Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا قتل سليمان الحلبي الجنرال كليبر؟

تطالب سوريا ومصر وتركيا السلطات الفرنسية بتسليم جمجمة الشاب الكردي تكريماً له

رسم توضيحي لقتل الحلبي "كليبر" (مواقع التواصل)

ملخص

الحملة الفرنسية على مصر فشلت بصورة كبيرة في تحقيق أي هدف من أهدافها، بل وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا دون داعٍ، وعلى رغم ذلك يمكن القول أيضاً إنها خلقت تجربة للفرنسيين لإنشاء إمبراطورية استعمارية بشمال أفريقيا في المستقبل.

من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي في سوريا يتحدر الشاب الكردي سليمان الحلبي الذي اشتهر بقتل الجنرال الفرنسي جان بابتيست كليبر خلال الحملة الفرنسية على مصر التي أطلقها نابليون بونابرت بين عامي 1798 و1801.

ولفهم أبعاد وكواليس الموضوع سنقدم معلومات موجزة عن رحلة نابليون إلى مصر والمغامرة نحو العاصمة القاهرة وعكا في فلسطين، إذ غزا الفرنسيون الذين أزعجهم نفوذ إنجلترا في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأقصى مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798، وكان الهدف هو كسر قوة البريطانيين والاستيلاء على الطرق المؤدية إلى الشرق الأقصى، ليكون لهم نفوذ في المنطقة.

مصر التي بقيت تحت الاحتلال الفرنسي لمدة ثلاث سنوات تمت استعادتها عام 1801 بجهود القوات المتحالفة العثمانية والبريطانية، وفي نهاية المطاف اضطر الفرنسيون إلى مغادرتها بعد توقيع اتفاقيتي الجلاء في القاهرة والإسكندرية.

احتلال مصر من قبل الفرنسيين أظهر عدم قدرة الإمبراطورية العثمانية على حماية سلامة وأمن الأراضي التي تسيطر عليها بمفردها، ومنذ ذلك الحين بدأ الباب العالي في اتباع سياسة التوازن بين الدول الأوروبية (الباب العالي: اسم مأخوذ من العربية كان يطلق على مقر الحكومة العثمانية، وهو حالياً مبنى قصر توب كابي وسط إسطنبول).

الحملة الفرنسية على مصر فشلت بصورة كبيرة في تحقيق أي هدف من أهدافها، بل وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا دون داعٍ، وعلى رغم ذلك يمكن القول أيضاً إنها خلقت تجربة للفرنسيين لإنشاء إمبراطورية استعمارية في شمال أفريقيا في المستقبل.

 

 

غزو مصر من قبل الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال نابليون بونابرت هدد المصالح البريطانية في الشرق الأقصى، وكانت معركة النيل بين الفرنسيين والبريطانيين إحدى المعارك البحرية الشهيرة ضمن حروب الثورة الفرنسية. وكانت هذه المعركة من أولى معارك فرنسا في مصر.

معركة النيل تسمى أيضاً معركة أبو قير البحرية، وجرت بين البحرية البريطانية تحت قيادة الأدميرال هوراشيو نيلسون ونظيرتها الفرنسية تحت قيادة الأدميرال فرنسوا بول برويس ديجالييه، وذلك في الأول والثاني من أغسطس (آب) 1798، في خليج أبو قير في دلتا النيل.

في اليوم الأول هاجم الأسطول البريطاني نظيره الفرنسي الراسي في خليج أبو قير، وحققت البحرية البريطانية نصراً رائعاً في معركة النيل، ومع ذلك، وعلى رغم سيطرتها المتمركزة أمام مصر على البحار، إلا أنها لم تتمكن من جلب الجيش البري من بريطانيا الذي سيطرد الجيش الفرنسي من مصر، وإدراكاً لهذا المأزق، اتخذ بونابرت إجراءات تجاه منطقة بلاد الشام لمنع قدوم التعزيزات البريطانية والعثمانية البرية نحو مصر.

حشد نابليون جيوشه نحو فلسطين، وبدأ بالزحف أكثر في أراضي الدولة العثمانية، فجهز العثمانيون جيشاً لمواجهة بونابرت، وحصلت المعركة الشهيرة في فلسطين أمام مدينة عكا الساحلية، هذه المواجهة تسببت في خسارة كبيرة لنابليون الذي اضطر إلى رفع الحصار عن مدينة عكا في الـ18 من مارس (آذار) 1799، ثم في الـ21 من مايو (أيار) من العام نفسه تراجع نحو الأراضي المصرية.

بعد معركة النيل مع البريطانيين تقدم نابليون على القاهرة واستولى عليها، ثم تدريجاً سيطر تقريباً على كامل الأراضي المصرية، فبدأت باريس إدارة الأمور في مصر، ومن ثم بدأت باتخاذ ترتيبات جديدة في البلاد، مثل تصفية بعض أمراء المماليك الذين كانوا في الأصل في صراع مع القصر العثماني. بدأ الفرنسيون أيضاً ببناء المدارس والمستشفيات والبنى التحتية في البلاد، لكن سيطرتهم على مصر أغضبت العثمانيين الذين أرسلوا جيشاً من جديد لمواجهة نابليون، والتقى الطرفان في الأول من أغسطس 1799، وفي هذه المعركة أيضاً حقق الفرنسيون نصراً وهزموا العثمانيين.

بعدما بدت الأمور لمصلحة الفرنسيين في مصر، اندلعت أزمة سياسية في باريس، دفعت نابليون لترك مصر والعودة إلى بلاده تاركاً خلفه ما يقارب من ثلاثة آلاف جندي فرنسي، لكنه لم يترك مصر إلا بعد إحكام سيطرته عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خلال فترة وجود نابليون في مصر، اصطحب معه جملة من علماء الآثار والمستشرقين الفرنسيين، وأدى ذلك لاحقاً لظهور فرع جديد من العلوم يسمى "علم المصريات"، ويعنى بالبحوث الثقافية والتاريخية المصرية، وهذا مهد الطريق للبحث في الحضارة المصرية، وظهور عمل كبير أطلق عليه اسم "وصف مصر" بين عامي 1809 و1822، وهذا العمل عبارة عن سلسلة من الأعمال التعاونية، نشرت للمرة الأولى عام 1809 واستمرت حتى المجلد النهائي عام 1829، وتهدف إلى إجراء فهرسة شاملة لجميع الجوانب المعروفة والتاريخ الطبيعي لمصر القديمة والحديثة، وكتبه 167 من الأكاديميين والعلماء والمفكرين الذين رافقوا نابليون في رحلته إلى مصر.

اللجنة العلمية التي اصطحبها نابليون شرعت أيضاً في أعمال التنقيب الأثري والبحث العلمي، وأيضاً تم البدء في إعداد دراسات الجدوى لحفر ممر مائي يربط بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر.

أثناء أعمال الحفر التي نفذها الفرنسيون استخدموا عديداً من الأحجار القديمة في بناء مرافق عامة، وبالصدفة أثناء الحفر عثر على "حجر رشيد" المعروف، والذي كان بمثابة الوثيقة الأساسية التي مكنت من فك رموز الهيروغليفية المصرية القديمة، اكتشف هذا الحجر على يد جندي فرنسي يدعى بيير فرنسوا بوشار، فكان هذا أول نص بلغتين مصريتين قديمتين، وقد أثار الاهتمام على نطاق واسع بسبب قدرته على فك أسرار اللغة المصرية القديمة غير المترجمة سابقاً، وبمجرد اكتشاف الحجر تم إرساله إلى المعهد الذي أنشأه نابليون.

لم يكن نابليون يرى ضرورة بإعلان الحرب على الإمبراطورية العثمانية، بل كان واضحاً منذ البداية بأن هدفه الاستيلاء على مصر، وتحركه الفعلي نحوها بدأ من طولون، تحديداً في الـ19 من مايو (أيار) 1798، بسفينة حملت اسم "لوريان"، والتي تعني "المشرق"، ويقود 50 سفينة حربية ونحو 500 سفينة نقل تحمل نحو 38 ألف جندي و1200 حصان و171 مدفعاً، كانت هذه القوة العسكرية التي حضرها نابليون لاحتلال مصر.

إلى جانب جنرالات نابليون المشهورين مثل كليبر ورينيه ومينو، كان هناك مجلس أو وفد يضم 167 عالماً وفناناً ومستشرقاً، ومعهم مكتبة تضم 287 مجلداً وآلتي طباعة يمكنهما الطباعة بالفرنسية والعربية واليونانية، إذ كان نابليون يهدف من هذا الوفد فحص الحضارة المصرية القديمة وتقديمها إلى أوروبا. وفي الوقت نفسه تنفيذ العلوم والتكنولوجيا الأوروبية في مصر لتطويرها اقتصادياً وإفادة فرنسا من هذا الوضع، ووفقاً للسجلات الفرنسية، فإن نابليون في بداية الحملة ألقى في جيشه خطبة حماسية باللغة الفرنسية، ومما جاء في هذه الخطبة، "أيها الجنود... تخيلوا أن 40 قرناً ينظرون إليكم من أعلى الأهرام".

كان نابليون يدير الأمور بمنطق استعماري كامل، فأنشأ المجالس في المراكز والولايات وعينهم من العلماء، وأنشأ مجلساً في القاهرة يتكون من 10 مشايخ ويشرف على شؤون الدولة، وعلى رغم أن هذه المجالس كانت بمثابة جسر مهم بين الفرنسيين والمسلمين، فإن سيطرتها كانت في أيدي الفرنسيين وكانوا يتخذون القرارات كما يحلو لهم، ومع ذلك لم يتمكن نابليون من العثور على ما كان يتوقعه هنا، فترك المهمة غير المكتملة لأحد رجاله المقربين، وهو الجنرال جان بابتيست كليبر، وعاد إلى باريس تزامناً مع الأزمة السياسية التي شهدتها بلاده.

سعى القائم بأعمال الجنرال، بصفته قائد "الجيش الشرقي"، إلى إزالة الصعوبات المالية والعسكرية والسياسية، ونفذ بعض المشاريع في مصر، وأنشأ تحصينات عسكرية جديدة على الجبهات الداخلية والخارجية، وتمكن أيضاً من رد العثمانيين الذين حاولوا مجدداً طرد الفرنسيين، كما استطاع كليبر قمع المقاومة الشعبية التي تكررت من قبل المصريين، وخصوصاً في القاهرة. استطاع كليبر فعل كل هذا، لكنه لم يتمكن من الهرب من خنجر الشاب المقاوم الذي يدعى سليمان، وهو كردي من محافظة حلب شمال سوريا.

 

 

نعود إلى موضوعنا الأساس في هذا التقرير، وهو الأسباب التي دفعت سليمان الحلبي لقتل الجنرال كليبر، بحسب المصادر الفرنسية فإن سليمان هو طالب علم ورجل دين، تخرج في جامعة الأزهر، وهو من مواليد 1777 في قرية كوكان ضمن حدود منطقة عفرين، ويتحدر من عائلة كوبار الكردية.

والده هو تاجر زبدة وزيت زيتون اسمه محمد أمين، وأرسل ابنه بداية إلى مكة والمدينة المنورة لتلقي العلوم الإسلامية، وفي عام 1797 التحق بالجامع الأزهر في القاهرة، وبدأ بدراسة فن الخط والعلوم الإسلامية.

خلال وجوده في الأزهر كون علاقة قوية مع أحد أساتذة الدين في الأزهر، وهو الشيخ أحمد الشرقاوي، وكان الشرقاوي أحد أهم المناوئين للوجود الفرنسي في مصر، حتى إنه من أوائل من أشعلوا المقاومة ضد الفرنسيين.

انضم أيضاً سليمان الحلبي إلى التمرد ضد الفرنسيين، وكان يشارك إلى جانب الشرقاوي في العمليات التي ينفذها المصريون "لإنقاذ القاهرة من الاحتلال الفرنسي"، وكان أول تمرد علني ضد الفرنسيين انطلق من ساحة الجامع الأزهر، إذ بدأ الشيوخ والأساتذة والطلاب بإعلان "البدء في مقاومة الوحشية الفرنسية"، لكن الفرنسيين استخدموا العنف، بما في ذلك المدافع الحربية لقمع التمرد الشعبي، وبدأوا باعتقال قادة الحراك وإنشاء محاكم لهم، وحكم على ستة أشخاص من رجال الدين في الأزهر بالإعدام، من بين هؤلاء الستة كل من أحمد شرقاوي وتلميذه سليمان الحلبي، مما دفعه للعودة إلى سوريا حيث اختفى لفترة تصل إلى ثلاثة أعوام.

لم يكن سليمان الحلبي هو طالب العلم الكردي الوحيد الذي شارك في مقاومة الفرنسيين، بل كان هناك أيضاً عدد من زملائهم، لم يكونوا ينظرون على أن الاحتلال هو لمصر ولا علاقة لهم بهذه القضية، كانوا ينظرون إلى أن مصر دولة إسلامية محتلة من قبل الفرنسيين ويجب بذل الغالي والنفيس لأجل طرد الفرنسيين منها، كان والد سليمان اسمه محمد أمين، لكن المصريين كانوا ينادونه باسم "سليمان الحلبي" نسبة إلى مدينته الأصلية حلب.

بعد مغادرة مصر عاد سليمان إلى قريته كوكان في منطقة عفرين، ثم عاد مجدداً إلى فلسطين، ورجع مرة ثانية إلى عفرين، وهناك التقى ضابطاً في الاستخبارات العثمانية يدعى أحمد آغا، وهذا الشخص هو أحد الآغوات الانكشارية تحت قيادة الضابط العثماني إبراهيم بك، أحمد آغا أمر سليمان الحلبي بالعودة إلى مصر "للوفاء بواجب الجهاد".

كان أحمد آغا يريد نصب فخ للجنرال الفرنسي جان بابتيست كليبر ويريد أن ينفذ سليمان هذه المهمة، وبالفعل قبل سليمان العرض وبدأ باتخاذ الإجراء للعودة إلى مصر، وفي طريقه زار المسجد الأقصى في مدينة القدس، ثم توجه إلى مدينة الخليل قبل أن يغادر إلى غزة في أبريل (نيسان) عام 1800، وهناك سلم رسالة كان يحملها من أحمد آغا إلى ضابط الاستخبارات الانكشارية ياسين آغا الموجود في غزة، وهذه الرسالة كانت تحوي خطة "اصطياد وقتل كليبر".

بعدما اطلع ياسين آغا على الخطة أضاف سليمان الحلبي إلى القافلة المتجهة نحو مصر، وأعطاه 40 قرشاً لشراء الخنجر الذي سينفذ به العملية، وعندما وصلت القافلة إلى القاهرة بعد رحلة استغرقت ستة أيام أقام سليمان في "رواق دمشق" داخل الجامع الأزهر، وشارك سره مع بعض أصدقائه المقربين الذين لم يأخذوا الأمر على محمل الجد وحاولوا ثنيه عن المضي في هذه العملية، إلا أنه لم يرد.

الآن سليمان الحلبي في القاهرة، يشتري خنجراً من مدينة الجيزة لتنفيذ المهمة، ثم راقب قصر الجنرال كليبر لمدة تصل إلى قرابة شهر، وفي الـ14 من يونيو (حزيران) 1800 ذهب إلى المكان المسمى "بحيرة الأزبكية"، وهذا هو مقر إقامة كليبر، كان الجنرال يتناول وجبة الإفطار في قصره عند قدوم سليمان الحلبي، الذي دخل الحديقة متنكراً في زي متسول، واختبأ خلف جدار قديم مدمر. بعد الإفطار ذهب الجنرال كليبر ليسير مع المهندس المعماري قسطنطين بروتان، في حديقة قصر محمد بك الألفي، فظهر أمامهما الحلبي متنكراً في زي متسول، يستغيث بكليبر الذي مد يده إليه، فانقض عليه بخنجره وطعنه في قلبه، وعندما هجم عليه بروتان لإبعاده، طعنه فأصابه بجروح خطرة قبل أن يعود إلى كليبر ليطعنه ثلاث طعنات أخرى، إلا أن التقارير الطبية تقول إن الطعنة الأولى هي التي قتلت كليبر البالغ من العمر 47 سنة.

بعد ذلك دفن سليمان الحلبي خنجره في الحديقة وفر من مكان الحادثة التي هزت المنطقة كلها في ذلك الوقت، وبعد فترة وجيزة من اليوم نفسه تمكن جنديان فرنسيان من إلقاء القبض عليه، إذ عثرا عليه مختبئاً في بستان مجاور للحديقة المذكورة.

 

 

عقب إلقاء القبض عليه قدم سليمان الحلبي إلى محكمة عسكرية مؤلفة من تسعة قضاة جميعهم فرنسيون، وتمت طباعة مجريات التحقيق ووقائع المحاكمة باللغات الفرنسية والعربية والتركية على 500 نسخة علقت بالأماكن العامة، ثم بعد ذلك نشرت في كتاب.

وبعد التحقيق تم الحكم على رفاق سليمان الحلبي بالإعدام كونهم كانوا على علم بنيته، ولم يبلغوا السلطات الفرنسية، وكان الحكم ينص على أن يعدم رفاقه الأربعة أمامه، قبل إعدامه بالخازوق، إذ نفذ الحكم في حق الحلبي بإحراق يده اليمنى، ثم إعدامه صلباً على الخازوق في تل العقارب، وإلى جانبه علقت على عصي طويلة رؤوس ثلاثة من رفاقه الأزهريين، بعدما حرقت أجسادهم حتى التفحم. ووفق مصادر عربية "بقي الحلبي يعاني فوق الخازوق لأربع ساعات ولم يتأوه وسط الآلام الشديدة التي يرتعد الإنسان لمجرد التفكير فيها" قبل أن يشفق لحاله أحد الجنود ويسقيه بعض الماء ليعجل في موته.

بعد خروج الفرنسيين من مصر أخذوا معهم رفات كليبر، وخنجر وجمجمة سليمان الحلبي إلى فرنسا، ثم عرض رفاته في متحف التاريخ الطبيعي في حدائق باريس النباتية، واحتفظ بجمجمته في غرفة التشريح بكلية الطب، وعند تأسيس مجمع "الأنفاليد" مكان وجود ضريح بونابرت، وضعت جمجمة كليبر، وكتب تحتها "جمجمة البطل"، وتحت جمجمة الحلبي تم وضع خنجره وكتب إلى جانبها "جمجمة المجرم"، قبل أن ينتهي المطاف بالجمجمة في متحف الإنسان في قصر "شايو" قرب برج إيفل، وأسفلها لافتة كتب تحتها "رأس قاتل: الاسم سليمان الحلبي"، وبجواره جمجمة ديكارت وأسفلها لافتة كتب عليها "العبقري"، ولا يزال حتى اليوم تنطلق بين الحين والآخر دعوات من مصر وسوريا وتركيا لاستعادة جمجمة الحلبي ورفاته، ليدفن في مسقط رأسه بشرف.

ملاحظة: الآراء الواردة في هذا المقال تخص المؤلف، ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لصحيفة "اندبندنت تركية".

المزيد من تحقيقات ومطولات