Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصف أسطول الطيران العالمي في مرمى الاضطرابات

وكالات دولية تحذر من تأثر السيولة لدى "بوينغ" وعدم التزامها بالأهداف النقدية

تطالب نقابة العمال بزيادة الأجور والمعاشات 40 في المئة، والشركة تعرض 25 في المئة. (أ ف ب)

ملخص

قررت "بوينغ" تجميد الوظائف والإضراب يتسبب في وقف إنتاج طائرات "737 ماكس" الأكثر مبيعاً.

يهدد الإضراب الأكبر تاريخ أكبر وأقدم شركة طيران على مستوى العالم، فمنذ انطلاقها عام 1916 مرت شركة "بوينغ" بعدد من المراحل التي دفعتها إلى السيطرة على 50 في المئة من الأسطول العالمي للطيران، كما تستحوذ على 90 في المئة من حمولات الشحن عالمياً.

وقالت الرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء الجوي إن "بوينغ" تفتح صفحة جديدة وإن أكبر نقاباتها ستستأنف محادثات العقود بحضور وسطاء اتحاديين، بعد الفشل في الاتفاق على القضايا الرئيسة المتعلقة بالأجور ومعاشات التقاعد أول من أمس الثلاثاء.

وكان عشرات آلاف العمّال في شركة "بوينغ" أعلنوا الإضراب ابتداء من الجمعة الماضي في خطوة غير مسبوقة منذ 16 عاماً، أوقفت الإنتاج في مقرها في منطقة سياتل الأميركية.

وبدأ الإضراب بعدما رفض الموظفون اتفاقاً جديداً اقترحته مجموعة تصنيع الطائرات الأميركية عقب مفاوضات مستمرة منذ الثامن من مارس (آذار) الماضي بين إدارة الشركة والفرع المحلي من نقابة الميكانيكيين، إذ كان الاتفاق الجديد سيحل مكان اتفاق أبرم قبل 16 عاماً وانتهى منتصف ليل الخميس الماضي.

وتطالب النقابة التي أضرب أعضاؤها الجمعة الماضي بزيادة مقدارها 40 في المئة على مدى أربعة أعوام، في أول مفاوضات عقد كاملة مع "بوينغ" منذ 16 عاماً، وهو ما يزيد بكثير عن عرض شركة صناعة الطائرات بنسبة 25 في المئة الذي جرى رفضه.

وقالت النقابة في بيان إنه "بعد يوم كامل من الوساطة نشعر بالإحباط، فالشركة لم تكن مستعدة ولم تكن راغبة في معالجة القضايا التي أوضحتم أنها ضرورية لإنهاء هذا الإضراب بخصوص الأجور والمعاشات التقاعدية".

أضافت، "يبدو أن الشركة لا تأخذ الوساطة على محمل الجد على رغم التصويت على الإضراب بـ 96 في المئة، واعتقدنا أن 'بوينغ' ستفهم أخيراً أن موظفيها يطالبون بالمزيد، ونحن نقاتل من أجل ما هو صحيح وعادل ومن أجل ما كسبناه على مدى الأعوام الـ 16 الماضية".

 

تجميد الوظائف ومنح إجازات موقتة

وأدى الإضراب إلى وقف إنتاج طائرات "بوينغ 737 ماكس" الأكثر مبيعاً إضافة إلى طائراتها "777" و"767" ذات الجسم العريض، مما أدى إلى تأخير تسليمها لشركات الطيران.

وقالت شركة "بوينغ" الإثنين الماضي إنها ستجمد التوظيف وتدرس منح إجازات موقتة لخفض الكلفة، إذ إن موازنتها العمومية مثقلة بالفعل بديون بقيمة 60 مليار دولار، وقد يؤدي الإضراب المطول إلى إلحاق مزيد من الضرر بها، كما توقفت عن تقديم معظم طلبات قطع الغيار لجميع برامج طائرات "بوينغ" باستثناء طائرة "787 دريملاينر"، في خطوة ستضر بمورديها.

وفي مذكرة بحثية حديثة قالت وكالة "فيتش" إن التصنيف الائتماني لشركة "بوينغ" ذو الدرجة الاستثمارية لديه مجال محدود لاستيعاب الإضراب العمالي الحالي، موضحة أن استمرار الإضراب أسبوعاً أو أسبوعين من غير المرجح أن يؤثر في التصنيف، وذكرت أن إضراباً طويل الأمد قد يؤدي إلى تأثير كبير في عمليات الشركة ووضعها المالي مما يزيد احتمال خفض التصنيف.

وتابعت، "في حال استمر الإضراب لفترة أطول فقد تضطر الإدارة إلى اللجوء لمصادر سيولة جديدة للالتزام بأهدافها النقدية، بما في ذلك خفض إجمال الدين إلى أقل من 50 مليار دولار، وتقليل نسبة الرافعة المالية على أساس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك، والإطفاء إلى أقل من أربع مرات بحلول نهاية عام 2026".

وبسبب الإضرابات أوقفت شركة "بوينغ" التوظيف واتخذت خطوات شاملة للحفاظ على السيولة النقدية بعدما أضرب نحو 33 ألف موظف عن العمل الجمعة الماضي، ومن بين الخطوات التي اتخذتها الشركة بحث منح كثير من الموظفين والمديرين والمسؤولين التنفيذيين إجازات موقتة خلال الأسابيع المقبلة.

وإضافة إلى تجميد التوظيف على جميع المستويات في "بوينغ" فقد أوقفت شركة صناعة الطائرات معظم رحلات السفر لموظفيها، وعلقت النفقات الرأسمالية غير الضرورية والإنفاق على المرافق.

ويشكل الإضراب تحدياً آخر لشركة "بوينغ" التي واجهت بالفعل عدداً من مشكلات الإنتاج ومخاوف تتعلق بالسلامة، ففي يناير (كانون الثاني) الماضي أدى انفجار أحد قوابس باب طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" الجديدة إلى منع إدارة الطيران الفيدرالية الشركة من زيادة إنتاج طائراتها "ماكس"، وزادت إدارة الطيران الفيدرالية من عمليات التفتيش في مصانع "بوينغ" مما يتطلب منها تحسين إجراءات السلامة والجودة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية في بيان حديث أن المفتشين سيبقون في منشآت "بوينغ" أثناء الإضراب، وكانت المرة الأخيرة التي أضرب فيها ميكانيكيو الشركة عام 2008، واستمر هذا التوقف عن العمل شهرين تقريباً.

تصنيف الشركة قيد المراجعة

وفي تصريحات حديثة اعترف المدير المالي للشركة بريان ويست بأن الإضراب العمالي الذي بدأ بعد منتصف ليل الجمعة الماضي سيضر بتسليم الطائرات ويعرض انتعاش الشركة للخطر، وذلك بعدما رفض عمال المصنع بغالبية ساحقة عقد عمل جديد وتركوا العمل.

وشدد ويست على أن تركيز "بوينغ" الآن "ينصب على العودة للمفاوضات والتوصل إلى اتفاق مفيد لشعبنا وعائلاتهم ومجتمعنا".

ووضعت وكالة "موديز" جميع التصنيفات الائتمانية لشركة "بوينغ" قيد المراجعة لاحتمال خفض التصنيف، فيما حذرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني من أن الإضراب الممتد قد يزيد خطر خفض التصنيف ويؤدي إلى ارتفاع كلفة الاقتراض، في وقت تواجه "بوينغ" بالفعل قدراً متزايداً من الديون.

لكن ويست لم يؤكد في تصريحاته ما إذا كانت "بوينغ" قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في إنتاج 38 طائرة "737 ماكس" شهرياً بحلول نهاية العام، فيما قدر محلل الطيران شيلا كاهياوغلو من "جيفريز" في وقت سابق أن الإضراب لـ 30 يوماً قد يكلف "بوينغ" نحو 1.5 مليار دولار.

واقترحت "بوينغ" والرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء اتفاق عمل مبدئي يتضمن زيادة الأجور بـ 25 في المئة على مدى أربعة أعوام، إضافة إلى تحسينات في الرعاية الصحية واستحقاقات التقاعد، ومع ذلك كان العمال يطالبون بزيادة مقدارها 40 في المئة وجادلوا بأن العرض لا يغطي ارتفاع كلفة المعيشة. ورداً على ذلك صوت نحو 94.6 في المئة من العمال لمصلحة رفض الاقتراح فيما أيد 96 في المئة الإضراب.

ومن المتوقع أن يؤثر الإضراب في إنتاج الطائرات الأكثر مبيعاً من طراز "737 ماكس" التي صنعت في رينتون بواشنطن، وقال ويست إن "الإضراب سيؤثر في الإنتاج والتسليم وعملياتنا وسيعرض تعافينا للخطر"، مضيفاً أن الأولوية العاجلة لـ "بوينغ" هي التركيز على الحفاظ على السيولة النقدية، وستعمل الرئيسة التنفيذية الجديدة للشركة كيلي أورتبرغ على إعادة بناء العلاقات مع الاتحاد.

اقرأ المزيد