Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل مستنفرة... تدابير أمنية مشددة بعد مقتل هنية وشكر

بدأت تل أبيب نشر كميات كبيرة من صواريخ "حيتس" متعددة الطبقات إلى جانب "عصا داوود" و"القبة الحديدية" ضمن سيناريو مواجهة هجوم مشترك من إيران و"حزب الله" والحوثيين

لوحة إعلانية تظهر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (يمين) وهنية (أ ف ب)

ملخص

رفعت درجة الحراسة على رئيس الحكومة وشخصيات سياسية وأمنية، في مقدمهم رئيس "الشاباك" رونين بار، وبدأ الجيش بحشد آليات ومعدات إلى الشمال والجنوب في موازاة التنسيق مع دول التحالف التي شاركت في مواجهة الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل الأخير.

دخلت إسرائيل منذ الإعلان عن قرار رد إيران على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران، في حال طوارئ حربية، ومن إيلات جنوباً حتى تل أبيب والخضيرة في المركز وصولاً إلى أقصى الشمال، باتجاه حدود لبنان وسوريا في قمة جبل الشيخ، فرضت الأجهزة الأمنية حال طوارئ ورفعت استعداداتها، في وقت لم تتوقف فيه الأجهزة الأمنية بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يوآف غالانت، عن الاجتماعات والمشاورات وتقييم الوضع الحالي وسبل التعامل مع السيناريوهات المتوقعة، في موازاة إجراء جولات ميدانية بين وحدات عسكرية والجبهة الداخلية.

وفيما إسرائيل مرتبكة بطبيعة وتوقيت الرد على عملية الضاحية في بيروت واغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، دخلت بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله إلى مرحلة جديدة من الاستعداد للدفاع والهجوم، وتجهيز الجبهة الداخلية لمواجهة أخطر سيناريوهات الرد.

 

وبحسب أكثر من مسؤول أمني فإن ما اتضح لإسرائيل من احتمالات الرد بعد خطاب نصرالله يفوق بكثير ما توقعته خلال الأيام الأخيرة، وبدأت الاستعدادات لاحتمال هجوم على إسرائيل خلال الأيام القريبة، من أكثر من جبهة في آن واحد. وتضع الأجهزة الأمنية إلى جانب سيناريو هجوم مكثف من قبل "حزب الله" على الشمال وحيفا، تحديداً، تنفيذ هجوم مشترك من إيران و"حزب الله" والحوثيين، وضمن استعداداتها نشر كميات كبيرة من صواريخ "حيتس" متعددة الطبقات إلى جانب "عصا داوود" و"القبة الحديدية" على مناطق شاسعة.

ورفعت درجة الحراسة على رئيس الحكومة وشخصيات سياسية وأمنية، في مقدمهم رئيس "الشاباك" رونين بار، وبدأ الجيش بحشد آليات ومعدات إلى الشمال والجنوب في موازاة التنسيق مع دول التحالف التي شاركت في مواجهة الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل (نيسان) الأخير.

وفيما دعت الجبهة الداخلية سكان عشرات البلدات، التي تدرجها ضمن خطر صواريخ ومسيرات "حزب الله"، إلى البقاء قرب أماكن آمنة أو مغادرة بلداتهم، قررت الأجهزة الأمنية إغلاق عشرات المصانع التي تحوي مواد خطرة وقابلة للاحتراق بينها عكا وحيفا وجميع البلدات التي تبعد 40 كيلومتراً عن الحدود الشمالية، وأجرت الجبهة الداخلية تدريبات للسكان في بلدات مختلفة على كيفية الاحتماء والتصرف في حال أطلقت صفارات الإنذار، بالتركيز على مدينة حيفا التي تشكل الخطر الأكبر لما تحتويه من مواد خطرة في خليج حيفا والميناء إلى جانب مواقع عسكرية واستراتيجية مهمة.

رد مختلف وغير مسبوق

الجيش من جهته واصل تدريباته في الشمال على مختلف السيناريوهات، ومنذ عملية الضاحية وتهديد إيران يقضي رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي معظم وقته في قيادة الشمال للجيش. وقال خلال مشاركته في تدريبات وحدة احتياط في الشمال "نحن على يقين بأنكم قادرون على تنفيذ مهامكم. من جهتنا لا نريد العودة إلى الوضع الذي كان في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وغير مستعدين لبقاء عناصر (حزب الله) على بعد 200 متر في المطلة أو رأس الناقورة. الجيش يعرف كيف يعمل ويصل إلى أي مكان في كل حي في بيروت، ويعرف كيف يهاجم حتى في نقطة معينة تحت الأرض وهذه قدرات في غاية الأهمية، وقد أثبتنا ذلك".

من جهته حاول نتنياهو طمأنة السكان بعد الإعلان عن إغلاق مصانع، وقال "إسرائيل موجودة في أعلى درجة الجاهزية على صعيدي الدفاع والهجوم ولمختلف السيناريوهات"، وهدد نتنياهو كل جبهة تهاجم إسرائيل بتدفيعها ثمناً باهظاً.

وشارك نتنياهو في جلسات تقييم مع قيادة الجبهة الداخلية، وخلال حديثه من هناك تفاخر بنجاح اغتيال من عده رئيس أركان "حزب الله" فؤاد شكر، من دون أن يتطرق إلى اغتيال القيادي في "حماس" إسماعيل هنية لعدم اعتراف إسرائيل، رسمياً، بتنفيذها الاغتيال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإزاء النقاش حول الرد المتوقع من إيران و"حزب الله"، عد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين أن الرد من إيران، تحديداً، سيكون أوسع ومختلفاً عن هجومها الأخير في أبريل، وقال "إذا كنا نبتهج اليوم بعد نجاح عمليتي الاغتيال فقد نبكي كثيراً لاحقاً بعد الضربات المتوقع أن تصل إلينا". وفي تقديرات يدلين "فإن رد إيران قد يتخذ بعض الوقت إلى حين الاستعداد والتحضير له"، وإيران "التي ارتفعت درجة في هجومها الأخير على إسرائيل لن تتنازل عن مستوى هذا الرد، ومن المؤكد أنها أجرت تقييماً وتحقيقاً لهجومها قبل ثلاثة أشهر علينا، الذي لم ينجح، والتوقع أن يكون الإيرانيون قد حسنوا أي هجوم متوقع، باستخدامهم هذه المرة صواريخ ومسيرات مختلفة بحيث لا يستغرق وصولها إلى إسرائيل ثماني ساعات إنما صواريخ تستغرق 10 دقائق، وفي هذه الحالة الصواريخ الباليستية تشكل خطراً أكبر على إسرائيل"، وانتقد يدلين تصريحات نتنياهو التي قال فيها إننا أمام حرب طويلة، لما يعكسه مثل هذا التحريض من نيات نتنياهو لاستمرار الحرب من دون الأخذ في الحسبان أولوية التوصل إلى صفقة أسرى قريبة.

هجوم واسع وعدم تكرار الخطأ

وعلى رغم الإرباك أمام طبيعة وتوقيت الرد من قبل إيران و"حزب الله"، وفي الوقت نفسه، عدم جاهزية الجبهة الداخلية واستكمال منظومات الدفاع القادرة على مواجهة مختلف أنواع مسيرات الحزب، دعت جهات عسكرية وأمنية متخذي القرار بعدم تكرار الخطأ بعد هجوم إيران قبل ثلاثة أشهر. ودعا ضباط كبار في الجيش إلى الرد على أي هجوم واسع من جانب إيران و"حزب الله" بهجوم إسرائيلي واسع.

وقال قائد سلاح الجو تومر بار إن سلاح الجو بحالة جاهزية، وتم تزويده بالكميات المطلوبة من الطائرات المقاتلة والمسيرات، للرد خلال دقائق معدودة على أي سيناريو "سنعمل ضد أية جهة تخطط لاستهداف مواطني إسرائيل، ولا توجد نقطة بعيدة لمهاجمتها بالنسبة إلينا".

انتقادات وصرخات أهالي الأسرى

وأمام تفاخر إسرائيل بنجاح عمليتي الاغتيال صعدت عائلات الأسرى احتجاجاتها وأغلقت شوارع مركزية في تل أبيب وغيرها من البلدات الإسرائيلية، وانتقد البعض عملية اغتيال القيادي إسماعيل هنية لما سينعكس ذلك على صفقة الأسرى وتجميدها، بصفته الطرف الآخر المفاوض.

من جهة أخرى، اعتبر أمنيون وخبراء أن عمليتي الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران تشكلان فشلاً استراتيجياً للجيش، على رغم أنهما تظهران كإنجاز تكتيكي. وبحسب المستشرق آفي شيلون، فإن العمليتين في بيروت وطهران، اللتين نفذتا في سياق حرب غزة التي مر عليها حتى اليوم 300 يوم، تشكلان إنجازاً تكتيكياً لكنهما حتماً فشل استراتيجي، "باستثناء حرب الاستقلال، التي بدأت قبل قيام إسرائيل، فإن الحرب الحالية هي أطول حرب نشهدها. بمفاهيم عديدة، استمرارها هو بحد ذاته فشل إسرائيلي، هذا حتى قبل أن نبحث في أن عشرات الآلاف من سكان الشمال ما زالوا مبعدين عن بيوتهم والمخطوفين في غزة ما زالوا يعانون هناك"، وبرأيه أيضاً فإن "الحروب الطويلة تعطي تفوقاً للعالم العربي الذي لديه مقدرات أكثر ومستوى معيشة أدنى، مما يتيح لهم استنزاف إسرائيل على مدى الوقت". وختم "لقد حاول المصريون العمل بهذه الصورة بعد حرب الأيام الستة، في أحداث حدودية أخذت لاحقاً اسم (حرب الاستنزاف)، لكن الأحداث كانت بعيدة من الجبهة الداخلية في إسرائيل، التي كان يمكنها في حينه أن تدير حياتها كالمعتاد، أما هذه المرة فالوضع مختلف".

المزيد من الشرق الأوسط