Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرعب يخيم على مدينة باث البريطانية بعد جريمتي قتل مراهقين

تُعرف المدينة التاريخية بمعالمها المشهورة عالمياً على غرار "الحمامات الرومانية" ومبنى "الهلال الملكي"، ولكن ثمة واقعاً آخر لـ"باث" هو أكثر قتامة، تكشف بعد جريمتي قتل اثنين من المراهقين فيها

شرطيان من الخيالة يقومان بدوريات في وسط مدينة باث كجزء من مبادرة لمراقبة الأمن منذ حادثة الطعن في حديقة وسط المدينة في يناير (اندبندنت)

ملخص

مدينة باث تتأرجح بين كونها مدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي وتكرار جرائم الطعن بالسكاكين فيها.

تحلقت مجموعة من السياح في ظل دير مدينة باث ذي الطراز القوطي قبل الساعة العاشرة صباحاً، وهو الموعد الذي تدق فيه ساعة الدير إيذاناً بانطلاقهم نحو "الحمامات الرومانية" الشهيرة. ويقومون بالتقاط صور تلك اللحظات بحماسة، في وقت يقف فيه أحد المرشدين السياحيين، حاملاً حافظة في يد ومظلة ملونة في اليد الأخرى، ليقودهم نحو الموقع الأثري في المدينة البريطانية.

وما هي إلا لحظات حتى يصيح قائلاً: "الآن، اتبعوني"، وهو يوجه مجموعة الزائرين نحو مدخل أحد أبرز معالم المدينة، "الحمامات الرومانية"، التي يبلغ عمرها نحو ألفي عام، والتي تحيط بها هندسة معمارية ساحرة ذات لون عسلي من الطراز الـ"جورجي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنه أحد أيام الشتاء الباردة في المدينة، لكن على الرغم من رطوبته، فإن شوارع "باث" تضج بالصخب والحيوية، ويستمتع زائروها بمعالمها التاريخية الكثيرة التي تبرز شهرتها ومكانتها على قائمة التراث العالمي لـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونيسكو) UNESCO.

ومع ذلك، ووسط هذا السحر، تسري تلميحات مثيرة للقلق داخل المدينة القديمة، يتعين التطرق إليها والحديث عنها. فهناك اثنان من عناصر شرطة الخيالة اللذان، على الرغم من توقفهما لأخذ صور لهما، فإن حضورهما لا يدل على أنه للاستعراض، بل لتنفيذ دوريات أمنية. أما المشهد الآخر، فهو النصب التذكاري المهيب على الطريق الرئيس في شارع ساوثغيت، الذي تذكر زينته بالخسارة المأسَوية لمراهق تعرض للقتل، وإحياءً لذكراه.

منذ حادثة الطعن التي وقعت في يناير (كانون الثاني) الفائت بالقرب من مبنى "الهلال الملكي" الشهير Royal Crescent، وهو إحدى مناطق الجذب السياحي المفضلة في مدينة باث، تم تكثيف وجود عناصر الشرطة. وقد ألقي القبض على شاب يبلغ من العمر 17 سنة للاشتباه في محاولته القتل، وفي انتظار اتخاذ مزيد من الإجراءات القانونية تم الإفراج عنه بكفالة.

هذه الحادثة الصادمة أتت في أعقاب جريمة قتل ميكي روينون الفتى البالغ من العمر 16 سنة في يونيو (حزيران) من العام الماضي. وكان قد تعرض للطعن بسكين "زومبي" (ذات الشفرة الطويلة، والرأس المسنن، وهي محظورة الاستعمال في بريطانيا) أثناء حفلة عيد ميلاد أحد الأشخاص.

وكانت قبل نحو شهر من الوفاة المفجعة لميكي، قد وقعت مأساة أخرى. فقد تعرض الشاب بن مونكريف البالغ من العمر 18 سنة، لطعنات قاتلة خارج مطعم "ماكدونالدز" في وسط المدينة، أثناء محاولته فض مشاجرة. وقد تم إنشاء نصب تذكاري إحياء لذكراه.

إلا أنه في مدينة باث، حيث يتركز الاهتمام والنقاشات الساخنة في الغالب على الرسوم المفروضة على مواقف السيارات، وجهود المدينة لمواجهة اتساع ظاهرة تأجير المساكن عبر تطبيق "إير بي أن بي" Airbnb، فإن هذه الحوادث تأتي لتشكل تذكيراً صارخاً للشرطة وقادة المجتمع وأولياء الأمور على حد سواء، بمشكلة اجتماعية أشد عمقاً.

وقالت يرا هوبهاوس، العضو في البرلمان عن حزب "الديمقراطيين الأحرار" في المدينة، لصحيفة "اندبندنت" إنه "لا توجد زيادة مفاجئة في جرائم الطعن بالسكاكين في باث مقارنة بالعام أو العامين الماضيين. إلا أن الحوادث الأخيرة قوضت شعورنا بالأمان لأننا لم نشهد مثل هذا العنف في السابق، ولدينا الآن ثلاث حوادث متتالية". وأضافت "نحن نشعر بقلق عميق، نظراً إلى خطورة الوضع".

وعلى الرغم من أن بيانات الجريمة الصادرة عن وزارة الداخلية يتم تصنيفها بحسب السلطة المحلية وليس المدينة على وجه التحديد، فقد شهدت باث ومنطقة "نورث إيست سومرست" أكبر عدد من حوادث العنف الخطرة، كانت باث هي موقعها الرئيس. وتُعد هذه الإحصاءات بمثابة مؤشر إلى خطورة المشكلة.

ووفقاً لبيانات حديثة، فعلى رغم أن حالات العنف ضد الأفراد في المنطقة ظلت مستقرة، فإنه سُجلت زيادة كبيرة في جرائم حيازة الأسلحة، بحيث ارتفعت بنسبة 50 في المئة ومن حيث الأرقام إلى 81 حادثة، في العام المنتهي بشهر سبتمبر (أيلول) من عام 2023.

وفيما قد تبدو هذه الأعداد قليلة نسبيا، إلا أنه من بين 81 جريمة تتعلق بالأسلحة، كانت 15 منها مرتبطة على وجه التحديد بحمل السكاكين.

مع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الإحصاءات لا تقدم سوى صورة جزئية، كما تعترف بذلك سلطات إنفاذ القانون المحلية. ويعرب الأهالي المقيمون في مجمعات سكنية تقع في بعض المناطق الأكثر حرماناً في المدينة، بعيداً عن مناطق الجذب السياحي، عن مخاوف متزايدة في شأن سلامة أبنائهم بعد الحوادث الأخيرة.

وأفادت منظمات شبابية لصحيفة "اندبندنت" أن عدداً أقل من الشباب يشعرون بالأمان الكافي للمشاركة في برامجهم. وفي الواقع، كشف مسؤول عن إحداها، عن نموذج أولي لسترة واقية من طعنات السكين، بالتعاون مع صديق يعمل في إحدى جامعتي المدينة.

وتدرك السيدة شارون هندري والدة بن مونكريف، جيداً التداعيات المدمرة لجريمة الطعن بالسكاكين. وهي تطالب بإلحاح، إلى جانب أهالٍ آخرين في المدينة، بوضع حد لدوامة العنف السائدة.

في الليلة التي تُوفي فيها ابنها، تلقت شارون مكالمة مؤلمة من صديقة بن، تبلغها فيها عن تعرضه لاعتداء وسط شجار بين المعتدى عليه وشخص آخر. وبينما كانت صديقته تواسيه في لحظاته الأخيرة، كانت من بين الكلمات الأخيرة التي سمعها المراهق الجريح وهو ملقى على الأرض مضرجاً بدمائه: "والدتك آتية. والدتك آتية".

وقد وصلت السيدة هندري إلى مكان الحادثة بأسرع ما يمكن، وحاولت يائسة إنعاش ابنها، لكن ما لبث أن أعلن عن وفاته بعد فترة وجيزة.

وقالت الأم لصحيفة "اندبندنت" وهي تجلس في غرفة الجلوس تحت لوحة كبيرة لصورة ابنها: "لطالما اعتقدتُ أن بن آمن هنا في باث. كنتُ أشعر بالقلق عليه عندما كان يذهب إلى كرويدون لزيارة صديقته". 

وتضيف: "عندما وصلتُ إليه، كان مستلقياً على الأرض وعيناه مفتوحتان تحدقان إلى الأمام. سمح لي المسعفون بمحاولة إيقاظه. توسلته مراراً وتكراراً قائلةً له: ’استيقظ‘، فيما شاهدت دمه المسفوك والجرح الذي تسببت به طعنه بالسكين. وقد عمل المسعفون بلا كلل على إنعاش قلبه، لكن في أعماقي كنت أدرك أنه كلما طال الأمر كان يعني ذلك أنه لن يعود إلى الحياة. ثم أكدوا لي ذلك، وأخبروني بأنه قد تُوفي".

وتستعيد السيدة هندري تلك اللحظات قائلة: "لقد أصبتُ بذهول تام. ولم أدرك حقيقة غيابه إلا عندما عدتُ إلى المنزل، ورأيتُ ملابس بن التي كانت ما زالت في الغسالة".

حافظت الأم على غرفة نومه كما كانت عليه عندما تركها: سرير غير مرتب، وزجاجة فودكا موضوعة على رف النافذة، وملابسه الرياضية متناثرة في أرجائها. أما في الطابق السفلي، فقامت بوضع إطار لاستمارة موافقة على الحصول على وشم، كان قد وقع عليها في اليوم السابق لوفاته، لتكون بمثابة تذكار للحظاته الأخيرة، خصوصاً أنها بخط يده.

وتقول في وصف مشاعرها: "لقد حطمتني وفاته تماماً. لم أعد قادرة على القيام بشيء. لا أرغب في قضاء أي إجازات، ولا أستطيع الاستمتاع بعيد الميلاد، أو بمناسبات أعياد الميلاد. الفتى الذي قتل ابني دمر حياتي. أرجو ألا يعيش أي شخص آخر المعاناة التي أعيشها اليوم".

وفي هذا الإطار، استمعت المحكمة لشهادات مفادها أن الفتى البالغ من العمر 16 سنة، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة على الأقل بتهمة قتل بن، كان يقع تحت التأثير السلبي لأفراد أكبر سناً منه قبل الهجوم. وتبلغت المحكمة أيضاً أن المراهق الذي ينحدر من جنوب لندن، قام بالتباهي بجريمة الطعن بالسكين من خلال ظهوره في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

تطالب السيدة هندري الشباب بإحداث تحول في مواقفهم في ما يتعلق بحمل السكاكين. وتؤكد أيضاً ضرورة أن يضطلع الآباء بدور أكثر أهمية في توجيه أطفالهم بعيداً عن المشاكل من خلال غرس القيم فيهم ومبادئ الاحترام المتعلقة بطريقة معاملة الآخرين وفهم عواقب أفعالهم. وشددت على أن "كل شيء يجب أن يتغير".

بعد وفاة بن، هزت المدينة مأساة أخرى عندما طُعن المراهق ميكي روينون بشكل قاتل بما تُسمى سكين زومبي، وذلك خلال مواجهة وقعت بين مجموعتين في إحدى الحفلات المنزلية.

سكاكين ’زومبي‘ هي عبارة عن أسلحة ذات شفرات كبيرة، ترتبط بشكل متزايد بجرائم العصابات والعنف في المملكة المتحدة.

يوم الأربعاء، بعد محاكمة استمرت خمسة أسابيع في "محكمة التاج في بريستول" Bristol Crown Court، تمت إدانة ثلاثة مراهقين بقتل ميكي. ودين أحدهم بالقتل المتعمد، بينما دين الآخران بالقتل غير العمد.

مفتش المباحث مارك نيوبري علق بالقول: "إن حقيقة قيام ثلاثة يافعين بتسليح أنفسهم بسكاكين لحضور حفل عيد ميلاد فتاة مراهقة لبلوغها سن الـ16 هو أمر غير مقبول على الإطلاق".

واستجابة لهذه المآسي، اتخذت السلطات في المدينة سلسلة من الإجراءات. وأنشئت شراكة للحد من العنف شملت منظمات مختلفة، بما في ذلك المجلس المحلي وقوى الشرطة، وقامت بتنظيم فعاليات توعوية للآباء ومقدمي الرعاية. وتهدف هذه الفعاليات إلى تثقيفهم في شأن العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى احتمال تورط أولادهم في جرائم طعن بالسكاكين، كفقدان سكاكين المطبخ، أو الاستحواذ المفاجئ على ملابس باهظة الثمن بما يتجاوز إمكانيات أبنائهم المعتادة.

ويخضع المهنيون الذين يعملون مع الأطفال للتدريب كي يصبحوا أطباء شوارع. إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تقدم فرقة العمل المعنية بجرائم السكاكين التي أنشأها المجلس المحلي، تقريراً يتضمن توصيات، خلال الأشهر المقبلة.

العضو في المجلس تيم بول قال إنه "على رغم من أن مدينتنا ومنطقتنا آمنتان في العادة، فإننا لسنا بمنأى عن المشكلة الوطنية المتمثلة بجرائم السكاكين. ومن الأهمية بمكان أن تحافظ الشرطة على موقف حازم في شأن إنفاذ القانون، كلما كان ذلك ضرورياً ومناسباً".

ورأى أن "من الضروري أن نواصل جهودنا لمنع وقوع أي حوادث مأسَوية أخرى، من خلال التعاون مع شركائنا وأولياء الأمور ومقدمي الرعاية، لضمان سلامة جميع السكان في باث ومنطقة ’نورث إيست سومرست‘".

كبير مفتشي الشرطة سكوت هيل الذي تولى قيادة الفريق العامل في نطاق باث في أعقاب وفاة الشاب ميكي، أفاد بأن معالجة جرائم السكاكين كانت في مقدم أولوياته.

وقال لـ"اندبندنت: "فيما تشير البيانات الإحصائية إلى أن الغالبية العظمى من الأفراد لا يحملون السكاكين، فإن تصور الجمهور قد يتأثر سلباً عندما تقع حوادث عدة من الجرائم المرتبطة بالسكاكين ضمن فترة زمنية قريبة".

وشدد على أن "هذه الحوادث تشكل جرس إنذار بالنسبة إلينا لمعالجة جرائم السكاكين واعتبارها قضية خطرة وملحة. وبصفتي قائداً للشرطة المحلية، فإن هذه المسألة تثير لدي قلقاً بالغاً، ونحن نتعاون بشكل وثيق مع شركائنا للتصدي لها بفاعلية".

وأوضح كبير مفتشي الشرطة أن الأجهزة تعمل على تعزيز عملياتها الاستخباراتية، والتواصل مع الفتيان الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 11 و13 سنة في المدارس، فيما تقوم بتكثيف انتشار عناصرها في أعقاب حوادث مثل حادثة الطعن التي حصلت في يناير (كانون الثاني) لطمأنة المجتمع.

وشدد على أهمية زيادة الوعي العام في شأن ارتفاع مخاطر الإصابة أو الوفاة المرتبطة بحمل سكاكين بين الأطفال إذا كانوا يحملون سكيناً.

وقال إن "الهدف الأساسي وراء هذه الجهود كلها هو الوقاية وإبعاد لشباب عن التورط في جرائم السكاكين".

ورداً على سؤال عن سبب مواصلة بعض الأفراد اختيار حمل السلاح، أوضح هيل أن هناك "مجموعةً صغيرة من الأطفال الذين يعتقدون خطأً أن حمل السكين يوفر لهم الأمان".

يُشار إلى أن الجمعيات الخيرية في المدن تضطلع بدور بارز في معالجة هذه القضية حصوصاً في ضوء التخفيضات الكبيرة للخدمات المقدمة للشباب على مدى أعوام طويلة، لكنها تواجه تحديات خاصة بها.

من بين تلك الجمعيات، مؤسسة "تطوير الصحة والاستقلالية" Developing Health and Independent  الخيرية التي تتولى تأمين خدمة لمكافحة المخدرات والكحول تُسمى "المشروع 28"  Project 28، وهي توفر جلسات فردية للشباب.

وصرحت روزي فيليبس الرئيسة التنفيذية للجمعية، لصحيفة "اندبندنت" بأنها تعتقد أن جرائم الطعن بالسكاكين في المدن ترتبط بالمخدرات وبوسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التراجع في توفير خدمات خاصة بالشباب، مثل نوادي الشباب، التي قالت إنها تشكل مصدراً حيوياً لدعم الأطفال وتوجيههم، بحيث يمكنهم الوصول إلى البالغين الذين "يثقون بهم"، للحصول على المشورة والدعم والرعاية.

وأشارت السيدة فيليبس إلى الاتجاه المثير للقلق بحيث يبدأ بعض الأطفال في حمل الأسلحة، مما يدفع بآخرين إلى أن يحذوا حذوهم. وشددت على أهمية تعزيز الجهود التعليمية لمعالجة هذه القضية بشكل فعال. إضافة إلى ذلك، أعربت عن إحباطها إزاء مبادرات التمويل غير المتسقة، التي تعيق قدرة المنظمات على التقدم بطلب للحصول على مشاريع طويلة الأجل تهدف إلى معالجة المشكلة.

جمعية "منتورينغ بلاس"  Mentoring Plus، وهي مؤسسة خيرية أخرى، تدير جلسات في ناد للشباب في المدينة مرتين في الأسبوع. وأفادت الرئيسة التنفيذية للجمعية روث كيلي، بأن أعداد الحضور تراجعت بنسبة 50 في المئة، مقارنة بمستويات ما قبل الوباء. كما أشارت إلى أن إشراك الأطفال الأكبر سناً في الأنشطة الجماعية يُعد أمراً أكثر صعوبة، بحيث يتردد كثيرون في مغادرة منازلهم.

وأوضحت كيلي أن السبب "يعود إلى مخاوفهم من الجريمة والشعور بألا حاجة لهم للخروج، إذ يمكنهم التواصل في ما بينهم عبر الإنترنت. وبالتالي، هم يفوتون فرصة الوجود معاً والتواصل الشخصي، كما يفعلون في حفلة أو تجمع في منزل شخص ما، على غرار حالة ميكي".

وأشارت إلى "اتجاه مقلق يتجنب معه الشباب الخروج بشكل متزايد، مما يؤدي إلى شعورهم بمزيد من الخطر عندما يغامرون بالخروج".

إضافةً إلى ذلك، أكدت وجود حال من عدم المساواة في المدينة، وهو ما يظهر بشكل خاص في حقيقة أن خمسة أحياء تقع ضمن الـ20 في المئة من المناطق الأكثر حرماناً في البلاد، مما يجعل الفقر عاملاً مهماً يسهم في تحول الشباب نحو الجريمة في هذه المجتمعات".

من هنا، لا يزال العمل الذي يتم إنجازه غير كاف بالنسبة إلى الأهالي الذين يعيشون في تويرتون، وهي إحدى المناطق الأشد حرماناً في المدينة. وقد جرى بناء القرية على المنحدرات المطلة على المدينة، وتتميز بمشروع "وايتوي هاوزينغ إستيت" Whiteway Housing Estate السكني (تديره جمعية إسكان محلية) الذي تم بناؤه في ثلاثينيات القرن الـ20 على طول مزرعة مشهورة في المدينة.

قبالة حانة "سنتوريون" Centurion المصنفة من الدرجة الثانية (مما يشير إلى أنها تحمل قيمة معمارية وتاريخية)، تنتظر صوفي هاردي ودونا في محطة الحافلات.

دونا البالغة من العمر 28 سنة، التي لم تشأ ذكر اسمها الأخير قالت: "ابني يبلغ من العمر 14 سنة، وهو يعرف أولاداً يعتقدون أن حمل السكين أمر مهم من شأنه أن يوفر لهم الحماية". وأضافت:  "باعتباري والدته، لا أستطيع الامتناع عن التفكير في ما إذا كان أولادي سيعودون إلى المنزل، أو ما إذا كان سيحدث شيء ما لهم".

أما السيدة هاردي (34 سنة) فقالت أخيراً: "نحن بعيدون كل البعد عن صورة البطاقة البريدية المثالية والخلابة لمدينة باث هنا، وفي بعض الأحيان يبدو الأمر وكأننا في عزلة. إن أحداً لا يريد أن يرى مراهقاً آخر يُقتل. وهناك حاجة ملحة لبذل مزيد من الجهد لدعم أطفالنا، وضمان ازدهار المدينة في المستقبل".

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار