Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يظل البقاع اللبناني ملاذا آمنا بعد تكرار القصف الإسرائيلي؟

تعرضت مناطقه إلى سلسلة من الغارات ما عزز مخاوف الجنوبيين من النزوح نحوه

النيران تشتعل جراء قصف قال الجيش الإسرائيلي إنه مستودع ذخائر لـ"حزب الله" (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

يدرك أبناء الجنوب أن مناطق البقاع اللبناني ومدينة بعلبك، لم تكن بعيدة عن حيثيات حرب يوليو وأغسطس (آب) 2006، إذ شملت الغارات الجوية مناطق عدة في البقاع ومنها بعلبك، المدينة التي انطلق منها تنظيم "حزب الله" وتأسس في عام 1982، وتقع فيها مؤسساته الخيرية النشيطة.

تعالت في الشهر الماضي سلسلة بيانات ونداءات، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، صادرة عن فاعليات محلية ومواطنين في مناطق البقاع شرق لبنان، ومن مدينة بعلبك، المدينة الشيعية الأبرز عاصمة المحافظة وإحدى أهم معاقل "حزب الله"، الداعية إلى استقبال النازحين الجنوبيين، خصوصاً بعد تهديد "حزب الله" بالرد على العملية الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية في الـ30 من يوليو (تموز) الماضي وأدت إلى مقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر وعدد من المدنيين، وارتفاع نسبة التقديرات من اندلاع حرب كبيرة أو واسعة.

طبعاً، لم يسارع أبناء المدن والبلدات الجنوبية، القلقين والخائفين من اتساع دائرة الحرب في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية في مواجهة عملية الرد بالرد، إلى تلبية النداء، بل سجلت حركة نزوح باتجاه العاصمة بيروت ومناطق الشوف وجبل لبنان وشماله، لاعتقاد راسخ عند الجنوبيين أن البقاع وعاصمته بعلبك وبلداته التي تشكل خزاناً بشرياً مؤيداً لـ"حزب الله" ليست خارج الحرب، ولن تكون بعيدة من الاستهداف الإسرائيلي الذي بدأ متقطعاً منذ اندلاع الحرب على الحدود الجنوبية في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2003، ثم تصاعد في يوليو الماضي بشكل ملحوظ، إذ شهد البقاع الأوسط سلسلة غارات على محيط عديد من القرى والبلدات البقاعية.

ويدرك أبناء الجنوب كذلك، أن مناطق البقاع اللبناني ومدينة بعلبك، لم تكن بعيدة من حيثيات حرب يوليو وأغسطس (آب) 2006، إذ شملت الغارات الجوية مناطق عدة في البقاع ومنها بعلبك، المدينة التي انطلق منها تنظيم "حزب الله" وتأسس في عام 1982، وتقع فيها مؤسساته الخيرية النشيطة، والتي تضررت بشدة جراء الغارات الجوية هذه، وفي سائر أنحاء البقاع، مما أدى في حينه إلى تدمير 330 منزلاً وإصابة 476 منزلاً أخرى بأضرار بالغة، منها أكثر من 80 في المئة في بعلبك. وأصبح حينذاك أكثر من 4000 مواطن بلا مأوى.

وفي الثاني من أغسطس 2006، تعرضت مدينة بعلبك لأكبر عملية إسرائيلية خلال تلك الحرب، إذ نفذت وحدة إسرائيلية إنزالاً في بعلبك واكبه قصف جوي أدى إلى مقتل 11 مدنياً واختطاف ثلاثة آخرين واستهدفت العملية "مستشفى دار الحكمة" جنوب شرقي بعلبك ودارت معركة بين الجنود الإسرائيليين وبين عناصر من "حزب الله".

وقصفت الطائرات الإسرائيلية بعد انسحاب قواتها المجوقلة مبنى المستشفى عينه وبلدة الجمالية القريبة، كما قصفت مروحيات إسرائيلية ثلاث محطات وقود، أدت جميعها إلى مقتل 11 مدنياً وإصابة 12 آخرين.

وشمل القصف الجوي الإسرائيلي كذلك تدمير جسر العاصي في منطقة الهرمل في البقاع الشمالي وجسراً آخر في أطراف عكار، وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى أن الإنزال في بعلبك استهدف خطف عضو مجلس شورى "حزب الله" محمد يزبك، فيما رجحت مصادر لبنانية أنه كانت لدى إسرائيل تقديرات بوجود جنديين إسرائيليين أسيرين في المستشفى اختطفتهما عناصر من "حزب الله" في عمليته التي أطلق عليها تسمية "الوعد الصادق" في الـ12 من يوليو 2006.

 

قصف يعوق النزوح

لم تمر ثلاثة أسابيع على العملية الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية حتى كانت مناطق عدة في محافظة البقاع تتعرض إلى سلسلة من الغارات الإسرائيلية، ما عزز مخاوف الجنوبيين من النزوح نحو البقاع، لا سيما مناطق البقاع الشرقي والأوسط والشمالي، بل خلفت هذه الغارات مخاوف وقلقاً عند البقاعيين أنفسهم، من ارتفاع حدة هذه الغارات وتزايدها، واحتمال نشوء حركة نزوح بقاعية داخلية. فماذا حصل؟

بعد منتصف ليل الثلاثاء في الـ21 من أغسطس (أب) الماضي شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية متزامنة على نقاط محددة في مناطق سهل البقاع، قالت مصادر الجيش الإسرائيلي إنها "مستودعات لتخزين الوسائل القتالية التابعة لمنظمة (حزب الله)، في منطقة البقاع اللبناني". وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 20 آخرين، في حصيلة أولية.

وبحسب المعلومات، فقد استهدف القصف أطراف بلدات بوداي وسرعين والنبي شيت - الناصرية، ووادي حامول في البقاع الأوسط. وسمع دوي انفجارات ضخمة في معظم مناطق البقاع، تسببت في استيقاظ السكان بحال من الهلع والرعب على دوي الانفجارات وارتجاجات نتجت من الغارات التي استخدمت فيها قنابل من الحجم الكبير.

ونشر سكّان محليون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة لانفجارات حدثت بعيد وقوع الغارات، أظهرت مشاهد الانفجارات والشظايا المتطايرة من المكان.

أتت هذه الغارات على منطقة البقاع التي تعتبر في العمق اللبناني، بعيداً من الحدود اللبنانية مع إسرائيل بنحو 120 كيلومتراً، بعد يوم وساعات قليلة من تعرض مناطق في البقاع الأوسط لغارات مماثلة استهدفت بحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية "مواقع ومخازن أسلحة لـ (حزب الله)". وأدت إلى إصابة 11 شخصاً بجروح مختلفة، وفق بيان رسمي أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.

قلق في البقاع

يرى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني علي ياغي، وهو من بعلبك، أن "دعوة أهل البقاع لاستقبال النازحين الجنوبيين صادقة، وقالوا لهم تعالوا، أهلاً وسهلاً بكم في بيوتنا، لكن أهل البقاع بعينهم خائفون لا سيما أولئك القريبين من مراكز (حزب الله) أو بيوت المسؤولين والعناصر، إنما مناطق البقاع شاسعة جداً وليست محصورة في بلدة بحد ذاتها، لذلك لا مقارنة بين قلق وخوف الجنوبيين وقلق ومخاوف البقاعيين، خصوصاً أن منطقة البقاع برمتها ليست على تماس جغرافي مباشر مع إسرائيل، والغارات الأخيرة استهدفت عمق البقاع القريب من الحدود السورية وبعض المناطق والقرى التي يحتمل أن تكون فيها مراكز لـ (حزب الله) أو ربما مخازن أسلحة".

وعن خشية نشوء حركة نزوح داخلية في البقاع، يؤكد العميد ياغي "قلق ومخاوف البعض هنا في البقاع، لكنها لا تحمل على النزوح مثلاً وترك القرى والبلدات، إذ ثمة مساحات شاسعة وفارغة في البقاع وفيها تنوع طائفي كبير وتداخل، يمكنه أن يسهم في نزوح محلي محدود لو استدعى الأمر ذلك، خصوصاً أن الأعمال العسكرية اليومية التي تجري في الجنوب غائبة تماماً عن البقاع، وأقصد القصف المدفعي المباشر والغارات المستمرة. كل ما حصل حتى اليوم هو غارات للطائرات الحربية على أماكن محددة، والطائرات المسيرة على أهداف معينة، مما يعني أن البقاع خارج الحرب المباشرة والمستمرة، ولوحظ كذلك أن أماكن الغارات لم تكن في مناطق سكنية أو على منازل حزبيين وسط تجمع سكاني".

ولا ينفي العميد علي ياغي "أن يشكل البقاع خزاناً بشرياً ومسانداً لـ (حزب الله) وبيئة طبيعية له، وربما يكون البقاع الغربي أكثر استهدافاً من البقاعين الشرقي والشمالي، خصوصاً في المناطق القريبة من مجرى نهر الليطاني، وأقصد بالبقاع الغربي بلدات لبايا ومشغرة وواديها، وعين التينة وسحمر ويحمر وزلايا وغيرها من البلدات التي استهدفت الغارات الإسرائيلية فيها سيارات ودراجات أدت إلى سقوط قتلى وضحايا، هناك الناس تخاف أكثر كونها أقرب إلى الجنوب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا نزوح نحو بعلبك

ويسجل الإعلامي صبحي منذر ياغي "خوفاً وقلقاً لدى البقاعيين يشبه مخاوف وقلق الجنوبيين، خصوصاً بعد تفاقم الغارات على البقاع، إنما أقل حدة، إذ إنّ البقاع لا يعيش هواجس الحرب بتفاصيلها الدقيقة، فلا نقص مثلاً في المواد الغذائية، حتى في ظل البروباغاندا الإعلامية والتحليلات المبالغ فيها عن قرب حدوث حرب واسعة، لا سيما في أعقاب مقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر، فبقيت الحياة طبيعية وظلت المتاجر والمؤسسات الاقتصادية والمصالح تفتح أبوابها ولم تتأثر".

ويؤكد أنه لم يحصل نزوح جنوبي إلى بعلبك، "بمعنى النزوح الجماعي أو الكبير، هناك عائلات قليلة ومتفرقة قصدت مناطق قريبة من البقاع الغربي، ولن نتجاهل أن الجنوبيين يعتبرون بعلبك منطقة مستهدفة، وهذا ما حصل فعلاً، إذا تعرضت بعلبك وأطرافها لغارات عدة في الـ23 والـ26 من مارس (آذار) والسادس من أبريل (نيسان) وفي السادس والـ16 من مايو (أيار) والثاني من يونيو (حزيران) العام الحالي، وهم لم ينسوا كذلك ما تعرضت له بعلبك في عدوان يوليو 2006، لذلك لم يضعوها منذ بدء الحرب في خططهم للنزوح، ولم يأتوا إليها بل توجهوا إلى مناطق ثانية على نحو الجبل والشوف والشمال، وهم يعتبرون بعلبك وجوارها من ضمن بنك الاستهداف الإسرائيلي".

 

البقاع خارج الحرب الفعلية

ويشير الإعلامي ياغي إلى أن "بعلبك وأهلها لم يتأثروا بالحرب القائمة، لكن ذلك لا يمنع بعض القلق الذي يراودهم مثلما يراود اللبنانيين كافة، لذلك، لا تدابير ملموسة أو استثنائية على الأرض يمكن أن تلفت النظر حول حال استثنائية أو خوف استثنائي، ربما هناك بعض الخوف يتمثل في أحاديث المقاهي والصالونات والجيران".

ونسأله عن حيثية الترحيب البقاعي ومن أهالي بعلبك بالنازحين الجنوبيين وتقديم البيوت المجانية، ألم تحمس الدعوة الجنوبيين على النزوح باتجاه البقاع؟

يقول: "أنا أعتبرها محطة إعلامية أكثر منها واقعية أو على أرض الواقع، مما لا شك فيه أن البعض لديهم نخوة وحماسة واندفاع، لكن هذه الخطوة لم تكن جماعية، وبطبيعة الحال لم يأت النازحون الجنوبيون إلى البقاع كما تصور البعض، والسبب كما أسلفت أن الجنوبيين هم أصلاً لديهم حذر معذور من منطقة بعلبك وجوارها البقاعي، باعتبارها لم تكن بعيدة من حيثيات حرب 2006 وما حصل فيها من دمار وسقوط ضحايا وحركة نزوح نحو سوريا والشمال". ويخلص ياغي إلى "أننا حتى اليوم لا نشعر بتلك الحرب الكبيرة أو العمليات الحربية الإسرائيلية الاستثنائية في بعلبك والبقاع، ما حصل ربما كان رد فعل وتوجيه رسائل، بمعنى: إن ضربتم بالعمق نضرب بالعمق".

نزوح خارج الإرادة

نزح هيثم عبدالعال وعائلته وعائلات أشقائه إلى كفر دينس (في قضاء راشيا - البقاع) من حلتا وهي قرية زراعية صغيرة تتبع عقارياً إلى كفرشوبا (في قضاء حاصبيا). كانت عوائل عبدالعال تعيش من الزراعة وقطعان الماشية وألبانها وبعض المصالح الحرّة.

يقول هيثم عبدالعال: "أخذت عائلتي إلى كفر دينس وعدت إلى قريتي حلتا، فهنا خوف وهناك خوف، خصوصاً عندما تتعرض بعض مناطق البقاع للاستهداف والغارات فأخاف على عائلتي المقيمة في بيتين هناك". ويضيف: "تركت عائلتي وعدت بنفسي لأن نصف قطيع الماعز أبقيت عليه هنا، وأعمل في الزراعة حتى أتمكن من تأمين مصروف العائلة وبدلات الإيجار والمأكل والمشرب، إذ علي كل شهر تأمين مبلغ 500 دولار أجرة بيتين، إضافة إلى مصاريف العائلة وأدوية بقيمة 116 دولاراً كل ستة أيام لزوجتي العاجزة عن الحركة والكلام منذ سبع سنين، وقد نقلناها بصعوبة إلى البقاع".

كان هيثم عبدالعال يمتلك إلى كرومه وبساتينه وقطعانه ثلاث حفارات تعمل في مشاريع بلدية وغيرها "لقد طالها القصف وسلمت واحدة فقط، نقلتها إلى خارج المنطقة كي لا تتعاظم خسارتي. كنا نعيش في نعيم البساتين والمزروعات والماشية، لقد سرقت منا الحرب كل جميل ومصادر الطاقة الإنسانية والمالية، وأحاول قدر المستطاع تحت الخطر والعدوان القيام بأعمال متفرقة كي أصرف على عائلتي، لا سيما في النزوح وما يتطلبه من مبالغ طائلة".

لا بديل من النزوح

كما نقل وسام عبد العال، شقيق هيثم، عائلته إلى كفر دينس "استأجرت بيتا من غرفتين مقابل 250 دولاراً، واستطعت أن أنقذ قطيع الماعز، فنقلته إلى كفر دينس وبدأت أبيع منها بأسعار ضئيلة جداً، فالماعز التي يبلغ سعرها 100 دولار مثلاً، بعتها بأقل من 70 دولاراً، ومع ذلك سأبقى مع عائلتي المؤلفة من تسعة أفراد هنا، لن أعيدها إلى منطقة الخطر الفعلية قبل انتهاء الحرب، على رغم كلفة النزوح، ولا خيار آخر لي، إلى أين نذهب؟ وما هو البديل؟ صحيح هناك بعض الغارات وعمليات القصف في البقاع، لكنها لن تكون بضراوة ما يحصل في كفرشوبا ومختلف البلدات الجنوبية الحدودية".

أما الشقيق الثالث حسام فيعتبر أنه "لولا الحرب في الجنوب لن استبدل بيتنا في حلتا بقصر هنا، إذ لا شيء يضاهي الجنوب وخيراته، لذلك منذ أن أحضرت عائلتي إلى هنا لست مرتاحاً، مع أن أبناء كفر دينس كانوا معنا بمنتهى اللطف وجميل الاستقبال". ولا ينفي حسام عبدالعال "ما نشعر به من خوف عندما يحصل أي استهداف أو قصف في البقاع، لكن ما يجري في البقاع منذ اندلاع الحرب، أي منذ نحو 11 شهراً، لا يوازي يوماً واحداً من أيام الجنوب النارية الحافلة بالقصف والغارات والتدمير، لذلك نسبة الخوف هي أدنى بكثير مما كانت عليه في كفرشوبا ومنطقة العرقوب".

ويؤكد حسام عبدالعال وهو رب عائلة من 11 فرداً، أن عائلات كثيرة من منطقة "العرقوب" (تطلق على كفرشوبا وكفرحمام والهبارية وراشيا الفخار والماري في قضاء حاصبيا) نزحت إلى جوار راشيا في البقاع، وتنتشر اليوم في خربة روحا والرفيد والبيرة ودير الأحمر وكفر دينس.

يضيف "عندما حضرنا إلى هنا في البقاع، كان لدي 300 رأس ماعز، بقي منها 175 رأساً بعدما بعت ما أمكنني كي أصرف على عائلتي، وتسبب الطقس الشتوي القاسي هنا في نفوق 50 رأساً ولم يساعدنا الطقس في ولادة موسم جداء جيد إذ لم نحصل على أكثر من 50 جدياً". ويتابع "أما ما بعته من مواشٍ فكان بأسعار زهيدة بسبب استغلال التجار للنازحين، فمنذ وصولي إلى هناك بعت 40 معزاة كنت قد اشتريت الواحدة منها بـ150 دولاراً لكن بعتها بـ65 دولاراً، كي نستطيع أن نأكل وندفع إيجار البيت 400 دولار مع بدل الكهرباء ومشتى الماعز بإيجار 250 دولاراً".

كانت عائلة حسام عبدالعال تتلقى مبلغ 120 دولاراً من إحدى المؤسسات "فتوقفت هذه المساعدة منذ ثلاثة أشهر ولم نعرف لماذا. لذلك لم يبق لي غير الماشية التي أنقذتها بنقلها إلى البقاع، على رغم التضييق في المراعي خصوصاً من أهالي خربة روحا الذين يمنعوننا من الرعي في حدودهم الجغرافية، لذلك أتمنى في كل يوم أن تنتهي الحرب كي نعود إلى ديارنا، وهي ديار عز، ولن أتأخر عن العودة إلى كفرشوبا والجنوب حتى لو في منتصف الليل إذا توقفت الحرب الدائرة بإعلان ليلي".

ويختم: "أحياناً كثيرة أفكر أن الموت تحت سقف بيتنا في أعالي كفرشوبا، القريبة من السماء، أهون بكثير ألف مرة من ذل النزوح، وأتمنى ألا يجربه أحد، إذ كنا نعيش في عز ودلال وبتنا نحيا بتقشف، بعدما حرمت عائلتي من أشياء كثيرة كانت قبل الحرب".

المزيد من تقارير