Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عمال السودان ضاقت بهم الوظائف وأنهكم النزوح

نحو 5 ملايين لم يعد لهم مصادر دخل ثابتة منذ اندلاع الحرب ولا سيما أن الخرطوم بها نحو 80 في المئة من الشركات والمصانع

توقف عمل البنوك الكبرى في ولاية الخرطوم تسبب في فقدان العمال لوظائفهم (أ ف ب)

ملخص

دراسة لمعهد سياسات الأغذية الأميركي توقعت خسارة 5 ملايين وظيفة في السودان بسبب الحرب مما يعني أن نصف القوة العاملة في البلاد تقريباً فقدت وظائفها... إليكم التفاصيل

يواجه آلاف الموظفين والعمال في السودان ظروفاً صعبة تزداد قساوتها مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، بخاصة بعد فقدان أعمالهم في الشركات والمصانع والبنوك، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص والعام، مما أسهم في توقف رواتبهم لأكثر من تسعة أشهر، وهو ما ألقى بظلال كارثية على حياتهم الأسرية التي ضاقت جراء عدم وجود مصادر دخل ثابتة.

وبحسب دراسة لمعهد سياسات الأغذية الأميركي، توقعت خسارة 5 ملايين وظيفة في السودان بسبب الحرب، مما يعني أن نصف القوة العاملة في البلاد تقريباً فقدت وظائفها في مجالات عدة.

خسائر وأضرار

كبد الصراع المسلح قطاع الإنتاج الصناعي في السودان والشركات والمؤسسات خسائر فادحة نتيجة الحرق والتدمير بشكل جزئي أو كامل، فضلاً عن عمليات السلب والنهب للمعدات والمنتجات وقطع الغيار وغيرها، كما توقف عمل البنوك الكبرى في ولاية الخرطوم، ويبلغ عدد المنشآت في العاصمة أكثر من 5 آلاف تتوزع على 46 قطاعاً، أبرزها الصناعات الغذائية والبلاستيكية والجلدية والكيماوية والملابس والأدوية، ويوجد أكثر من 80 في المئة من مؤسسات القطاع الخاص والمصانع والشركات بالخرطوم.

وإزاء هذا الوضع اتجهت هذه المؤسسات لتسريح الموظفين والعمال بشكل نهائي ومن دون تحمل عبء الحقوق المالية، فيما منحت أخرى موظفيها إجازة مفتوحة من دون رواتب، ونتج عن هذا الوضع فقدان مئات الأسر نحو 100 ألف وظيفة من بينها فئات عمالية، علاوة على نزوح ولجوء آخرين إلى الولايات ودول الجوار مثل مصر وإثيوبيا وأوغندا طلباً للأمان.

معاناة الأسر

أسعد حسن، الذي عمل ثمانية أعوام في شركة مواد غذائية بالخرطوم، قال إنه "فجأة وجد نفسه بلا عمل، إذ تم تسريحه من دون أن يتقاضى مستحقاته المالية، ومضت الأيام والأشهر بلا جديد لعدم وجود فرص للالتحاق بوظائف في الولايات الآمنة، ليضطر إلى العمل في أحد الأسواق، لكن دخله اليومي لا يفي بتوفير مستلزمات أسرته".

وأضاف حسن أن "خياره سيكون الهجرة إلى دول الخليج من أجل البحث عن وظيفة تليق بمؤهلاته وتعينه على مساعدة أسرته بخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والأوضاع المعيشية المتفاقمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح حسن أن "كثيراً من العائلات في السودان تعتمد على الموظفين والعمال لتوفير الحاجات اليومية ومعينات العلاج ومستلزمات الدراسة للأطفال والشباب، ولا سيما بعد تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتراكم الأزمات".

ومضى بالقول "خطوة مؤسسات القطاع الخاص المتعلقة بتسريح الموظفين والعمال فيها ظلم كبير، لأن الآلاف منهم لا يملكون حلولاً أو خيارات جديدة، ومن ثم فإن هذا الواقع ألقى بظلال كارثية على حياتهم الأسرية التي عانت كثيراً خلال الأشهر التسعة الماضية".

مصير مجهول

فتحي الزين، الذي فقد وظيفته في شركة معدات طبية رفقة 12 آخرين من دون الحصول على رواتب أو حقوق، يقول إن "الحال كانت جيدة قبل الحرب، لكن اندلاعها أسهم في تسريحه من الشركة التي لم تعد قادرة على الصمود بعد سلب ونهب المعدات".

ولفت الزين إلى أنه "يعاني منذ ستة أشهر ولا يعرف كيف ستنتهي هذه الأوضاع، الالتزامات لن تنتظر ونسير في طريق مجهول بعد توقف أعمالنا على رغم اعتماد الأسر على الرواتب في توفير الحاجات اليومية".

وتابع المتحدث "منذ بداية الصراع المسلح والمعاناة لا تنتهي ويعيش الناس في قلق، لأنه لا أحد يعلم ماذا سيحدث في المستقبل القريب، ونأمل في أن تتوقف الحرب بصورة عاجلة من أجل تحسن الظروف وعودة الحياة إلى طبيعتها".

مشكلات مادية ونفسية

يقول المتخصص في الشأن الاقتصادي عمر الرضى إن "من انعكاسات حرب الخرطوم على المدنيين من ناحية اجتماعية وأسرية هو فقد آلاف الموظفين والعمال وظائفهم، أو في أقل تقدير عدم منح آخرين رواتبهم خصوصاً في بعض القطاعات التي تضررت من الصراع المسلح بشكل مباشر، فالحياة المهنية أصبحت مهددة ويعيش قطاع كبير من الناس في قلق من أن يتم الاستغناء عنهم أو أن تغلق المؤسسات التي يعملون فيها لعدم تمكنها من الصمود في وجه الكارثة".

وأضاف الرضى أن "الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم يعانون مشكلات متعددة مادية ونفسية تؤثر في كامل حياتهم في ظل التزامات لا تتوقف ومستقبل مجهول، فصاحب العمل والموظف كلاهما وجهان لعملة واحدة هي الظروف التي فرضت على الجميع، وإن كان كل منهما يعاني بشكل مختلف".

وأشار المتخصص في الشأن الاقتصادي إلى أن "هناك مصانع عدة نقلت نشاطها إلى دول الجوار مثل إثيوبيا ومصر، وترتب على ذلك فقدان الأسر عدداً كبيراً من مصادر الرزق، وشردت الحرب آلافاً من الموظفين والفنيين والعمال المهرة من دون التزامات من المؤسسات والشركات التي يعملون بها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير