Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدعم السريع" تعلن سيطرتها على منطقة حدودية مع جنوب السودان

مقتل 25 سودانيا غرقا ونزوح 136 ألفاً بعد هجمات على مدينة سنار

12 سودانياً لاقوا حتفهم بنيران مدفعية على سوق للماشية في مدينة الفاشر (رويترز)

ملخص

أظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً من جميع الأعمار يخوضون عبر النيل الأزرق وغرق عائلات بكاملها.

بينما لقي 25 شخصاً في الأقل مصرعهم غرقاً في نهر النيل الأزرق جنوب شرقي السودان أثناء محاولتهم الفرار عبر زورق خشبي من ولاية سنار، أعلنت قوات الدعم السريع التي تحارب الجيش في السودان منذ أكثر من عام سيطرتها على منطقة الميرم الحدودية مع جنوب السودان، والتي تضم أحد اللواءات التابعة للجيش بولاية غرب كردفان.

وأفادت قوات الدعم السريع عبر حسابها على منصة "إكس" بأنها "سجلت انتصاراً جديداً على ميليشيات البرهان وكتائب النظام البائد الإرهابية بتحرير اللواء الـ 92 (الميرم) التابع للفرقة الـ 22 مشاة بولاية غرب كردفان"، وتابعت "بسطت قواتنا سيطرتها الكاملة على المنطقة".

والشهر الماضي شنت قوات الدعم السريع هجوماً على مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان والقريبة من حقول إنتاج النفط، وأعلنت سيطرتها على مقر اللواء الـ 91 التابع للجيش في غرب كردفان.

وبهذا الإعلان أصبحت قوات الدعم السريع تسيطر على إقليم دارفور الشاسع غرب البلاد وأجزاء من المناطق الجنوبية، بعد أن سيطرت خلال الأيام الماضية على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنّار جنوب شرقي السودان.

ومنطقة الميرم التي تقع في جنوب غربي السودان تتاخم منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وكانت الأمم المتحدة دعت في مايو (أيار) الماضي جنوب السودان إلى سحب قواته من منطقة أبيي، محذرة من تزايد التوترات في هذه المنطقة، حيث تتمركز أيضاً قوات أممية لحفظ السلام.

وفي فبراير (شباط) الماضي أدى انقطاع خط الأنابيب الناقل للنفط الخام من جنوب السودان إلى العصف بعائدات جوبا النفطية، مما وجه ضربة قوية لاقتصاد الجنوب الذي يعاني بالفعل.

وبحسب الأمم المتحدة فقد نزح إلى جنوب السودان نتيجة الحرب المستعرة هناك أكثر من 720 ألف شخص، بينهم أكثر من نصف مليون نازح من جنوب السودان عادوا لبلدهم مجدداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولقي 25 شخصاً في الأقل مصرعهم غرقاً في نهر النيل الأزرق جنوب شرقي السودان أثناء محاولتهم الفرار عبر زورق خشبي من ولاية سنار نتيجة التقدم العسكري لقوات "الدعم السريع" كما أفادت "لجان مقاومة سنار".

وقالت "لجان مقاومة سنار" في بيان اليوم الخميس إنه "بسبب دخول "الدعم السريع" للمنطقة، وفاة نحو 25 مواطناً غالبيتهم من النساء والأطفال في حادثة غرق مركب شرق مدينة أبوحجار بين قرية الدبيبة ولوني".

وتابع البيان بأن من بين الضحايا كان هناك "أسر كاملة من الدبيبة".

في أواخر يونيو (حزيران) الماضي سيطرت قوات "الدعم السريع" على منطقة جبل موية بولاية سنار، مما دفع مئات الأسر السودانية إلى النزوح باتجاه مدينة سنجة عاصمة الولاية قبل أن تصبح واحدة من جبهات القتال خلال الأيام الماضية ودفع ذلك آلاف الأسر السودانية إلى النزوح إما شرقاً أو جنوباً.

وأعلنت حكومة ولاية القضارف التي استقبلت العدد الأكبر من نازحي سنار في بيان اليوم "ارتفاع أعداد الناجين من الحرب وهجوم قوات "الدعم السريع" المتمردة لعدد من المناطق بولاية سنار إلى 120 ألف نازح تم تسجيل 90 ألفاً منهم وحصرهم عبر التدخل الفوري والسريع من قبل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية وأكثر من 20 منظمة وطنية دولية".

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفاد أول من أمس الثلاثاء في نشرته عن السودان بأن أكثر من 55400 شخص فروا من مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار مع امتداد النزاع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" إلى المدينة.

وفي هذا الصدد أعلنت مبادرة "مفقود" السودانية التي تتابع حالات المفقودين من المدنيين خلال المعارك والاشتباكات، أن "عدد الأطفال المفقودين ومن ضمنهم أطفال رضع وحديثو ولادة، بلغ 91 طفلاً من أطفال مدينة سنجة".

وفي غرب السودان وتحديداً في ولاية شمال دارفور، شهدت مدينة الفاشر مقتل 15 شخصاً نتيجة قصف من قبل قوات "الدعم السريع"، بحسب ما أكد مسؤول لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" اليوم.

وقال مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر عبر الهاتف "القصف العنيف لسوق مدينة الفاشر أمس من قبل "الدعم السريع" أدى إلى مقتل 15 من المواطنين وجرح 29".

وتدور اشتباكات في الفاشر منذ العاشر من مايو (أيار) الماضي بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، ما وضع قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد.

يشهد السودان منذ الـ15 من أبريل (نيسان) 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

ونزح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجه منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار بجنوب شرقي السودان منذ أن بدأت قوات "الدعم السريع" سلسلة من الهجمات على بلدات، في أحدث موجة نزوح سببتها الحرب الدائرة رحاها منذ نحو 15 شهراً في السودان.

وينضم هؤلاء إلى نحو 10 ملايين فروا من منازلهم منذ اندلاع الحرب بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني، وأثارت الحرب اتهامات بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" وتحذيرات من مجاعة، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات "الدعم السريع" في أنحاء البلاد.

وبدأت قوات "الدعم السريع" في الـ24 من يونيو (حزيران) الماضي حملة للاستيلاء على مدينة سنار، وهي مركز تجاري لكنها سرعان ما تحولت إلى مدينتي سنجة والدندر الأصغر، مما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين من المدن الثلاث، وبخاصة إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً من جميع الأعمار يخوضون عبر النيل الأزرق.

ويقول ناشطون في الولايتين إن هناك قليلاً من أماكن الإيواء أو المساعدات الغذائية للوافدين، وفي القضارف قوبل القادمون بهطول أمطار غزيرة بينما تقطعت بهم السبل في السوق الرئيسة بالعاصمة من دون خيم أو أغطية بعدما أخلت الحكومة المدارس التي كانت مراكز إيواء للنازحين، بحسب ما ذكرت إحدى لجان المقاومة المحلية السودانية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بيان أمس الأربعاء إنه منذ الـ24 من يونيو الماضي، نزح ما إجماله نحو 136130 شخصاً من سنار.

وتؤوي الولاية بالفعل أكثر من 285 ألف شخص نزحوا من الخرطوم والجزيرة، مما يعني أن كثيراً ممن غادروا في الأسبوعين الماضيين كانوا ينزحون على الأرجح للمرة الثانية أو الثالثة، وقالت المنظمة أيضاً إن قرى ولاية القضارف وهي واحدة من بضعة أهداف محتملة لحملة قوات "الدعم السريع"، شهدت أيضاً خروجاً جماعياً.

وفي غرب البلاد قال ناشطون محليون إن 12 شخصاً في الأقل لاقوا حتفهم بنيران مدفعية على سوق للماشية أمس في مدينة الفاشر التي تشهد منذ أشهر قتالاً من أجل السيطرة، ونزوحاً جماعياً نحو البلدات المجاورة ومخيمات النازحين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي