Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاح للسرطان قيد التجربة في بريطانيا يبشر ببزوغ "عصر جديد"

عقدان من البحوث وقد بدأت الثمار تتبدى أخيراً

أعلنت وزيرة الصحة البريطانية أن اللقاحات الجديدة يمكن أن "تحدث ثورة" في طريقة معالجة السرطان في بريطانيا (بيزنيس-إنسايدر.كوم)

ملخص

علاج واعد للسرطان يستند إلى تقنية الحمض الريبي المرسال و"يعلم" الجسد كيفية رصد الخلايا الخبيثة

يبدو أن لقاحاً جديداً ضد السرطان يستخدم تكنولوجيا "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (اختصاراً "أم آر أن أي" mRNA) [في إشارة إلى نوع الحمض النووي الوراثي الذي تستند إليه]، وتخوض المملكة المتحدة تجربته الآن، من شأنه أن يبشر ببزوغ "فجر عصر جديد" من علاجات هذا الداء، بحسب ما أشار أحد العلماء.

مع تطور هذه التكنولوجيا الناشئة الخاصة باللقاحات التي سرعت العمل بها جائحة "كورونا"، يندرج عدد من المرضى البريطانيين بين مجموعة عالمية من المشاركين الذين انضموا إلى تجربة تتفحص السلامة والفاعلية اللتين يتسم بهما استخدام لقاح، يأمل الخبراء في أن يقود إلى ظهور جيل جديد من علاجات السرطان "الجاهزة للاستخدام والمتاحة" أمام من يحتاجون إليها.

اللقاح "أم آر أن أي- 4359" (mRNA-4359)، كما يسمى، الذي تنتجه الشركة الأميركية "موديرنا" يستهدف المصابين بسرطان الجلد (الميلانوما أو سرطان الجلد الميلانيني) المتقدم، وسرطان الرئة، وسرطانات الأورام الصلبة الأخرى [أكثرها شيوعاً سرطانات الثدي والبروستاتا والرئة والقولون والمستقيم].

في حين أنه في بعض الحالات، يصار إلى صناعة اللقاحات لكل مريض على حدة في المختبرات باستخدام المعلومات الجينية الوراثية الخاصة بهم، فإن اللقاح الذي يجربه مرضى السرطان البريطانيون الآن يندرج ضمن لقاحات تستهدف على نطاق أوسع أنواعاً معينة من السرطان، وفي المستطاع إنتاجها بسرعة وسهولة أكبر.

كان رجل من مقاطعة ساري الإنجليزية، مصاباً بسرطان الجلد الميلانيني الخبيث الذي لا يستجيب للعلاج، الشخص الأول في المملكة المتحدة الذي يتلقى اللقاح في "مستشفى هامرسميث" في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك كجزء من الذراع التجريبية التي تديرها "إمبريال كوليدج لندن" و"مستشفى إمبريال كوليدج للرعاية الصحية" التابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

"لقد تلقيت علاجاً مناعياً مختلفاً. خضعت لعلاج إشعاعي، والعلاج الوحيد الذي لم يعط لي هو العلاج الكيماوي"، قال الرجل البالغ من العمر 81 سنة، الذي لا يرغب في الكشف عن اسمه. وأضاف: "لذا، كنت أمام خيارين، إما عدم القيام بأي علاج والانتظار، أو المشاركة بالتجربة وتحقيق شيء ما".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"أشعر بامتنان كبير تجاه المستشفيات والأفراد الذين يديرون هذه التجارب. علينا، بطريقة ما، أن نغير حقيقة أن شخصاً واحداً من كل شخصين يصاب بالسرطان في مرحلة ما من حياته، وينبغي علينا أن نحسن آفاق الاحتمالات".

خلال التجربة، سيصار إلى اختبار اللقاح وحده أو إلى جانب عقار "بيمبروليزوماب" pembrolizumab المتوفر أصلاً، وهو علاج مناعي معتمد، يعرف أيضاً باسم "كيترودا" Keytruda.

ويشارك في التجربة المعروفة باسم "موبيلايز" Mobilize ما بين 40 و50 مريضاً من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك لندن وإسبانيا والولايات المتحدة وأستراليا، مع الإشارة إلى احتمال توسيع هذه المجموعة. ما إن يجد طريقه إلى الجسم حتى يبدأ "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (مادة وراثية) العمل على "تعليم" الجهاز المناعي الاختلافات بين الخلايا السرطانية ونظيرتها السليمة، ويحشده لتدمير الخلايا الخبيثة.

تطرق إلى التجربة الدكتور كايل هولين، رئيس قسم التطوير والعلاجات والأورام في "موديرنا"، فقال إن الباحثين  يأملون في أن يتمكن اللقاح من علاج مجموعة من أنواع السرطان بخلاف السرطانات المشمولة في التجربة الحالية.وأضاف الدكتور هولين: "نعتقد أن اللقاح سيؤتي مفعوله ضد سرطانات الرأس، والعنق، والمثانة، والكلى. لكننا بدأنا بنوعين من السرطانات نعتقد أنهما يتمتعان بالفرصة الأكبر للحصول على الفاعلية المطلوبة، وهما سرطانا الجلد والرئة".

وأشار الدكتور هولين إلى أن عقدين من العمل على لقاحات السرطان قد بدآ أخيراً يؤتيان ثمارهما، إذ بلغنا "أخيراً مرحلة نشهد فيها فائدة حقيقية تتبدى لدى المرضى".

"أعطى لقاحنا الأول الفائدة المنتظرة، إذ نجحنا في تقليص خطر الانتكاسة أو ظهور المرض بنسبة تتخطى النصف لدى مرضى سرطان الجلد الميلانيني الشديد الخطورة. لذا تغمرنا الحماسة تجاه بعض النتائج الأولى، ونأمل في أن يؤذن هذا الإنجاز ببزوغ فجر عصر جديد من علاجات السرطان"، أضاف الدكتور هولين.

كذلك أبدى رأيه في التجربة الدكتور ديفيد بيناتو، من "مستشفى إمبريال كوليدج للرعاية الصحية" التابع لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، فقال إنه فيما تنزع العلاجات المناعية "عباءة التخفي التي تسمح للسرطان بالاختباء داخل الجسم"، تكمن أهمية لقاحات السرطان "في أنه في المتناول أن تجعل أكثر تحديداً بأشواط مقارنة مع غيرها، في مقدور [الباحثين] بصورة أساسية إعطاء اللقاحات" تعليمات مكتوبة لجهاز المناعة" من قبيل "هوية الخلايا السرطانية، وهي أكثر دقة".

أضاف الدكتور بيناتو أن ميزة تكنولوجيا "الحمض النووي الريبوزي المرسال" أنها "تجعل جسمك [المصاب] ينتج تلك التعليمات"، والتي بعد ذلك "توقظ جهاز المناعة".

"صحيح أن اللقاحات المصنوعة لتتلاءم مع حالة كل مريض على حدة تكون أيضاً فاعلة [فعالة إلى حد كبير] جداً، غير أنها قد تستغرق أسابيع للتصنيع، وتعتمد على عينة كبيرة من الورم. ولكن حالياً لا تتوفر بيانات كافية لتحديد ما إذا كانت اللقاحات المصممة وفق حالة كل مريض أفضل في الحقيقة من لقاحات السرطان الأوسع مثل لقاح "موديرنا"، قال الدكتور بيناتو. وأضاف أن لقاح "موديرنا" يبحث في سمات محددة عبر عدد من الأورام، "في أكثر الأهداف شيوعياً الذي يمكن إصابته في السرطان". عليه، تنطوي هذه الميزة على إيجابيات مذهلة بالنسبة إلى الوقت المستغرق، وحقيقة أنه في يدك أن تصنع جرعات من اللقاحات في وقت مبكر حتى قبل مقابلة المريض. هنا تكمن الميزة الفعلية".

يذكر أن تجربة "موبيلايز" Mobilize ما زالت تشرك مزيداً من المرضى [في عينة الدراسة]، وتتوقع "موديرنا" إعلان النتائج خلال العام المقبل.

وقال الدكتور هولين إن نجاح تكنولوجيا "الحمض النووي الريبوزي المرسال" في اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" أعطى زخماً للتعجيل في تطوير لقاحات مضادة للسرطان باستخدام "الحمض النووي الريبوزي المرسال".

وأوضح "لقد شرعنا في ابتكار لقاحنا المضاد للسرطان قبل ظهور جائحة كوفيد، ولكن استخدمنا في لقاح كوفيد جزءاً من تلك التكنولوجيا التي كان ابتكارها في الأساس من أجل إيجاد لقاح مضاد للسرطان".

اللافت حقاً، في رأي الدكتور هولين "أننا عالجنا الآن ما يزيد على مليار مريض بلقاح كوفيد، ونعكف في الوقت الحاضر على دراسة هذه التكنولوجيا نفسها مجدداً على مرضى السرطان. ولما كنا قد عالجنا ما يربو على مليار مريض، نجد في جعبتنا فيضاً من المعلومات حول سلامة العلاج ومدى تحمله في جميع أنحاء العالم".

"لذا على الأرجح، ستكون في متناولنا معلومات حول سلامة استخدام لقاحنا ضد السرطان أكثر من المعلومات الخاصة بأي لقاح آخر لعلاج السرطان، مما يجعلنا نشعر بالثقة بأننا نسير على الطريق الصحيح"، قال الدكتور هولين.

وأضاف أن الآثار الجانبية للقاحات "موديرنا" المضادة للسرطان تبدو أقل من التأثيرات الجانبية المتوقعة مع العلاجات المناعية الأخرى.

"لقد شهدنا تأثيرات جانبية خفيفة جداً على غرار التأثيرات السلبية المترتبة على لقاح كوفيد أو لقاح الإنفلونزا. اختبر المرضى بعض الألم في الذراع، وقليلاً من التعب، وحمى غير شديدة، استمرت بضعة أيام. عندما نقارن التأثيرات المذكورة بنظيرتها الناجمة عن العلاجات المناعية الأخرى، نجد أنها في الواقع خفيفة جداً".

من جانبها، قالت وزيرة الصحة البريطانية فيكتوريا أتكينز إن "هذا اللقاح قادر على إنقاذ أعداد أكبر من الأرواح وتحقيق تغيير ثوري في طريقة علاجنا هذا المرض المرعب باستخدام علاجات أكثر فاعلية وذات تأثير سام أقل على الجسم".

ولكن مع ذلك، الخبراء ليسوا متأكدين بعد من السبب وراء الاستجابة الجيدة للقاحات لدى بعض المرضى، والاستجابة الضعيفة أو عدم الاستجابة بتاتاً لدى البعض الآخر.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة