Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يؤجل أوباما تقديم دعمه لـهاريس؟

يفترض أن يكون الرئيس الأميركي السابق ونائبة الرئيس الحالي صديقين مقربين، فلماذا لا يعلن الأول دعمه للثانية

أثارت حقيقة أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لم يسارع إلى تأييد ترشيح كامالا هاريس، إشاعات حول وجود خلاف بينهما (غيتي)

ملخص

أثار عدم تأييد باراك أوباما لكامالا هاريس تكهنات حول علاقتهما، إذ على رغم صداقتهما الطويلة الأمد وتاريخهما المشترك يظل أوباما صامتاً، ويشير بعضهم إلى أنها استراتيجية أوباما لكونه شخصية محورية في الحزب

في عام 2020 وبعد وقت قليل من إعلان جو بايدن المرشح آنذاك لرئاسة الولايات المتحدة اختيار كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس، شاركت "حملة بايدن - هاريس" مقطع فيديو قصير على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها، تضمن محادثة فيديو ودية بين هاريس وباراك أوباما.

الرئيس السابق - الذي بدا في الفيديو مرتاحاً وهو يرتدي قميصاً مفتوح العنق وبدلة داكنة - كان يناقش طبيعة العمل المرهقة للمنصب، وسأل هاريس عما إذا كانت لديها أي أفكار للتعامل مع المهمات اليومية. وأجابته بأنها تلتزم ممارسة التمارين الرياضية كل صباح، بغض النظر عن ساعات النوم التي تحصل عليها.

واستفسر أوباما عن خياراتها الموسيقية المفضلة؛ فأشارت إلى ماري جي بلايج المغنية الأميركية. من ثم سألته كامالا هاريس عن علاقته مع جو بايدن؛ طالبة نصائح منه تتعلق بنائبه السابق، الذي كان عمل تحت قيادته طوال الفترتين الرئاسيتين الممتدتين من 2009 إلى 2017.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورد أوباما بأن بايدن يعشق الآيس كريم والمعكرونة بالصلصة الحمراء، ويحب ارتداء نظارته الشمسية. وأشار مازحاً إلى أن نائبه "يدرك أن نظارته تليق به". ويختتم تعليقه بطريقة مرحة قائلاً: "احرصي على مواصلة الرياضة، والحصول على قسط وافر من النوم، والمحافظة على صحتك".

كامالا هاريس السيناتورة السابقة عن "ولاية كاليفورنيا" التي تنحدر من مدينة أوكلاند قرب سان فرانسيسكو، وهي الآن أول أنثى تتولى منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة، حازت دعماً من إحدى أكثر الشخصيات المحبوبة في أميركا.

فبعد انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما أعلن كل من بايدن وهاريس الفوز فيها، شاركت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما تهنئتها لهما عبر تغريدة قائلة: "أشعر أنني في غاية السعادة، لأن صديقي جو بايدن وكامالا هاريس - وهي أول امرأة نائب رئيس أميركي من خلفية سوداء وهندية - يتوليان زمام السلطة في البلاد"، سيعملان على استعادة "الكرامة والكفاءة والرحمة" للبيت الأبيض، وهذه قيم بلادنا هي في أمس الحاجة إليها".

اليوم، مع خروج الرئيس جو بايدن من السباق وتأييد عدد من الشخصيات البارزة في الحزب "الديمقراطي" ترشيح كامالا هاريس خليفة له، تظل شخصية بارزة غائبة عن قائمة الداعمين لها، وهي الرئيس السابق باراك أوباما.

هذا التأييد المفقود لفت الاهتمام وتصدر عناوين الأخبار الرئيسة على المستوى الدولي، والسؤال الملح المطروح هو: لماذا لم يأت هذا الدعم المهم من شخصية رئيسة في الحزب "الديمقراطي"؟

معلوم أن الرئيس بايدن كان بعد انسحابه من السباق الرئاسي، محض تأييده لهاريس، وأشاد باختياره لها نائبة للرئيس، معتبراً أنه كان أفضل قرار اتخذه. ووعد بتقديم "دعمه الكامل وتأييده" لها في ترشحها للمنصب الأول في البلاد.

كذلك أعرب الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري في بيان مشترك، أنهما "يتشرفان بالانضمام إلى الرئيس بايدن في دعمه لنائبته هاريس، والالتزام ببذل كل ما هو ممكن لدعمها في سعيها إلى الفوز بالرئاسة".

بعد ذلك رأت السيناتورة عن "ولاية ماساتشوستس" إليزابيث وارن، أن كامالا هاريس "يمكنها توحيد حزبنا ومواجهة دونالد ترمب وتحقيق الفوز في نوفمبر (تشرين الأول)". وبعد تأييدها لها انضمت شخصيات مؤثرة أخرى أبرزها: حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم - الذي طرح اسمه ليكون مرشحاً محتملاً للرئاسة - ووزير النقل بيت بوتيجيج، وحاكمة "ولاية ميشيغان" غريتشين ويتمر.

أما الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، وعلى رغم مطالبتها السابقة بإجراء انتخابات تمهيدية مفتوحة، إلا أنها قدمت يوم الإثنين دعمها لهاريس قائلة: "إنها ماهرة وتمتلك براعة في السياسة، ولدي ثقة كاملة في أنها ستقودنا إلى النصر في انتخابات نوفمبر".

لكن على رغم أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كتب تحية صادقة لجو بايدن، نائبه السابق وصديقه، كما قال - واصفاً إياه بأنه "وطني على أعلى المستويات" - إلا أنه ألمح بشكل غامض إلى مستقبل الأمور من خلال نشره الآتي: "لدي ثقة غير عادية في أن قادة حزبنا سيقومون بما يلزم، وسيعملون على بلورة ديناميكية تكون قادرة على الإتيان بمرشح متميز".

وسارع "الجمهوريون" إلى استغلال كلامه واصفين ما قاله بأنه ازدراء [تجاه هاريس]. ومع ذلك لم يتفاجأ بعض المراقبين السياسيين، وعلق أحدهم قائلاً: "اهدأوا جميعاً. إن عدم تقديم باراك أوباما دعماً فورياً لكامالا هاريس ليس ازدراء. إنه في الواقع تصرف استراتيجي. فإذا كان هناك ترشيح متنازع عليه، فإن أوباما - باعتباره رجل دولة مخضرماً - سيضطلع بدور الوسيط، وسيعمل على توحيد الحزب. ومن المؤكد أنه سيبذل الجهد لدعم هاريس".

مراقب آخر قال: "أرى أن أوباما يفضل ترك الأحداث تتكشف بشكل طبيعي، متجنباً أي تصور بأنه يؤثر في عملية اختيار مرشح للحزب أو يتلاعب بها".

ديفيد لوغان الخبير السياسي المقيم في "ولاية تكساس"، قال لـ"اندبندنت" إن تأخر الرئيس السابق في تأييد كامالا هاريس، إنما يدل على دعمه قيام إجراء ديمقراطي سليم. وأوضح "مع انعقاد مؤتمر ’الديمقراطيين‘ في مسقط رأس أوباما في مدينة شيكاغو، فمن المرجح أنه يفسح المجال للحزب للعمل بشكل مستقل، وتمكين الأفراد المنتخبين من أخذ زمام المبادرة وإدارة شؤون الحزب".

في عودة لكامالا هاريس، فهي كما باراك أوباما، قامت والدتها بتربيتها بعد انفصال والديها. وانتقلت أمها شيامالا غوبالان من الهند إلى الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الـ20، للحصول على درجة ماجستير، ثم حازت دكتوراه في التغذية وعلم الغدد الصماء من "جامعة كاليفورنيا، بيركلي".

في الجامعة، التقت شيامالا بدونالد والد كامالا، الذي كان وفد من جامايكا إلى الولايات المتحدة لدرس مادة الاقتصاد. تزوج الثنائي في عام 1963، وأصبح دونالد في ما بعد أستاذاً للاقتصاد في "جامعة ستانفورد"، بينما اكتسبت شيامالا شهرة كباحثة في مجال سرطان الثدي.

رزق الزوجان بابنتين، كامالا وشقيقتها الصغرى مايا، قبل أن ينفصلا عندما كانت كامالا ما زالت في السابعة من عمرها. وفي مذكراتها، تحدثت كامالا عن أن والدتها "أدركت جيداً أنها كانت تقوم بتربية ابنتين من السود، وحرصت على ضمان أن تنشآ كالنساء السود، وهما واثقتان من نفسهما وفخورتان. وقد توفيت أمها شيامالا في عام 2009.

على غرار باراك أوباما وزوجته ميشيل، تابعت كامالا وشقيقتها دراسة القانون وانخرطتا في السياسية. وبعد حصول كامالا على شهادتها الجامعية في مادة العلوم السياسية والاقتصاد من "جامعة بلاك هوارد" العريقة تاريخياً في واشنطن العاصمة، التحقت بكلية الحقوق في كاليفورنيا ثم بدأت حياتها المهنية وكيلة نيابة في الولاية.

وفي عام 2004، انتخبت مدعية عامة لمقاطعة سان فرانسيسكو. وبعد أعوام قليلة من فوز أوباما بالرئاسة ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة عام 2009 فتحت كامالا هاريس آفاقاً جديدة لها، عندما أصبحت أول امرأة أميركية سوداء وأميركية آسيوية، تنتخب مدعية عامة لـ"ولاية كاليفورنيا".

التقى الثنائي للمرة الأولى عام 2004 خلال حملته الانتخابية لعضوية "مجلس الشيوخ" الأميركي، كانت هاريس من أوائل المؤيدين لترشحه للرئاسة حتى عندما كانت هيلاري كلينتون المرشحة المفضلة، وسعت إلى حشد التأييد لحملته قبل 20 عاماً عندما كانت في منصب المدعي العام لمقاطعة سان فرانسيسكو، ثم أيدت ترشحه للرئاسة في عام 2007.

وفي عام 2013، اعتذر عن وصفه إياها بأنها "الأجمل إطلالة بين المدعين العامين في البلاد"، خلال حملة جمع تبرعات للحزب "الديمقراطي".

المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض في تلك الفترة جاي كارني قال: "لقد كانا صديقين مقربين لفترة طويلة، ولم تكن لديه أية نية للاستهانة بالإنجازات المهنية للمدعية العامة أو قدراتها". وفي عام 2016، عندما خاضت كامالا هاريس حملتها للفوز بمقعد في "مجلس الشيوخ"، أيدها أوباما في إعلان تلفزيوني، واصفاً إياها بأنها "مقاتلة شجاعة".

وفي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021، نشرت ميشيل أوباما صورة لها ولهاريس على حسابها عبر "تويتر"، وهي تعانقها لمناسبة عيد ميلادها. وكتبت تقول: "عيد ميلاد سعيد لقائدة رصينة وعطوفة، لا تعرف الكلل. نحن محظوظون للغاية لأنك تقومين بخدمة بلادنا!".

عندما تولت منصب نائبة الرئيس، انتقلت للعيش مع زوجها دوغلاس (دوغ) إيمهوف، وهو محام متخصص في مجال الترفيه، وتزوجته في عام 2014 بعدما التقت به في موعد غرامي. وتعرف زوجة الأب لولدي دوغ - كول وإيلا اللذين يبلغان من العمر 29 و25 سنة على التوالي - باسم "مومالا" Momala. ويقال إنها تحظى بدعم والدتهما الحقيقية كيرستن إيمهوف، التي كانت حاضرة في حفلة تنصيب الرئيس بايدن عام 2021.

اليوم، تعيش كامالا مع دوغ في مقر إقامتهما الرسمي في حي هادئ في العاصمة واشنطن - وهو المكان الذي اعتبرته على مدى الأعوام الثلاثة الماضية المقر الأساسي لإقامتها. وكانت عائلات أوباما وهاريس وإيمهوف إذا ما التقت خارج نطاق واجباتها الرسمية أو المهنية، فإن أفرادها يحرصون على تجنب لفت انتباه الرأي العام إليهم. 

ويقول ديفيد لوغان مازحاً "أشك في أن هؤلاء الأشخاص لديهم كثير من الحياة الاجتماعية خارج نطاق العمل. لكنني سأفاجأ إذا كانت هناك أي مشاعر قاسية من جانب أوباما تجاه هاريس. ففي نهاية المطاف كان أوباما من بين كثيرين نصحوا الرئيس بايدن بالتنحي وترك السباق الرئاسي، لذا من الصعب تصور وجود سبب يجعله يشكك في ملاءمة هاريس للمنصب، أو أن يقول ’ربما ينبغي ألا تكون هي الشخص المناسب‘. وإذا كانت لديه أي تحفظات، فلا بد من أن يكون ناقشها مع بايدن قبل فترة طويلة. إن الانتقال من أول رئيس أسود للولايات المتحدة إلى أول رئيسة سوداء، هو أمر أنا متأكد من أنه سيدعمه بحماسة".

كما أوباما، تميزت مسيرة كامالا هاريس المهنية بكثير من الإنجازات الرائدة بما فيها تلك المتعلقة بالعرق، وفي حالتها القضايا الجندرية. وترى مصادر عليمة في "كابيتول هيل" أن أي إشاعات تشير إلى أن الرئيس السابق لا يدعم شخصاً ما بشكل كامل لأنه يريد أن تفوز زوجته ميشيل أوباما بترشيح الحزب بدلاً منه، مجرد كلام لا أساس له من الصحة.

وعلى رغم أن استطلاعاً جديداً للرأي العام أجرته مؤسسة "إيبسوس" Ipsos لأبحاث السوق، أشار إلى أن ميشيل أوباما هي المرشحة المحتملة الوحيدة التي يمكنها إلحاق الهزيمة بترمب، إذ ورد أنها لا ترغب في الترشح للرئاسة. وبدلاً من ذلك فإن هاريس هي التي تطمح إلى أن تصبح أول امرأة سوداء ومن أصول آسيوية رئيسة للولايات المتحدة وأول قائدة للقوات المسلحة الأميركية. وتهدف هاريس إلى تكون هي التي تجلب أملاً جديداً إلى بلد منقسم، وأن تجعل "صديقها الدائم والطيب" أوباما فخوراً بها.

© The Independent

المزيد من متابعات