ملخص
قال رئيس تحرير مجلة "كومبكت" يورغن إلسايسر إن الحظر "ديكتاتوري" ويمثل أسوأ هجوم على حرية الصحافة الألمانية منذ عقود.
حظرت ألمانيا اليوم الثلاثاء مجلة "كومبكت" اليمينية، متهمة إياها بأنها "لسان المشهد اليميني المتطرف" وبالتحريض على كراهية اليهود والأجانب.
وفي إطار تصعيد الحكومة حربها على ما تصفه بازدياد التطرف اليميني في ألمانيا، قالت وزارة الداخلية إن "كومبكت" كانت تعمل ضد النظام الدستوري، وأضافت أنها أمرت بتفتيش مقارها في أربع ولايات.
وينظر إلى مجلة "كومبكت" على نطاق واسع على أنها المتحدث باسم الجناح المتشدد من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، وتوزع المجلة 40 ألف نسخة ولها حضور كبير على وسائل التواصل الاجتماعي. وينطبق الحظر أيضاً على شركة "كونسبكت فيلم" التابعة لـ"كومبكت"، ويمنع أي استمرار للأنشطة السابقة.
وقالت الوزارة إن عمليات تفتيش مكاتب المجلة ومنازل كبار الشخصيات والإدارة وكبار المسهمين في براندنبورغ وهيسن وساكسونيا وساكسونيا-أنهالت استهدفت مصادرة الأصول وأدلة أخرى.
وصرحت وزيرة الداخلية نانسي فيزر بأن "هذه المجلة تحرض على الكراهية ضد اليهود والأشخاص من أصول مهاجرة وعلى ديمقراطيتنا البرلمانية بطريقة لا توصف".
ورأت فيزر أن التطرف اليميني هو أكبر تهديد للديمقراطية الألمانية، في وقت يجد السياسيون من التيار الرئيس صعوبة في التعامل مع تصاعد شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" قبل انتخابات في شرق البلاد هذا العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رئيس تحرير مجلة "كومبكت" يورغن إلسايسر إن الحظر "ديكتاتوري" ويمثل أسوأ هجوم على حرية الصحافة الألمانية منذ عقود، مضيفاً لتلفزيون "رويترز" "أنتم تعاملوننا مثل مافيا أو جماعة إرهابية، لكننا وسيلة صحافية قانونية سجلها الجنائي نظيف. هذا يوضح أن الهدف الوحيد هو تدمير المعارضة وتدميرنا كأقوى وسيلة إعلام. نحن على اتصال بالفعل مع المحامين".
وانتقد زعماء حزب "البديل من أجل ألمانيا" أيضاً الحظر.
ولم يعُد الدخول إلى موقع "كومبكت" الإلكتروني في ألمانيا متاحاً، لكن ما زال من الممكن الوصول إلى حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، علماً أن بوسع "كومبكت" الاستئناف ضد الحظر أمام المحكمة الإدارية الاتحادية.
ويعدّ حظر وسائل الإعلام نادراً نسبياً في ألمانيا التي تولي أهمية كبيرة لحرية الصحافة وتحتل المرتبة العاشرة من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لمنظمة "مراسلون بلا حدود".
ورجح رئيس جمعية الصحافيين الألمان ميكا بويستر أن تؤيد أي محكمة قرار الحظر، قائلاً لمجموعة "آر أن دي" الإعلامية "في رأيي، ما تفعله ’كومبكت‘ لا علاقة له بالصحافة، إنها تتبنى أيديولوجيا المؤامرة، وهي بالتأكيد يمينية متطرفة".