Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطف الزيتون في الأردن... ذهب أخضر ينعش الاقتصاد ويحيي التراث

مهنة موسمية تدر دخلاً على 250 ألف أسرة على رغم تقلبات المناخ وارتفاع كلف الإنتاج

يبلغ عدد أشجار الزيتون في أنحاء الأردن أكثر من 20 مليون شجرة (صلاح ملكاوي – اندبندنت عربية)

ملخص

تشير تقديرات وزارة الزراعة الأردنية إلى إنتاج نحو 200 ألف طن من الزيتون، فيما يبلغ إنتاج زيت الزيتون السنوي نحو 30 ألف طن ممثلاً نحو 98 في المئة من حاجات السوق المحلية، ومحققاً بذلك اكتفاء ذاتياً، وتُصدر كميات جيدة إلى دول العالم.

يتحول قطاف الزيتون كل عام إلى مهنة موسمية تدر دخلاً جيداً على عدد من المواطنين الأردنيين، وهو موسم زراعي يوليه الأردنيون خصوصاً في المناطق الريفية أهمية كبيرة لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية، إذ يعكس ارتباطاً عميقاً بالأرض والتراث في تقليد تمارسه الأجيال منذ أعوام ويعزز الروابط الاجتماعية، ويعد عنصراً أساساً في المطبخ والمائدة الأردنية.

ومع انتشار زراعة أشجار الزيتون بكثافة في منازل الأردنيين وحدائقهم وعلى الأرصفة والطرقات فإنهم يجدون صعوبة في قطف ثمارها دون اللجوء إلى من يقوم بهذه المهمة الشاقة، إذ يتكرر مشهد عشرات الشباب والنساء وحتى الأطفال الذين يفترشون الأرض لجني ثمار الزيتون بطرق قديمة وأخرى حديثة، للحصول على أجر يومي أو في أسوأ الأحوال حصة من زيت الزيتون الطازج.

 20 مليون شجرة

وفقاً لوزارة الزراعة الأردنية يبلغ عدد أشجار الزيتون في أنحاء الأردن كافة أكثر من 20 مليون شجرة زيتون موزعة في مختلف أنحاء المملكة، خصوصاً في المناطق الشمالية وبينها إربد وعجلون وجرش والمفرق.

كما أن العاصمة عمان لا تخلو هي الأخرى من أشجار الزيتون التي تمكن أصحابها من الحصول على مؤنة سنوية من الزيت والزيتون، فضلاً عن المخلفات التي يستعملها محدودو الدخل كوسيلة تدفئة في الشتاء ويطلق عليها محلياً اسم "الجفت".

وتشير تقديرات وزارة الزراعة الأردنية إلى إنتاج ما يقارب 200 ألف طن من الزيتون، فيما يبلغ إنتاج زيت الزيتون السنوي نحو 30 ألف طن ممثلاً نحو 98 في المئة من حاجات السوق المحلية ومحققاً بذلك اكتفاء ذاتياً. وتُصدر كميات جيدة إلى دول العالم.

 

 موسم "العونة"

يمتد موسم قطف الزيتون في الأردن من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) وخلاله يتم توظيف آلاف الأشخاص، سواء في عملية القطف أو المعاصر أو نقل المحصول.

وتشكل النساء جزءاً أساساً في عملية القطف التي كانت تسمى قديماً "العونة" في مهنة باتت اليوم موسمية وتدر دخلاً على آلاف الأسر الأردنية، ويقول مزارعون إن من شأن بستان زيتون صغير أن يحقق دخلاً لمالكيه يصل إلى 5 آلاف دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بينما يراوح أجر القاطفين بين (21-42 دولاراً) يومياً مع بعض الفروق بين المناطق الريفية والحضرية.

ومع وجود نحو 132 معصرة زيتون منتشرة في مختلف أنحاء الأردن ثمة دورة اقتصادية مهمة تضخ نحو 200 مليون دولار سنوياً في الاقتصاد الأردني، وبقدرة إنتاجية عالية تصل إلى 400 طن يومياً.

ويتراوح سعر كيلوغرام الزيتون في السوق المحلية بين دولار ودولارين بينما يراوح سعر صفيحة زيت الزيتون (16 كغم) ما بين 100 -130 دولاراً.

 

ويتوقع نقيب أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون تيسير النجداوي أن يصل إنتاج ثمار الزيتون خلال موسم 2024 إلى نحو 275 ألف طن، فيما سيبلغ إنتاج زيت الزيتون ما بين 26 و30 ألف طن. واصفاً الزيتون بـ"الذهب الأخضر".

وعلى رغم تواضع صادرات الأردن من منتجات الزيتون والتي لا تتجاوز 3 آلاف طن سنوياً، فإن ثمة 15 سوقاً عالمية يصل إليها هذا المنتج.

تحديات وعوائق

يؤكد مزارعون أنه وعلى رغم الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لموسم قطف الزيتون فإنهم يواجهون بعض التحديات كالتقلبات المناخية التي أسفرت عن عدة مواسم جفاف أثرت في إنتاج الزيتون، إضافة إلى ارتفاع كلف الإنتاج والعمالة ورسوم المعاصر التي تؤثر جميعها في هامش الربح.

ويعاني بعض المزارعين صعوبات في تسويق منتجاتهم عبر الأسواق المحلية أو العالمية، في حين يؤكد المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي أن الأردن يحتل المرتبة الرابعة عربياً في حجم إنتاج الزيتون والثامنة عالمياً.

 

وكانت كلف زراعة الزيتون في الأردن ارتفعت بصورة ملحوظة خلال الأعوام الأخيرة، بما في ذلك كلفة المياه المستخدمة في الري والأسمدة والمبيدات، ولا يزال هذا القطاع يعتمد بصورة كبيرة على الأساليب التقليدية في الزراعة والحصاد، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة كلف العمل.

وتضم مناطق شمال الأردن نحو 10.5 مليون شجرة زيتون وأكثر من 20 صنف زيتون، ووفقاً لوزير الزراعة خالد الحنيفات تبلغ المساحات المزروعة زيتوناً نحو 3 ملايين دونم، فيما تغطي أشجار الزيتون نحو 2 في المئة من إجمال المساحة الزراعية بالمملكة.

ويؤكد الوزير الأردني أن نحو 20 في المئة من الأردنيين يعتمدون على قطف الزيتون وعصره كمصدر دخل، فيما يبلغ متوسط ​​استهلاك المواطن من زيت الزيتون أربع ليترات سنوياً.

ويؤكد الناطق باسم نقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون محمود العمري أن موسم الزيتون يشكل مصدر دخل ويحقق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأكثر من 250 ألف أسرة، يعمل أفرادها في القطاعات المساندة كإدارة وتوريدات المزارع والقطاف والنقل والعصر والتغليف والتوزيع.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير