Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رد "حماس" على صفقة بايدن: تسليم المعبر ومغادرة القطاع

يرى مراقبون أن الجواب شمل تعديلات تضمن بقاء الحركة في الحكم وتسمح لها بإعادة الانتشار

تصر "حماس" على العودة إلى معبر رفح وهو ما تعده إسرائيل هزيمة لها (أ ف ب)

"الانسحاب من معبر رفح وكامل محور فيلادلفيا" كان أبرز بند شملته التعديلات التي أجرتها حركة "حماس" على خريطة الطريق، التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وبالأمس الثلاثاء قدمت حركة "حماس" وإلى جانبها "الجهاد الإسلامي" ردهما على مقترح الهدنة في قطاع غزة، الذي طرحه بايدن علناً وقدم تفاصيل مراحله الثلاثة أمام وسائل الإعلام، وأرسله عبر الوسطاء إلى الفصائل الفلسطينية لدرسه والموافقة عليه.

وبعد أكثر من أسبوع من تسلم المقترح الأميركي ودرسه بعمق قدمت الحركة ردها على خريطة الطريق لإنهاء الحرب، لكن شمل جوابها تعديلات كثيرة على المقترح بخلاف ما طلب بايدن، الذي قال إن على "حماس" قبول صيغة الاقتراح كما هي والتوقيع عليها وتنفيذها.

تسليم معبر رفح

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "اندبندنت عربية" فإن "حماس" طلبت في مسودة جوابها على صفقة إنهاء الحرب، إعادة تسليم معبر رفح الحدودي مع مصر إلى موظفيها الحكوميين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل محور فيلادلفيا وإتاحة الفرصة لموظفي أمن الحركة لحماية الحدود.

ويعد هذا البند أحدث مطالب "حماس" إذ لم يكن موجوداً في جولات المفاوضات السابقة الفاشلة، لكن الحركة أدرجته بناء على التطورات العسكرية في الحرب، وجاء هذا الطلب على خلفية اجتياح الجيش الإسرائيلي محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وسيطرة القوات على معبر رفح من الناحية التشغيلية،إضافة إلى إحكام السيطرة على الحدود مع مصر.

 

 

ويعتقد المراقبون أن هذا الطلب سيفشل الصفقة المنتظرة، إذ يقول الباحث في الشؤون السياسية رجب شاهين "من الصعب أن توافق إسرائيل على إعادة تسليم معبر رفح لعناصر ’حماس‘، لأن هذا يعني خطوة إلى الخلف بالنسبة إلى تل أبيب وانتصاراً كبيراً للحركة".

ويضيف "من الصعب أيضاً الذهاب إلى هدنة ومعبر رفح تحت السيطرة الإسرائيلية، فالهدنة تعني تشغيل المعابر لكن كيف سيتم تشغيلها وهي لا تزال تخضع لنفوذ الجيش، حتى إن السلطة الفلسطينية التي تؤكد جهوزيتها لتسلم المعابر سيكون صعباً عليها التعامل مع الأمر".

انسحاب كامل

وليس هذا الشرط الوحيد الذي أدرجته "حماس" في ردها على خريطة بايدن، بل أيضاً أدرجت بند "انسحاب الجيش الإسرائيلي بصورة كاملة من غزة فور دخول الهدنة حيز التنفيذ"، وهو ما تعارضه إسرائيل ولم تشمله الخطة الأميركية التي تنص على أنه "في المرحلة الأولى تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان فقط".

وبحسب الباحث السياسي رجب شاهين فإن "حماس" تهدف من هذا التعديل إلى إعادة نشر قواتها على الأرض، لتعود إلى حكم غزة بعد أن انهارت جزئياً بسبب الضربات التي تلقتها من الجيش الإسرائيلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعدلت "حماس" فقرة الإعلان عن انتهاء الحرب، التي بحسب مقترح بايدن تأتي في المرحلة الثالثة لكن الحركة طلبت أن تكون في المرحلة الأولى، وجاء في ردها على مسودة الصفقة "يجب وقف إطلاق النار بصورة دائمة في المرحلة الأولى، مع وجود ضمانات حقيقة لتنفيذ ذلك".

وهذا التعديل تعارضه إسرائيل جملة وتفصيلاً، إذ تتحدث القيادات في تل أبيب عن هدنة مشروطة أو محددة الوقت يمكن بعد انتهائها استئناف القتال من جديد، من أجل استكمال القضاء على "حماس" لتحقيق أحد أكثر أهداف الحرب أهمية.

ويوضح شاهين أن الإعلان عن انتهاء الحرب في المرحلة الأولى يجهض فكرة القضاء على "حماس" ويتيح للحركة مواصلة الحكم في غزة، فـ"حماس" تريد لإسرائيل الظهور وكأنها خسرت هذه الحرب المهمة لمستقبل تل أبيب كما هي مهمة لمستقبل الحركة.

جدول زمني مختلف

وفي تعديلات "حماس" طلبت الحركة عودة جميع النازحين من دون شروط، في حين طالبت إسرائيل بعودة الأطفال والنساء والرجال فوق الـ50 سنة فحسب، أو السماح للجميع بالعودة ضمن سياسة التفتيش والمرور عبر حواجز عسكرية.

ووضعت حركة "حماس" جدولاً زمنياً لكل مرحلة من مراحل الصفقة الثلاث، بما يختلف عن الجدول الذي وضعته الإدارة الأميركية في خريطة الطريق لإنهاء الحرب، مما يعني أن الفصيل الفلسطيني غير المقترح بصورة جذرية.

وتؤكد هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" أن القيادة الإسرائيلية عندما تسلمت رد "حماس" على صفقة بايدن وجدت أن الحركة رفضت جميع الخطوط العريضة للصفقة، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاعتقاد أن الجواب يعني الرفض.

 

 

وتوضح "كان" أن "حماس" غيرت كل الأشياء الجوهرية في الاقتراح مما دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى التزام الصمت، وعدم الرد على جواب الحركة الفلسطينية لحين دراسته بعمق. وفعلياً رفض جميع المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين التعليق على رد "حماس" في شأن خريطة طريق بايدن.

ويبدو أن "حماس" كانت مجبرة على تقديم ردها، والواضح أنه جاء نتيجة ضغوط أميركية عليها إذ بدأت الولايات المتحدة مسعى جديداً لتحريك صفقة واتفاق لوقف النار بين إسرائيل والحركة.

وللضغط على الفصيل الفلسطيني زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشرق الأوسط للمرة الثامنة، وطلب من الزعماء الذين التقاهم الضغط على قيادات حركة "حماس" للموافقة على خطة بايدن كما هي ومن دون تعديلات.

والسبب الثاني الذي شكل عامل ضغط على "حماس" كان تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة، والذي جرت صياغته على أساس خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب.

فجوات ليست كبيرة

ومن وجهة نظر "حماس" يقر القيادي فيها علي بركة بأن الرد على خطة بايدن شكل ملاحظات وتعديلات، ويصف هذا الجواب بأنه يفتح الطريق للتوصل إلى اتفاق لأنه يضمن وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة إعمار القطاع.

ويقول "الفجوات هذه المرة ليست كبيرة والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، ونحن رحبنا بخطة بايدن ومجهود الولايات المتحدة في مجلس الأمن، لذلك نحتاج إلى آليات تنفيذية على أرض الواقع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات