Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التعافي الاقتصادي أبرز تحديات "النيوليبرالي" جعفر حسان

يصفه مراقبون بأحد طباخي الاقتصاد والقادر على تحقيق استقرار سياسي

رئيس الوزراء الأردني الجديد جعفر حسان (أ ف ب)

ملخص

خلف رئيس الوزراء الأردني السابق بشر الخصاونة وراءه تركة اقتصادية ثقيلة تمثلت بارتفاع المديونية 20 مليار دولار إضافية خلال توليه مهماته لمدة أربعة أعوام مضت.

بدا اختيار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء الجديد جعفر حسان محملاً بكثير من الدلالات والرسائل في توقيت حساس ومفصلي يحمل في طياته كثيراً من التحديات، ونتيجة اعتبارات سياسية واقتصادية، أهمها التعامل مع البرلمان الجديد وتحدياته، واستقرار الساحة الداخلية في مواجهة صعود الإسلاميين، ومعالجة الوضع الاقتصادي الحرج.

وجرى تكليف حسان بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لبشر الخصاونة الذي تعتبر وزارته الأطول عمراً في تاريخ الحكومات الـ15 في عهد الملك عبدالله الثاني، إذ يتوقع أن يعلن فريقه الوزاري وأداء اليمين الدستورية الأربعاء المقبل، وذلك بعد أيام من انتخابات برلمانية فريدة حقق فيها الإسلاميون نتائج وازنة ومؤثرة.

أسباب اقتصادية

ومن خلال كتاب التكليف الملكي لحسان بات الهم الاقتصادي هو المسيطر على ذهن العاهل الأردني، وفي مقدمة الأسباب التي دفعته إلى اختيار أكثر المسؤولين الأردنيين قرباً منه طوال السنوات الماضية.

وتضمن كتاب التكليف التأكيد على ضرورة الاستمرار في السياسة المالية الحصيفة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وضبط المديونية، وتعزيز الاستثمار وفقاً لمسار التحديث الاقتصادي الذي يتبناه الأردن منذ سنوات، فضلاً عن مشاريع المياه والنقل والطاقة.

وتقلد جعفر حسان القادم من خلفية اقتصادية مسؤوليات وحقائب وزارية عدة، كانت جميعها في صلب الاقتصاد بخاصة في حقبة جائحة كورونا، مما قد يؤهله لمعالجة القضايا الاقتصادية الملحة كالبطالة والفقر وارتفاع المديونية، بخاصة أن رئيس الوزراء السابق بشر الخصاونة خلف وراءه تركة اقتصادية ثقيلة تمثلت بارتفاع المديونية 20 مليار دولار إضافية خلال توليه مهماته لمدة أربعة أعوام مضت.

 

 

وشهدت ولايته وصول الدين العام إلى 114 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مع بقاء معدل النمو الاقتصادي دون 2.5 في المئة، وهو ما انعكس على أرقام البطالة التي تجاوزت 24 في المئة لتخلف نحو نصف مليون عاطل عن العمل.

دلالات سياسية

ومع فوز الإسلاميين بـ31 مقعداً في البرلمان الأردني وتعزيز حضورهم وتأثيرهم في الساحة السياسية، بات لزاماً تعيين رئيس وزراء جديد يتمتع بخبرة سياسية واسعة وقدرة على المناورة لتجنب المواجهات المحتملة مع البرلمان الجديد.

يمتلك جعفر حسان بفضل قربه من العاهل الأردني، وفق مراقبين، قدرات لتطويع السياسات الحكومية، وتحقيق استقرار سياسي، وتحييد أية أزمات داخلية في وقت ينشغل فيه الأردن بما يجري حوله في المحيط الملتهب وتحديداً الحرب في غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلافاً لحكومة بشر الخصاونة التي واجهت منذ أيامها الأولى مشكلة في عدم انسجام فريقها وإجراء تعديلات وزارية متعددة، يبدو جعفر حسان أكثر انضباطاً وقدرة على تحمل الضغط السياسي الناجم عن وجود برلمان قوي يضم تحت قبته عدداً من التيارات السياسية والمعارضة ونخبة من الشخصيات التي عرفت بمشاكستها، مما قد يجنب الحكومة أزمات تشريعية.

إضافة إلى تجربة حسان الاقتصادية فإن شبكة علاقاته الدولية الواسعة من خلال عمله السابق كدبلوماسي تؤهله للتفاوض مع المؤسسات الدولية وإدارة العلاقات الخارجية، وجلب المساعدات الدولية.

الإسلاميون ينتقدون

 لكن يبدو أن اختيار جعفر حسان رئيساً للحكومة الجديدة قوبل بعدم رضا من الإسلاميين، إذ اعتبر المتحدث الإعلامي باسم حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ثابت عساف ذلك بمثابة ضرب المزاج الشعبي عرض الحائط.

وكشف عساف عن رغبة الإسلاميين في التشاور معهم في تشكيل الحكومة الجديدة كونهم يشكلون الكتلة الأكبر والأكثر وجوداً، معتبراً أن ما جرى ناقض مخرجات التحديث السياسي ومرحلته الأولى التي وعد بأنها ستفضي إلى حكومات برلمانية.

واعتبر عساف أن اختيار أعضاء الحكومة من دون استمزاج آراء الأحزاب السياسية، يمثل استمراراً للنهج ذاته في تشكيل الحكومات الأردنية، بالتالي النتائج المتوقعة نفسها ممن سبقوا في الملفات المختلفة التي تشهد تراكماً من الفشل والتراجع.

مهمات عديدة

من جانبه يعتبر وزير الإعلام الأردني السابق فيصل الشبول أن جعفر حسان هو الأقرب إلى العاهل الأردني منذ سنوات بالتالي قد يكون الأقدر على تنفيذ الرؤية السياسية والاقتصادية التي يتبناها، ويضيف أن حسان سيكون منوطاً بمهمات عدة مستقبلية من بينها إدارة الانتخابات المحلية (البلدية) وإكمال مرحلة التحول الرقمي التي تشهدها البلاد بتسارع كبير منذ سنوات وفي كل المجالات، إضافة إلى ملف المساعدات لقطاع غزة.

أما وزير الإعلام السابق سميح المعايطة فيقول بدوره إن جعفر حسان يفترض أن يقود الحكومة الجديدة نحو برنامج التعافي الاقتصادي، واستكمال مرحلة التحديث السياسي عبر تشكيل فريق يوازن بين كل تيارات مجلس النواب بعيداً من الطريقة التقليدية لتشكيل الحكومات التي اعتاد عليها الأردنيون.

 

 

لكن ثمة مخاوف لدى الأردنيين من السياسة التي سيتبعها جعفر حسان اقتصادياً، ففي عام 2018 كان حسان وزير دولة للشؤون الاقتصادية وكلف بأمر ملكي بقيادة فريق خطة التحفيز الاقتصادي التي قامت على سياسة الاقتراض من الخارج والداخل.

وهنا يدعو الباحث الاقتصادي والاجتماعي أحمد أبو خليل الأردنيين إلى فهم طريقة تفكير وعمل رئيس الوزراء الجديد عبر قراءة كتابه الذي أصدره عام 2020 بعنوان "الاقتصاد السياسي الأردني بناء في رحم الأزمات"، إذ يرفض الاتكالية ويدعو إلى مزيد من خصخصة القطاع العام ومواجهة القوى الاجتماعية التي تقف عائقاً أمام التحديث.

في حين يقول الباحث والأكاديمي نارت قوخان إن رئيس الوزراء الأردني الجديد جعفر حسان، أحد أهم طباخي المطبخ الاقتصادي والسياسي في الأردن، ومن المحسوبين على تيار "النيوليبرالية" التي تعمل على سياسات اقتصادية تنتمي إلى فكرة إنهاء دور الدولة وانسحابها من الاقتصاد لصالح الاقتصاد الحر.

المزيد من متابعات