Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يسيطر تيار "حماس" على "الإخوان المسلمين" في الأردن؟

متخصصون: مهمة المراقب العام الجديد للجماعة ستكون تجاوز الأزمة مع الحكومة ولملمة قضية الاختراقات الأمنية الخطرة

المراقب العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن مراد العضايلة  (التواصل الاجتماعي)

ملخص

صدامات مرتقبة بين الحكومة الأردنية و"الإخوان المسلمين" إثر مخاوف تحول الجماعة إلى ذراع سياسية لـ"حماس" في المملكة.

تواجه جماعة "الإخوان المسلمين" اتهامات سياسية وشعبية، مفادها سيطرة تيار مقرب من حركة "حماس" على المواقع القيادية في الجماعة، في أعقاب ما أفرزته نتائج الانتخابات الداخلية الأخيرة للتنظيم.

وحسم تيار" الصقور" موقع "المراقب العام" للجماعة، الذي تولاه الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، متفوقاً على منافسه حمزة منصور، وسيطر تيار"الصقور" المعروف بقربه من حركة "حماس" على مجلس الشورى، في رسالة قد تراها الحكومة سلبية.

وستواجه قيادة الجماعة الجديدة ملفات كثيرة، أبرزها علاقتها المتوترة مع السلطات الأردنية، وقدرتها على تحقيق إنجاز سياسي في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وبخاصة بعد الكشف عن تسريبات تحدثت قبل أسابيع عن إحباط تهريب أسلحة إلى المملكة، من قبل فصائل مدعومة من إيران في سوريا، لمصلحة خلية تابعة للجماعة في الأردن، لها صلات بالجناح العسكري لحركة "حماس".

توتر متوقع مع الحكومة

 ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه النتائج إلى صدام وتوتر أكثر بين الجماعة والحكومة في الأيام المقبلة، مع إصرار القيادة الجديدة للإخوان على تصدر ملف" طوفان الأقصى" في نشاطها السياسي بعيداً من الهم الأردني، والضغط على الحكومة لاتخاذ مواقف سياسية غير مدروسة وذات كلف عالية.

ويصنف تيار" الصقور" الإخواني بأنه مقرب من حركة "حماس" منذ أعوام طويلة، مما أدى إلى حدوث انشقاقات عميقة في الجماعة بسبب هذا التداخل التنظيمي.

ويقول مصدر إخواني لـ"اندبندنت عربية" إن الجناح الأقرب إلى قيادات "حماس" تمكن من السيطرة على معظم المناصب القيادية في الجماعة، وهو التيار نفسه الذي يدفع باتجاه المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل، على رغم ميل أغلب القواعد الإخوانية إلى المقاطعة.

لكن وفي أعقاب فوزه، استبق مراد العضايلة المراقب العام الجديد لـ"الإخوان المسلمين" المخاوف الرسمية بتصريحات ورسائل سياسية هدد فيها بقطع يد كل من يحاول النيل من الأردن، وذلك في غمرة احتفالات عيد استقلال المملكة.

إلا أن تصريحاته هذه لم تفلح في تبديد المخاوف من سيطرة أفكار ومبادئ "حماس" على الجماعة، حينما قال إن "طوفان الأقصى" هي معركة الأردن، وهي تصريحات صاخبة سياسياً، ويرى فيها مراقبون تأجيجاً للشارع.

لا تداخل تنظيمياً

وبدوره، يقول الناطق الإعلامي للجماعة معاذ الخوالدة في تصريحات خاصة، "إن جماعة (الإخوان المسلمين) بكل مكوناتها وتياراتها وتبايناتها تتفق على دعم المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". مشيراً إلى أن هذا الموقف راسخ ولا ينعكس على واقع الجماعة المستقلة تنظيمياً، ولا يوجد هناك أي تداخل تنظيمي مع "حماس".

ويرفض الخوالدة التصنيفات الداخلية للجماعة، ما بين صقور وحمائم ووسط، نافياً وجود علاقة تنظيمية مع الحركة الفلسطينية. ولكنه يقول في المقابل إن اتصالات الجماعة مع "حماس" ليست سراً، وتأتي في إطار المصالح العليا والحفاظ على الأردن من الأطماع الإسرائيلية، ولأن القضية الفلسطينية شأن وطني داخلي بالنسبة إلى الأردنيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علاقة وثيقة

إلا أن مسؤولين حكوميين يؤكدون وجود علاقة وثيقة بين الجماعة و"حماس"، ومن بين هؤلاء وزير الإعلام مهند مبيضين الذي قال في تصريحات سابقة "إن هناك ارتباطاً أيديولوجياً وفكرياً"، وأن "حماس" بمثابة الأم للجماعة.

أما وزير الإعلام السابق سميح المعايطة فيتهم قيادة الإخوان في الأردن بأنها ضعيفة وتتبع "حماس". ويسرد تاريخ العلاقة الوثيقة بين الجماعة والحركة، منذ ثمانينيات القرن الماضي، إذ ورد في الميثاق الأول للحركة أنها الذراع العسكرية لـ"الإخوان المسلمين"، وأن معظم قيادات الحركة من حملة الجنسية الأردنية.

ويقول المعايطة إن "حماس" والإخوان استفادوا من سماح الدولة الأردنية للحركة بإنشاء مؤسسات لها عام 1989، وتدخل العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال بعد محاولة اغتيال خالد مشعل، لكن حتى عام 1999 تمددت "حماس" في الأردن أمنياً وعسكرياً. فرفض الأردن التحول إلى ساحة تنظيم يمارس فيها نشاطاته المختلفة.

تيار "حماس"

يعتقد الباحث في الحركات الإسلامية إبراهيم غرايبة أن صعود تيار "حماس" القوي والمؤثر في جماعة "الإخوان المسلمين" بدا واضحاً منذ عام 2002، مضيفاً أن تأثير حركة "حماس" في الأردن نجح في السيطرة على جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب جبهة العمل الإسلامي، وكان له دور كبير وواضح في الانتخابات النيابية التي جرت عام 2003.

ولم يتوقف تأثير "حماس"، بحسب الغرايبة، على ترشيح وإفشال مرشح للإخوان وإنجاح آخر، بل تعدى ذلك إلى المؤسسات الإسلامية والنقابات المهنية، ومواقف وبرامج الحركة وتوجهاتها.

ويؤكد الغرايبة أن المراقب العام الجديد للجماعة مراد العضايلة أقرب إلى الوسطية والواقعية، وأن ثمة سجالاً داخلياً بين تيار عملي سياسي وتيار أيديولوجي في جماعة الإخوان.

ويضيف أن هناك انقساماً كبيراً في الجماعة، فهناك تيار قوي عدائي للدولة يستند إلى رؤية دينية ترفض الدولة، وتيار آخر عملي واقعي سياسي. والحقيقة، أن كل القيادات التي تتنافس في الإخوان مقربة من "حماس"، التي تشكل اللوبي الحقيقي المهمين والأكثر تأثيراً.

ووفق الغرايبة، يعكس مجيء مراد العضايلة رئيساً لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن اتجاه تيارات الجماعة لاختيار قائد يتجاوز الإقصاء التاريخي الطويل الذي مارسته بعض التيارات، وأدى إلى خروج عدد كبير من أعضاء الجماعة وقياداتها من أجل إدارة الاختراقات المتكررة للجماعة.

ويعتقد أن مهمة العضايلة ستكون تجاوز الأزمة مع الحكومة ولملمة قضية الاختراقات الأمنية الخطيرة، مثل تهريب وتخزين السلاح والأموال، وإدارة العلاقة مع "حماس" التي هيمنت على الجماعة. 

تواصل فكري

بدوره، يقول أحد أبرز قيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، والأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور إنه لا توجد علاقة تنظيمية بين الإخوان والحركة الفلسطينية، لكن التواصل فكري وروحي. وأشار إلى أن "حماس" خرجت من رحم "الإخوان المسلمين" لكنها تنظيم فلسطيني مستقل.

ويوضح أن الحركة لا تتدخل في الشأن الداخلي الأردني، لكنها تلعب أحياناً دور الناصح السياسي، كون العلاقة الأردنية - الفلسطينية لها سياقها الخاص.

وفي المقابل ثمة اتهامات للحركة منذ عام 2008، وهو العام الذي انفصلت فيه عن قيادة جماعة "الإخوان المسلمين"، بالسعي لاختيار مراقب عام وأمين عام للحزب معروفين بولائهما لـ"حماس".  

وتحت شعار "الهم الأردني" أبدى بعض قادة الجماعة من أصول شرق أردنية تململهم مما سموه سيطرة تيار "حماس" على صنع القرار في الإخوان، مما أدى إلى انقسامات في صفوف الجماعة خلال أعوام لاحقة، أسفرت عن تشكيل عدة جماعات موازية، أبرزها جماعة "جمعية الإخوان المسلمين" المرخصة قانوناً من قبل الحكومة، و"حزب المؤتمر الوطني زمزم"، و"حزب الشراكة والإنقاذ" الذي تم حله لاحقاً بموجب القانون.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير