Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موجة انفجارات جديدة تهز بيروت ومناطق لبنانية

وزير الصحة يقول إن عدد القتلى إلى ارتفاع... الحزب يتعهد مواصلة "إسناد غزة" والانتقام لـ "مجزرة" تفجيرات البيجر

ملخص

مصدر مقرب من "حزب الله" قال إن الأجهزة التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردتها الجماعة أخيراً تحتوي على ألف جهاز ويبدو أنه تم اختراقها من المصدر. لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادرها أن الطلبية التي تلقتها "غولد أبولو" التايوانية تضمنت نحو ثلاثة آلاف جهاز.

سمع صحافيون من "رويترز" في الضاحية الجنوبية لبيروت دوي انفجارين على الأقل في منطقتين منفصلتين من الضاحية اليوم الأربعاء. ولم يتضح بعد سبب الانفجارين، لكنهما جاءا غداة تفجير أجهزة اتصالا لاسلكية (بيجر) تستخدمها جماعة حزب الله المسلحة في مناطق مختلفة بلبنان.

وهزت لبنان موجة انفجارات جديدة قيل إنها استهدفت أجهزة اتصال لاسلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق لبنانية أخرى، من دون أن تتضح تفاصيل إضافية عن طبيعة الانفجار أو ما إذا كانت وقعت إصابات. 

وقالت وسائل إعلام عربية إن بعض هذه الانفجارات حدث داخل المنازل فيما احترقت سيارات في الشوارع. 

تأتي هذه التطورات بعد ساعات من انفجار آلاف أجهزة "البيجر" كان يحملها عناصر من "حزب الله"، مما ادى إلى سقوط قتلى ومئات الجرحى. 

وكان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، فراس الأبيض أعلن في مؤتمر صحافي بعد جولته على المستشفيات اليوم الأربعاء أن "حجم تفجيرات أجهزة الاتصال كان كبيراً ودون سابق إنذار"، إلا أن "عدد قتلى تفجير أجهزة الاتصال قليل مقارنةً بعدد الجرحى"، معلناً عن سقوط 12 قتيلاً جراء التفجير، وأن عدد الإصابات تراوح ما بين 2750 إلى 2800 شخصاً. كما أن العمليات الجراحية التي أجريت، بحسب وزير الصحة، تركزت في العيون واليدين، مشيراً إلى 300 حالة حرجة.
وسرت أنباء عن أن بعض الجرحى من ذوي الحالات الحرجة، الذين أصيبوا بانفجارات البيجر، سيتم نقلهم إلى إيران بسبب الضغط والنقص في العلاج المخصص للعيون والأطراف في لبنان.

من جهتها، نفت شركة "غولد أبولو" التايوانية الأربعاء أن تكون أجهزة الاتصال اللاسلكي التي انفجرت بأيدي عناصر من "حزب الله" في مناطق مختلفة من لبنان بصورة متزامنة الثلاثاء، مما خلّف حوالى ثلاثة آلاف جريح، من تصنيعها، بينما تعهد الحزب صباح الأربعاء "مواصلة" عملياته العسكرية ضد إسرائيل إسناداً لقطاع غزة.

وقال الحزب في بيان إن وحداته "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها" لإسناد غزة، مشدداً على أن "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء (...) فهذا حساب آخر وآتٍ إن شاء الله". وقال الحزب في بيانه إن أمينه العام حسن نصرالله سيلقي كلمة الساعة الخامسة عصر يوم غد الخميس.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان "إدانة العمل الإرهابي للكيان الصهيوني... بوصفه مثالاً على القتل الجماعي".

كما أدانت روسيا "بشدة" تفجير أجهزة الاتصال في لبنان ودعت إلى ضبط النفس. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الهجوم على "حزب الله" وآخرين باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) بمثابة "عمل من أعمال الحرب الشاملة ضد لبنان تسبب في إصابة آلاف الأبرياء".

"الشركة ضحية للحادث"

وقالت شركة "غولد أبولو" التايوانية اليوم الأربعاء إن شركة "بي. إيه.سي كونسلتينغ"، ومقرها بودابست، لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية وصنعت طراز أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) المستخدمة في التفجيرات في لبنان أمس الثلاثاء.

وأضافت الشركة في بيان "في ما يتعلق بطراز جهاز البيجر إيه.آر-924 الذي ورد في أحدث التقارير الإعلامية، نوضح أن هذا الطراز يتم إنتاجه وبيعه بواسطة بي.إيه.سي".

وفي أول تعليق للشركة، قال مؤسس "غولد أبولو" التايوانية هسو تشينغ كوانغ للصحافيين اليوم الأربعاء إن أجهزة "البيجر" التي انفجرت في لبنان الثلاثاء ليست من تصنيع الشركة. وأضاف أن الأجهزة التي تعرضت للانفجار صنّعتها شركة في أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.

وأضاف "المنتج ليس تابعاً لنا. إنه فقط يحمل علامتنا التجارية... هذه ليست منتجاتنا من البداية إلى النهاية". ولم يكشف هسو عن اسم الشركة التي قال إنها صنّعت الأجهزة، واعتبر أن شركته أيضاً ضحية للحادث. وتابع بالقول "نحن شركة مسؤولة. وهذا أمر محرج للغاية".

ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد قوله إن الشرطة التايوانية وصلت صباح الأربعاء إلى مقر شركة "غولد أبولو".

في أعقاب سلسلة انفجارات متزامنة طالت الأجهزة اللاسلكية لتلقي الإشعارات "البيجر" التي يستخدمها عناصر من "حزب الله" بمناطق مختلفة في لبنان مخلفة نحو 3 آلاف جريح و9 قتلى على الأقل، كشف تقرير عن تفاصيل جديدة تتعلق بأجهزة "البيجر" التي يستخدمها عناصر الحزب.

فقد أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الأجهزة اللاسلكية لتلقي الإشعارات "البيجر" التي انفجرت بأيدي عناصر "حزب الله" أتت من تايوان وفخختها إسرائيل قبل أن تصل إلى لبنان.

وقُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصيب نحو 2800 آخرين بجروح، بمن فيهم السفير الإيراني في لبنان، عندما انفجرت أجهزة النداء اللاسكية في سائر أنحاء لبنان في هجوم غير مسبوق حملت الدولة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عنه.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين "وآخرين" لم تسمهم قولهم إن أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت صنعتها شركة "غولد أبولو" التايوانية. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل عبثت بهذه الأجهزة قبل وصولها إلى لبنان من خلال زرع كمية صغيرة من المتفجرات بداخل كل منها.

وكان مصدر مقرب من "حزب الله" قال لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق أمس الثلاثاء طالباً عدم نشر اسمه إن الأجهزة التي انفجرت "وصلت عبر شحنة استوردها (حزب الله) أخيراً تحتوي على ألف جهاز" ويبدو أنه "تم اختراقها من المصدر". لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادرها أن الطلبية التي تلقتها "غولد أبولو" تضمنت نحو ثلاثة آلاف جهاز، معظمها من طراز "إيه بي 924".

وبحسب وزير الصحة اللبناني فراس أبيض فقد أسفرت الانفجارات عن "مقتل تسعة أشخاص، بينهم طفلة".

من جهته، قال المحلل العسكري والأمني إيليا مانييه الذي يقيم في بروكسل إنه "لكي تتمكن إسرائيل من إخفاء محفز متفجر في الشحنة الجديدة من أجهزة النداء، فمن المرجح أنها احتاجت للوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة".

ورجح المحلل أن تكون "الاستخبارات الإسرائيلية قد تسللت إلى عملية الإنتاج، وأضافت إلى أجهزة النداء مكوناً متفجراً وآلية تشغيل عن بُعد، من دون إثارة الشكوك". وأضاف أن هذا الأمر يطرح احتمال أن يكون الطرف الثالث الذي باع هذه الأجهزة هو "واجهة استخباراتية" أنشأتها إسرائيل لهذا الغرض. 

و"البيجر" هو جهاز اتصالات لاسلكي يستقبل الرسائل ويعرضها.

 

"حزب الله" يتوعد إسرائيل

وتوعد "حزب الله" بالثأر من إسرائيل بعد أن حملها المسؤولية عن التفجيرات التي ضربت الأجهزة.

وندد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري بتفجير أجهزة الاتصال ووصفه بأنه "عدوان إسرائيلي". ويستخدم "حزب الله" وآخرون في لبنان هذه الأجهزة في التواصل. وقال "حزب الله" إن إسرائيل ستنال "عقابها العادل" على التفجيرات.

ورفض الجيش الإسرائيلي، الذي يخوض قتالاً عبر الحدود مع جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول)، الرد على أسئلة حول التفجيرات.

وانفجرت أجهزة "البيجر" في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت وسهل البقاع، وجميعها من معاقل "حزب الله".

"أكبر اختراق أمني"

وقال مسؤول من "حزب الله" طالباً عدم ذكر اسمه إن انفجار الأجهزة هو "أكبر اختراق أمني" تعرضت له الجماعة خلال الاشتباكات المستمرة مع إسرائيل منذ قرابة عام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت حركة "حماس" إن تفجيرات أجهزة الاتصال "تصعيد" لن يقود إسرائيل "إلا لمزيد من الفشل والهزيمة".

ونددت جينين هينيس-بلاسخارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان في بيان لها بالهجوم، وقالت إنه "يمثل تصعيداً مثيراً للقلق للغاية" في الصراع.

 

واشنطن ليست ضالعة

وقالت واشنطن إنها ليست ضالعة في التفجيرات ولا تعرف من المسؤول عنها. وجددت الولايات المتحدة الدعوة إلى حل دبلوماسي لإنهاء التوتر بين إسرائيل ولبنان.

وحثت واشنطن إيران على عدم استغلال أي واقعة لتأجيج عدم الاستقرار. 

اجتماع إسرائيلي

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء إن كبار القادة، بمن فيهم الجنرال هرتسي هاليفي رئيس الأركان، عقدوا اجتماعاً لتقييم الوضع "بخصوص حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كافة الجبهات"، من دون التعليق مباشرة على تفجيرات لبنان.

وذكر المتحدث "لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية"، لكنه أضاف أنه "يجب الحفاظ على حالة اليقظة ليتم إطلاع الجمهور على كل تغيير في السياسة المتبعة بشكل فوري".

وقال مصدران مطلعان على عمليات "حزب الله" لـ "رويترز" إن عناصر الجماعة اللبنانية يستخدمون أجهزة "البيجر" كوسيلة منخفضة التكنولوجيا لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم.

 

إصابة الكثيرين

وكانت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية قالت إن مجتبى أماني السفير الإيراني لدى لبنان أصيب "إصابة سطحية" في أحد تفجيرات الثلاثاء وإنه تحت الملاحظة في المستشفى. 

وقال مصدران أمنيان إن من بين المصابين أبناء مسؤولين كبار في الجماعة اللبنانية. وذكر المصدران أن أحد المسلحين القتيلين نجل علي عمار العضو من "حزب الله" في البرلمان اللبناني.

وفي وقت سابق، قال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) في وقت سابق إنه أحبط مخططاً لـ"حزب الله" لاغتيال مسؤول دفاعي كبير سابق خلال الأيام المقبلة.

ويقول "حزب الله" إنه يريد تفادي الدخول في صراع شامل مع إسرائيل، لكن إنهاء الحرب في غزة فحسب هو الذي سيوقف الاشتباكات عبر الحدود.

ويبدي محللون تشككاً، في الوقت الحالي، بشأن احتمال نشوب حرب وشيكة واسعة النطاق بين إسرائيل و"حزب الله". وتسعى الولايات المتحدة لمنع اندلاع مثل هذه الحرب وترى أن الطرفين لا يريدانها.

وقال ماثيو ليفيت المسؤول الأميركي السابق ومؤلف كتاب عن "حزب الله" إن انفجارات أجهزة الاتصال قد تعطل عمليات الجماعة لبعض الوقت.

وقال جوناثان بانيكوف النائب السابق لمسؤول الاستخبارات الوطنية لشؤون الشرق الأوسط إن جماعة "حزب الله" قد تقلل من شأن "أكبر فشل لها في مجال مكافحة التجسس منذ عقود" إلا أن التوتر المتزايد قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب واسعة النطاق إذا ظلت الجهود الدبلوماسية غير كافية.

المزيد من متابعات