ملخص
تعادل أرسنال مع مضيفه مانشستر سيتي في قمة الدوري الإنجليزي الممتاز في مرحلة مبكرة من سباق اللقب لكن أسلوب "الغانرز" الذي أصبح أكثر قوة وواقعية يشير إلى توجهات مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا
عندما وصل رقم جورين تيمبر إلى ذروته كان قد لعب لمدة 91 دقيقة ولعب بصورة جيدة لكن ما لم يفعله في أي مرحلة من تلك الدقائق الـ91 هو تمرير الكرة إلى زميل في الفريق، وبالمثل عندما أطلقت صافرة نهاية المباراة كان كاي هافرتز قد أكمل المباراة من دون أن يكمل تمريرة واحدة.
وكان دور الألماني مفيداً، إذ بدأ المباراة كمهاجم وحيد لأرسنال وقضى الشوط الثاني كجناح أيمن في تشكيل من دون مهاجم، وقام بخمس عمليات تشتيت وفاز بخمس ضربات رأس، وربما كانت هذه القدرة الهوائية هي السبب وراء تضحية ميكيل أرتيتا ببوكايو ساكا بدلاً منه بعد طرد لياندرو تروسارد.
ومن المؤكد أن هافرتز كان هو الذي حدد إيقاع التعادل (2-2) بين أرسنال ومانشستر سيتي، إذ ضرب رودري بعد بضع ثوان (مع الأخذ في الاعتبار أن ضربته كانت بقوة أقل من تلك التي استخدمها إيرلينغ هالاند عندما اصطدم بويليام ساليبا بعد بضع دقائق).
وسعى كلا الجانبين إلى استخدام القوة الجسدية كميزة في سباق اللقب، وإذا لم يحصل أي منهما في النهاية على هدفه فقد أظهر أرسنال أنه مهتم بالفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من تكوين صداقات.
ومن المؤكد أن سيتي شعر بالغضب، سواء بسبب إضاعة الوقت، أو التصرفات الشائنة للمنافسين أو الشعور بأنهم في خطر التعرض للسرقة. وسأل هالاند المشاكس مايلز لويس سكلي البالغ من العمر 17 سنة "من أنت؟" إذ لم يكن هذا استفساراً مهذباً، إضافة إلى اتهام برناردو سيلفا الصريح وبصورة غير عادية أرسنال بعدم الحضور إلى ملعب الاتحاد للعب كرة القدم، ورسم تبايناً مع ليفربول يورغن كلوب الذي شعر أنه يسعى دائماً إلى الفوز.
وتساءل مانويل أكانجي عما إذا كان أرسنال هو الأفضل في فنون الظلام في أوروبا، وقال مدافع السيتي "لا أعتقد أن هناك كثراً أفضل منهم في ذلك".
هناك رد واضح، فإذا كان أرسنال قد أتقن فنون الظلام، التي من المفترض أنها تتطلب كميات صناعية من المكر، فلماذا كان لياندرو تروسارد غبياً بما يكفي ليتم طرده بسبب ركله الكرة بعيداً، بعد مباراتين في الدوري من معاناة ديكلان رايس من المصير نفسه؟
لقد حرم التعادل (2-2) أرسنال من تحقيق الفوز، لكن مباراتهم كانت استعراضاً دفاعياً أكثر من كونها درساً ميكافيلياً.
أحد التفسيرات هو أن إهدار الوقت كان له نتائج عكسية، ففي حين تم طرد تروسارد في وسط الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول، فقد تم تطبيق ذلك إلى حد كبير بسبب إصابة رودري مرتين، لكن هدف التعادل الذي سجله جون ستونز في الدقيقة الـ98 يعكس مقدار الوقت المضاف، الوقت الذي استهلكه أرسنال.
لقد كان ظهور لويس سكلي الأول مثيراً للفضول، لأنه حصل على بطاقة صفراء قبل 25 دقيقة من دخوله الملعب بسبب اعتراضاته على خط التماس.
وإذا كان إهدار الوقت مثل الجمال في نظر الناظر، فقد اشتكى أرسنال من ذلك من قبل، والواقع أن مبارياتهم مع نيوكاسل تميل إلى أن تكون ملحوظة لأن أحد الجانبين يتهم الآخر بإهدار الوقت.
ومن المؤكد أن بورتو أزعج أرسنال في مباراتين بدوري أبطال أوروبا في وقت سابق من هذا العام، وقال أرتيتا آنذاك "هناك أندية لديها هذا في حمضها النووي، إنه ليس شيئاً يمكنك ربطه مباشرة بأرسنال، هذا أمر مؤكد، لكنه شيء يجب تطويره".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويبدو أن أرسنال الآن لديه حمض نووي مختلف تماماً، إنهم يصطادون في مجموعات جينية مختلفة، وقد لاحظ بيب غوارديولا أن أرسنال لديه لاعبون أكبر حجماً من فريقه، ومن بين هؤلاء اللاعبين الذين بقوا على أرض الملعب بعد خروج ساكا، كان غابرييل مارتينيلي وتيمبر فقط أقل من ستة أقدام (182.88 سم) وكانت هناك فترة استبدل فيها أرسين فينغر بعمالقة فريقه الأفضل المتقدمين في السن لاعبين مهاريين صغار الحجم.
إن فريق أرتيتا في أرسنال أكبر حجماً وأكثر خبرة في لعب الشوارع وخبرة في القتال أيضاً، وكان فريق أرسنال الذي نراه في "الكليشيهات" عبارة عن لمسات ناعمة، وكانت هناك نقاط في موسم (2021 - 2022) عندما بدا أن الفريق الناشئ يعاني الهشاشة، وإذا كانت استجابة أرتيتا هي استيراد بعض اللاعبين الفائزين من سيتي مثل غابرييل جيسوس وأولكسندر زينتشينكو، فلم يعد أي منهما عضواً في الفريق الأقوى حالياً، لكنه سعى إلى زيادة حجم الفريق من خلال الجمع بين القوة البدنية والشخصيات القتالية مثل غابرييل ماغالهايس الذي يمثل كلتيهما في حزمة عملاقة.
يمكن أن يشعر نظام الشباك النظيفة والكرات الثابتة وعقلية "نحن ضد العالم" بالعودة إلى عصر جورج غراهام.
الآن لدينا أخلاقيات فريق هافيرتز بجريته غير الأنانية وهو شخصية رمزية. وبالعودة إلى تعيين أرتيتا مديراً فنياً للنادي في عام 2019، نجد أن أكبر الأسماء وأعلى اللاعبين دخلاً في أرسنال هم مسعود أوزيل وبيير إيميريك أوباميانغ، وقد طرد أرتيتا كليهما ومن الصعب أن نتخيل أي منهما يلعب بالطريقة التي لعب بها هافيرتز الأحد.
عادة ما يدافع أرسنال من الأمام، إذ لعبوا بالرسم الخططي (5 - 4 - 0) في الشوط الثاني على ملعب الاتحاد ولم تكن هناك جبهة هجومية لكن كان هناك دفاع رائع، تم اختراقه ثلاث مرات فقط هذا الموسم، فقط بواسطة هالاند عندما كان أرسنال لا يزال لديه مجموعة كاملة من اللاعبين. وقد يكون لدى أرسنال أفضل دفاع في أوروبا وبالتأكيد يبدو أنهم عكس فرق أرسين فينغر السابقة، فقد كان الموسم الماضي هو الأول منذ موسم دوري اللاهزيمة في (2003 - 2004) عندما استقبلوا أقل من 30 هدفاً في الدوري.
عندما وصل أرتيتا كان التأثيران الواضحان اللذان يجب فحصهما هما فينغر وغوارديولا، فقد كان قائداً لفريق المدرب الفرنسي في أرسنال ومساعداً للإسباني في مانشستر سيتي، ومع تطور أرسنال إلى فريق عملي بصورة هائلة، فقد يبدو أنه استفاد أكثر من وقته تحت قيادة ديفيد مويس في إيفرتون. يمكن لمويس اللعب بنسخ من الرسم الخططي (4 - 5 - 1) أو استخدام مدافعين مركزيين في مركز الظهير، وكان مويس يحب لاعب الوسط الدفاعي. لقد تعاقد أرتيتا مع أفضل لاعب وسط دفاعي لدى مويس وهو ديكلان رايس، ومع ذلك قد يأخذ الإسباني أفكار الاسكتلندي إلى آفاق جديدة.
وبينما لم تكن مباراة الأحد معركة، ولا - على رغم كل الضغائن - حدثاً وحشياً خصوصاً، تظهر الأرقام التحول في أرسنال أرتيتا بعيداً من فرق فينغر في أواخر العصر، وبعيداً من مانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا. لقد حصل أرسنال على أكبر عدد من البطاقات الصفراء في الدوري الإنجليزي الممتاز (19) وارتكب ضعف عدد الأخطاء التي ارتكبها مانشستر سيتي هذا الموسم (65 - 32)، وكان لديهم رابع أقل نسبة استحواذ (41.6 في المئة)، حتى لو تأثر ذلك بوقت قضوه في اللعب بـ10 لاعبين، فقد تفوق عليهم توتنهام في الأهداف، ولكن ليس عندما لعبوا ضد توتنهام.
إن الإزعاج والضربات هي جزء من محاولة أرسنال ليكون الفريق الأكثر صعوبة في مواجهته ولكن حتى لو كان يمكن الشعور بالجزء الأكثر وضوحاً، فربما يكون في الواقع جزءاً صغيراً فقط من ذلك.
© The Independent