ملخص
أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها أرسلت قوات بحرية وجوية وبرية للرد على المناورات "العقابية" الصينية حول الجزيرة فيما أعلن جنرال أميركي أنها متوقعة ومقلقة.
أكد رئيس تايوان لاي-تشينغ-تي الخميس بعد أيام على تنصيبه أنه سيقف "على خط الجبهة" للدفاع عن تايوان فيما تجري الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.
وقال في قاعدة عسكرية "سأقف على خط الجبهة مع أخوتي وأخواتي في الجيش للدفاع معاً عن الأمن الوطني، "من دون أي إشارة مباشرة إلى المناورات العسكرية الصينية. وشدد على أن تايوان "ستدافع عن قيم الحرية والديمقراطية في وجه التحديات والتهديدات الخارجية وستحفظ السلام والاستقرار في المنطقة".
وبدأت الصين، صباح اليوم الخميس، مناورات عسكرية تستمر يومين حول تايوان، حيث طوقت الجزيرة بسفن وطائرات حربية، معتبرة ذلك "عقوبة" على "أعمال انفصالية"، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية.
وفيما حشد الجيش التايواني قواته وقال، إنه واثق من قدرته على حماية الجزيرة، اعتبر قائد عسكري أميركي المناورات العسكرية "مثيرة للقلق" لكنها متوقعة.
تايوان تأسف
في المقابل، رأت تايوان، اليوم الخميس، أنه "من المؤسف" أن تباشر الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة التي تمتع بحكم ذاتي بعد أيام على تنصيب الرئيس الجديد لاي تشينغ-تي.
وقالت الناطقة باسم الرئاسة التايوانية كارين كوو في بيان "من المؤسف رؤية الصين تلجأ إلى تصرف عسكري أحادي الجانب ومستفز يهدد الديمقراطية والحرية في تايوان فضلاً عن السلام والاستقرار الإقليميين". وأضافت "سنستمر في الدفاع عن الديمقراطية في وجه التحديات والتهديدات الخارجية".
مناورات "عقابية"
وتأتي المناورات بعد ثلاثة أيام من أداء لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي خطر" اليمين رئيساً جديداً للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وذكرت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية أن الجيش الصيني، "بدأ مناورات عسكرية مشتركة حول جزيرة تايوان اعتباراً من الساعة 7.45 من صباح الخميس (23.45 ت غ)"، مضيفة أن المناورات تجري في مضيق تايوان وشمال الجزيرة وجنوبها وشرقها.
وأضافت الوكالة، أن المناورات التي تجري يومي الخميس والجمعة، وتحمل اسم "السيف المشترك 2024 آيه" ستركز على "الاستعداد القتالي لدوريات بحرية جوية مشتركة. وتوجيه ضربات دقيقة مشتركة على أهداف رئيسة".
ونقلت الوكالة عن المتحدث العسكري الصيني لي شي قوله، إن المناورات المشتركة تمثل "عقوبة قوية على الأعمال الانفصالية للقوى الاستقلالية في تايوان وتحذيراً شديد اللهجة ضد تدخل واستفزازات قوى خارجية".
وكانت آخر مرة أعلنت فيها الصين عن مناورات عسكرية مماثلة حول تايوان في أغسطس (آب) الماضي بعد توقف لاي، نائب الرئيس آنذاك، في الولايات المتحدة خلال زيارة للباراغواي.
وفي أبريل (نيسان) أجرت الصين مناورات تحاكي تطويق الجزيرة في أعقاب لقاء الرئيسة السابقة للجزيرة تساي إنغ وين برئيس مجلس النواب الأميركي آنذاك كيفن مكارثي في كاليفورنيا.
كما أطلقت الصين مناورات عسكرية كبيرة في عام 2022 بعد زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، لتايوان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحشيد الجيش التايواني
بدوره، حشد الجيش التايواني قواته وقال، إنه واثق من قدرته على حماية الجزيرة.
ودانت وزارة الدفاع التايوانية التدريبات، قائلة إنها أرسلت قوات إلى مناطق حول الجزيرة وإنها واثقة من قدرتها على حماية أراضيها.
وقالت الوزارة، إن "تدشين التدريبات العسكرية في هذه المناسبة ليس فقط لا يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في مضيق تايوان، بل يسلط الضوء أيضاً على العقلية العسكرية" للصين.
وقال مسؤول تايواني كبير، طلب عدم نشر اسمه نظراً لحساسية الأمر لـ"رويترز"، إن التدريبات جزء من سيناريو توقعته تايوان وإن حكومة الجزيرة لديها "إدراك شامل" للتحركات العسكرية الصينية.
وكان مسؤولون تايوانيون قالوا قبل التنصيبـ إنهم يراقبون التحركات العسكرية الصينية.
متوقعة ومقلقة
من جانبه، قال الجنرال ستيفن سكلينكا نائب قائد القيادة الأميركية بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، أمام حشد في كانبيرا "كنا نتوقع شيئاً من كهذا، بصراحة، لكنه أضاف "إنه أمر مثير للقلق".
وأضاف "توقعنا لهذا التصرف لا يعني أنه لا ينبغي أن ندد به علناً. الأمر مثير للقلق".
وقال سكلينكا، إن دولاً أخرى إلى جانب الولايات المتحدة يجب أن تعرب عن معارضتها لهذه المناورات.
وأوضح "من المهم أن تندد الولايات المتحدة بالصينيين لكن سيكون التأثير أقوى برأيي عندما يصدر التنديد من دول أخرى بالمنطقة".
وتابع "أؤمن أيضاً أنه بالإمكان تجنب النزاع بين بلدينا وهو ليس نتيجة حتمية"، مشدداً على أن "هدف" الصين من المناورات موجه للداخل وليس للمجتمع الدولي.
إشارة سياسية
وقال سو تزو-يون الباحث في معهد أبحاث الدفاع والأمن الوطني، وهو أكبر مركز للأبحاث العسكرية في تايوان، إنه على الرغم من أن التدريبات ستستمر يومين فقط، فإن نطاقها كبير مقارنة بالتدريبات السابقة، لأنها تشمل جزر تايوان النائية.
وأضاف، أن هذا يهدف إلى إظهار قدرة الصين على السيطرة على المسطحات البحرية ومنع تدخل قوات أجنبية.
وأضاف "الإشارات السياسية هنا أكبر من الإشارات العسكرية".
ولم يكن هناك أي مؤشر للقلق في تايوان، حيث اعتاد الناس منذ فترة طويلة على النشاط العسكري الصيني. وارتفع مؤشر الأسهم الرئيس، الذي يسجل حالياً مستوى مرتفعاً غير مسبوق، 0.2 في المئة، صباح الخميس.
وقال نائب رئيس شركة "ميغا إنترناشونال لخدمات الاستثمار" أليكس هوانغ "التدريبات سيكون لها تأثير نفسي على المدى القصير، لكنها لن تقلب مسار الاتجاه الصعودي طويل المدى للأسهم التايوانية".