ملخص
خسر سعر خام "برنت" 3.5 في المئة الأسبوع الماضي في أكبر انخفاض منذ أوائل فبراير الماضي
يعد تراجع النفط الأسبوعي مؤشراً إلى تقييم المتداولين خطواتهم التالية المحتملة من إيران وإسرائيل وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وانخفض سعر خام "برنت" إلى ما يقارب 87 دولاراً للبرميل بعد خسارة 3.5 في المئة الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ أوائل فبراير (شباط) الماضي.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني، ووافقت على تمويل جديد لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وعمقت أسعار النفط خسائرها متأثرة بتجدد التركيز على أساسات السوق، بعد أن قللت إسرائيل وإيران من أخطار تصعيد الأعمال القتالية في الشرق الأوسط في أعقاب ضربة إسرائيلية محدودة على ما يبدو على إيران.
توقعات حول التوتر
وقال محلل السوق الاستراتيجي في "آي جي"، ييب جون رونغ، إن "أسعار خام برنت لم تنجح في الاحتفاظ بارتفاعها المبدئي مع توقعات واسعة بأن التوتر الجيوسياسي بين إسرائيل وإيران ربما ينحسر بالنظر لرد فعل إيران الهادئ".
وارتفع الخامان القياسيان أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل في وقت مبكر من تداولات، الجمعة الماضي، بعد سماع دوي انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية، فيما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي لكن تقليل طهران من أثر ذلك وقولها إنها لا تعتزم الرد قلص المكاسب.
وقال ييب لوكالة "رويترز"، "الزيادة بأكثر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية لم تساعد الأمر أيضاً".
وارتفعت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 2.7 مليون برميل وفقاً لما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة، الأسبوع الماضي، وهو ما يقارب ضعف توقعات المحللين.
ومنذ بداية العام، ارتفع النفط بنحو 13 في المئة بسبب التوترات الجيوسياسية وتخفيضات الإمدادات التي أجرتها "أوبك+" التي أدت إلى تقلص الإمدادات بالسوق.
وسيركز المستثمرون على عدد كبير من البيانات الاقتصادية الأميركية هذا الأسبوع، بما في ذلك مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياط الفيدرالي، الذي سيعطي مزيداً من الدلائل على مسار السياسة النقدية.
ارتفاع مع الأخطار
ويعد مديرو الأموال هم الأكثر تفاؤلاً في شأن خام "برنت" منذ مارس (آذار) 2021، إذ يشترون عقود النفط للاستفادة من أي ارتفاع وسط تزايد الأخطار الجيوسياسية، وتشير الأسواق الأخرى أيضاً إلى الاتجاه الصعودي، مع تداول خيارات الشراء، التي تربح عندما ترتفع الأسعار، بعلاوة على خيارات البيع.
إلى ذلك من المقرر أيضاً، أن تعلن أرباح أكبر شركات النفط الكبرى في العالم، بما في ذلك "إكسون موبيل" و"توتال" و"شيفرون" إضافة إلى الشركات الآسيوية.
في الوقت ذاته، زاد رواج خام النفط الأكثر حامضية وكثافة في الأسواق المادية في آسيا، في تحول نادر الحدوث عن النمط المعتاد، إذ يستفيد من التغير في تدفقات النفط العالمية وأرباح التكرير.
بدأت علاوات سعر العقود الفورية لخامات الشرق الأوسط متوسطة الكثافة وعالية حامض الكبريت، مثل خامي عمان وزاكوم العلوي، في تجاوز الدرجات الأخرى مثل مربان، ويمثل ذلك حدثاً غير معتاد، إذ عادة ما يعد الخام الخفيف، مثل مربان، أعلى جودة نظراً لكثرة أنواع الوقود المكرر الناتجة منه، مثل الديزل.
تغيرات رئيسة
وبحسب تقارير متخصصة، يعكس النمط الجديد تغيرات رئيسة في العرض والطلب حدثت في سوق النفط العالمية، فقرارات "أوبك+" بخفض الإنتاج قيدت إمدادات الخامات الأكثر تلويثاً، وفي الوقت نفسه، زاد المصدرون في الولايات المتحدة شحنات الدرجات الخفيفة.
وشهد جانب الطلب ارتفاع هوامش أرباح زيت الوقود عالي الحامضية، الذي يستخرج من الدرجات متوسطة الحامضية في الأغلب، في حين انخفضت أرباح إنتاج الديزل في آسيا، وفق بيانات "بلومبيرغ فير فاليو"، ويرى التجار أن هناك عوامل أخرى أسهمت في ذلك، فبينما أبدت سوق الديزل العالمية إشارات إلى الضعف، انتعش زيت الوقود المستخرج من الخامات الثقيلة، بفضل الطلب الموسمي، إذ يستهلك الشرق الأوسط كميات أكبر لتوليد الكهرباء خلال أشهر فصل الصيف.
وحافظت روسيا على مكانتها كأكبر الدول المصدرة للنفط إلى الصين في مارس الماضي، بعدما أفرغت سبع ناقلات روسية شحنات في الموانئ الصينية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونقل موقع "أرقام" عن بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية ما يفيد بارتفاع واردات الصين من روسيا بما يشمل الإمدادات عبر خطوط الأنابيب والشحنات المنقولة بحراً بنسبة 12.5 في المئة على أساس سنوي إلى 10.81 مليون طن متري أو 2.55 مليون برميل يومياً في مارس الماضي، مقتربة من المستوى القياسي البالغ 2.56 مليون برميل يومياً المسجل في يونيو (حزيران) 2023.
اتفاق عماني
على صعيد متصل، ذكرت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال و"توتال إنرجيز"، أحد المساهمين فيها، اليوم الإثنين، إنهما وقعتا اتفاق بيع وشراء 800 ألف طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال.
وأوضحت الشركتان في بيانين منفصلين أن الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ستزود "توتال إنرجيز"، التي تمتلك 5.54 في المئة من الشركة العمانية، بالغاز المسال لمدة 10 أعوام بدءاً من 2025.
ووقعت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، الأسبوع الماضي، اتفاقاً مع شركة "بوتاش التركية" المشغلة لشبكات الغاز، تحصل بموجبها الشركة التركية على نحو مليون طن سنوياً من الغاز المسال على مدار 10 أعوام تبدأ من العام المقبل، ووقعت اتفاقاً مدته 10 أعوام مع شركة "شل" لتوريد 1.6 مليون طن سنوياً اعتباراً من العام نفسه.
قرار استثماري
وأضافت شركة النفط الفرنسية الكبرى، أنها اتخذت القرار الاستثماري النهائي في ما يتعلق بمشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال في سلطنة عمان، ومن المقرر أن يتولى تشغيل المشروع شركة مشتركة تسمى "مرسى للغاز الطبيعي المسال"، وتؤول 80 في المئة من ملكية الشركة إلى "توتال إنرجيز"، بينما تمتلك شركة النفط العمانية المملوكة للدولة الحصة المتبقية.
ومن المتوقع أن تستقبل محطة مرسى للغاز الطبيعي المسال نحو 150 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، تأتي من حصة الشركة البالغة 33.19 في المئة في حقل "مبروك" الشمالي الشرقي بمنطقة الامتياز البرية.
وبدأ الإنتاج في حقل "مبروك" في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، قبل أن يصل إلى مرحلة الاستقرار خلال الشهر الجاري.
وقالت "توتال إنرجيز"، إن "القرار الاستثماري النهائي سيسمح لشركة مرسى للغاز الطبيعي المسال بتمديد حقوقها في المنطقة 10 حتى انتهاء مدتها في 2050".
ويتضمن المشروع أيضاً إنشاء محطة لتسييل الغاز الطبيعي في ميناء صحار بطاقة استيعابية تبلغ مليون طن سنوياً، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول الربع الأول من 2028، مع التركيز على سوق الوقود البحري.
وأضافت "توتال إنرجيز" أنها وصلت مع الشركة العمانية إلى "مرحلة متقدمة من المناقشات للتطوير المشترك لمحفظة تصل إلى 800 ميغاواط، منها مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 300 ميغاواط الذي سيزود مرسى للغاز الطبيعي المسال".