ملخص
تنطلق مباريات المجموعتين الثالثة والرابعة في "يورو 2024" إذ يسعى المنتخب الإنجليزي لتجاوز هزيمة نهائي النسخة الماضية أمام إيطاليا واستغلال قائمته المدججة بالنجوم لتجاوز صربيا القوية هجومياً والهشة دفاعياً.
تقام اليوم الأحد مباراتا الجولة الأولى في المجموعة الثالثة ببطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2024" التي تستضيفها ألمانيا بين الـ14 من يونيو (حزيران) الجاري والـ14 من يوليو (تموز) المقبل، إذ يلتقي المنتخب الدنماركي نظيره السلوفيني، ويقص المنتخب الإنجليزي شريط رحلته المنتظرة بمواجهة صربيا القوية، كما تفتتح مباريات المجموعة الرابعة بصدام قوي بين بولندا وهولندا.
ويدخل المنتخب الإنجليزي إلى "يورو 2024" وسط توقعات عالية لها ما يبررها إذ يمتلك فريق المدرب غاريث ساوثغيت تشكيلة لاعبين أقوى وأكثر تنوعاً وخبرة من تلك التي خاض بها النسخة الماضية "يورو 2020" والتي نجحت في الوصول إلى المباراة النهائية قبل خسارة اللقب بركلات الترجيح أمام إيطاليا.
واستدعى ساوثغيت مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة والقدرة على القيادة لمساعدة الشباب في التعامل مع الضغط الناجم عن سعي إنجلترا وضغط جماهيرها لتحقيق أول لقب كبير منذ كأس العالم 1966.
وسيكون هاري كين وكايل ووكر وديكلان رايس وجود بلينغهام مسؤولين عن قيادة التشكيلة التي تضم عدداً من اللاعبين الذين يفتقدون خبرة اللعب في البطولات الكبرى.
وقال ساوثغيت للصحافيين أمس السبت "هناك آلية عمل مختلفة في هذه التشكيلة التي تضم عدداً من اللاعبين الشباب، لا أريد الرحيل عن هنا من دون القيام بكل شيء ممكن".
وربما تكون التوقعات في أعلى مستوياتها بالنسبة إلى بلينغهام بعد موسمه الأول الرائع مع ريال مدريد الذي حقق خلاله لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
وانتشر إعلان لشركة "أديداس" للمستلزمات والملابس الرياضية على نطاق واسع يصور بلينغهام (20سنة) على أنه مخلص إنجلترا بعد إخفاق منتخب بلاده بصورة متكررة في البطولات الكبرى، وتلقى الإعلان كثيراً من انتقادات الجماهير التي قالت إنه يضع كثيراً من الضغط على اللاعب.
وقال ساوثغيت "من وجهة نظري، إنه لاعب شاب وواحد من أهم اللاعبين في فريق ريال مدريد، في ذلك الفريق يتوزع حمل المسؤولية".
"يملك عقلية رائعة وقدرة على التكيف، لقد تكيف بصورة جيدة للغاية في سن مبكرة، لقد أصبح ضمن تشكيلتنا وانتقل إلى أكبر نادٍ في العالم ومن الرائع أن يكون لدينا هؤلاء اللاعبون الموهوبون لكن المسؤولية تقع على الجميع للقيام بدورهم".
وقال قائد إنجلترا هاري كين إن المسؤولية تعد نوعاً من الامتياز، وأضاف مهاجم بايرن ميونيخ الألماني "كل بطولة لها توقعات مختلفة لكننا اكتسبنا الحق في أن نصنف أحد المرشحين (للفوز باللقب)".
"نحن هنا للفوز في النهاية، ولن يكون هناك أفضل من القيام بذلك من أجل البلاد".
وشدد ساوثغيت (53سنة) إن إنجلترا لن تستهين بصربيا، على رغم أن الفريق الصربي استقبل ثمانية أهداف في ثلاث مباريات عندما ودع كأس العالم 2022 في قطر من دور المجموعات.
وقال مدرب إنجلترا "إنهم أقوياء للغاية، لديهم لاعبون جيدون جداً على المستوى الفردي وروح جماعية مذهلة ومهاجمون خطرون".
وعلى الجهة الأخرى قال مدرب منتخب صربيا دراغان ستويكوفيتش إن الفريق لا يخشى الأجواء أو المنافس منتخب إنجلترا.
وقال ستويكوفيتش للصحافيين "يجب أن يكون لدينا أقصى قدر من التركيز والجودة على أعلى مستوى، لا يوجد أي فارق بين المباراة الأولى أو الثانية أو الثالثة، كل مباراة لها أهمية استثنائية".
"سنواجه أحد الفرق المرشحة للفوز باللقب لكننا فعلنا كثيراً للاستعداد بأفضل صورة ممكنة، صدقوني، اللاعبون لا يطيقون الانتظار للعب لأنهم بدنياً وفنياً في أفضل حال".
وستعلق صربيا آمالها على الهداف ألكسندر ميتروفيتش لمواصلة مسيرته الرائعة في المسابقات كافة، إذ سجل خمسة أهداف في سبع مباريات في تصفيات بطولة أوروبا 2024 ومتوسط هدف لكل مباراة في الدوري السعودي هذا الموسم.
ويتمتع دوشان فلاهوفيتش بقدرات كبيرة بعد موسمين ونصف الموسم في الدوري الإيطالي مع يوفنتوس وتسجيله 33 هدفاً في 75 مباراة، لكنه يواجه اختباراً حاسماً لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من إظهار مهاراته وإتقانه في التسجيل على المستوى الدولي.
وسيلعب القائد المخضرم دوشان تاديتش دوراً محورياً بوصفه لاعب خط وسط مهاجم خلف ميتروفيتش، بينما يمكن لصربيا أيضاً الاعتماد على ساسا لوكيتش لاعب فولهام ولوكا يوفيتش لاعب ميلان، إضافة للاعب خط وسط لاتسيو السابق متعدد المواهب والقدرات سيرج ميلينكوفيتش سافيتش المتألق مع الهلال السعودي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأمل ستويكوفيتش، الذي يدرب صربيا في بطولة كبرى للمرة الثانية، أن يكون الأداء القوي في ألمانيا بمثابة نقطة انطلاق لفريقه بالنظر إلى أن مشاركاته الثلاث في كأس العالم قد انتهت في دور المجموعات.
وقال المدرب "بعض اللاعبين الذين يلعبون هنا لم يولدوا حتى في المرة الأخيرة التي شاركت فيها صربيا في بطولة أوروبا" في إشارة إلى حقيقة أن صربيا كانت جزءًا من يوغوسلافيا التي وصلت إلى دور الثمانية عام 2000.
وفي المباراة الأخرى بالمجموعة الثالثة سيلعب المنتخب الدنماركي بطل نسخة 1992 مع سلوفينيا، وقال مدرب الدنمارك كاسبر يولماند إن فريقه على ثقة من أنه المرشح للفوز على سلوفينيا لكنه لا يزال يشعر بالقلق من تهديد المهاجم الشاب بنيامين سيسكو.
وتفوقت الدنمارك على سلوفينيا في مجموعتها بالتصفيات المؤهلة للنهائيات في ألمانيا، ومع ذلك فإن سلوفينيا لديها سيسكو (21سنة) الذي بات في صدارة العناوين عقب موسم رائع مع لايبزيغ الألماني، إذ سجل 18 هدفاً في جميع المسابقات، مما جعل الأندية الأوروبية الكبرى تتطلع إلى التعاقد معه قبل أن يوافق على تمديد عقده.
وقال يولماند "في هذه المباراة، نحن المرشحون لكننا نكن كثيراً من الاحترام لسلوفينيا وقد حققت نتائج رائعة، خاصة ضد البرتغال في الفوز 2 - 0 ودياً في مارس (آذار) الماضي وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا إذا أردنا أن نؤدي بطريقتنا".
وأضاف المدرب البالغ من العمر 52 سنة "سيسكو سريع للغاية ويملك قدماً يسرى رائعة، وهو لاعب نعرفه وقمنا بتحليل مستواه كثيراً لأنه مهم بالنسبة إلى سلوفينيا".
وتمتلك الدنمارك مهاجماً يبلغ من العمر 21 سنة هو راسموس هويلوند، على رغم من أن بدايته متعثرة مع مانشستر يونايتد ولم يسجل في آخر أربع مباريات دولية له.
ومع ذلك، فإن يولماند واثق من أن هويلوند سيكون له تأثير في البطولة.
وانضم إلى يولماند في المؤتمر الصحافي لاعب خط الوسط كريستيان إريكسن الذي سيظهر للمرة الأولى في بطولة أوروبية منذ تعرضه لنوبة قلبية في المباراة الافتتاحية ضد فنلندا في "يورو 2020".
وواصلت الدنمارك طريقها إلى الدور قبل النهائي من تلك البطولة، وخسرت أمام إنجلترا قبل أن يعود إريكسن إلى اللعب بعد أشهر عدة بعد تثبيت جهاز لضبط نبضات القلب.
وقال إريكسن "بالنسبة إلي شخصياً، كل شيء يتجاوز اللعب لمباراة واحدة يعد تحسناً، لكن العودة إلى المستوى (المعهود له) كان هدفاً منذ البداية".
"مرت ثلاثة أعوام وحدثت أشياء كثيرة في ذلك الوقت، إنه ليس الشيء الذي أفكر فيه يومياً، أنا فقط أفكر في لعب كرة القدم وأفكر في الإيجابيات".
وفي مستهل مباريات المجموعة الرابعة بين بولندا وهولندا التي من المتوقع أن تكون غاية في القوة والتنافسية يبدو أن بولندا تسعى إلى تخطي غياب مهاجمها الهداف المخضرم روبرت ليفاندوفسكي (35سنة)، الذي سجل 82 هدفاً في 150 مباراة دولية، إذ تعرض لإصابة في عضلات الفخذ الخلفية لكنه سيجلس على مقاعد البدلاء وقد يشارك مع بولندا أمام النمسا وفرنسا.
وقال المدرب ميخاو بروبيرش إن مباراته الثالثة من دون ليفاندوفسكي ستمنح فرصة للاعبين آخرين للتألق خلال فترة التحول بين الأجيال في المنتخب البولندي.
وقال "لا يوجد ما نخفيه، سنفتقده، لكن يتعين على اللاعبين الآخرين بذل كل ما في وسعهم للحصول على نتيجة، أتمنى أن تتاح له فرص أخرى للعب".
وتفتقد بولندا، التي تأهلت للبطولة فقط بركلات الترجيح في مباراة فاصلة مع ويلز، المهاجم كارول شفيدرسكي بسبب إصابة في الكاحل.
وقال بروبيرش "علينا تغيير هذا الفريق جيلاً بعد جيل، سنفعل كل ما يتعين علينا القيام به كفريق للعب بصورة جيدة، لن نتراجع وسنتقدم للأمام".
"يقول الجميع إننا سنخسر، الجميع يتجاهلوننا، لكن لدينا فريقاً يريد القتال".
وتعاني هولندا مشكلاتها الخاصة بسبب الإصابات إذ استبعد صانع اللعب فرينكي دي يونغ من البطولة لكنها مرشحة بقوة للفوز على بولندا.
وقال مدرب هولندا رونالد كومان "من حيث المبدأ لا يزال لدينا فريق قوي الآن".
"أعتقد أننا لم نكن محظوظين بعض الشيء بسبب وجود عدد قليل جداً من الإصابات خلال العام الماضي، وكذلك بالتأكيد وجود كثير من الإصابات في صفوف اللاعبين المفيدين كثيراً للمنتخب الوطني".