ملخص
شدد مسؤولون أوكرانيون كبار خلال زيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن بدأت اليوم على الحاجة إلى تعزيز الدفاع الجوي لحماية المواطنين والبنية الأساس الحيوية.
أظهر مرسوم رئاسي أوكراني أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أقال قائد سلاح الجو ميكولا أوليشتشوك اليوم الجمعة من منصبه.
تأتي الإقالة بعد يوم واحد من إعلان الجيش الأوكراني تحطم مقاتلة من طراز "أف 16" ومقتل طيارها خلال صد ضربة روسية كبيرة يوم الإثنين الماضي.
وقال زيلينسكي في كلمة مساء اليوم "لقد قررت تعيين قائد جديد لسلاح الجو. وأنا ممتن إلى الأبد لجميع طيارينا العسكريين".
ولم يوضح سبب الإقالة، لكنه أشار إلى ضرورة حماية الأفراد وإلى الحاجة لضرورة دعم القيادات.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن اللفتنانت جنرال أناتولي كريفونوسكا سيتولى مهامه بصورة موقتة.
ولم يعلن الجيش الأوكراني سبباً لتحطم الطائرة الإثنين الماضي لكنه قال إنها سقطت أثناء قربها من هدف روسي. وقال أوليشتشوك إن شركاء من الولايات المتحدة يساعدون في التحقيق بشأن الحادثة.
وكان وصول أولى مقاتلات "أف 16" بمثابة علامة فارقة بالنسبة إلى أوكرانيا في الحرب ضد الغزو الذي بدأته روسيا قبل عامين ونصف العام.
400 صاروخ وطائرة في أسبوع
من جانبه، قال المكتب الرئاسي الأوكراني إن مسؤولين أوكرانيين كبار بينهم وزيرة الاقتصاد يوليا سفيردينكو ووزير الدفاع رستم أوميروف ومدير مكتب الرئيس أندريه يرماك بدأوا زيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن اليوم.
وذكر البيان أن يرماك وأوميروف أطلعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على الوضع في ساحة المعركة خلال أول اجتماعات الزيارة.
وأضاف بيان المكتب الرئاسي "ضربت روسيا أوكرانيا بأكثر من 400 صاروخ من أنواع مختلفة وطائرات مسيرة هذا الأسبوع"، موضحاً أن "الجانب الأوكراني أشار إلى أن كييف في حاجة إلى تعزيز الدفاع الجوي لحماية الناس والبنية الأساس الحيوية".
وقال يرماك في الاجتماع إن من المهم لأوكرانيا أن تتسلم أسلحة من حزم المساعدات الدفاعية، التي أعلن عنها بالفعل، في أقرب وقت ممكن.
وقال المكتب إن كبار مسؤولي هيئة الأركان العامة ضمن الوفد الزائر أيضاً.
روسيا تسيطر على 3 قرى شرق أوكرانيا
أعلن الجيش الروسي اليوم الجمعة سيطرته على ثلاث قرى إضافية في شرق أوكرانيا حيث يواصل تقدمه على القوات الأوكرانية التي يفوقها عدداً وتفتقر إلى القوة النارية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقرير يتصل بالأسبوع الماضي إنها استولت على ثلاث بلدات صغيرة لم يتم ذكرها حتى الآن، نوفويلاني وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك، وسينكيفكا في منطقة خاركيف.
وتقع قرية نوفويلاني على بعد حوالى 20 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجيستي مهم تستهدفه القوات الروسية منذ أسابيع عدة في سياق تقدمها.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم خلال اجتماع حكومي عبر الفيديو "يبقى الوضع الأكثر صعوبة في اتجاه بوكروفسك. العدو يحاول اختراق دفاعات قواتنا. لكن في الوقت الحالي، تم صد الهجمات".
وأعلن من جانب آخر أن الهجوم الأوكراني يتواصل في منطقة كورسك الروسية مؤكداً أن قوات كييف تقدمت "بما يصل إلى 2 كيلومتر في قطاعات معينة" خلال الساعات الـ24 الماضية.
على رغم هذا الهجوم المباغت الذي شنته كييف في السادس من أغسطس (آب) بمنطقة كورسك، تواصل موسكو تحقيق مكاسب بانتظام في منطقة دونيتسك الأوكرانية التي تبقى مركز المعارك.
وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول من أمس الأربعاء بأن الوضع "صعب جداً" بالنسبة إلى الجيش الأوكراني قرب بوكروفسك، مؤكداً في الوقت نفسه أن الهجوم في روسيا يتيح تخفيف الضغط في شرق بلاده.
وذكر حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية، أوليه سينيهوبوف، على تطبيق "تيليغرام" إن عدد القتلى جراء هجوم روسي بقنبلة موجهة على مدينة خاركيف اليوم ارتفع إلى خمسة، إضافة إلى إصابة 40 شخصاً.
زيلينسكي يجدد مطلب "هجمات بعيدة المدى"
من جانبه جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبته للحلفاء الغربيين بالسماح بشن هجمات بعيدة المدى على القواعد الجوية العسكرية الروسية، بعدما أسفر هجوم بقنابل روسية موجهة عن مقتل خمسة أشخاص في الأقل في مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد اليوم.
وقال زيلينسكي على تطبيق "تيليغرام"، "الضربة لم تكن لتحدث لو كانت قواتنا الدفاعية قادرة على تدمير الطائرات العسكرية الروسية في أماكن وجودها".
ويمنع الحلفاء الغربيون أوكرانيا من تنفيذ ضربات بعيدة المدى بأسلحة غربية داخل روسيا.
الكرملين غير قلق من "إيقاف بوتين"
على صعيد آخر، أكدت الرئاسة الروسية اليوم أن مذكرة الإيقاف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في حق فلاديمير بوتين لا تثير قلقها خلال زيارته المقبلة لمنغوليا، الدولة العضو في المحكمة والملزمة نظرياً إيقافه بمجرد وصوله.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "لا قلق. لدينا حوار ممتاز مع أصدقائنا في منغوليا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "بالطبع تم التحضير بعناية لجميع جوانب الزيارة" من دون مزيد من التفاصيل.
غير أن وزارة الخارجية الأوكرانية حضت السلطات المنغولية على "تقديم بوتين إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
وقالت الوزارة في بيان اليوم "أصدرت المحكمة الجنائية الدولية التي تعترف منغوليا باختصاصها القضائي، مذكرة اعتقال في حقه للاشتباه في قيامه بترحيل غير قانوني لأطفال أوكرانيين إلى الاتحاد الروسي".
ويتوقع أن يزور بوتين منغوليا في الثالث من سبتمبر (أيلول) المقبل للمرة الأولى إلى بلد موقع لنظام روما الأساس للمحكمة الجنائية الدولية، منذ أصدرت هذه الهيئة مذكرة إيقاف في حقه في مارس (آذار) 2023.
ووقعت منغوليا نظام روما عام 2000، وصادقت عليه عام 2002.
وعلى كل دولة عضو إيقاف أي شخص أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في حقه مذكرة بذلك في حال وطِئ أراضيها، وهو ما ينطبق على بوتين المتهم بـ"ترحيل غير قانوني" لأطفال أوكرانيين في أعقاب بدء الهجوم العسكري الروسي لأوكرانيا عام 2022.
ولطالما رفض الكرملين بشدة اتهامات المحكمة الجنائية للرئيس الروسي. لكن بوتين تجنب منذ نحو عام ونصف العام السفر إلى بعض الدول، وقد تغيب على سبيل المثال عن قمة مجموعة "بريكس" في جنوب أفريقيا خلال أغسطس (آب) 2023، وقمة مجموعة العشرين في الهند خلال سبتمبر من العام نفسه.
لكنه زار الصين في مايو (أيار) وكوريا الشمالية في يونيو (حزيران) وأذربيجان منتصف أغسطس، وهي دول ليست من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية.
ومن المتوقع أن يجري بوتين في منغوليا محادثات مع نظيره أوخنا خوريلسوخ، ويشارك في الاحتفالات بالذكرى الـ85 للانتصار المشترك للقوات المسلحة السوفياتية والمنغولية على العسكريين اليابانيين خلال معركة خالخين غول.
وتعود آخر زيارة للرئيس الروسي إلى منغوليا إلى سبتمبر 2019.
وتقع هذه الدولة غير الساحلية الغنية بالموارد الطبيعية، في شرق آسيا بين روسيا والصين، وتمتد على مساحة شاسعة توازي ثلاثة أضعاف مساحة البر الرئيس لفرنسا. ومع ذلك، يبلغ عدد سكانها 3.4 مليون نسمة فقط.
وفي بداية أغسطس الجاري، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العاصمة المنغولية أولان-باتار لإجراء محادثات مع "شريك رئيس" لواشنطن بالمنطقة.
وأتت هذه الزيارة في سياق رغبة معلنة لدى الولايات المتحدة بزيادة نفوذها في هذا البلد حيث يطمح منافسوها الروس والصينيون لزيادة نفوذهم أيضاً.
كذلك زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منغوليا في مايو 2023، في ظل رغبة باريس في تعزيز العلاقات مع هذا البلد في مجال الطاقة.