Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحيل فاروق القدومي... رجل "فتح" المعارض لاتفاقية أوسلو

"أبو اللطف" توفي في العاصمة الأردنية عمان ونعته السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس

الفلسطيني فاروق القدومي (موقع مارغاريدا سانتوس لوباز)

ملخص

فاروق رفيق الأسعد القدومي "أبو اللطف" كان أحد مؤسسي رابطة "طلاب فلسطين" إلى جانب ياسر عرفات وصلاح خلف، قبل أن يؤسس معهم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وأصبح أحد رموز الدبلوماسية الفلسطينية.

مع أن فاروق رفيق الأسعد القدومي (أبو اللطف) كان غائباً عن المشهد السياسي الفلسطيني منذ أعوام طويلة، لكن وفاته اليوم الخميس في العاصمة الأردنية عمان، أعادته مجدداً إلى الضوء، باعتباره أحد مؤسسي حركة "فتح" وأحد رموز الدبلوماسية الفلسطينية.

وأسهمت معارضته لاتفاقية أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، ورفضه العودة إلى فلسطين في تهميش دوره السياسي، وبخاصة في ظل وجود وزارة للخارجية تابعة للسلطة الفلسطينية، مع احتفاظه برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ذلك أن السلطة الفلسطينية ومؤسساتها ووزاراتها تغلبت على مؤسسات منظمة التحرير، ومنها وزارة الخارجية التي بقي أبو اللطف مصراً على تولّيها.

وفي قرية جينصافوط بمحافظة قلقيلية في شمال الضفة الغربية وُلد فاروق عام 1931، قبل أن ينتقل مع عائلته في سن الـ10 إلى مدينة يافا التي بقي فيها حتى هجّرته منها مع عائلته العصابات الصهيونية عام 1948.

وحصل القدومي على شهادة الثانوية من مدرسة العامرية في يافا، ثم سافر إلى مدينة الدمام السعودية ليعمل في شركة "أرامكو" في مجال سكك الحديد لمدة أربعة أعوام.

وخلال تلك الأعوام انضم القدومي إلى صفوف حزب "البعث العربي الاشتراكي" وحصل على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة للدراسة في إحدى جامعاتها، لكن تلك التأشيرة سُحبت منه بعد العثور على كتاب حول القرامطة في مكان إقامته بالدمام" وفق تصريحات له.

وفي عام 1954 التحق القدومي بالجامعة الأميركية في القاهرة، وتخرج فيها بعد حصوله على شهادة "الليسانس" في الاقتصاد عام 1958.

وخلال وجوده في القاهرة كان القدومي أحد مؤسسي رابطة "طلاب فلسطين" إلى جانب ياسر عرفات وصلاح خلف، قبل أن يؤسس معهم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

 

 

وبعد انضمام حركة "فتح" إلى منظمة التحرير الفلسطينية في أواخر ستينيات القرن الماضي، واعتراف جامعة الدول العربية بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني عام 1974، أصبح القدومي رئيساً للدائرة السياسية في المنظمة.

وكان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس عام 1983 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان.

ومع أن القدومي كان مؤيداً "للبرنامج المرحلي" لحركة "فتح" إلا أنه عارض اتفاقية أوسلو عام 1993.

وخلال تصويت المجلس المركزي الفلسطيني على الاتفاقية في أغسطس (آب) 1993، عارض القدومي تلك الاتفاقية مع 26 عضواً في المجلس بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش، والأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة.

لكن 87 عضواً آخرين في المجلس المركزي بينهم ياسر عرفات صوتوا لمصلحة الاتفاقية التي شكلت مرحلة جديدة في التاريخ الفلسطيني المعاصر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال مشاركته في مؤتمر لحركة عدم الانحياز عام 1969 تقدم السياسي الإسرائيلي شمعون بيرس للسلام على القدومي، إلا أن الأخير صرخ في وجهه رافضاً ذلك لأن "يده لا تصافح يداً ملطخة بالدماء"، بحسب قوله.

وفي تعزيته بوفاة القدومي، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه "ينعى أخاً وصديقاً، ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين التي تفقد بغيابه واحداً من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا كثيراً لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها".

ويكبُر القدومي الرئيس عباس بثلاث سنوات، وكان الرئيس أبو مازن طلب من القدومي إثر وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الموافقة على ترشحه لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئاسة السلطة الفلسطينية عام 2005.

هذا واعتبر القيادي السابق في حركة "فتح"، وأحد تلاميذ القدومي نبيل عمرو أن القدومي كان من "الطليعة الأولى المؤسسة للحركة والثورة الفلسطينية المعاصرة"، مضيفاً أنه "غادر حزب (البعث) تنظيمياً، لكنه بقي متمسكاً بأفكاره ومبادئه".

وأوضح عمرو أن القدومي كان رئيساً للتنظيم الشعبي في منظمة التحرير الفلسطينية، قبل أن يصبح رئيساً للدائرة السياسية في المنظمة، ووزيراً لخارجية فلسطين عام 1988.

 ووفق عمرو فقد "تمتع القدومي خلال تلك الأعوام بحضور ونفوذ قويين، وكان أبرز رجال الدبلوماسية الفلسطينية".

 

 

واعتبر الكاتب السياسي جهاد حرب أن رفض القدومي اتفاق أوسلو والرجوع إلى فلسطين، واختلافه السياسي مع الرئيس عباس كلها عوامل أسهمت في تهميش دور القدومي السياسي، إضافة إلى تقدمه في العمر".

لكن حرب أوضح أن ذلك الاختلاف السياسي "لم يدفع القدومي إلى الانشقاق عن حركة (فتح)، لكنه بقي محافظاً على وحدة الحركة".

ويرى السياسي الفلسطيني حمادة فراعنة أن القدومي "كان سيُصبح رئيساً لدولة فلسطين بدلاً من الرئيس عباس في حال تأييده اتفاقية أوسلو، وتأسيس السلطة الفلسطينية، والرجوع إلى فلسطين".

وروى فراعنة أن الرئيس عباس "اشترط موافقة القدومي على ترشيحه لخلافة ياسر عرفات، مضيفاً أن القدومي "كان الأكثر حضوراً ونفوذاً في حركة فتح".

وأوضح فراعنة أن القدومي كان من مؤيدي البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الذي لا يعني التنازل عن أرض فلسطين لإسرائيل".

وأشار فراعنة إلى أنه برحيل القدومي تكون الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة "فتح"، "فقدت الرجال المؤسسين لها عدا الرئيس عباس"، لافتاً إلى أن رفض القدومي لاتفاقية أوسلو لم تدفعه إلى القيام بالعمل المعارض لمنظمة التحرير أو "فتح".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي