Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة: إسرائيل ربما انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية للحرب

نتنياهو يدعو أقارب رهائن قتلوا في غزة للقاء بمقر إقامته وبلينكن: واشنطن لم تنته بعد من مراجعة شحنة قنابل لتل أبيب

ملخص

على رغم جهود كثيرة تبذلها دول الوساطة، لا يزال التوصل لاتفاق هدنة في غزة بعيد المنال على ما يبدو. ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه سيستمر بالحرب حتى القضاء على "حماس".

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الأربعاء، أن إطلاق الفصائل المسلحة الفلسطينية مقذوفات عشوائية تجاه إسرائيل "يتعارض مع التزاماتها بموجب القانون الدولي"، مشيرةً أيضاً إلى أن القوات الإسرائيلية ربما انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب وأخفقت في التمييز بين المدنيين والمقاتلين في حملتها العسكرية على قطاع غزة.
وفي تقرير يقيّم ستة هجمات إسرائيلية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين وتدمير بنية تحتية مدنية، ذكرت المفوضية أن القوات الإسرائيلية "ربما انتهكت على نحو ممنهج مبادئ التمييز والتناسب والتدابير الاحترازية في الهجوم".
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، "يبدو أن متطلبات اختيار الوسائل والأساليب الحربية التي تتجنب أو على الأقل تقلص إلحاق الضرر بالمدنيين إلى أدنى حد قد انتُهكت باستمرار في حملة القصف الإسرائيلية".

وبعد أن تراجعت حدة الضربات الإسرائيلية والقتال منذ الإعلان عن توقف جزئي لإطلاق النار لأسباب إنسانية في جزء من قطاع غزة شن الجيش أمس الثلاثاء عمليات قصف حصدت أرواحاً في مناطق مختلفة من غزة كان أعنفها في مدينة رفح.واستهدفت ضربات إسرائيلية وسط قطاع غزة ومدينة رفح في جنوبه.في وسط القطاع، تم انتشال 13 شخصاً من بين أنقاض منزلين طالتهما ضربات جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات (وسط) وفق ما أفاد الدفاع المدني المحلي. وأعلن مستشفى العودة في النصيرات استقبال ست جثث و15 جريحاً من جراء قصف مناطق متفرقة في وسط قطاع غزة وجنوبه.وأمس أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عملياته ضد حركة "حماس" وحلفائها.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر "منذ شهر، نقوم بتفكيك (حماس) في رفح"، وأضاف "يتم تفكيك مواقع متقدمة للإرهابيين في الشابورة وتل السلطان. قضينا على مئات الإرهابيين وعثرنا على مداخل أنفاق".

على رغم جهود كثيرة تبذلها دول الوساطة أي الولايات المتحدة وقطر ومصر، فلا يزال التوصل لاتفاق هدنة بعيد المنال على ما يبدو.

ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيستمر بالحرب حتى القضاء على "حماس" التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007.

من جهتها، تشترط الحركة التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية وقفاً مستداماً لإطلاق النار وانسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع.

وبقي حبراً على ورق مقترح أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في الـ31 من مايو (أيار) نص على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في مرحلة أولى والإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

تظاهرات للمطالبة بانتخابات مبكرة

ويتعرض نتنياهو لانتقادات متزايدة على خلفية طريقة إدارته للحرب في غزة. ومساء أمس الثلاثاء وغداة تحرك مماثل تظاهر الآلاف أمام البرلمان في القدس للمطالبة بانتخابات مبكرة وبالتوصل لاتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن.

 

وقالت مارفا التي تتظاهر "منذ أكثر من عام ضد نتنياهو" في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن محتجزون رهائن من جانب حكومة يمينية متطرفة ونريد أن يتوقف هذا الأمر".

نتنياهو يدعو أقارب رهائن للقاء بمقر إقامته

وكان نتنياهو قد دعا أقارب رهائن قتلوا في غزة إلى لقاء في مقر إقامته، وفق عائلات عدة. وقال شارون شرابي شقيق الرهينتين يوسي وايلي شرابي اللذين اختطفا من كيبوتس بئيري "لقد دُعيت للقاء رئيس الوزراء".

وأوضح أنه ينوي قبول الدعوة في الـ23 من يونيو (حزيران). وكان قد أخبره الجيش في فبراير (شباط) أن شقيقه يوسي قُتل وأن جثته محتجزة لدى "حماس".

 

ويتعرض نتنياهو لانتقادات من عائلات رهائن قتلوا يتهمونه بعدم التعاطف مع مصابهم فيما سارع في مطلع يونيو للقاء الرهائن الذين "حررهم" الجيش من مخيم النصيرات بوسط غزة.

ويستقبل رئيس الوزراء عدداً من العائلات هذا الخميس والبعض الآخر الأحد. من جهته، رفض المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء ديفيد منسر تأكيد الدعوة خلال مؤتمر صحافي.

وقالت إحدى أفراد عائلة رهينة قضى في الأسر، بشرط عدم الكشف عن هويتها، إنها رفضت الدعوة معتبرة أن نتنياهو "تأخر في دعوتنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مراجعة شحنة قنابل لإسرائيل

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء إن واشنطن لم تنته بعد من مراجعة شحنة قنابل لإسرائيل معلقة بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة بغزة، لكن شحنات أسلحة أخرى يتم المضي بها قدماً كالمعتاد.

وجاءت تصريحات بلينكن بعد أن قال نتنياهو في تل أبيب إن وزير الخارجية الأميركي أكد له أن الحكومة الأميركية تعمل "ليلاً ونهاراً" لمعالجة التأخير في وصول الأسلحة.

وأضاف أن الولايات المتحدة "تواصل مراجعة شحنة واحدة... في ما يتعلق بقنابل زنة ألفي رطل بسبب مخاوفنا في شأن استخدامها في منطقة مكتظة بالسكان مثل رفح"، في إشارة إلى المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة. لكن "كل ما سوى ذلك يجري كالمعتاد"، وفق بلينكن الذي لم يشأ الخوض في تفاصيل المحادثات الدبلوماسية مع نتنياهو.

 

والولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيس لإسرائيل، لكن البيت الأبيض عبر عن إحباطه إزاء ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة حيث تشن إسرائيل عمليات ضد "حماس" منذ أكثر من ثمانية أشهر.

الفوضى تقوض وصول المساعدات

قالت الأمم المتحدة أمس إنها لم تتمكن من توزيع المساعدات في قطاع غزة من معبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بسبب الفوضى والذعر بين الجياع في المنطقة، على الرغم من وقف إسرائيل النشاط العسكري نهاراً.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمم المتحدة رحبت بهذه الخطوة، لكنه أضاف أن "هذا لم يتترجم بعد إلى وصول مزيد من المساعدات إلى المحتاجين". وقال إن المنطقة الواقعة بين كرم أبوسالم وطريق صلاح الدين خطرة للغاية.

وأضاف "القتال ليس السبب الوحيد لعدم القدرة على استلام المساعدات... عدم وجود أي شرطة أو سيادة قانون في المنطقة يجعل نقل البضائع إلى هناك أمراً خطراً للغاية".

وأضاف "لكننا مستعدون للتعامل مع جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات إلى الناس في غزة، وسنواصل العمل مع السلطات وقوات الأمن، في محاولة لمعرفة ما يمكن القيام به لتهيئة الظروف الأمنية".

وتابع "عندما تصل المساعدات إلى مكان ما، يكون هناك أناس يتضورون جوعاً، ويشعرون بالقلق من أن هذا قد يكون آخر طعام يرونه... يجب أن يتأكدوا من أنه سيكون هناك تدفق منتظم للبضائع حتى لا يكون هناك ذعر عندما نصل إلى المنطقة".

وتشكو الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة منذ فترة طويلة من الأخطار والعقبات التي تحول دون إدخال المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق.

تعليق قرار استبعاد شركات إسرائيلية من "يوروساتوري"

أمر القضاء الفرنسي أمس الجهة المنظمة لمعرض "يوروساتوري" لشركات الأسلحة المنظم بالقرب من باريس، "بتعليق" منع مشاركة الشركات الإسرائيلية فيه، وفق محامي الغرفة التجارية الفرنسية- الإسرائيلية.

وقضت المحكمة التجارية في باريس التي نظرت في القضية على نحو عاجل، أن قرار شركة "كوج إفنتس" (Coges Events) باستبعاد الشركات الإسرائيلية وعددها 74 ينطوي على "تمييز" ويولد "اضطرابات مجانبة للقانون بشكل واضح"، وفق ما قال المحامي باتريك كلوغمان.

وأعلنت شركة "كوج إفنتس" عندما اتخذت هذا القرار في الـ31 من مايو (أيار)، أنها تتصرف بناءً على "قرار من السلطات الحكومية" في سياق العمليات العسكرية الإسرائيلية الدامية في غزة.

لكن كلوغمان أكد أن الجهة المنظمة للمعرض "لم تتمكن من إثبات وجود قرار إداري صادر عن السلطات" أمام المحكمة التجارية.

افتُتح المعرض أول من أمس الإثنين ويستمر حتى الجمعة المقبل في فيلبينت في شمال باريس. ومن الناحية القانونية، بات بإمكان المصنعين الإسرائيليين عرض معداتهم من جديد، إلا أن الأمر يبدو غير قابل للتحقيق قبل نهاية المعرض.

وأشاد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) عبر منصة "إكس" "بانتصار ضد استبعاد إسرائيل من يوروساتوري".

وندد المجلس الإثنين بإجراء فرضته شركة "كوج" على زوار المعرض ويقضي بالتوقيع على استمارة يؤكدون فيها أنهم لا يعملون لمصلحة شركات إسرائيلية أو كوسطاء.

واستنكر رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا جوناثان أرفي الإجراء قائلاً "لم تعد المسألة مجرد منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في المعرض، وهو قرار فاضح بالمقاطعة أصلاً، بل وصم الإسرائيليين أنفسهم وإدراجهم في القائمة السوداء".

وأعربت "كوج" عن أسفها وقدمت "اعتذاراتها" قائلة "إنها مبادرة مؤسفة جداً، تم اتخاذ قرار في شأنها بشكل عاجل بناء على قرار المحكمة الصادر في الـ14 من يونيو". ومنعت المحكمة القضائية في بوبيني (منطقة باريس) الجمعة، بطلب من منظمات غير الحكومية، أي ممثل لشركة إسرائيلية أو وسيط لها من حضور المعرض.

وفي رده على حكم محكمة بوبيني الإثنين الماضي، أشار وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو إلى أن "السلطة التنفيذية ليس عليها التعليق على قرار المحكمة، ولكن من الواضح أن الأخيرة تجاوزت الطلب الأولي للحكومة، التي لم تتحدث قط عن مثل هذا الحظر".

واعتبر رئيس "جمعية التضامن الفرنسية مع فلسطين" برتران هايلبرون، وهي طرف في الدعوى القضائية، أن "الأمر الأكثر أهمية هو أن نرى أن القضاء الفرنسي يدرك سياق حرب الإبادة الجماعية في غزة، وأخيراً يدرك الفوضى الكبيرة التي يشكلها حضور شركات إسرائيلية في معرض يوروساتوري".

المزيد من متابعات