Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محاولة اغتيال ترمب والمشهد الانتخابي الأميركي

بايدن يتحرك سريعاً في محاولة لنزع فتيل التوتر ومخاوف من تأجيج العنف السياسي

فيما لم تعرف بعد دوافع منفذ الهجوم فإن سجلات الناخبين بولاية بنسلفانيا تظهر أنه جمهوري (أ ف ب)

ملخص

يرى الخبير الإستراتيجي الديمقراطي براد بانون أن إطلاق النار يمكن أن يفيد ترمب سياسياً لأنه يدعم رواية حملته الانتخابية بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح، وأن "محاولة الاغتيال تثير التعاطف مع المرشح الجمهوري، كما أنها تؤكد للناخبين فكرة أن هناك شيئاً خاطئاً بشكل أساس في هذه الأمة، وهي فكرة تعزز الدعم له".

أثارت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب غضب أنصاره كما أوقفت حملة الحزب الديمقراطي موقتاً، وسط مخاوف من تأجيج العنف السياسي خلال الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل داخل بلد يعاني بالفعل التوتر.

ووصف أنصار ترمب أمس السبت المرشح الجمهوري بأنه بطل، مستغلين صورته وأذنه ملطخة بالدماء وقبضته مرفوعة ويبدو وكأنه يردد كلمة "قاتلوا".

وبينما دأب ترمب خلال حديثه مع مؤيديه على استخدام لغة عنيفة فقد تحول مستشارو الرئيس السابق وأنصاره نحو الهجوم على منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، قائلين إن شيطنة المرشح الرئاسي الجمهوري هي التي أدت إلى محاولة الاغتيال.

وقال السيناتور الأميركي جيمس ديفيد فانس عن ولاية أوهايو، وهو مرشح بارز لمنصب نائب ترمب، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إن "ما حدث ليس مجرد واقعة منفردة، والفرضية الأساس لحملة بايدن هي أن الرئيس دونالد ترمب فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن، ليؤدي هذا الخطاب مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترمب".

وتحرك بايدن سريعاً في محاولة لنزع فتيل التوتر مندداً بالهجوم، ووصفه بأنه عنف سياسي غير مقبول، كما سحب الإعلانات الانتخابية التي تهاجم ترمب، وقال للصحافيين "لا مكان في أميركا لهذا النوع من العنف، إنه أمر مقزز".

وفيما لم تعرف بعد دوافع منفذ الهجوم فإن سجلات الناخبين بولاية بنسلفانيا تظهر أن توماس ماثيو كروكس (20 سنة) جمهوري، وهو من منطقة بيثيل بارك وسبق أن تبرع بـ 15 دولاراً للجنة عمل سياسية تجمع الأموال للساسة ذوي الميول اليسارية والديمقراطيين.

النتيجة العكسية

ومن المرجح على المدى القصير أن يعزز هذا الهجوم التأييد لترمب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في ميلووكي هذا الأسبوع ويقبل خلاله ترشيح الحزب للرئاسة، وكذلك الشعور بالظلم والغربة لدى مؤيديه تجاه الطبقة السياسية في البلاد.

وفي غضون ساعات من إطلاق النار أرسلت حملة ترمب رسالة نصية تطلب من الناخبين الإسهام في الحملة، وجاء فيها "إنهم لا يلاحقونني بل يلاحقونكم".

كما سارع المليارديران إيلون ماسك وبيل أكمان للتعبير عن تأييدهما لترمب، وقال ماسك عبر منصة "إكس" التي يملكها، "أنا أؤيد الرئيس ترمب بشدة وآمل في شفائه سريعاً".

أما المدير المشارك لحملة ترمب كريس لاتشيفيتا فكتب عبر "إكس"، "منذ أعوام وحتى اليوم يدلي الناشطون اليساريون والمتبرعون لحملة الحزب الديمقراطي وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات وأوصاف مثيرة للاشمئزاز تتعلق بواقعة إطلاق النار على دونالد ترمب، وقد حان وقت محاسبة المسؤولين عن ذلك، وأفضل سبيل هو عبر صناديق الاقتراع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبدو أن لاتشيفيتا كان يشير إلى تصريحات أدلى بها بايدن خلال الآونة الأخيرة في سياق مطالبة مؤيديه بالتركيز على التغلب على ترمب بدلاً من التركيز على أدائه، وقال بايدن الذي يندد دوماً بأي أعمال عنف سياسي، "لقد انتهينا من الحديث عن المناظرة، وحان الوقت لوضع ترمب في دائرة الضوء".

تواجه الولايات المتحدة أكبر زيادة في أعمال العنف ذات الدوافع السياسية وأكثرها استمرارية منذ سبعينيات القرن الماضي، إذ نفذ مهاجمون يمينيون 13 من بين 14 هجوماً سياسياً تسببت بسقوط قتلى أو مصابين منذ اقتحام أنصار ترمب مبنى الـ "كابيتول" الأميركي في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، بينما شن يساري هجوماً واحداً، وعادة يكون لمرتكبي هذه الهجمات أو المشتبه فيهم انتماءات حزبية واضحة.

وعلى رغم كونه رئيساً سابقاً فقد نفذ ترمب حملته الانتخابية باعتباره متمرداً من خارج دائرة السلطة، وشكا من أنه مستهدف منذ فترة طويلة من قبل "الدولة العميقة" الاتحادية وإدارة بايدن لمنعه من العودة للسلطة، كما يستخدم في العادة خطاباً عنيفاً ومهيّناً وحتى مروعاً أثناء قيامه بذلك، كما يحذر من حدوث "حمام دم" إذا لم يتم انتخابه، قائلاً إن المهاجرين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة "يسممون دماء بلادنا".

انزعاج جمهوري

وأبدى بعض الجمهوريين انزعاجهم بالفعل من استمراره تأجيج النار، وقال الناشط جمهوري في ولاية ثاوث كارولينا تشيب فيكل، وهو من معارضي ترمب، "إذا لم تكن البلاد برميل بارود من قبل فهي الآن كذلك".

أما الخبير الإستراتيجي الديمقراطي براد بانون فقال إن "إطلاق النار يمكن أن يفيد ترمب سياسياً لأنه يدعم رواية حملته الانتخابية بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح"، مضيفاً أن "محاولة الاغتيال تثير التعاطف مع ترمب، كما أنها تؤكد للناخبين فكرة أن هناك شيئاً خاطئاً بشكل أساس في هذه الأمة، وهي فكرة تعزز الدعم له".

ودين ترمب في مايو (أيار) الماضي بالتورط في محاولة للتستر على علاقة غرامية مع ممثلة أفلام إباحية، وهي إدانة لم تؤثر كثيراً في مجريات السباق، كما تشير إلى أن أنصار كلا الجانبين ما زالوا ثابتين على مواقفهم.

وتعامل بايدن مع نقاش محتدم داخل الحزب الديمقراطي حول ما إذا كان ينبغي عليه التنحي عن الترشح باسم الحزب بسبب مخاوف من أنه لم يعد مؤهلاً للمنصب بالقول إن أطباءه أخبروه أنه في حال جيدة.

وقد استفاد ترمب في بعض استطلاعات الرأي من أداء بايدن الكارثي خلال ​​مناظرة الشهر الماضي، لكن استطلاعات أخرى تظهر أن السباق متكافئ.

وفيما نفر كثير من الناخبين بالفعل من الغريمين بايدن وترمب، فقد تسهم الفوضى المحيطة بالمرشحين في إذكاء شعور الناخبين بأن مشكلات البلاد غير قابلة للحل وأن الهوة بين الحزبين لا يمكن سدها، بينما أكد النائب الأميركي الجمهوري ستيف سكاليز الذي أطلق مسلح الرصاص عليه عام 2017، لشبكة "فوكس نيوز"، أن الخطاب الانتخابي العنيف يجب أن يتوقف.

المزيد من تقارير