Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نفوذ" تايلور سويفت في الانتخابات الرئاسية الأميركية

بعدما دعت نجمة البوب معجبيها إلى التصويت العام الماضي، سجل عشرات آلاف الأشخاص أسماءهم على القوائم الانتخابية، فهل تستخدم نفوذها الآن، عقب إدانة الرئيس السابق، كي تسهم في قلب الموازين ضده؟ 

قبيل انتخابات عام 2020، اتهمت سويفت ترامب بـ"إذكاء نيران التفوق الأبيض وحمى العنصرية"(غيتي)

ملخص

من المحتمل أن تسهم النجمة الشهيرة تايلور سويفت في ترجيح كفة بايدن على كفة ترمب

لو تأملت في كل القضايا التي تؤرق دونالد ترمب في الوقت الحالي، وعلى رأسها إدانته التاريخية بـ34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات تجارية، لن تتوقع أن يظهر بين أهم تلك الهواجس اسم مغنية ذاعت شهرتها على ساحة موسيقى الكونتري المحافظة في الولايات المتحدة. لكن بعدما ألفت كتاباً عن تايلور سويفت، أدركت أن كل القوانين والقواعد تتغير عندما يتعلق الموضوع بها. 

لا بد أنكم لاحظتم بالفعل ما تتمتع به من شعبية ضخمة، فدعونا نحسب بعض الأرقام على أرض الواقع. وجد استطلاع للآراء أن 53 في المئة من الأميركيين يقولون إنهم من معجبيها، بينما يعرف 16 في المئة منهم عن أنفسهم بأنهم "من أشد المعجبين بها". وتضم قاعدة معجبيها الذين يطلقون على أنفسهم اسم "سويفتيز" خمسة أجيال، فيما وجدت إحدى الدراسات أن 18 في المئة من الناخبين الأميركيين - ما يعادل نحو 30 مليون بالغ - يقولون إن فرص تصويتهم لمرشح رئاسي ترتفع في حال حصوله على تأييد سويفت.  

فلنتكلم بكل وضوح: نبالغ إن اعتبرنا إن منشوراً بسيطاً على وسائل التواصل الاجتماعي من تايلور قد يقلب نتيجة الانتخابات تماماً - لكن فيما لا تفصلنا عن انتخابات البيت الأبيض سوى بضعة أشهر، ونظراً إلى الظرف السيئ الذي يجد ترمب نفسه فيه بعد إدانته في القضية، قد يصبح تأثيرها الذي لا يستهان به في السياسة وغيرها كما بينت التجربة، مشكلة بالنسبة إلى الرئيس السابق.  

العام الماضي، نشرت سويفت رسالة قصيرة على "إنستغرام" تحث فيها متابعيها الذين يصل عددهم إلى 272 مليون شخص، على أن يسجلوا أسماءهم على قوائم الانتخابات. وإثر ذلك، سجل الموقع الذي وجهت معجبيها إليه - وهو Vote.org - أكثر من 35 ألف عملية تسجيل وفقاً للمنظمة.

لا شك في أن بايدن سيشعر بالسرور إزاء هذا التأثير. فنحو 55 في المئة من "أشد معجبيها" بحسب تعبيرهم، هم من مناصري الحزب الديمقراطي، في مقابل 23 في المئة من مؤيدي الحزب الجمهوري. وبالتالي حتى لو زاد الإقبال العام على التصويت في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم بسببها، فذلك سيصب في مصلحة بايدن بشكل أكبر. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وظهر دليل آخر على تأثيرها عندما دفعت ملايين الأشخاص إلى الاهتمام برياضة للمرة الأولى. بعدما بدأت بمواعدة نجم لعبة كرة القدم الأميركية ترافيس كيلسي، وجد استطلاع آراء أن 20 في المئة من أبناء جيل الألفية و24 في المئة من الجيل زد قالوا إنهم بدؤوا بمتابعة هذه الرياضة. ثم سجلت بطولة السوبر بول هذا العام أعلى نسبة مشاهدات في تاريخها، وأصبحت ثاني أكثر برنامج تلفزيوني يحقق نسبة مشاهدات في التاريخ، بعد هبوط مركبة أبولو 11 على سطح القمر عام  1969.

لو ألقينا نظرة فاحصة على انتخابات البيت الأبيض السابقة، لوجدنا تأثيراً متبايناً للمشاهير عليها. وجدت دراسة أن دعم أوبرا وينفري لباراك أوباما قبل الانتخابات التمهيدية في عام 2008 أعطى المرشح الرئاسي مليون صوت إضافي. لكن خلال الانتخابات الرئاسية في 2016، لم يكف الدعم الذي قدمته كوكبة من النجوم مثل مادونا وبروس سبرينغستين ولايدي غاغا لهيلاري كلينتون للحؤول دون هزيمتها أمام ترمب.

لذا، ربما يظهر أقوى دليل على قدرة سويفت بالتأثير في نتيجة الانتخابات من خلال الجمهوريين المتفاجئين [والمستنكرين] من أن امرأة غير متزوجة في الثلاثينيات من عمرها أصبحت مليارديرة وهم يشعرون بالتالي بالذعر من تأثير هذه القوة الخارقة عليهم في صناديق الاقتراع.    

إجمالاً، أفادت التجربة بأن ترمب لا يهاجم أي أحد ما لم يعتبره خطراً عليه. في فبراير (شباط)، كتب على منصات التواصل الاجتماعي أن سويفت "غير وفية" فيما قال مصدر مقرب منه للإعلام إن حركة ماغا مستعدة لشن "حرب مقدسة" عليها لو أعلنت تأييدها الرسمي لبايدن.

لكن لا تتفاجأوا إن أقدمت على هذه الخطوة تحديداً. قبل انتخابات 2020، كانت على وشك أن تفعل ذلك عندما وجهت تغريدة لترمب كتبت فيها أنه بعد "تأجيجك نيران تفوق العرق الأبيض والعنصرية خلال عهدك كله، تجرأت على التظاهر بالتفوق الأخلاقي قبل أن تهدد باستخدام العنف"، مضيفة "سنخرجك من منصبك عبر صناديق الاقتراع في نوفمبر".

على مر السنوات، جمعت سويفت ذخيرة من حسن النية [السمعة الطيبة] يمكن اعتبارها غير مسبوقة في تاريخ موسيقى البوب. ربما تقرر استخدامها هذا الخريف.

صدر في هذه الآونة كتاب نيوكي - بوردون "تايلور سويفت: القصة كاملة".

© The Independent

المزيد من تحلیل