابطان من شرطة المتروبوليتان في بريطانيا [شرطة العاصمة لندن] بتهمة سوء سلوك فادح إثر التوقيف والتفتيش "العنصري" لبيانكا ويليامز وريكاردو دوس سانتوس وهما لاعبان رياضيان أسودان متميزان.

وكان العداء الأولمبي، دوس سانتوس، قد اتهم الضابطين بأنهما أوقفاه أثناء قيادة سيارته بسبب "لون بشرته"، وكبلاه هو وشريكته الرياضية ويليامز، بشبهة حيازة مخدرات وأسلحة في يوليو (تموز) 2020.

وتتبعت الشرطة الثنائي أثناء توجههما لمنزلهما في غرب لندن بعد جلسة تدريب، وكان معهما في السيارة ابنهما البالغ من العمر ثلاثة أشهر في المقعد الخلفي. وكشفت لقطات صادمة من الحادثة حالة انزعاج السيدة ويليامز فيما قام أحد الضابطين بسحب دوس سانتوس من المقعد الأمامي. لم يسفر التفتيش عن العثور على أي شيء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقدم الزوجان شكوى للهيئة الرقابية على عمل الشرطة وذكرا فيها أنهما يعتقدان بأنهما ضحية معاملة عنصرية. وقررت اللجنة التأديبية أن تصرف الضابطين جوناثان كلافام وسام فرانكس يمثل سوء سلوك، إذ كذبا وقال إنهما شما رائحة الماريجوانا خلال عملية التوقيف والتفتيش.

وعقب الجلسة التأديبية، أكد السيد دوس سانتوس أن القضية أظهرت أن التغيير [نحو الأفضل] في سياسات الشرطة في لندن كان ضئيلاً منذ جريمة قتل الشاب الأسود ستيفن لورانس عام 1993، واستنتج تحقيق عام حينها أن العنصرية داخل شرطة المتروبوليتان راسخة وممنهجة.

رئيسة اللجنة التأديبية، تشيو يين جونز، قالت إن سلوك الضابط كلافام والضابط فرانكس كان مخالفاً لمعايير السلوك المهني التي تنص على الأمانة والنزاهة ويعد إهمالاً جسيماً. وفصل الضابطان من شرطة المتروبوليتان من دون سابق إشعار، وهما من أفراد وحدة دعم إقليمي مكلفة بالمساعدة في الحد من الجريمة المتصلة بالعصابات وجرائم السلاح الأبيض.

ومع ذلك، لم تجد اللجنة الدليل الكافي على أن الضابط كلافام والضابط فرانكس خرقا معايير السلوك المهني في ما يتعلق بالمساواة والتنوع.

ونفا ثلاثة ضباط آخرين، وهم النقيب المكلف راشيل سيمبسون، والضابط ألان كايسي، والضابط مايكل بوند، الاتهامات الموجهة إليهم بمخالفة معايير الشرطة في شأن المساواة والتنوع خلال عملية التوقيف والتفتيش. وكان القرار النهائي في مصلحتهم.

وقام "المكتب المستقل لمراقبة سلوك ضباط الشرطة" The Independent Office for Police Conduct برفع القضية ضد الضباط الخمسة وقال إن "الاحتجاز المفرط وغير المعقول وغير المبرر" للرياضيين سببه "لون بشرتهما الأسود".

ونفى الضباط الخمسة جميع الاتهامات المتعلقة بالعنصرية.

وأوضح السيد دوس سانتوس بعد الحكم قائلاً: "دعمنا قضية ’المكتب المستقل لمراقبة سلوك ضباط الشرطة‘ على مدى السنوات الثلاث الماضية، وقد سلط الضوء على ما يعرفه كثير من السود جيداً بغض النظر عن خلفيتهم وتعليمهم ووظائفهم. فهم أكثر عرضة للتوقيف بتسع مرات من قبل شرطة متروبوليتان، وثلاث مرات أكثر احتمالية للتكبيل".

وأكمل "الاتهامات التي وجهها ضباط الشرطة بأنني كنت أقود بشكل سيئ وأهدد بالعنف وأتعاطى المخدرات غير صادقة. أعتقد أن هذه الاتهامات كاذبة وتعتمد على الصور النمطية العنصرية، وتظهر أنه لم يحدث تغيير كبير في أسلوب الشرطة في لندن منذ قضية ستيفن لورانس".

وأضاف "إذا لم نستطع الاعتماد على الشرطة لإعلاء النزاهة والاعتراف بأخطائهم وتصنيفهم الأفراد بناءً على لونهم، فما الأمل الذي ننتظره؟ لا أعتقد أن اللجنة كانت شجاعة بما يكفي لمراجعة ما أوضحه تقرير كايسي بالفعل، وهو أن شرطة المدينة [لندن] تعاني التمييز المؤسسي".

وكانت كارون موناغان وتحمل لقب "مستشارة الملك" KC وهي من "المكتب المستقل لسلوك الشرطة"، قد أخبرت اللجنة في وقت سابق بأن القضية تزعم وجود "تمييز مؤسسي" في شرطة المدينة [لندن].

وقالت إن هناك تقارير تشير إلى أن الأشخاص ذوي البشرة السوداء يواجهون احتمالية أكبر بكثير للتوقيف والتفتيش في لندن، مضيفة أن ضباط الشرطة يعاملون السود بانتظام بـأسلوب "الشك والعداء" "والنظر إليهم على أنهم مجرمون".

وأثناء إدلائه بشهادته، اتهم السيد دوس سانتوس الضباط بتوقيفه أثناء قيادة سيارته بسبب "بشرته السمراء". وقال العداء للجنة إنه كان خائفاً على سلامة عائلته خلال هذه الواقعة، لا سيما بعد "تجارب مؤلمة" عاشها كشاب أسود أوقف من قبل الشرطة في مناسبات متعددة.

وأفاد أمام اللجنة بأنه يشعر بأنه ينظر إليه على أنه رجل أسود يقود "سيارة فاخرة" ولذلك "قد يكون متورطاً في أعمال غير قانونية". وذكر أن الشرطة قامت بتوقيفه تسع مرات خلال فترة الأسابيع الأربعة التي تلت شراءه سيارته عام 2018.

وعندما عرض أمامه لقطات من كاميرا مثبتة على جسم الشرطي وهو يسخر ويشتم الضباط، أقر بسلوكه قائلاً: "كل شخص يتعامل مع الصدمات بطريقة مختلفة".

وفي الجلسة، بكت السيدة ويليامز عندما شاهدت لقطات للسيد دوس سانتوس وهو يسحبه من مقعد السائق إلى جانب الطريق ويكبل.

ونفت الإفادات التي تقول إن شريكها كان يمكن أن يتصرف بشكل مختلف لعدم إثارة انتباه الشرطة، مصرة على قولها: "لا يمكنه تغيير لون بشرته".

واستمعت اللجنة للضباط الذين أفادوا بأنهم تبعوا السيد دوس سانتوس بمركبتهم بسبب "الطريقة المروعة" و"المشبوهة" التي كان يقود بها، وكانوا يقومون بواجبهم عند إجراء عملية التوقيف والتفتيش.

وخلال الاستجواب، ادعى الضابط كلابهام أن زملاءه تصرفوا بـ"تساهل" تجاه السيد دوس سانتوس، مضيفاً أنه استناداً إلى سلوكه، من "المشين" أن ينظر إليه البعض على أنه "نموذج يحتذى".

ومع ذلك، أخبرت السيدة موناغان اللجنة أن الوصف المقدم لقيادة الرياضي سيارته كان "مبالغاً" فيه، مشيرة إلى أنه لم يكن يقود بسرعة قرب المنعطفات أو يقطع الإشارات الحمراء أو ينحرف عن الطريق، وكان يشغل إشارة تغيير الاتجاه قبل كل منعطف.

وقال عمدة لندن إن القضية تثير "تساؤلات خطرة" حول استغلال شرطة متروبوليتان آليات التوقيف والتفتيش واستخدام القوة ضد سكان لندن من البشرة السوداء.

وأشار صديق خان: "نستخلص دروساً مهمة من هذه الحادثة، وسأدعم وأحاسب شرطة متروبوليتان والمفوض وأحثهم على تحقيق التحسينات الملحة المطلوبة حتى يشعر كل مواطن في لندن بالحماية والخدمة".

وحث "المكتب المستقل لسلوك الشرطة" ضحايا التمييز من قبل الشرطة على التحدث، مضيفاً أنه يتعين على شرطة متروبوليتان "العمل بجد" لاستعادة ثقة واحترام الجاليات الأفريقية.

وتكريماً لـ"صبر وعزيمة" الرياضيين، قال مدير المكتب، ستيف نونان: "ندرك تماماً بأن التفاعل بين بيانكا [ويليامز] وريكاردو [دوس سانتوس] مع الشرطة، وشعورهما بأنهما عوملا بطريقة أقل تفضيلاً من قبل الضباط بسبب عرقهما، يعكس تجارب عديد من الأشخاص ذوي البشرة السوداء في لندن وفي جميع أنحاء إنجلترا وويلز".

وأوضح: "نشجع كل من يشعر بأنه جرت معاملته بطريقة غير عادلة أو تعرض للتمييز من قبل الشرطة على ممارسة حقه في تقديم شكوى. فلن يستمع أحد لك، إلا إذا جعلت صوتك مسموعاً".

واعتذر نائب مساعد المفوض في شرطة متروبوليتان، مات وارد، للرياضيين.

وقال "الصدق والنزاهة هما جزآن لا يتجزآن من سياسة الشرطة، وكما خلصت اللجنة، لا يمكن أن يكون هناك مكان في شرطة متروبوليتان للضباط الذين لا يحترمون هذه القيم. السيد دوس سانتوس والسيدة ويليامز استحقا أفضل من ذلك، وأعتذر لهما عن المحنة التي عانيا منها".

وأضاف "ما زلت واثقاً أن شرطة متروبوليتان ستتعلم من تجارب السيدة ويليامز والسيد دوس سانتوس والعمل جنباً إلى جنب مع كل الأطياف لتنفيذ آليات التوقيف والتفتيش بطريقة عادلة وفعالة لجميع سكان لندن".

© The Independent

المزيد من تقارير