Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بيت التنين" لم يعتبر بدروس "صراع العروش"

كان لدى كاتب المسلسل فرصة لإصلاح الضرر الذي أحدثه كاتبا مسلسل "صراع العروش" دي بي وايس وديفيد بينيوف ولكن يبدو أنه أهدرها

إيما دارسي (الأميرة راينيرا) في مسلسل "بيت التنين" (أتش بي أو)

ملخص

يتعرض "بيت التنين" لانتقادات بسبب تكراره أخطاء من "صراع العروش"، مع التركيز بشكل كبير على الإعداد وافتقاره إلى التقدم السردي المؤثر، إذ يخاطر العرض بتبديد إمكاناته من خلال عدم تقديم الدراما الموعودة

قبل بضعة أسابيع اجتمع طاقم عمل وطاقم تمثيل مسلسل "بيت التنين" House of The Dragon في ساحة ليستر في لندن بكامل أناقتهم على رغم الأمطار الغزيرة في المدينة للإعلان عن إطلاق الموسم الثاني.

عادة ما يكون هذا النوع من حفلات الإعلان مخصصاً للأفلام ذات الشعبية المرتفعة، "حرب النجوم" Star Wars على سبيل المثال، أو لتسويق ضخم لأحد أفلام كبار نجوم هوليوود، لكن المبالغة، في الأقل بين طاقم العمل، بدت واضحة. حينها توجهت المذيعة سو بيركنز [وهي مقدمة تلفزيونية وكاتبة سيناريو وممثلة بريطانية] لمؤلف المسلسل راين كوندال بالسؤال عما إذا كان "هذا [الموسم] عبارة عن حرب شاملة؟"، فأجاب "الأمر يتعلق أكثر بالتحضير للحرب"، وهنا تنفس الجمهور الصعداء.

الآن نعلم أن كوندال كان صادقاً في كلمته لأن الموسم الثاني من "بيت التنين" يبدو وكأنه أشبه بفجوة موقتة، والحلقة الأخيرة، التي حملت عنوان "الطاحونة المحترقة" تعكس ذلك، فبالكاد تقدمت القصة وتم تأجيل الحدث عبر مطولات غير منطقية بلغت ذروتها في مشهد منافٍ للعقل إلى الحد الذي قد يزعزع ثقة متابعي المسلسل المحدودة أصلاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا الانتقاد كان يوجه بشكل روتيني أيضاً إلى الجزء الأخير من مسلسل "صراع العروش" Game of Thrones.

على سبيل المثال الرحلات التي يتم تحملها بشق الأنفس على مدار حلقات عدة معززة صورة القرون الوسطى، حدثت فجأة في مشهد واحد، فاستبدل نص الكاتب جورج آر. آر. مارتن المتقن [مؤلف سلسلة الروايات الخيالية الملحمية "أغنية النار والجليد" والتي اقتبس منها المسلسلان] بتسلسلات مثيرة للسخرية، مثل حلقة الموسم السابع التي تعرضت للانتقاد الشديد واتجهت خلالها مجموعة شبيهة بالأبطال الخارقين إلى مغامرة شمال الجدار، فظهرت وكأنها من مسلسل آخر.

وبلغت الحلقة الثالثة من المسلسل الجديد ذروتها بمشهد تتسلل خلاله الأميرة المنفية راينيرا (إيما دارسي) عائدة للعاصمة كينغز لاندينغ ومرتدية زي راهبة، لتتحدث مع صديقتها المقربة السابقة أليسنت (أوليفيا كوك)، تهمس أليسنت: "لقد فات الأوان يا راينيرا"، فلا تتم المصالحة.

ولكن هل فات الأوان بالنسبة إلى هذه المسلسل أيضاً؟

من اللافت أن "بيت التنين" لم يتعلم الدرس من نهاية "صراع العروش" المخزية، وعلى سبيل المثال معركة التوأم، سير أريك وسير إيريك، وخلال حلقة الأسبوع الماضي التي أثارت ضجة كبيرة، كانت مخيبة للآمال وذكرتنا بالحلقة قبل الأخيرة من مسلسل "صراع العروش" حين قتل كل من ساندور "كلب الصيد" وشقيقه غريغور "الجبل" بطريقة سخيفة، ولكن في الأقل كانت تلك الشخصيات مفضلة لدى المشاهدين لمدة طويلة، على عكس التوأم كارغيل الذين بالكاد يعرفهما الجمهور.

في الواقع كان أمام كوندال، من أعماله السابقة فيلمي "هرقل" Hercules و"رامبيج" Rampage وكلاهما من بطولة دوين جونسون (ذا روك)، فرصة لإصلاح الضرر الذي أحدثه كاتبي مسلسل "صراع العروش" دي بي وايس وديفيد بينيوف، ولكن يبدو حتى الآن أنه يهدرها.

مشكلة "بيت التنين" لا تكمن في غياب المعارك الدامية ولا في وجود قيود مفروضة عليه، ففي نهاية المطاف كان مسلسل "صراع العروش"، في أفضل الأحوال، بمثابة تمرين على المتعة المؤجلة، والمذبحة المستترة في كثير من الأحيان (مثلاً المعركة على نهر غرين فورك التي لا يتم عرضها على المشاهد تقريباً)، لكن الحبكة في "صراع العروش" كانت في المشهد الافتتاحي، والمناورة بدأت فقط عندما تم إرسال نيد ستارك إلى كينغز لاندينغ (الأراضي الملكية).

مع "بيت التنين" نجد أنفسنا منذ البداية في حرب أهلية وحال من الخيارات الصعبة، وكل خطوة تبدو كارثية على المشاركين فيها، ولا نرَ الحبكة تنكشف بأكملها أمامنا، ومع حال التأهب الموجودة بالفعل فإن كل حركة تبدو متعمدة بل وكيدية.

في تلك الحلقة [الثالثة] تتوجه راينيرا إلى أليسنت محذرة "حتى النصر قد يكون دموياً لدرجة أنه يعتبر خسارة"، كانت حلقة مليئة بالإنذارات، ويصل دايمون (مات سميث) إلى قلعة هارنهايل ليعلم بأنه سيموت هناك، بينما تتنبأ راينيرا بالنصر الباهظ الثمن الذي كان المسلسل يسير نحوه، وهذا كله يشير إلى العنف - الدراما - القادم، ولكن السؤال هو كيف تجعل هذه الحلقات التي تتحرك ببطء كقطع الشطرنج ذات قيمة عاطفية وجديرة بالاهتمام من الناحية السردية.

في الوقت الحالي يبدو "بيت التنين" وكأنه محاصر، وتشير الشخصيات باستمرار إلى الحرب القادمة، إيغون (توم غلين كارني) على وشك التوجه إلى منطقة ريفرلاندز وبايلا (بيثاني أنطونيا) على وشك أن تقوم بحرق سير كريستون كول (فابيان فرانكل)، لكن الأمر لا يحدث أبداً.

وفي هذا الفراغ الإيحائي يبدو كوندال غير قادر على صنع أي أخطار حقيقية، والآن مع وصولنا إلى منتصف الموسم الثاني صار واضحاً أن علينا الانتظار حتى الموسم الثالث الختامي للثلاثية حتى تبدأ "رقصة التنين" الحقيقية [اسم الحرب الأهلية التي تشتعل بسبب الصراع على وراثة العرش].

لكن من الجيد أن يتذكر القيمون على "بيت التنين" أن كل السحالي الطائرة وزومبي الجليد والسياسات المتناحرة في "أغنية الجليد والنار" تخدم هدفاً واحداً فقط: الدراما، فالحرب الشاملة تأتي بأشكال عدة، ولكن لا ينبغي لغياب العناصر المرئية أن يحول من دون تحريك العواطف.

© The Independent

المزيد من فنون