Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يتم نهب المستهلك بأسعار الشراب غير الكحولي المرتفعة؟

إذا كانت هذه الأنواع من الشراب لا تحتوي على أيّ مكوّن من نفس المكونات الكحولية – وبالتالي لا تخضع لنفس الضرائب – فلِمَ هي باهظة الثمن؟ كايت انج تتحدث إلى الشركات المصنعة في شأن حقيقة التكلفة الباهظة وراء أهم توجُّهٍ جديد لتعاطي الشراب

بالنسبة لبعض صانعي الكوكتيلات غير الكحولية، تبدأ كل زجاجة دورة حياتها الصناعية مثل أي زجاجة مشروب كحولي (رويترز)

ملخص

إذا كانت هذه الأنواع من الشراب لا تحتوي على أيّ مكوّن من نفس المكونات الكحولية – وبالتالي لا تخضع لنفس الضرائب – فلِمَ هي باهظة الثمن؟ كايت انج تتحدث إلى الشركات المصنعة في شأن حقيقة التكلفة الباهظة وراء أهم توجُّهٍ جديد لتعاطي الشراب: هل ننتهب بسبب ارتفاع تكلفة الشراب شبه الكحول لكن الخالي منه؟

عندما كنت مراهقةً، كان شرب الكحول علامة على الجاذبية والألق. كنّا أولئك الذين تسللوا إلى خزائن خمور والدَيهم لسكب الفودكا في زجاجات بلاستيكية وإحضارها إلى الحفلات. أعزّ صديقاتي، الفتاة الرائعة، عرَّفتني على شراب الميدوري بنكهة البطيخ من مخبأ والدتها. بدا الأمر محطّ طموحنا في ذلك الوقت. ولكن الآن، بعد أقل من 15 عاماً، لم يعد جميع الأولاد الذين يحظون بالشعبية يشربون الكحول بعد الآن.

مع تزايد اتجاهات مثل "الفضول بدون الكحول" و "الشرب الواعي" بشكل مطرّد، لا سيما بين الجيل Z وجيل الألفية الأصغر سناً، يبدو أن الكحول قد فقد بريقه. يوجد الآن شهران في السنة يجري خلالهما تشجيع الناس على التخلي عن الزجاجة – يناير (كانون الثاني) الجاف وأكتوبر (تشرين الأول) الخالي من الكحول– مع مشاركة أكثر من 175000 في يناير هذا العام. ولتلبية الطلب، وسّعت المطاعم والمقاصف والحانات عروض المشروبات الروحية غير الكحولية بما يتجاوز عصائر الفاكهة والمشروبات الغازية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأصبحت المشروبات الروحية غير الكحولية الآن موضة الساعة، حيث يقدم كل مكان تقريباً قائمة خاصة به. ولكن في كثير من الأحيان، تكون أسعار هذه البدائل باهظة. لقد وجدتُ أن تكلفتها تتراوح بين 11 و20 جنيهاً استرلينياً، وهو أمر شائن تماماً عندما لا يكون هناك أي كحول فيها. وقد اتفق معي كل الأقران والغرباء الذين تحدثت معهم في أسعار المشروبات الروحية الخالية من الكحول وتساءلوا مستغربين عن سبب ثمنها الباهظ الذي يقارب ثمن المشروبات الكحولية، إن لم يكن مثل ثمنها تماماً؟

لا علاقة للأمر بالرسوم المفروضة على الكحول، إذ تُفرض الضريبة فقط على المشروبات التي تزيد قوتها الكحولية عن 1.2 في المئة. أمّا الشراب غير الكحولي أو الكوكتيلات والبيرة منخفضة الكحول فمعفاة من تلك الرسوم. في حين أن البيرة في هذا المقام مقبولة التكلفة، لا يزال يبدو أن أسعار المشروبات الروحية غير الكحولية مرتفعة بشكل يصعب فهمه. مع ميل المزيد من الناس نحو الحد من تناول الخمور أو الإقلاع عنها تماماً، من المؤكد أنه من مصلحة الجميع جعل بدائلهم الخالية من الكحول ميسورة التكلفة، أليس كذلك؟

تكمن الإجابة عن سبب عدم حدوث ذلك في طريقة تصنيع هذه البدائل. يشرح أنغوس لوغسدين، المؤسس المشارك ومدير نيو لندن لايت، التي تنتج المشروبات الروحية غير الكحولية والمقبّلات الكحولية، أنّ المشروبات الروحية غير الكحولية ليست – كما سمعتُ وصفها، وكما فكَّرتُ في نفسي – "عصائر مُمَجَدَّة".

بالنسبة لبعض صانعي الكوكتيلات غير الكحولية، تبدأ كل زجاجة دورة حياتها الصناعية مثل أي زجاجة مشروب كحولي، أي في معمل التقطير. وهي بنفس النكهات النباتية مثل العرعر والحمضيات للجِن، التي تُنقع في كحول الحبوب بتركيز 40 في المئة. ترتبط النكهات بالكحول بطريقة معينة، ومن الصعب جداً إعادة إنتاجها من دونه. ولكن، في حين أن الجِنّ يُحضَّر ويُعبأ في زجاجات بعد فترة وجيزة من هذه الخطوة، يجب أن يخضع المشروب الروحي غير الكحولي لمزيد من المعالجة لإزالة الكحول. ويمرّ الكحول المنقوع بعملية تقطير إضافية في آنية تقطير فراغية، مما يزيل الكحول من دون إزالة النكهة.

وتُعدّ تقنيات ومعدات التقطير الفراغي مكلفة للغاية، مما يكلّف المنتجين ملايين الجنيهات، ناهيك عن تكاليف الطاقة والصيانة التي تتطلّبُها. بعد إزالة الكحول، يجب أن يمُرّ مركّزُ المشروب الروحي غير الكحولي بمزيد من المعالجة لأنه سيحتاج إلى تعديل للنكهة و "اللذعة"، إضافة إلى تثبيته بالمواد الحافظة لجعله يدوم، نظراً لأنه لا يحتوي الآن على الكحول.

مشروب روحي غير كحولي بمذاق جيّد يمكن أن يمنحك نفس التجربة بالضبط في الحانة، في الأواني الزجاجية اللطيفة، مع صُحبة طيبة، وفي اليوم التالي تشعر أنك بخير تماماً، أو حتى تشعر بشعور رائع. وهما مكمن القيمة الحقيقية -- لوك كازينز، المؤسس المشارك لـتورستيغبار Torstigbar

قرّر لوغسدين وهوارد ديفيز، اللذان أسسا شركة سالكومب للتقطير معاً في عام 2016، المغامرة في المشروبات الروحية غير الكحولية لأنّ المطروح في الأسواق لم يكن يعجبهما. يقول: "من حيث النكهة، بدا أن كل شيء من الدرجة الثانية". "إذا كنت تبحث عن بديل للكحول أو إذا كنت تحب حقاً الجِن والتونِك ولكنك تريد شيئاً غير كحولي، فإنك ستكابد كثيراً للعثور عليه في ذلك الوقت". ويشير إلى سيدليب، التي سيطرت على سوق المشروبات الروحية غير الكحولية بعد إطلاقها كأول علامة تجارية للمشروبات الروحية غير الكحولية في العالم في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، استحوذت عليها شركة دياجو العملاقة متعددة الجنسيات للكحول، التي تضم أيضاً غينيس وبيليز وبيمز وكابتن مورغان والعديد من العلامات التجارية الأخرى تحت مظلتها.

أصبحت سيدليب الخيار المثالي لعشاق مشروب الجِنّ الذين أرادوا الإقلاع عن الكحول؛ وأتذكر أن شقيقة زوجتي، وهي مهووسة بالجِن، أُعطيت زجاجة منها عندما أصبحت حاملاً بطفلها الأول. ولكن منذ ذلك الحين، يقول لوغسدين، كانت الكثير من عروض المشروبات الروحية غير الكحولية للشركات الكبرى مخيبة للآمال من ناحية النكهة. يقول: "لم نشعر أن المستوى كان جيداً". وبطرح مشروب جِن فيرست لايت First Light غير الكحولي، لم يشرَعا فقط في إعادة توليد نفس اللذعة والنكهة التي يحتوي عليها الكحول، ولكن أيضاً في محاولة تغيير طريقة مقاربَتِنا وتقديرنا لتجربة الشرب.

كما باشرا أيضاً صُنع الكوكتيلات بنفسَيهما. يقول سيمون سباغنولي، رئيس الحانات في مجموعة إنسيِبشن Inception Group، التي تدير الحانات في جميع أنحاء لندن بما في ذلك عائلة مستر فوغ فاميليز Mr Fogg’s family إنهم يستخدمون نفس "المكونات الممتازة" في كل من الكوكتيلات الكحولية وغير الكحولية. ويشير إلى ذلك قائلاً: "أضف إلى ذلك مجموعة أصغر من مُحسِّنات النكهة للمشروبات الروحية غير الكحولية والنبيذ المحلّى غير الفوار والمشروبات الكحولية وغيرها من العناصر التي تدخل في مشروبات الكوكتيل لدينا، [و] الطلب مرتفع وكذلك التكاليف".

إضافة إلى تكاليف صنع المشروبات الروحية غير الكحولية وتحضير الكوكتيلات غير الكحولية، فإن الناس بحاجة إلى الاقتناع بقيمة هذه المشروبات. تحاول إيمي إدواردز ولوك كازنز، اللذان أسسا أول مقصف ومتجر منخفض الكحول في برايتون، تورستِغبار، التثقيف بفكرة المشروبات الروحية غير الكحولية ونشرها. وإلى الآن، حقّقا الكثير من النجاح في برايتون، ويخططان لفتح حانة في لندن في عام 2024.

يقول كازينز: "ينظر الناس إلى الكحول على أنه مكافأة لنهاية يوم أو أسبوع شاق – ولهذا السبب هم على استعداد لدفع الكثير مقابل ذلك". "لكن مذاق مشروب روحي غير كحولي بنفس القدر من الجودة يمكن أن يمنحك نفس التجربة بالضبط في حانة، في أوانٍ زجاجية لطيفة، وفي صحبة طيبة، وفي اليوم التالي تشعر أنك بخير تماماً، أو حتى تشعر بشعور رائع. هذا هو مكمن القيمة الحقيقية".

ويضيف إدواردز: "نحن نحاول تغيير وتحدي التصوُّر الذي مفاده أنه لمجرّد عدم احتواء هذه الأنواع من الشراب على الكحول، فهذا يعني أنها يجب أن تكون أرخص. فكّروا في الأمر على النحو التالي: أنتم تدفعون المال كي لا تشعروا بأعراض شرب الكحول في اليوم التالي. إنه تحدٍ مجتمعي كبير لأن هذا هو الحاجز النفسي الذي يواجهه الناس، ولكن يمكنك بالفعل الحصول على نفس التجربة. لقد خُضنا هذه الرحلة لاكتشاف منتجات جديدة ووجدنا بعض المنتجات المثيرة للإعجاب حقاً التي تحتوي على لذعةٍ تصل إلى حلقك وأنت تشربها – هناك الكثير من الكيمياء التي تدخل في تحقيق ذلك".

جعَلني سماع هذا كله أُفكّر بجدية أكبر في سبب شرب الكحول. بالتأكيد، يجعلني ذلك أكثر قابليةً للدردشة مع الغرباء أو التقاط الميكروفون أثناء حفل كاريوكي. لكنني لا أستمتع بصداع الصدغين وتعكير أحماض المعدة في اليوم التالي، أو الشعور بـ"قلق ما بعد الكحول" الذي يجعلني أعيد كل كلمة قلتها وكل جزء من التواصل البصري الذي قمت به في الليلة السابقة. والأمر نفسه ينطبق على أكثر من ثلث (36 في المئة) الشبان أيضاً، الذين يقولون إن قلق ما بعد الكحول كان أحد الأسباب التي تجعلهم يختارون تقليل استهلاكهم له.

شرب الكحول عادة على مستوى المجتمع في المملكة المتحدة. في الآونة الأخيرة، وضع تقريرٌ صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية النساء البريطانيات في رأس قائمة مدمنات الكحول في العالم، علماً أنّ كلا الجنسين في البلاد احتلّ المرتبة الثالثة المشتركة في العالم من حيث معدلات الإفراط في الشرب. لذلك قد يكون إقناع المزيد من الناس بشرب كميات أقل من الكحول أمراً صعباً. ولكن ماذا لو كان الشراب الروحي غير الكحولي يشبه الشراب الروحي العادي؟ ماذا لو بدا أن طلب كوكتيل غير كحولي في الحانة أمراً طبيعياً أسوةً بما يطلبه الجميع؟ إذا كان له مظهر الكوكتيل ورائحته وطعمه، فهل يهمّ إذا كان يحتوي على الكحول أم لا؟

مع الطريقة التي يتجه بها السوق، يبدو أن الإجابة هي لا، لكنها ليست كذلك. لا يزال الطلب على المشروبات الروحية غير الكحولية مرتفعاً، حيث تُقدّر مينتل أن فئة المشروبات الخالية من الكحول ومنخفضة الكحول بلغت قيمتها 255 مليون جنيه استرليني في عام 2022. ويحاول ما يقدَّر بنحو 40 في المئة من البالغين في المملكة المتحدة تخفيف استهلاكهم للكحول، بينما يبدّل حوالى نصف المتسوقين بين المشروبات الكحولية والمشروبات غير الكحولية خلال نفس المناسبة، مثل الحفلات. وهذا يدل على أن الناس يريدون المزيد من الخيارات.

ويضيف لوغسدين أنه عندما يصبح من النادر أن يختار شخص ما مشروباً غير متوافر أثناء وجوده في الحانة، عندها سيكون هناك اتجاه ثابت في الطلب. "بدأ الناس يفهمون أن بإمكانهم الحصول على نفس التجربة والطقوس والفعاليات من دون كحول. وأودّ أن أشجع الناس على النظر في الفرق بين جودة ما يصنعه صغار المنتجين ومقارنته باللاعبين الأكبر. سترون ذلك، بالنسبة لنا، يتعلق الأمر دائماً بالطعم، وسيكون ذلك دائماً ذا قيمة".

أفضل خمسة مشروبات غير كحولية لكايت

نيو لندن لايت فيرست لايت، 25 جنيهاً استرلينياً (زجاجة 70 سنتيلتر)

هذا المشروب الروحي غير الكحولي يمنحك إلى درجة كبيرة ما تحصل عليه من الجِن من دون آثار ما بعد الشرب، حتى بما يشمل "لذعة" الكحول، التي عادةً ما تأتي من خلال استخدام الهابانيرو والزنجبيل.

ستريك Strykk فانيلا من دون فودكا، 18 جنيهاً استرلينياً (70 سنتيلتر)

هذه الفودكا غير الكحولية المملوءة بالفانيليا المدغشقرية ولها لمسة نهائية حارّة بفضل الفلفل الحلو. وهي مثالية لإعادة تحضير الكوكتيلات القديمة مثل مارتيني بورن ستار والوايت رَشَن. حاصل على تصنيف أربع من أصل خمس نجوم من إنديبيست.

كروس آي بي داندي سموك، 22 جنيهاً استرلينياً (50 سنتيلتر)

لتحقيق النكهة المدخَّنة للويسكي، يستخدم هذا المشروب غير الكحولي الحائز على الجوائز شايَ لابسانغ سوشونغ، مما يمنحه نكهة عشبية حارة تقريباً.

كالينو دارك آند سبايسي، 18 جنيهاً استرلينياً (50 سنتيلتر)

يمتدح عشّاق مشروب الرَّم هذا المشروب الروحي الاستوائي غير الكحولي، الذي يمزج الأناناس وجوز الهند والزنجبيل والفانيليا وجوز الكولا والليمون. ويبدو وكأنه كوكتيل في حد ذاته ولكنه رائع إلى حد ما مع إضافة بيرة الزنجبيل.

ذي سوشال إليكسير، 24.99 جنيه استرليني (70 سنتيلتر)

يوصف بأنه "بديل فعّال للمشروب الروحي"، هذا المشروب مشروب عشبي داكن يدّعي أنه يخلق شعوراً "بالسعادة". وقد استدعى مراجعات متنوعة بشكل عام، لكن معظم الناس يتفقون على نكهاته من الشعير والأفسنتين ذي صدى عرق السوس أو ريكارد.

© The Independent

المزيد من منوعات