Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا الاستثمار في الطرح الثانوي لـ"أرامكو" يعد "فرصة استثنائية"؟

محللون لـ "اندبندنت عربية": توزيعات الأرباح الضخمة تزيد من الإقبال على الطرح مما يعزز من جاذبية السوق السعودية

يعزز طرح "أرامكو" الثانوي جاذبية السوق السعودية أمام المستثمرين الأجانب (أ ف ب)

ملخص

الرياض تسعى إلى جمع 12 مليار دولار من طرح حصة جديدة من عملاقة النفط 

يشكل الطرح الثانوي لشركة "أرامكو السعودية" الحدث الأهم على الساحة المالية والاقتصادية، ويشغل الكثير من المحللين والاقتصاديين والمستثمرين حالياً.

ومن المقرر أن تبدأ السعودية غداً الأحد، تلقي طلبات شراء أسهم تصل قيمتها إلى 13.1 مليار دولار، في شركة النفط العملاقة "أرامكو"، في اختبار كبير لحجم اهتمام المستثمرين الدوليين بالسوق السعودية.

وفي إعلان طال انتظاره، كشفت "أرامكو" عن تفاصيل خطط بيع ما يصل إلى 0.7 في المئة، بواقع مليار و545 مليون سهم، من أسهم الشركة المصدرة، التي تقدر قيمتها بنحو 1.7 تريليون دولار.

الطرح الذي يحمل الاسم الرمزي - "مشروع السندات" أو "بروجكت بوند" وفقاً لمصادر "رويترز" - تأجل لأشهر، ويعد خطوة رئيسة في تنويع قاعدة مستثمري الشركة منذ طرحها العام الأولي القياسي خلال 2019، إضافة إلى قدرته على تعزيز برنامج الرياض الضخم للتنويع الاقتصادي، ويمثل اختباراً لمدى الاهتمام بالسوق السعودية.

وبحسب إفصاح أرسلته "أرامكو" إلى بورصة (تداول) مساء أمس الأول (الخميس)، فإن النطاق السعري لأسهم الطرح الثانوي سيراوح ما بين 26.7 ريال سعودي (7.12 دولار) و29 ريالاً (7.7 دولار) للسهم الواحد.

وبموجب النطاق السعري، فإن الطرح الثانوي يجمع ما بين 41.25 مليار ريال (11 مليار دولار) عند تقييمه بالحد الأدنى و44.8 مليار ريال (11.94 مليار دولار) حال تسعيره عند حده الأقصى.

لكن الشركة قد تبيع عن طريق خيار التخصيص الزائد نحو 1.7 مليار سهم أو ما يعادل 0.7 في المئة، مما سيرفع قيمة الصفقة إلى 13.1 مليار دولار عند الحد الأقصى للنطاق السعري، ويسمح ذلك الخيار للمصرفيين باستخدام الأسهم في جعل سعر الطرح مستقراً.

ويبلغ عدد أسهم الطرح التي ستخصص لفئة المكتتبين الأفراد 154.5 مليون سهم تمثل 10 في المئة من أسهم الطرح، باستثناء الأسهم الصادرة بموجب أسهم خيار الشراء، في حال وجود طلب كاف من المكتتبين الأفراد.

ووفقاً لنشرة الطرح، تبدأ فترة بناء سجل الأوامر للمؤسسات المكتتبة اليوم الأحد، وتستمر حتى الخميس المقبل، على أن تبدأ فترة الاكتتاب للمكتتبين الأفراد الإثنين الثالث من يونيو (حزيران) الجاري إلى الأربعاء المقبل.

وسيعلن عن سعر الطرح النهائي الجمعة الموافق السابع من يونيو الجاري، فيما سيبدأ تداول أسهم الطرح الأحد التاسع من الشهر نفسه.

الطرح الجديد ضمن الأكبر في العالم

وتصنف عملية طرح السعودية لشريحة جديدة من أسهم "أرامكو"، من بين أكبر عمليات بيع الأسهم على مستوى العالم منذ إدراج الرياض شركة النفط العملاقة بالبورصة قبل خمسة أعوام، وفقاً لبيانات جمعتها وكالة "بلومبيرغ".

ويضع الحد الأعلى من النطاق السعري صفقة "أرامكو" في الترتيب السادس عالمياً، كأكبر عملية بيع للأسهم منذ أن جمعت الشركة 30 مليار دولار في طرحها العام الأولي القياسي في 2019، وستصبح أيضاً رابع أكبر طرح عام ثانوي خلال تلك الفترة.

ويتوقع أن يستفيد المستثمرون من توزيعات أرباح سنوية قدرها 124 مليار دولار، والتي تتوقع "بلومبرغ إنتليغنس" أن تصل بعائد توزيعات أرباح الشركة إلى 6.6‎ في المئة، تذهب معظمها إلى الحكومة السعودية، وهي أكبر مساهم في "أرامكو".

ويتوقع أن تساعد عائدات بيع الأسهم في تمويل مبادرات كبيرة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً من النفط، مع توجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نحو الذكاء الاصطناعي والرياضة والسياحة ومشاريع مثل مدينة "نيوم"، البالغة قيمتها 1.5 تريليون دولار.

سعر مناسب وفرصة جيدة

ومن جهته، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية"، محمد علي ياسين بأن سعر الطرح الثانوي لأسهم "أرامكو" يعد مناسباً وفرصة جيدة للمستثمرين الجدد لجني عوائد كبيرة، مع تقييم أفضل من حيث مكرر الربحية (ناتج قسمة سعر السهم السوقي على ربحية السهم) عند 16 مرة.

وأضاف ياسين أن الطرح سيسهم في تنويع قاعدة المستثمرين، مرجحاً أن تستهدف "أرامكو" المشترين الأجانب والمؤسسات الذين يتوقعون ارتفاع أسعار الطاقة على مدى العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة.

توزيعات الأرباح تغري المستثمرين

وقال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد للأوراق المالية والاستثمار" وضاح الطه إن الطرح الثانوي لـ"أرامكو" سيتيح للمستثمرين الحاليين والجدد الحصول على فرصة لجني واحدة من أكبر توزيعات الأرباح في القطاع النفطي عالمياً، وهي من أهم نقاط القوة التي تغري المستثمرين في طرح "أرامكو"، متوقعاً تغطية الطرح عدد المرات.

وتوقع الطه أن يعزز الطرح القيمة السوقية للسوق المالية السعودية، ويقوي من الوضع التشغيلي لـ"أرامكو"، مؤكداً أن توقيت الطرح مناسب مع صعود أسعار النفط الحالية فوق مستوى 80 دولاراً للبرميل، ويعزز من جاذبية الشركة من الناحية التشغيلية.

وأشار وضاح الطه إلى أن "أرامكو" تعد من كبرى الشركات في العالم، التزاماً بقواعد الحوكمة والشفافية، مما يحفز المؤسسات والصناديق العالمية للتمسك بأسهم الشركة، مضيفاً أن الصناديق السيادية الكبرى كالصندوق النرويجي تهتم بالأسهم المستوفية لشروط الحوكمة البيئية والاجتماعية، وهو الأمر المتحقق في "أرامكو" بنسبة كبيرة.

خطوة استراتيجية

وفي هذا الصدد، قال المستشار الاقتصادي والمتخصص في إدارة استراتيجيات الأعمال أحمد الشهري إن الطرح الإضافي لـ"أرامكو" خطوة استراتيجية بالنسبة إلى الاقتصاد السعودي لعدد من الأسباب، أبرزها تحقيق عوائد مالية ضخمة يمكن استخدامها لدعم وتمويل المشاريع التنموية والاستثمارية ضمن "رؤية 2030"، إضافة إلى تنويع الاقتصاد، إذ يسهم الطرح في جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، مما يعزز من تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

أما بالنسبة إلى تأثير الطرح على مؤشر "تاسي السعودي"، ذكر الشهري أنه قد يؤثر بصورة إيجابية إذا ما جذب مزيداً من السيولة والاستثمارات إلى السوق السعودية، لكن التأثير الفعلي يعتمد على حجم الطرح واستجابة المستثمرين، لافتاً إلى أن السعر الأقل يمكن أن يكون استراتيجية لجذب عدد أكبر من المستثمرين وزيادة حجم التغطية.

وتوقع الشهري أن يكون حجم تغطية الطرح الثانوي كبيراً نظراً إلى أهمية الشركة ومكانتها في السوقين العالمية والمحلية، موضحاً أن الطلب على أسهم "أرامكو" غالباً ما يكون مرتفعاً، وبخاصة مع الاهتمام الدولي بالشركة.

وقال الشهري إن الطرح الثانوي يمكن أن يساعد في توسيع قاعدة المستثمرين في الشركة من خلال جذب مستثمرين جدد، فالسعر الأقل يمكن أن يجذب مستثمرين جدداً من الأفراد والمؤسسات، إضافة إلى أن تنويع الملكية وزيادة عدد الأسهم المتاحة في السوق يمكن أن يؤدي إلى تنويع قاعدة الملكية وجذب استثمارات أجنبية.

وأفاد الشهري بأن انخفاض سعر سهم "أرامكو" إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام نتيجة طبيعية لعوامل مثل تقلبات أسعار النفط، والأوضاع الاقتصادية العالمية، لكن توزيع الأرباح المنتظم مع سعر مناسب جاذب لأي مستثمر للاحتفاظ بسهم "أرامكو" لاسيما الصناديق وكبار المستثمرين وصناديق التقاعد والتأمين الكبرى.

جاذبية استثمارية 

من جانبه، قال المتخصص في إدارة الأصول والمدير التنفيذي لشركة "سولت للاستشارات المالية" طارق قاقيش إن سعر طرح "أرامكو" يعد جذاباً للمستثمرين في ظل الظروف الحالية للسوق، ويعكس القيمة الحقيقية للشركة بناءً على أدائها المالي القوي واستراتيجياتها المستقبلية، مضيفاً أن الطرح يشكل فرصة استثمارية للمؤسسات للاستفادة من توزيعات الأرباح.

وأشار قاقيش إلى أن عملية الطرح ستسهم في تحسين سيولة السهم وحجم التداول، وهو أمر إيجابي لسوق الأسهم السعودية مع زيادة جاذبيته المستثمرين المحليين والدوليين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أن تحديد سعر الطرح الثانوي بسعر أقل يراوح ما بين 26.7 و29 ريال (7.12 و7.73 دولار) للسهم يعد خطوة استراتيجية تهدف إلى جذب قاعدة أوسع من المستثمرين، وبخاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الحالية.

وأشار قاقيش إلى أنه في حال تسعير الاكتتاب عند حده الأدنى، فذلك سيمنح المستثمرين المحتملين خصماً إضافياً يقارب ثمانية في المئة عن سعر إغلاق يوم الخميس الماضي، والبالغ 29 ريالاً (7.73 دولار).

وبين أن هذه الخطوة قد تساعد في تحقيق تغطية أكبر للطرح وزيادة الإقبال على الأسهم، مما يعزز من استقرار السعر ويضمن استدامة النمو على المدى البعيد.

وتوقع أن يكون حجم تغطية الطرح الثانوي لـ"أرامكو" كبيراً من قبل المستثمرين المحليين والدوليين، إذ تعد على رأس شركات الطاقة في العالم من حيث الإنتاج والكفاءة، مما يجعل الأسهم هدفاً جذاباً للاستثمار، لافتاً إلى أن الدعم الحكومي والتحفيزات الاقتصادية يسهمان في زيادة الاهتمام بالطرح.

توسيع قاعدة المستثمرين

إلى ذلك، أشار مستشار الأسواق المالية محمد مهدي عبدالنبي إلى أن الطرح الثانوي لـ"أرامكو" سيسهم بصورة كبيرة في توسيع قاعدة المستثمرين من خلال إتاحة الفرصة لمزيد من الأفراد والمؤسسات للاستثمار في الأسهم.

ولفت إلى أن التوسع في قاعدة المستثمرين يعزز من استقرار السهم ويزيد من تنوع حاملي الأسهم، مما يؤدي إلى استقرار أكبر في سعر السهم وتقليل تقلباته.

عوامل تراجع سهم "أرامكو"

من جانبه، أوضح محلل أسواق المال محمود عطا أن انخفاض سعر سهم "أرامكو" إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام في الفترة الأخيرة يمكن تبريره بعدد من العوامل، منها التقلبات في أسعار النفط العالمية. 

وتوقع عطا أن يكون أداء السهم بعد إعلان نشرة الطرح الثانوي إيجابياً، ورجح أن يؤدي الطرح إلى زيادة السيولة وتحسين الثقة بالسوق، مما يعزز من سعر السهم على المدى الطويل. 

وأشار إلى أن الاستراتيجيات المستقبلية للشركة والاستثمارات المتواصلة في تطوير الإنتاج وتقنيات الطاقة النظيفة ستسهم في تعزيز أداء السهم مستقبلاً.

تمويل التحول الاقتصادي

بدوره، قال المحلل الاقتصادي علي العنزي إن الطرح الإضافي لـ"أرامكو" سيساعد الحكومة السعودية على جمع كلفة خطة التحول الاقتصادي الضخمة، وتمويل مبادرات تنويع الاقتصاد خارج قطاع النفط ضمن مشاريع "رؤية 2030".

وعما إذا كان سعر "أرامكو" مناسباً، ذكر العنزي أن ذلك يعتمد على توقعات السوق وأداء الشركة، وأشار إلى أن الطرح الثانوي قد يؤثر في مؤشر "تاسي" بمراجعة الأسواق وتحركات الأسهم، موضحاً أن التوقعات في شأن حجم تغطية الطرح الثانوي تعتمد على اهتمام المستثمرين وثقتهم في أداء الشركة.

ولفت إلى أنه يمكن للطرح الثانوي أن يساعد في توسيع قاعدة المستثمرين بـ"أرامكو" من خلال جذب مزيد من الاهتمام من قبل المستثمرين المحتملين.

أداء سهم "أرامكو"

ويأتي الطرح الثانوي بعد وقت قصير من انخفاض سعر سهم "أرامكو" إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام، ليغلق في تعاملات أمس الأول (الخميس) عند مستوى 29 ريالاً (7.73 دولار) متراجعاً أكثر من واحد في المئة.

وسيتزامن انطلاق الطرح مع اجتماع تحالف "أوبك+" غداً الأحد، لمناقشة مستقبل السياسات المتعلقة بالإنتاج في المستقبل، وسط أنباء عن بحث التحالف، الذي تقوده السعودية وروسيا، سبل تمديد بعض خفوض الإنتاج حتى 2025.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة