Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماسك ينفي إهداء "الوحش" لقديروف فماذا عن مواقفه من الأزمة الأوكرانية؟

انفرد الملياردير الأميركي بكثير من التصريحات حول الحرب ولم يكن متوافقاً مع موقف الاتحاد الأوروبي

ملخص

منذ بداية الأزمة الأوكرانية انفرد ماسك في الساحة الأميركية بكثير من التصريحات التي كشفت عن موقف مختلف، بل وطرح عدداً من التصريحات التي رسم بها رؤيته لتسوية الأزمة.

فاجأ الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الأوساط الغربية بتوجيه دعوة للملياردير الأميركي إيلون ماسك إلى زيارة العاصمة الشيشانية غروزني، وقال قديروف إن زيارة ماسك إلى بلاده ستكون خير دعم للقوات الروسية في القتال على الجبهة العسكرية.

منذ بداية الأزمة الأوكرانية عام 2014 ثم انطلاق الحرب ضد كييف عام 2022، انفرد ماسك في الساحة الأميركية بكثير من التصريحات التي كشفت عن موقف مختلف، بل وطرح عدداً من التصريحات التي رسم بها رؤيته لتسوية الأزمة.

سر الدعوة الشيشانية

الرئيس قديروف كشف عبر حسابه في تطبيق "تيليغرام" عن أنه "تسلم شاحنة سايبر من مؤسس شركة ’تسلا‘ المحترم إيلون ماسك"، فيما نشر صورة له في العاصمة غروزني على متن هذه الشاحنة التي زودها بمدفع رشاش على سطحها. ومضى في قوله إنها "سيارة مريحة للغاية، واستناداً إلى هذه الخصائص الممتازة، سترسل هذه الشاحنة الإلكترونية قريباً إلى منطقة العملية العسكرية الروسية، إذ ستكون مطلوبة في الظروف المناسبة. أنا متأكد من أن هذا (الوحش) سيجلب كثيراً من الفوائد لمقاتلينا".

 لكن إيلون ماسك نفى في حسابه على "إكس" أنه أهدى شاحنة لقديروف، وكتب ماسك في وقت متأخر من مساء أمس الأحد "هل أنت متخلف عقلياً لدرجة أنك تعتقد أنني تبرعت بشاحنة سايبرتراك لجنرال روسي؟". وجاء رده على منشور للكاتب والصحفي الأمريكي سيث أبرامسون.

ومن المعروف أن ماسك كان حذر منذ أكثر من عامين من استخدام نظام اتصالاته "ستارلينك" داخل الأراضي الروسية كنظام بديل لمنظومة "جي بي أس"، وهو ما يعزوه بعضهم إلى ما ظهر من مشكلات في منظومة القيادة والسيطرة على القوات والاتصالات الأوكرانية لدى هجومها على مقاطعة كورسك مطلع أغسطس (آب) الجاري. ولمزيد من تفسير ذلك قال كبير متخصصي معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية ناثان إيسمونت إن هذا يحدث لأن شبكة الاتصالات الفضائية "ستارلينك "أكثر تقدماً من نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس"، وبما يعني أن القوات المسلحة الأوكرانية أصبحت رهينة لهدوء ماسك أو إحجامه عن مشاركة تقنياته مع الروس".

 

 

وكان ماسك سبق وأصدر تعليماته إلى مهندسيه في عام 2023 بوقف تشغيل شبكة "ستارلينك" التابعة لشركته بالقرب من سواحل شبه جزيرة القرم، لإحباط هجوم أوكراني خاطف على الأسطول البحري الروسي. وتناول كتاب يجري إعداده حول السيرة الذاتية لإيلون ماسك أنه "عندما اقتربت الغواصات المسيرة الأوكرانية والمحملة بالمتفجرات من الأسطول الروسي، فقدت الاتصال وانجرفت إلى الشاطئ من دون أن تسبب أي ضرر".

الكتاب المنتظر يعده والتر إيزاكسون وسينشر تفاصيل غير مسبوقة عن قدرة مالك منصة "إكس" على التحكم في حرب أوكرانيا، إذ يعزو قرار ماسك الخاص بعدم إتاحة نظام "ستارلينك" لقوات كييف خلال تلك العملية إلى ما انتابه من مخاوف حول "احتمالات أن ترد روسيا على الهجوم بأسلحة نووية وأن تتطور الحرب بين الدولتين".

مواقف ماسك من "الحرب الأوكرانية"

منذ بداية "العملية العسكرية الروسية الخاصة" في أوكرانيا خلال فبراير (شباط) 2022، بادر إيلون ماسك بالتحذير من مغبة الصدام العسكري بين موسكو وكييف. وكتب آنذاك يقول "أهدرت أوكرانيا بشكل مأسوي عدداً من الأرواح عندما قررت أن تهاجم جيشاً أكبر (في إشارة إلى الجيش الروسي)، وكانت لديه دفاعات عميقة وحقول ألغام ومدفعية أقوى عندما في المقابل كانت أوكرانيا تفتقر إلى الدروع أو التفوق الجوي! وكان بإمكان أي أحمق أن يتنبأ بذلك".

غير أن ماسك سرعان ما عاد ليقول إن روسيا لا تملك فرصة للسيطرة الكاملة على أوكرانيا بأكملها، مشيراً إلى تصاعد مقاومة ودعم الغرب لكييف، وإن اعترف بأن موسكو ستكتسب كثيراً من الأراضي كلما طال أمد الحرب، وهو ما تحقق بالفعل في أقاليم دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، بعد إعلان روسيا ضم شبه جزيرة القرم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما حذر الملياردير الأميركي من مغبة احتمالات سقوط ميناء أوديسا في حال استمرار الحرب لما هو أكثر من ذلك، مما يعني فقدان أوكرانيا آخر منافذها على البحر الأسود. ولم يتوقف ماسك عند هذا الحد، بل وأعلن ضرورة إنهاء الحرب وتخلي كييف عن القرم ودونيتسك ولوغانسك"، قبل أن تمضي روسيا في حملتها لتعلن ضم مقاطعتي زابوروجيا وخيرسون.

اتخذ ماسك أيضاً موقفاً مغايراً لسياسات الإدارة الأميركية تجاه تقديم مزيد من الدعم المالي والعسكري إلى أوكرانيا، وأعلن اعتراضه على القانون الأميركي الذي نص على تخصيص مخصصات إضافية لكييف، متسائلاً عن حقيقة الجدوى من ذلك، وإن قال إنه يدعم ويؤيد أوكرانيا.

ماذا عن كورسك الروسية؟

مثلما فاجأت القوات الأوكرانية الأوساط المحلية والعالمية بعبورها إلى الأراضي المتاخمة للحدود الروسية - الأوكرانية في مقاطعة كورسك، جاءت هذه العملية مفاجأة دهمت رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك. وكان ماسك سبق واتخذ موقفاً معارضاً لاستخدام منظومته "ستارلينك" على نطاق واسع أسهم إلى حد كبير في اختراق القوات الأوكرانية لمساحات كبيرة في أراضي كورسك.

وتقول المصادر الروسية إن القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم محطات "ستارلينك" لإرهاب منطقة كورسك، على رغم مما قيل في السابق حول أن مالك مؤسسة "تسلا" إيلون ماسك حظر استخدامها حتى في شبه جزيرة القرم، وتأكيداً على ذلك نشرت وسائل الإعلام الروسية لقطات للمركبات المدرعة الغربية للقوات المسلحة الأوكرانية التي استطاعت القوات الروسية تدميرها في كورشينا على الإنترنت.

ويقول مراقبون محليون إن كل مركبة قتالية تقريباً للقوات المسلحة الأوكرانية مزودة بجهاز "ستارلينك"، مشيرين إلى تزويد المسيرة الأوكرانية "بابا ياغا" التي أسقطت أيضاً فوق كورشينا بمثل هذا الجهاز أيضاً، الذي جرى تركيبه على متنها "بحرفية دقيقة". ونقل الموقع الإلكتروني "بوليت نافيجيتور" عن المتخصص في الشأن الاقتصادي ألكسندر دودشاك قوله "إن إيلون ماسك وإذا لم يكن يعرف ذلك، فلن يكون من الصعب إبلاغه. ورد فعله على هذا المكر مثير للاهتمام، إذا كان إيلون بالطبع حازماً في منصبه".

وأشار المقدم أندريه ماروشكو، المتحدث الرسمي السابق لقوات "جمهورية لوغانسك" الشعبية التي ضمتها روسيا، إلى "أن هذا الاتصال الفضائي يستخدم في قصف المواقع المدنية بما في ذلك المرافق السلمية على أراضي روسيا الاتحادية، وأتقن الأوكرانيون كيفية تجاوز (تحديد الموقع الجغرافي وإدخال بيانات خاطئة)، كما جرى تركيب منظومة ستارلينك على مسيرات البحرية البريطانية التي جرى استخدامها في قصف جسر القرم".

وكان ماسك نشر بياناً إعلامياً حول الحظر المفروض على استخدام "ستارلينك" على أراضي شبه جزيرة القرم، على رغم أنه في الواقع كان قراراً من البنتاغون، وهو ما قالت عنه الصحف الروسية إنه لن يكون في وسع ماسك وكذلك دونالد ترمب الذي سخرت منه بوصفه بـ(العظيم والفظيع) إبداء أية معارضة جدية للجوهر العدواني للإمبريالية الأميركية".

مواجهة ماسك مع الاتحاد الأوروبي

لم يكن إيلون ماسك أيضاً على وفاق مع سياسات الاتحاد الأوروبي التي دائماً ما اتفقت مع سياسات ومواقف الإدارة الأميركية تجاه الأزمة الأوكرانية، ومن هنا كان تحذير تيري بريتون المفوض الأوروبي لرجل الأعمال الأميركي ماسك من مغبة ما وصفه بالتضليل الذي قال إنه يمارسه على منصة "إكس" هو ودونالد ترمب.

وفي هذا الصدد نشرت "فاينانشال تايمز" البريطانية مقالة تناولت فيها ما وصفته باللحظة الحرجة في مواجهة ماسك مع الاتحاد الأوروبي، قبل ذلك الحوار الذي جمع بين ماسك وترمب، فيما لم تستبعد حظر البلدان أعضاء الاتحاد الأوروبي لمنصة "إكس" داخل أراضيها.

 

 

وتصاعدت الخلافات بين ماسك والاتحاد الأوروبي حول ما وصفته بلدان الاتحاد في شأن "حرية التعبير"، كما أعربت هذه البلدان عن مخاوفها بصدد القدرة على السيطرة على منصة "إكس" وما تقوله حول ممارستها "نشر معلومات مضللة والتزييف العميق على هذه الشبكة الاجتماعية إلى جانب مساهمتها في التحريض على الخلافات السياسية واندلاع الاضطرابات في المملكة المتحدة"، على حد تعبيرها.

وتوقفت الصحف الروسية عند ما تناولته الصحيفة البريطانية حول رسالة برايتون وتهديداته حول "التطبيق الكامل" للعقوبات بموجب قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، ومن المعروف أن هذا القانون يلزم مشغل الشبكة الاجتماعية قانوناً بتعديل المحتوى الذي يمكن أن "يكون له تأثير سلبي في الفضاء العام والسلامة العامة"، وقد يتم تغريم المنصات التي تنتهك القواعد بستة في المئة من مدخولها.

المزيد من تحلیل