Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكراهية بين مانشستر سيتي وأرسنال تطغى على الدوري الإنجليزي

تترك النهاية المريرة لمباراة نهاية الأسبوع الماضي على ملعب الاتحاد سباق اللقب متوازناً بصورة دقيقة بين غريمين لدودين

شهدت مباراة قمة الدوري الإنجليزي بين مانشستر سيتي وأرسنال تدخلات قوية بين إيرلينغ هالاند وغابرييل ماغالهايس (أ ف ب)

ملخص

انتهت مباراة قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بين مانشستر سيتي وأرسنال بالتعادل 2-2 لكن أصداء المواجهة الكبرى لم تقف عند حد صافرة النهاية.

على رغم أن المدير الفني لنادي أرسنال ميكيل أرتيتا حاول إسكات الكثير من الضجيج حول مباراة مانشستر سيتي ضد فريقه المحمومة الأحد الماضي بحلول الثلاثاء، فإن بعض معاونيه لا يزالون يتذمرون في شأنها في السر، ولم يكن الأمر مختلفاً في الشمال، لذلك بينما يتم تدريب لاعبي كرة القدم الحديثة الآن بجدية لضمان عدم إثارة تعليقاتهم الإعلامية للجدل، لكن هذا هو السبب بالتحديد وراء شعور برناردو سيلفا بالحرية في إطلاق العنان لنفسه بعد التعادل (2-2).

قال البرتغالي، بعدما أشار إلى كيفية فوز فريق المدرب السابق يورغن كلوب بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز "ليفربول كان يواجهنا دائماً وجهاً لوجه لمحاولة الفوز بالمباراة"، لذا على عكس هذا أرسنال، ومن خلال هذه الإشارة المحددة للغاية، أشار برناردو إلى كيف أن هذا التنافس الجديد في الدوري الإنجليزي الممتاز قد وصل أيضاً إلى مستوى يتجاوز سيتي وليفربول، أو ربما أعمق.

هناك ضغينة نادرة الآن، لدرجة أنها تحرق غرف الملابس، بطريقة لم نشهدها منذ حقبة احتكار أرسنال ومانشستر يونايتد الثنائي العظيم.

لم يصل سيتي وليفربول أبداً إلى المستوى نفسه من العداء بين اللاعبين أو المديرين الفنيين، على رغم وجود "كراهية" حقيقية بين الناديين.

كان الكثير من ذلك نابعاً من اختلاف المالكين، على رغم أن كلوب أصبح إحدى الشخصيات القليلة في كرة القدم التي أثارت ذلك، فقد رأى سيتي أن ليفربول من بين المحرضين الرئيسين في ما يتعلق بعدد من القضايا التأديبية للبطل، حتى أن غوارديولا أطلق عليه اسم أحد الأندية التسعة التي كافحت من أجل استبعاد فريقه من دوري أبطال أوروبا.

وكان نادٍ آخر هو أرسنال، وكان سيتي قد بدأ بالفعل في الشعور بمزيد من الانزعاج في شأن موقفه من كل هذا، ويُعرف نائب الرئيس التنفيذي تيم لويس بأنه إحدى أكثر الشخصيات صراحةً في الدوري الإنجليزي الممتاز في شأن مشكلات الملكية الحكومية، إذ يثير بانتظام أحاديث ضد مانشستر سيتي المملوك لأبو ظبي ونيوكاسل يونايتد المملوك للسعودية.

ولقد أشار البعض في مانشستر سيتي إلى أن أرسنال لا يرى أية مشكلة في تسمية ملعبه باسم شركة طيران الإمارات المملوكة لدولة الإمارات العربية المتحدة، أو القيام برحلات تدريبية إلى دبي، ومن ناحية أخرى، ناقش آخرون في النادي اللندني كيف أن التهم الموجهة إلى مانشستر سيتي، إذا ثبتت صحتها في قضية الدوري الإنجليزي الممتاز، ستجعل طرد مانشستر سيتي من البطولة خياراً مطروحاً.

لنعود إلى الوراء كثيراً، إذ يتذكر المسؤولون في مانشستر سيتي عندما شعروا بالنبذ ​​من قِبل مثل هذه الأندية العريقة في الاجتماعات الأوروبية الكبرى التي أعقبت استحواذ أبو ظبي على النادي، ولكنهم استجابوا لمحاولة شراء أفضل لاعبي أرسنال، وتحديداً استهداف المنافسين المباشرين مع صعودهم في جدول الترتيب، وقد دفع هذا الأمر المدرب السابق لأرسنال أرسين فينغر إلى صياغة عبارة "المنشطات المالية"، إن لم يكن "الغسيل الرياضي".

ومن حسن الحظ أن اللاعبين الحاليين لم يكونوا متورطين عندما دخل إيمانويل أديبايور وروبن فان بيرسي في هذه القضية عام 2009، ولكن هذه الشعلة عادت إلى الحياة الآن، وهذا من ناديين لم يسبق لهما أن أنهيا الموسم في المركزين الأولين معاً قبل عام 2022، ولم يلتقيا حتى في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لذلك فهناك مخاوف أكثر حداثة.

في نهاية المطاف، يمثل المالكان وجهتي نظر متعارضتين فلسفياً لكرة القدم، وترى أبو ظبي ناديها أدوات سياسية وانعكاساً لصورة البلاد، وهي على استعداد لإنفاق ما هو مسموح به لتحقيق ذلك.

وترى شركة "كرونكي سبورتس آند إنترتينمنت" مثل مالكي ليفربول ومانشستر يونايتد، ناديها وسيلة لكسب المال، وإحدى حجج الإدارة العليا لنادي أرسنال هي أنه من المستحيل أن تكون هناك رياضة مستدامة إذا كانت الدول ذات الاقتصادات المعتمدة على الوقود الأحفوري تؤثر مالياً في اللعبة.

لطالما وصف مانشستر سيتي هذا بأنه حماية المؤسسة لنفسها، مشيراً إلى أن مالكي أندية إنجلترا الثلاثة الأكثر نجاحاً، أرسنال وليفربول ومانشستر يونايتد، جميعهم أميركيون، وجميعهم انضموا إلى دوري السوبر الأوروبي وقت انطلاقه.

أحد الأسباب التي تجعل هذا النوع من الحديث لا يخرج إلى العلن هو أنه عادة ما يقتصر على غرف الاجتماعات، فضلاً عن اجتماعات الدوري الإنجليزي الممتاز المليئة بالمصطلحات القانونية، وهذا هو السبب أيضاً وراء اختلاف الأحد الماضي، وربما كان بمثابة بداية لشيء جديد وأكثر حدة.

لقد تفاقمت حدة الحديث عن "الفنون المظلمة" والحجج حول السخرية والطريقة الصحيحة للعب من جانب مانشستر سيتي بين شخصيات داخل أرسنال، حتى تعليقات برناردو تم فهمها على أنها محاولة لإضفاء بعض اللمسات الأخلاقية على طريقة لعب الفرق، نظراً إلى التلميح أن ليفربول هو من يتولى المهمة بصورة أساسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال برناردو الأحد الماضي "كان هناك فريق واحد فقط جاء للعب كرة القدم. وجاء الآخر للعب إلى حدود ما كان من الممكن القيام به وما سمح به الحكم، للأسف".

يجد الكثير في أرسنال أن مثل هذه المحادثات هي الجبهة الأكثر إثارة للدهشة بالنظر إلى جلسة الاستماع في الدوري الإنجليزي الممتاز التي تخيم على سيتي، فضلاً عن حقيقة أنهم وافقوا سابقاً على تسوية عام 2014 مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في شأن انتهاكات قواعد اللعب المالي النظيف، وحتى أنه تم تغريمهم لعدم الامتثال في إلغاء الحظر الأولي لدوري أبطال أوروبا في محكمة التحكيم الرياضية عام 2020.

ويشير المقربون من أرتيتا أيضاً إلى كيف يتنافس أرسنال وجهاً لوجه مع سيتي على رغم أن الأرقام المبلغ عنها الأخيرة تُظهر أن البطل لديه ضعف فاتورة الأجور تقريباً، فبينما دفع أرسنال 234.7 مليون جنيه إسترليني (313.38 مليون دولار) إجمالي الرواتب وفقاً للحسابات الأخيرة، فإن سيتي دفع 422.9 مليون جنيه إسترليني (564.67 مليون دولار)، وإن كان ذلك مع المكافآت المضمنة.

وتسربت مثل هذه المحادثات الآن إلى غرفة الملابس، كما فعلت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي حول قرارات التحكيم، حتى قبل البطاقة الحمراء التي حصل عليها لياندرو تروسارد الأحد الماضي، اشتكى بعض لاعبي غرفة ملابس أرسنال من أن لحظات مثل البطاقة الحمراء التي حصل عليها ديكلان رايس ضد برايتون لا تحدث أبداً لمانشستر سيتي.

وفي الوقت نفسه، كان مانشستر سيتي حريصاً على الإشارة بصورة خاصة إلى إهدار الوقت من جانب لاعبي أرسنال وقضايا أخرى على أرض الملعب. وكانت هناك ضجة خلف الكواليس في شأن الشكاوى المبلغ عنها إلى لجنة الحكام المحترفين في شأن روح الفريق التي يتسم بها أرتيتا، وجاء ذلك بمثابة خبر جديد لأولئك في أرسنال، نظراً إلى أنه لم يتم ذكره لهم من قبل. ومن جانب النادي اللندني، حتى الحكام يشعرون بأن "الجميع يستخدمون فنوناً مظلمة".

في الوقت نفسه، يرى فريق مانشستر سيتي منافسه مُحبطاً لأنه لم يتمكن من مجاراة الأبطال.

وعلى النقيض من ذلك، يشعر لاعبو أرسنال أنهم هزوا ثقة مانشستر سيتي، وهذه هي المستويات التافهة التي يمكن أن تصل إليها الرياضة النخبوية، والتي يمكن أن تثري الأداء بالفعل.

ربما تكون هذه هي النقطة الأوسع في هذه القصة، إلى جانب التعقيدات السياسية الناجمة عن البعد الحديث لمالكي الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن قوة المشاعر هي التي ستشعل المباراة، وربما تشكل جدول الدوري.

أصبح بعض لاعبي السيتي الآن أكثر تصميماً على إثبات تفوقهم وإزعاج أرسنال، وأرسنال مدفوع الآن لإسقاط السيتي من مكانته.

يمكن ملاحظة ذلك في لاعبين قضيا الكثير من الأحد الماضي في محاولة إسقاط بعضهما بعضاً على الأرض، وسيتواجهان وجهاً لوجه مرة أخرى إذ سيتذكر غابرييل المهاجم إيرلينغ هالاند وهو يلقي الكرة على رأسه، ويتذكر النرويجي بعض التدخلات القوية، وبدا هالاند، في الأقل، مستمتعاً بكل ذلك، وقد يضيف هذا نغمة مختلفة لدعاباته الحيوية ولكن الودية مع مارتن أوديغارد في مجموعة "واتساب" الخاصة بالمنتخب النرويجي.

يقف المديران الفنيان بقلق قليل وسط كل هذا، أرتيتا هو أحد الأشخاص القليلين في أرسنال الذين لا يتحدثون بقوة عن السيتي نظراً إلى تاريخه هناك. وأعطى غوارديولا مواطنه الباسكي وظيفته التدريبية الأولى، ولا يزالان على علاقة حضارية.

لكن المواجهات بين مقاعد البدلاء بعد هدف التعادل المتأخر لمانشستر سيتي تظهر أن هذا يمكن أن يتغير، فمن المعروف أن غوارديولا ودود مع المدربين والمساعدين الأصغر سناً حتى يبدأوا في التنافس ضده.

أما أرتيتا فهو في النهاية يركز بصورة كبيرة على النجاح وهذا من شأنه أن يجلب الاحتكاك.

لقد شهدت هذه المباريات بالفعل ما يكفي من هذا التنافس، حيث لم يشهد الدوري الإنجليزي الممتاز منافسة منذ بعض الوقت.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة