Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العزلة تهدد جورجيا ميلوني في الاتحاد الأوروبي

لا تزال تمسك ببعض الأوراق التي قد تساعدها في الحفاظ على دور مهم في التكتل

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ ف ب)

ملخص

لم تكن رئيسة ثالث أكبر قوة اقتصادية في أوروبا يوماً تخشى الصعوبات، وهي تتحلى بالصبر والمثابرة ولا تزال إلى اليوم تحظى داخل بلادها بشعبية يحسدها عليها عدد من نظرائها الأوروبيين.

تراجعت مكانة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في الأسابيع الأخيرة في الاتحاد الأوروبي، مع عجزها عن الفوز لبلادها بأي من المناصب المحورية في بروكسل، وبمواجهة صعود كتلة برلمانية أوروبية أكثر يمينية منها من أنصار السيادة الوطنية، بزعامة صديقها رئيس الوزراء المجري الشعبوي فيكتور أوربان.

غير أن زعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" (أخوّة إيطاليا، فاشيون جدد)، لا تزال تمسك بأوراق بعدما عملت على مدى عامين على اكتساب دور الشريكة البناءة في الاتحاد الأوروبي.

وسعت ميلوني أكثر قادة إيطاليا يمينية منذ الحرب العالمية الثانية، منذ وصولها إلى السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى بناء مكانة لنفسها باعتبارها الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد صفوف الأحزاب اليمينية الأوروبية.

غير أنها أبدت في الوقت نفسه براغماتية، إذ كتمت مواقفها السابقة المشككة في المؤسسات الأوروبية، وساندت أوكرانيا على رغم رأي عام منقسم بهذا الصدد في بلادها، وتعاونت مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، مما أسهم في طمأنة محاوريها.

لكنها لم تلقَ استجابة، إذ طالبت بالأخذ بصعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية التي جرت في يونيو (حزيران) الماضي في إيطاليا وفرنسا وألمانيا، عند توزيع المناصب الكبرى الأوروبية.

أسبوع غير جيد

وبدلاً من أن ينضم حليفها منذ زمن طويل فيكتور أوربان إلى كتلة "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" التي ينتمي إليها حزبها في البرلمان الأوروبي، أنشأ رئيس الوزراء المجري كتلة جديدة تحت تسمية "الوطنيون من أجل أوروبا"، مع التجمع الوطني الفرنسي ونواب "فوكس" الإسباني الذين خرجوا من كتلة المحافظين والإصلاحيين، وحتى حزب الرابطة بزعامة نائبها على رأس الحكومة الإيطالية ماتيو سالفيني.

ورأت أستاذة السياسة في جامعة سوراي البريطانية دانيال ألبيرتازي، "هذا بالتأكيد نبأ سيئ لها، لا شك في ذلك". وأضافت متحدثة لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، "إنه نبأ سيئ من حيث الأرقام، لكنه نبأ سيئ خصوصاً لأنهم سلبوا منها الأضواء"، مشيرة إلى أن الوطنيين "قلبوا بالتأكيد جدول الأعمال خلال الأسبوعين الماضيين، ونجحوا في جمع أحزاب كبرى".

ومما زاد من تراجع موقع ميلوني نتائج حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات التشريعية الفرنسية إذ حل في المرتبة الثالثة، وفوز "العماليين" في الانتخابات في بريطانيا. وكتبت الصحافة الإيطالية أن ميلوني كانت تأمل في تعزيز زعامتها في أوروبا مع هزيمة أكبر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات التشريعية، غير أن ائتلافه جاء في نهاية المطاف في المرتبة الثانية.

ورأت صحيفة "لا ريبوبليكا" اليسارية أن "الرهان لم ينجح"، فيما كتبت صحيفة "لا ستامبا" أن أسبوع ميلوني "لم يكن جيداً بالتأكيد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"لم تحسن التمركز"

وظهر في ستراسبورغ أمس الخميس منافس محتمل جديد لها مع تشكيل كتلة جديدة من اليمين المتطرف باسم "أوروبا الأمم السيادية" بزعامة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف بعد تحقيقه أفضل نتائج له حتى الآن في الانتخابات الأوروبية.

وقد تسهم زيارة أوربان لموسكو الأسبوع الماضي، في خطوة ندد بها حلفاء أوكرانيا الغربيون، في تدهور علاقاته أكثر مع ميلوني التي سبق أن سجلت نقاطاً في بروكسل بانتزاعها تنازلات من الزعيم المجري.

ومع تخلي أوربان عنها وحرمانها من دعم رئيس الوزراء البريطاني السابق المحافظ ريشي سوناك بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية البريطانية، ترى المفكرة والمحللة السياسية آنا بونالومي، أن ميلوني تظهر أنها "لم تحسن التمركز في موقع مريح في بروكسل".

وقالت إن "عجزها عن نسج علاقات مع الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي وغطرستها السياسية أسهما في إضعافها وعزلها مثلما نرى اليوم".

خوض اللعبة

وبمواجهة هذه الضغوط حاولت ميلوني التقليل من شأن نكساتها هذا الأسبوع، مشيرة على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن إلى أن إيطاليا لديها "حكومة متينة جداً في قارة أوروبية تعاني حكوماتها انعدام استقرار كبيراً".

ولم تكن رئيسة ثالث أكبر قوة اقتصادية في أوروبا يوماً تخشى الصعوبات، وهي تتحلى بالصبر والمثابرة ولا تزال إلى اليوم تحظى داخل بلادها بشعبية يحسدها عليها عدد من نظرائها الأوروبيين.

وأوضحت دانيال ألبيرتازي، "هذا يتوقف على الطريقة التي تخوض فيها اللعبة"، فظهور تشكيلات قومية في ستراسبورغ يعزز خطاب ميلوني التي بإمكانها التأكيد أنها تمثل "اليمين الراديكالي المسؤول والمعتدل".

وإن فازت في نهاية المطاف بمنصب مهم لإيطاليا في المفوضية الأوروبية، فقد يصبح بإمكانها التأكيد أن "هؤلاء يثيرون ضجيجاً، لكنني أنا من يأتي بتغييرات".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات