ملخص
تباطأ معدل التضخم في أسعار المستهلكين داخل أميركا أكثر من المتوقع خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي
تباطأ معدل التضخم في أسعار المستهلكين داخل أميركا أكثر من المتوقع خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وفقاً لبيانات حكومية نشرت اليوم، مما وافر أخباراً جيدة لصانعي السياسات الذين يتطلعون إلى السيطرة على ارتفاع الأسعار من دون الإضرار بالاقتصاد.
إلى ذلك ارتفعت أسواق الأسهم الأميركية بصورة كبيرة على وقع الأنباء عن تباطؤ التضخم، وهو أمر يخفف من إمكان رفع معدلات الفائدة مجدداً الشهر المقبل.
مقياس التضخم
في حين أشارت وزارة العمل الأميركية في بيان إلى أن مقياس التضخم لمؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 3.2 في المئة خلال الـ 12 شهراً حتى أكتوبر الماضي، بانخفاض عن 3.7 في المئة خلال الشهر السابق.
ويبدو أن التضخم لم يتغير على أساس شهري في أكتوبر الماضي مقارنة بسبتمبر (أيلول) 2023، مع ملاحظة انخفاض شهري حاد في أسعار الطاقة.
على عكس التوقعات، لم تشهد "وول ستريت" تأثراً كبيراً مع عودتها للتداول في بداية الأسبوع، إذ كان من المتوقع أن تنخفض بقوة على خلفية التصنيف الجديد لوكالة "موديز" الذي صدر، في وقت متأخر الجمعة الماضي، حين أقرت الوكالة تخفيضاً لتوقعات الاقتصاد الأميركي من "مستقر" إلى "سلبي"، مشيرة إلى وجود عجز مالي كبير وتراجع القدرة المستقبلية على تحمل الديون.
أهمية توقيت بيانات التضخم
وتعتبر بيانات التضخم مهمة جداً في هذا التوقيت، لأن الأسواق تراهن أن "الفيدرالي" انتهى من دورة التشديد النقدي ورفع أسعار الفوائد، من ثم يجب أن يتوفر أدلة قوية لدعم هذا الرهان، ولعل أهم الأدلة المطلوبة هي كيفية تحرك مؤشر أسعار المستهلك أو التضخم.
ويتوقع المتداولون الآن احتمالاً بنسبة 86 في المئة تقريباً أن يبقي مجلس الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفقاً لأداة "فيد ووتش" التي ترصد توقعات الفائدة الأميركية في الأسواق.
مرحلة جديدة وخفض الفائدة
وفي أحدث توقعات لبنكي "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" حول توقيت بدء خفض أسعار الفائدة الذي سيؤسس لمرحلة اقتصادية جديدة، توقع "مورغان ستانلي" أن يبدأ "الفيدرالي" في تخفيض الفائدة في يونيو (حزيران) 2024، ثم مرة أخرى في سبتمبر 2024 وبعدها في كل اجتماع اعتباراً من الربع الرابع 2024، كل منها تخفيض بنحو 25 نقطة أساس. واعتبر أن ذلك سيخفض سعر الفائدة بنحو ثلاثة في المئة إلى 2.375 في المئة بحلول نهاية عام 2025. في المقابل، يتوقع "غولدمان ساكس" أول تخفيض بمقدار 25 نقطة أساس في الربع الرابع من عام 2024، يليه خفض واحد كل ربع حتى منتصف عام 2026، بإجمالي 175 نقطة أساس، مع استقرار أسعار الفائدة عند هدف 3.5 في المئة إلى 3.75 في المئة في 2025.
ضغوط سياسية
لكن بعيداً من هذه التوقعات المتفائلة بدورة جديدة للأسواق اعتباراً من منتصف العام المقبل، هناك ضغوط أخرى في الأسواق في هذه المرحلة، إذ يتخوف المستثمرون من جديد من إغلاق حكومي جديد لعدم الاتفاق في البرلمان حول خطة للإنفاق الحكومي على الوكالات الفيدرالية والموظفين الفيدراليين في نهاية هذا الأسبوع.
وكان رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون كشف، السبت الماضي، عن خطة للحزب الجمهوري للإنفاق الموقت على هذه الوكالات وموظفيها بهدف تجنب الإغلاق، لكن الخطة سرعان ما قوبلت بمعارضة من المشرعين من كلا الحزبين في الكونغرس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع ذلك، أعرب كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، عن دعمه المبدئي لمشروع قانون التمويل قصير الأجل الذي قدمه جونسون، والذي من شأنه أن يبقي الحكومة مفتوحة بعد عطلة نهاية الأسبوع.
"بوينغ" ترفع "داو جونز"
وأدت هذه الضغوط إلى صعود طفيف لمؤشر "داو جونز" بنسبة 0.16 في المئة بينما تراجع مؤشرا "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك" المجمع بنسبة 0.08 في المئة و0.22 في المئة على التوالي. وما ساعد على إبقاء مؤشر "داو جونز" مرتفعاً قليلاً هو ارتفاع سهم "بوينغ" بنسبة أربعة في المئة، بعد أن ذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن الصين تدرس استئناف شراء طائرات "737 ماكس"، إضافة إلى أن شركة "طيران الإمارات" قدمت طلباً لشراء 90 طائرة "بوينغ 777X" في افتتاح معرض دبي للطيران، أمس الإثنين.
وكانت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة انتعشت هذا الشهر، مدفوعة بموسم أرباح أقوى من المتوقع والآمال بأن أسعار الفائدة تقترب من ذروتها واحتمال بدء خفض الفائدة مع وصول التضخم إلى المستهدف من قبل "المركزي" أو قريب منه.
وقال بنك "مورغان ستانلي"، إنه يتوقع أن ينهي مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" عام 2024 عند 4500 نقطة، أي بارتفاع اثنين في المئة عن مستوياته حالياً، وتوقع انتعاش الأرباح خلال العام، وزيادة بنسبة سبعة في المئة في ربحية السهم لشركات المؤشرات العام المقبل، إلى جانب نمو الإيرادات بنسبة أربعة أو خمسة في المئة وتوسع متواضع في الهوامش مع تخفيف كلف العمالة.
ويتوقع البنك بيئة أرباح قوية في عام 2025 مع قفزة بنسبة 16 في المئة في الأرباح مدفوعة بالتحسين الذي يقوده الذكاء الاصطناعي في الإنتاجية وتوسيع الهامش.