Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أول صورة لمتهم بهجمات 11 سبتمبر في موقع سري تابع للـ"سي آي أي"

"غارديان" تنشر صورة تظهر أحد الرجال الخمسة المتهمين من قبل الحكومة الأميركية بالتخطيط للهجمات الإرهابية والذي لا يزال قيد الاحتجاز من دون توجيه اتهام له

صورة للمعتقل عمار البلوشي في أحد مواقع "سي آي أي" السرية (سي آي أي)

ملخص

تكشف صورة للمعتقل في غوانتانامو عمار البلوشي عن المعاملة السيئة التي تلقاها في مواقع سرية تابعة للـ"سي آي أي"، والتي ترقى إلى صور من التعذيب الجسدي والنفسي

نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية أول صورة لعمار البلوشي - أحد الرجال الخمسة المتهمين من قبل الحكومة الأميركية بالتخطيط للهجمات الإرهابية والذي لا يزال قيد الاعتقال من دون توجيه اتهام رسمي له - خلال احتجازه في موقع سري برومانيا تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي).

ورأى التقرير أن الصورة تقدم لنا لوحة قاتمة للواقع الوحشي الذي خلقته "الحرب على الإرهاب"، التي أطلقتها الولايات المتحدة بعد هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001.

ويظهر البلوشي في هذه الصورة التي التقطت خلال أوائل عام 2004 عارياً باستثناء الأصفاد، في غرفة مضاءة بصورة ساطعة. وقد شارك محاموه هذه الصورة وهي الأولى من نوعها التي يتم نشرها، ويعتقد أنها التقطت في الموقع السري التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في بوخارست برومانيا، والمعروف باسم "موقع الاحتجاز الأسود".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدأت رحلة البلوشي باعتقاله في كراتشي بباكستان خلال أبريل (نيسان) 2003. ثم نقل بعد ذلك عبر خمسة مواقع سرية حتى سبتمبر 2006، قبل احتجازه في غوانتانامو واستمراره هناك من دون إدانة.

وتضمن بروتوكول وكالة الاستخبارات المركزية تصوير المعتقلين لتوثيق حالتهم الجسدية وقت نقلهم، وهو ما قد يكون الغرض من هذه الصورة على الأرجح. وعلى رغم تشديد إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش على تفادي التسبب بالضرر الجسدي الدائم، فقد تعرض البلوشي لتعذيب شديد.

ففي الموقع السري المعروف باسم "حفرة الملح" في أفغانستان تعرض لـ"الضرب بالحائط" إذ كان رأسه يضرب مراراً وتكراراً بالحائط، وغالباً ما أبقي لساعات وهو عار. وأشار خبراء طبيون إلى أن هذا ربما تسبب له في إصابة دماغية دائمة. كما واجه الحرمان من النوم لمدة تصل إلى 82 ساعة والوقوف القسري، وغمره بالماء المثلج والحلاقة القسرية والضرب والوضعيات المجهدة والحرمان من الطعام. وبحلول نهاية عام 2003 انخفض وزنه من 64 إلى 54 كيلوغراماً.

وفيما كان الأفراد المعتقلون في موقع "حفرة الملح" محتجزين في ظلام شبه دامس وتكبيل مستمر وضوضاء وموسيقى عالية بصورة متواصلة، ففي الموقع الروماني وعلى رغم وصفه بأنه "نظيف" و"معقم" كان المعتقلون يخضعون للحبس الانفرادي والحرمان من النوم والمعاملة القاسية، وإن كان ذلك في بيئة مضاءة بصورة ساطعة. وبعكس المواقع السابقة كان يسمح للمعتقلين هنا بالاستحمام أسبوعياً ولكنهم ظلوا معزولين عن العالم.

وعلى النقيض من صور أبو غريب التي صورت الانتهاكات الصريحة التي ارتكبها الجنود الأميركيون وأصبحت رمزاً للفشل الأخلاقي الذي مثله الغزو الأميركي للعراق، فإن الغاية من صورة البلوشي بيروقراطية وليست إنسانية. فهي تقدم دليلاً بصرياً على أن المعتقل ظل سليماً جسدياً على رغم الانتهاكات الشديدة، بما يتماشى مع أساليب وكالة الاستخبارات المركزية المصممة لعدم ترك "أضرار جسدية دائمة وخطرة".

ويشير المتخصص في العواقب الطبية للتعذيب الدكتور فينسنت ياكوبينو إلى أن مثل هذا التصوير العاري القسري يشكل صورة من صور الإذلال والاعتداء الجنسي. وعلى هذا فإن هذه الصورة لا توثق الحالة الجسدية للبلوشي فحسب، بل إنها ترمز أيضاً إلى التأثير الأوسع نطاقاً والماكر لممارسات التعذيب التي تنتهجها وكالة الاستخبارات المركزية أثناء "الحرب على الإرهاب".

المزيد من تقارير