Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطينيو "الضفة" عن المراقبة الإسرائيلية الدقيقة: سئمنا

تطبيقات ذكية للتعرف على الوجوه ونظام لمكافحة الشغب يطلق النار من بعد والأهالي يشكون "إذلالاً إضافياً"

هذا التشغيل الآلي يزيد الفاعلية، مما يسهل السيطرة الإسرائيلية على حساب "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم" (أ ف ب)

ملخص

تفخر إسرائيل بصناعتها السيبرانية الرائدة وأنظمة تكنولوجيا المراقبة والأسلحة المتطورة التي تصنعها

على زوايا سطح منزلها الأربع في الخليل في الضفة الغربية، أربع كاميرات دوارة ترصد "أية حركة لنا"، وفق ما تقول أم ناصر، معتبرة أن هذه المراقبة المعززة بالذكاء الاصطناعي أصبحت "أصعب" منذ بدء الحرب.

وتقول الفلسطينية البالغة 55 سنة، التي تسكن على مقربة من حاجز أبو الريش، وهو موقع يشهد مواجهات عنيفة متكررة في مدينة الخليل بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين، "تعبت نفسياً".

كهف المتاهة

يفصل هذا الحاجز الشوارع الفلسطينية عن الجيوب التي يعيش فيها مستوطنون في البلدة القديمة التي تضم موقعاً مقدساً متنازعاً عليه يعرف عند المسلمين بالمسجد الإبراهيمي وعند اليهود بكهف البطاركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يحرس الموقع عشرات الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح وعديد من كاميرات المراقبة التي تعتبرها أم ناصر تدخلاً خانقاً، وتقول "قررنا أن نضع خشباً حتى نحافظ على شيء من الخصوصية، جاء الجيش وكسر كل ما كان موجوداً على السطح وأزالوا الخشب".

وتضيف "في إحدى المرات أخذ الجيش بطاقاتنا الشخصية، وقالوا لنا إنه سيتم إدخال بصمة الوجه لكل أفراد العائلة، لكن لا نعرف ماذا حصل بعدها".

أما شاي كوهين، وهو مستوطن إسرائيلي يبلغ 23 سنة، فيقول إن الكاميرات "تساعدنا كثيراً" في الشعور بالأمان.

وتفخر إسرائيل بصناعتها السيبرانية الرائدة وأنظمة تكنولوجيا المراقبة والأسلحة المتطورة التي تصنعها. وفي حين تستخدم عديد من المشاريع المدنية تقنية التعرف على الوجه، يستخدم الجيش الإسرائيلي أدوات أخرى متطورة في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967.

ومن بين تلك الأدوات تطبيق "بلو وولف" (الذئب الأزرق) الذي يستخدمه الجنود لتصوير وجوه الفلسطينيين بهواتفهم، قبل مقارنة الصور في قاعدة بيانات تشير إلى ما إذا كان الشخص مطلوباً أم لا.

تفتيش في الملامح

وتوضح صوفيا غودفرند وهي طالبة دكتوراه متخصصة في الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان، أن هذا النظام جزء من "استراتيجية سيطرة من دون احتكاك" ينتهجها الجيش الإسرائيلي، وهي "تستند إلى تكنولوجيا المراقبة الآلية التي غالباً ما تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتهدف إلى تقليل التفاعلات" بين الجنود والفلسطينيين.

في عام 2022، نشر نظام "ريد وولف" (الذئب الأحمر)، وهو برنامج مدمج مع نقاط التفتيش، وفق ما أظهر تحقيق لمنظمة العفو الدولية في مايو (أيار) الماضي.

ويروي الناشط الحقوقي عيسى عمرو، "الجنود يعرفون حتى قبل وصولي إلى الحاجز أنني (أحمر)، أي (أشكل تهديداً)"، مستنكراً "إذلالاً إضافياً، إذ إن صورنا تلتقط من دون موافقتنا، لا نعرف كيف تستخدم البيانات".

كذلك، أعلن الجيش في نهاية 2022 أنه يختبر نظام مراقبة مزوداً بأدوات لمكافحة الشغب طورتها شركة "سمارت شوتر" الخاصة، ويمكن لهذا النظام الذي يتم التحكم فيه عن بعد أن يطلق طلقات نارية غير مميتة، بحسب الجيش.

ورداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية عن هذا النظام، لم يرغب الجيش الإسرائيلي في الإجابة. وبحسب مجموعة "بريكينغ ذي سايلنس" المناهضة لممارسات إسرائيل، فإن هذا التشغيل الآلي "يزيد الفاعلية"، مما "يسهل السيطرة" على حساب "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم".

ويقول عادل المدافع عن حقوق الإنسان الذي يستخدم اسماً مستعاراً بسبب مخاوف أمنية، "الهدف من هذا النظام هو بث القلق والخوف. يتم التدقيق في سلوكنا وتحركاتنا. هناك أيضاً نظام يقوم بمسح لوحات أرقام سياراتنا".

ويعيش عادل في القدس الشرقية، حيث تطبق خصوصاً تقنية التعرف على الوجه، على حد قوله، خلال التظاهرات.

ويروي، "في أحد الأيام، أثناء عملية تفتيش، ظهرت صفحات كاملة من البيانات على الجهاز اللوحي" الذي كان الجنود يستخدمونه. مضيفاً "ذكروا لي عملية توقيف تعرضت لها قبل سنوات برأني منها القضاء".

كاميرات تطلق النار

وتتصاعد التوترات في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) يوم شنت حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.

وترد إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعت بهجوم بري واسع في القطاع، مما أسفر عن مقتل 27585 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

ومنتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلقت اتهامات باستخدام تقنية التعرف على الوجه في غزة، فأظهرت مقاطع فيديو حشوداً من الفلسطينيين يفرون جنوباً عبر بوابات نصبها الجيش. وأفادت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية بوجود كاميرات "ذكية" في باحة مستشفى الشفاء.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه "ينفذ عمليات أمنية واستخبارية" في إطار الحرب.

وكانت إسرائيل تتحدث في الماضي عن أنظمة تشغيل لمسيرات وسيارات رباعية الدفع للقيام بدوريات على طول الحدود مع قطاع غزة.

وخلال هجوم السابع من أكتوبر، دمر مقاتلو "حماس" على السياج الفاصل أنظمة كاميرات ورشاشات تطلق النار بتشغيلها عن بعد.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير