Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شرطة مانشستر البريطانية في ورطة بعد اعتداء على مدنيين

ضابط يضرب شابا على رأسه بعد اعتقاله على خلفية مشاجرة في مطار المدينة

محامي الشابين اللذين تعرضا لعنف الشرطة يقول إن احدهما هدد بالقتل (وسائل التواصل) 

ملخص

فتحت شرطة مدينة مانشستر ببريطانيا تحقيقاً في اعتداء ضابط على شاب من الجالية المسلمة أثار شجاراً في مطار المدينة ثم تعرض مع أخيه لأفراد الشرطة بالضرب. وانتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل لسلوك الضابط مما دفع إلى تظاهر مئات في المدينة، واستدعى تعليق عمل الضابط وصدور تصريحات سياسية وأمنية للتهدئة.

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً مقاطع فيديو لشرطي بريطاني يضرب رجلاً مدنياً على رأسه بينما كان مستلقياً على وجهه ومحاصراً بعدد من عناصر الشرطة المسلحين، وقعت الحادثة في المبنى (رقم2) في مطار مدينة مانشستر شمال البلاد ولكن تبعاتها تتداعى في الشارع وأروقة الأمن والسياسة منذ الثلاثاء الماضي.

القصة بدأت مع امرأة عائدة من إسلام أباد تعرض لها رجل في الطائرة بما وصف في وسائل الإعلام المحلية بـ"تلميحات عنصرية" ثم كرر الأمر في مطار مانشستر، وعندما التقت الأم بولديها اللذين قدما لاستقبالها أشارت إلى الشاب وروت لهما ما فعله، فخاضوا معه عراكاً بالأيدي استدعى تدخل عناصر الشرطة من أجل فضه وإنهائه.

تقول شرطة مانشستر إن الشابين اعتدوا على عناصرها بالضرب وأسعف ثلاثة منهم إلى المستشفى بينهم شرطية كسر أنفها، وعند اعتقال الشابين ضرب ضابط واحداً منهما يبلغ من العمر 19 سنة على رأسه بينما كان ممدداً على الأرض وأمه تجلس إلى جانبه، فيما تظهر صور فيديو أخرى دفع الشرطة للأم بعيداً من ابنها بصورة عنيفة.

بيان الشرطة صدر في يوم الحادثة، وأكد أن الضابط الذي ركل الشاب أوقف عن العمل وقد فتح تحقيق في القضية بصورة فورية، ولكن الأمر لم ينته هنا وشهدت المدينة خلال الليلتين الماضيتين تظاهرات أمام مقر الشرطة احتجاجاً على ما وصف بالعنصرية والكراهية باعتبار أن العائلة تنتمي إلى الجالية الباكستانية المسلمة في المدينة.

أكدت شرطة مانشستر تفهمها للقلق الذي تسببت به مقاطع الفيديو بين الناس، ولفت مساعد قائد الشرطة وسيم تشودري إلى أن "العنف ليس أسلوباً متبعاً في الاعتقال من قبل عناصرها"، كما أوضح أن التحقيقات جارية من قبل الجهات الرقابية المستقلة، وجميع الإفادات تقدم للجنة المختصة في سبيل الوصول إلى حقيقة ما حدث في المطار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على المستوى السياسي قال رئيس الحكومة كير ستارمر إنه شاهد مقاطع الفيديو ويتفهم القلق الذي تسببت به، كما لفت إلى أن وزيرة الداخلية إيفيت كوبر اجتمعت مع قائد شرطة مانشستر وتتابع القضية مباشرة، لكن يبدو أن هناك من يحاول استغلال ما حدث لأغراض سياسية أو دينية على حد وصف العائلة التي تعرضت لتعنيف الشرطة.

رأي العائلة نقله للإعلام عضو البرلمان عن منطقة روتشديل بول واغ، إذ التقى أفرادها وقال إن بينهم من يعمل في سلك الشرطة وهم يدعون إلى التهدئة وانتظار نتائج التحقيقات، لافتاً إلى أن العائلة ليس لديها أية أجندات سياسية ولن يشارك أفرادها بأية تظاهرات مرتبطة بالحادثة بل إنهم يطالبون الناس بالتعاطي الهادئ مع القصة.

ثمة تظاهرات جمعت مئات الأشخاص أول من أمس الأربعاء كانوا يرددون "عار عليكم" أمام مقر شرطة روتشديل، وهناك صور لاحتجاجات أمس الخميس، كان المحتجون في بعضها يصيحون "الله أكبر"، وهو ما أثار حفيظة اليمين وأفرز تصريحات من أفراده بعضها مؤيد للشرطي، وبعضها الآخر مشكك في نوايا وغايات رد الفعل الشعبي على الحادثة.

النائب عن حزب ريفورم لي أندرسون قال إن الشرطي الذي اعتقل الشاب وضربه على رأسه يستحق "ميدالية"، فيما نشر الناشط الشعبوي ضد المهاجرين والمعروف باسم "تومي روبنسون" عبر منصة "إكس"، "المسلمون يرغبون بلعب دور الضحية دائماً" ثم شارك فيديو لمواطنين يبدو أنهم ينتمون إلى الجالية ويركلون شرطياً على رأسه في أحد شوارع المدينة، مع تعليق يقول فيه "هذه حالات عادية لا تستحق اهتماماً إعلامياً".

 

في حديث إلى "اندبندنت" قال عمدة مدينة مانشستر أندي برنهام إن الفيديو الذي انتشر عن الحادثة "مزعج للغاية" وتعليق عمل الضابط كان "إجراء صحيحاً"، لكن الصور المتداولة لم توضح المشهد، وقد استهلك الأمر وقتاً لجمع كافة الفيديوهات المتاحة والحصول على رؤية تسمح للتحقيق بالمضي قدماً "بطريقة شاملة ومدروسة".

من جهته قال كبير مفتشي شرطة العاصمة السابق دال بابو، إن تصرفات عناصر السلك في المطار كانت "مروعة وغير ضرورية"، فالشابان اعتقلا بتهمة الشجار وليس بجرائم خطرة مثل القتل أو الإيذاء الجسدي، لافتاً في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية إلى "أن العنصرية ربما لعبت دوراً مهماً في الحادثة، وفهم ذلك كان بطيئاً".

ومحامي الشابين اللذين تعرضا لتعنيف الشرطة أحمد يعقوب، حل ضيفاً على إذاعة "ال بي سي"، وقال إن "ما تعرض له موكلوه في المطار هو محاولة اغتيال، وهذا يزعزع ثقة الناس بقوات الأمن التي يفترض أن تحمي الناس"، وعندما توقف المحاور عند المصطلح رد يعقوب بأن "أحد الشابين هُدد بالقتل خلال اعتقاله في المطار".

المحامي يعقوب الذي خسر الانتخابات الأخيرة لعمدة منطقة "ويست ميدلاندز"، قال إن موكله الذي ضرب على رأسه اتضح أن لديه "كيساً في الدماغ" ولكنه لا يستطيع تأكيد أن ما جرى في المطار هو السبب، لافتاً إلى أن عائلة الشابين تريد العدالة لهما، وهي لا تجد أنها تحققت في تعليق عمل الضابط الذي عنفهما، على حد تعبيره.

وتشير منظمة "تل ماما" المختصة بتوثيق جرائم الكراهية في بريطانيا، إن حالات الاعتداء على المسلمين تضاعفت ثلاث مرات خلال الأشهر الأربعة التي تلت هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حتى بلغت 400 حالة، فيما ارتفعت الاعتداءات على الجالية اليهودية حتى وصلت إلى 4 آلاف في 2023.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات