Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غارة على ضاحية بيروت الجنوبية وأنباء عن اغتيال قائد "قوة الرضوان"

9 قتلى و أكثر من 50 جريحاً وإسرائيل تقول إنها نفذت "ضربة محددة"

ملخص

نفذت طائرات حربية إسرائيلية في وقت متأخر أمس الخميس أعنف ضرباتها على جنوب لبنان منذ قرابة عام من الاشتباكات مع جماعة "حزب الله" اللبنانية، مما يزيد تصعيد الصراع بين إسرائيل والجماعة وسط دعوات إلى ضبط النفس.

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة تنفيذ "ضربة محددة الهدف" في الضاحية الجنوبية لبيروت، في حين قال مصدران أمنيان لـ"رويترز" إن الغارة استهدفت القيادي البارز في "حزب الله" إبراهيم عقيل وأدت إلى مقتله.  

وقال أحد المصدرين إن عقيل قُتل إلى جانب أعضاء من وحدة "الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" أثناء عقدهم اجتماعاً.

بدورها نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر مقرب من "حزب الله" قوله إن الغارة الإسرائيلية استهدفت قائد "قوة الرضوان" في الحزب إبراهيم عقيل.  

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي كذلك بأن الضربة على بيروت استهدفت القيادي في "حزب الله" إبراهيم عقيل.

وفي حصيلة محدثة من وزارة الصحة اللبنانية، قتل تسعة أشخاص في الغارة على الضاحية الجنوبية فيما استقبلت المستشفيات 59 جريحاً.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان، بأن المبنى المستهدف في الضاحية بالقرب من مجمع القائم أصيب بأربعة صواريخ.

 

وعقب الغارة، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت. في هذه اللحظة، لا توجد تغييرات في الإرشادات الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية"، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.

وأظهرت مقاطع متداولة وبث مباشر من "رويترز" سحابة كثيفة من الدخان تتصاعد فوق بيروت بعدما قال سكان إنهم سمعوا دوي انفجار قوياً.

وسيرجئ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحلته إلى نيويورك يوماً واحداً بسبب الوضع الأمني في شمال إسرائيل، وفق ما قال مسؤول بمكتبه لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" اليوم، مضيفاً أنه سيغادر في الـ25 من سبتمبر (أيلول) الجاري بدلاً من الـ24 منه كما كان مقرراً.

 

استهداف المقار الإسرائيلية

وعقب الغارة على الضاحية، قال "حزب الله" إنه قصف في شمال إسرائيل مقراً للاستخبارات العسكرية المسؤولة عن "الاغتيالات". وأورد الحزب في بيان أن عناصره استهدفوا "مقر الاستخبارات الرئيسة في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة ميشار بصليات من صواريخ الكاتيوشا" وذلك "رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة".

كما أعلن لاحقاً استهداف "مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بصليات من ‏‏صواريخ الكاتيوشا"، و"مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات ‏الجوية في قاعدة ‏ميرون بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا"، و"المقر المستحدث للفرقة 91 في إييليت هشاحر بصلية من ‏صواريخ الكاتيوشا".

وفي ضوء التطورات، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أنه "لا علم لنا في شأن إخطار مسبق بخصوص الهجمات الإسرائيلية على بيروت"، مضيفاً "لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط هو أفضل طريق للمضي قدماً"، و"ندخل في جهود دبلوماسية مكثفة لمنع تصاعد حدة الصراع على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية". ونصح البيت الأبيض "بقوة" الأميركيين بعدم السفر إلى لبنان.

وفي بريطانيا، ترأس وزير الخارجية ديفيد لامي اجتماعاً للجنة الطوارئ الحكومية في شأن لبنان وناقش أحدث تطورات الأوضاع هناك. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، "وزير الخارجية ترأس اجتماعاً للجنة الطوارئ الحكومية هذا الصباح في شأن أحدث الأوضاع في لبنان ولمناقشة الاستعدادات الجارية في ظل استمرار ارتفاع مخاطر التصعيد".

رشقات "حزب الله" الصاروخية

من جهة أخرى، حثت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) اليوم الجمعة على خفض التصعيد بعد زيادة كبيرة في الأعمال القتالية على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، إذ تتبادل إسرائيل وجماعة "حزب الله" المدعومة من إيران إطلاق النار منذ ما يقرب من عام.

وقال المتحدث باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي لـ"رويترز" إن قوة "اليونيفيل" ترى "تصاعداً كبيراً في الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق" وفي جميع أنحاء منطقة عملياتها. وأضاف "يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحث جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور".

ويشير الخط الأزرق إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وتواصل القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان بعد ليلة عنيفة، إذ استهدفت الغارات اليوم بلدات يارون وبيت ليف وحانين ووادي زبقين وكفركلا وعيترون وميس الجبل وعيتا الشعب.

وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار اليوم في عدد من مناطق الشمال، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن متحدث باسم الجيش قوله إن نحو 60 صاروخاً أطلقوا من لبنان باتجاه صفد والجليل الأعلى وشمال الجولان. وبعد وقت قصير، أفيد بإطلاق نحو 70 صاروخاً آخر باتجاه الشمال الإسرائيلي، ولاحقاً 20 صاروخاً آخر، ما يرفع عدد الصواريخ المطلقة من لبنان إلى نحو 150، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش، مضيفةً أنه تم اعتراض معظمها فيما اندلع حريق في صفد.

وأعلن "حزب الله" اليوم في بيانات منفصلة استهداف نقطة تموضع لجنود إسرائيليين في موقع المطلة، و"القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابعة لقيادة ‏المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا"، و"مقر قيادة لواء المدرعات 188 التابع للفرقة 36 في ثكنة ‏العليقة" و"مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع" وذلك بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا.

كما نعى الحزب اثنين من عناصره سقطا "على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها للإشارة إلى الذين يسقطون في المواجهات مع إسرائيل.

غارات موسعة

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة إنه ألغى أوامر تقيد الحركة والتجمعات الكبيرة صدرت مساء أمس الخميس لعدد من التجمعات السكنية في شمال إسرائيل وهضبة الجولان.

ووسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب شاملة في أعقاب تفجير أجهزة اتصال تابعة لعناصر من "حزب الله"، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت أمس أهدافاً لـ"حزب الله" في جنوب لبنان خلال الساعات القليلة الماضية، إذ أصابت مئات من فوهات إطلاق الصواريخ التي كانت معدة لإطلاق الصواريخ على الفور باتجاه إسرائيل.

وقال الجيش في بيان إن الغارات الجوية أصابت "مئات من منصات إطلاق الصواريخ" التي كانت جاهزة للإطلاق باتجاه إسرائيل، إضافة إلى "نحو 100 قاذفة ومواقع بنية تحتية إضافية للإرهاب".

وتابع "سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل على تفكيك البنية التحتية وقدرات منظمة ’حزب الله‘ الإرهابية من أجل الدفاع عن دولة إسرائيل".

وقالت مصادر أمنية لبنانية إن طائرات حربية إسرائيلية نفذت في وقت متأخر أمس الخميس أعنف ضرباتها على جنوب لبنان منذ قرابة عام من الاشتباكات مع جماعة "حزب الله"، مما يزيد تصعيد الصراع بين إسرائيل والجماعة اللبنانية وسط دعوات إلى ضبط النفس.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر قولها إن إسرائيل أطلقت عشرات القنابل على أنحاء جنوب لبنان في العملية التي نفذتها في وقت متأخر أمس الخميس، ولم ترد تقارير بعد عن وقوع قتلى أو جرحى.

ماكرون: "المسار الدبلوماسي موجود" في لبنان

من جانبه تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباشرة إلى اللبنانيين مساء أمس الخميس عبر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً لهم أن "المسار الدبلوماسي موجود" وأن "الحرب ليست حتمية".

وقال ماكرون "لا أحد لديه مصلحة في التصعيد"، مع تفاقم المخاوف من اندلاع حرب شاملة بعد تفجيرات نسبها "حزب الله" لإسرائيل استهدفت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره، وأضاف "لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأية قضية مهما كانت يستحق إثارة صراع في لبنان"، مؤكداً أن فرنسا تقف إلى "جانب" اللبنانيين.

وأجرى ماكرون أمس الخميس اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، كما تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون "عبر عن قلقه البالغ بعد سلسلة الانفجارات التي شهدها لبنان التي أسهمت في تصعيد خطر للتوترات في المنطقة"، ودعا "جميع الأطراف إلى التحرك لتجنب الحرب".

وفي مقطع الفيديو أسف ماكرون لسقوط "ضحايا مدنيين" جراء التفجيرات هذا الأسبوع، وأضاف "بينما يواصل بلدكم التغلب على التحديات، لا يمكن للبنان أن يعيش في خوف من حرب وشيكة. وأقول لكم بكل وضوح، كما قلت للجميع، علينا أن نرفض هذه الكارثة"، معتبراً أن على الزعماء السياسيين اللبنانيين "أيضاً العمل في هذا الاتجاه".

 

وتابع "أكثر من أي وقت مضى، تحتاجون في هذه اللحظة إلى رئيس يتولى قيادة البلاد في مواجهة التهديدات".

ويعاني لبنان شللاً سياسياً، إذ تحول خلافات بين معسكر "حزب الله" الموالي لإيران وخصومه دون انتخاب رئيس للجمهورية، والمنصب شاغر منذ أكثر من عامين.

وختم ماكرون قائلاً "أعلم أنه في حالة الارتباك والحزن يكون الأمل نادراً، وفي هذا الارتباك وفي هذا الحزن، تقف فرنسا إلى جانبكم".

بدورها دعت بريطانيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التوصل إلى حل دبلوماسي ممكن وملح

من جانبه قال البيت الأبيض أمس الخميس إن التوصل إلى حل دبلوماسي في الشرق الأوسط أمر ممكن وملح، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن البيت الأبيض يعتقد أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" من شأنه أن "يهدئ" المنطقة، وأضافت في إفادة صحافية أن واشنطن "خائفة وقلقة من التصعيد المحتمل".

يأتي هذا فيما نفذت طائرات حربية إسرائيلية في وقت متأخر أمس الخميس أعنف ضرباتها على جنوب لبنان منذ قرابة عام من الاشتباكات مع جماعة "حزب الله" اللبنانية، مما يزيد تصعيد الصراع بين إسرائيل والجماعة وسط دعوات إلى ضبط النفس.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت أمس الخميس إنه لا يوجد أي تغيير في الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، جاء ذلك رداً على سؤال عن تفجير أجهزة اتصال لاسلكية "البيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية أخرى تابعة لجماعة "حزب الله".

 

أجهزة الاتصال "فخخت قبل وصولها إلى لبنان"

وأظهرت تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية أن أجهزة "البيجر" التي انفجرت هذا الأسبوع "فخخت قبل وصولها إلى لبنان"، بحسب ما ذكرت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن.

وجاء في نص الرسالة التي أرسلت إلى المجلس عشية اجتماع حول هذا الموضوع أن "التحقيقات الأولية أظهرت أن الأجهزة المستهدفة، فخخت بطريقة احترافية قبل وصولها إلى لبنان، وفجرت عبر إرسال رسائل الكترونية إلى تلك الأجهزة".

وقتل 37 شخصاً وأصيب نحو 3 آلاف آخرين بجروح جراء تفجير أجهزة "البيجر" الثلاثاء ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر في الحزب، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وانفجرت هذه الأجهزة خلال تسوق مستخدميها في المتاجر وسيرهم في الشوارع وحضورهم جنازات، مما أدى إلى إثارة حالة من الذعر في البلاد.

ولم تعلق إسرائيل على التفجيرات التي وقعت غداة إعلانها توسيع أهداف الحرب المتواصلة في قطاع غزة، لتشمل تأمين المنطقة الحدودية الشمالية مع لبنان بشكل يضمن عودة الإسرائيليين لها.

ووصفت بعثة لبنان التفجيرات بأنها "غير مسبوقة في وحشيتها"، وتقوض الجهود الدبلوماسية لوقف القتال في غزة وجنوب لبنان.

ودعت مجلس الأمن الدولي إلى إدانة الهجمات قبل جلسة طارئة مقررة اليوم الجمعة، لمناقشة هذه الهجمات والوضع الخطر في الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب الجلسة، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إثر الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة على إسرائيل، كان تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية منصباً على غزة.

لكن المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان تشهد تبادلاً يومياً للقصف، مما أدى إلى مقتل مئات في لبنان، معظمهم عناصر في "حزب الله"، وعشرات في إسرائيل، وإلى نزوح عشرات آلاف المدنيين في كلا الجانبين.

ويقول الحزب إن عمليات القصف عبر الحدود هي بمثابة "جبهة إسناد" لغزة و"حماس"، في ظل الحرب مع إسرائيل.

المزيد من متابعات