ملخص
يريد الرئيس السابق دونالد ترمب على ما يبدو تكرار ما فعله غروفر كليفلاند، وأن ينافس الرئيس الأميركي الوحيد الذي خسر الانتخابات الرئاسية ثم نهض من الرماد ليستعيد البيت الأبيض بعد أربع سنوات، إذ فاز كليفلاند بالانتخابات الرئاسية عام 1884، ثم خسر الانتخابات التالية عام 1888، ثم عاد ليكسب الانتخابات عام 1892، وهذا بالضبط ما يريده ترمب.
لم يكن دونالد ترمب أول رئيس أميركي يحاول العودة إلى البيت الأبيض بعدما خسر ترشحه الثاني، إذ حاول كثر من قبله وفشلوا، باستثناء رئيس واحد فقط في تاريخ أميركا هو غروفر كليفلاند الذي فاز بفترتين غير متتاليتين بينهما أربع سنوات، بينما اقترب الرئيس تيودور روزفلت من الفوز، فكيف كانت رحلة هؤلاء الرؤساء؟ وما العوامل التي تحدد النجاح أو الفشل في العودة إلى المكتب البيضاوي؟ وما أوجه الشبه والاختلاف بين ترمب والرؤساء الذين سعوا إلى العودة لرئاسة الولايات المتحدة؟
مقامرة سياسية
كان ترمب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة بين عامي 2017 و2021، وهو الآن المرشح الجمهوري للرئاسة، وسيصبح الرئيس الـ47 إذا فاز بالانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وعلى رغم أنه لا توجد تجربتان متماثلتان، فإن بعض جوانب الشبه والاختلاف والمبادئ العامة والسياق التاريخي والظروف الحزبية والاقتصادية والسياسية، يمكن أن يكون لها تأثير في تحديد إمكانية فوز رئيس سابق، غادر منصبه ثم قرر العودة إلى السلطة مرة أخرى.
ولأن المهمة تبدو عسيرة وفقاً للتجارب التاريخية، اعتبر سياسيون ومؤرخون أن من يخوض هذه التجربة، هم مغامرون بطبعهم أو دفعتهم ظروف استثنائية إلى خوض هذه المقامرة السياسية، بالنظر إلى أن إمكانية الفوز ليست مضمونة بدرجة كبيرة، بخاصة لأولئك الذين خسروا السباق في محاولتهم الثانية ولم يتمكنوا من الاستفادة من ميزة شاغل المنصب، مما يزيد من صعوبة إقناع الحزب السياسي الذي ينتمي إليه الرئيس السابق بأنه سيحقق نتائج أفضل من محاولته الثانية قبل أربع سنوات.
ويبدو أن هذا هو السبب وراء تفضيل غالبية الرؤساء الذين شغلوا الرئاسة لولاية واحدة، وخسروا في محاولتهم الثانية، الامتناع عن خوض مقامرة غير مأمونة، ومن بين هؤلاء الرؤساء جورج بوش الأب وجيمي كارتر وجيرالد فورد وهربرت هوفر ووليم هوارد تافت، بينما كان رؤساء آخرون غير محبوبين إلى الحد الذي جعلهم لا يحاولون حتى الفوز مرة أخرى مثل الرئيس ليندون جونسون، فقد كان كل من هؤلاء الرؤساء وأحزابهم عقلانيين بما يكفي ليدركوا أن محاولة ترشيح خاسر لاستعادة الرئاسة بعد أربع سنوات أو أكثر كانت فكرة سيئة، مثلما حدث مع محاولة الرؤساء ميلارد فيلمور في عام 1856، ومارتن فان بورين في عام 1848، وتيودور روزفلت في عام 1912، بينما تمثل الاستثناء الوحيد في غروفر كليفلاند، الذي امتدت فترتاه من 1885 إلى 1889، ومن 1893 إلى 1897.
مارتن فان بورين وميلارد فيلمور
ولعل أفضل مثال على أن ترشح رئيس سابق لفترة غير متتالية من شأنه أن يدفع الناخبين إلى تغيير ولاءاتهم الحزبية، يتجسد في حالتي الرئيسين السابقين مارتن فان بورين وميلارد فيلمور، كما يشير أستاذ التاريخ في جامعة ريتشموند غرايم ماك، ففي عام 1848 ترشح مارتن فان بورين، الرئيس الديمقراطي السابق، كمرشح لحزب "التربة الحرة" الذي تم تشكيله حديثاً، وجذب هذا التحول عديداً من الديمقراطيين الشماليين الذين أصيبوا بخيبة أمل من موقف حزبهم الديمقراطي المؤيد للعبودية، ونتيجة لذلك تفوق حزب "التربة الحرة" على الديمقراطيين في ثلاث ولايات شمالية، مما مكن الحزب الكبير الآخر، حزب اليمين، من الفوز بالرئاسة.
وفي عام 1856 ترأس الرئيس اليميني السابق ميلارد فيلمور "الحزب الأميركي" الذي كان قد تشكل حديثاً، والمعروف أيضاً باسم حزب "لا أعلم شيئاً". وفي هذه الانتخابات واجه عديد من السكان الشماليين خياراً بين مرشحين، اليميني فيلمور والديمقراطي جيمس بوكانان، اللذين بدا أن كليهما متواطئ بعمق مع توسع العبودية. لكن كثيراً من من الشماليين صوتوا لمصلحة الحزب الجمهوري الجديد المناهض للعبودية، ومع ذلك جعل ترشيح فيلمور اكتساح الجمهوريين ولايات الشمال مستحيلاً بدرجة كبيرة، مما ضمن الفوز للديمقراطي بوكانان بنسبة 45 في المئة فقط من الأصوات الشعبية.
تيودور روزفلت
وفي وقت ترشح تيودور روزفلت للرئاسة في مطلع القرن الماضي، رأى مجتمعاً يمر بتغير سريع، فبين عامي 1870 و1900 ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة من نحو 38 مليوناً إلى أكثر من 76 مليوناً، وخلال هذا الوقت تحولت الأعمال التجارية من التصنيع على نطاق ضيق والتجارة المرتكزة على السوق المحلية إلى الشركات الضخمة والتصنيع القائم على المصانع الكبرى.
وفي الفترة بين عامي 1900 و1915 استقر 15 مليون مهاجر جديد في المدن الأميركية، وظهرت مع قدومهم حركة إصلاح سياسي تعرف بالتقدمية، وانتشرت عبر الأحزاب السياسية حيث ركزت جهودها على معالجة المشكلات المتعلقة بالهجرة والتحضر والفساد السياسي والتصنيع وتركيز السلطة لدى الشركات الكبرى.
ركوب موجة التقدمية
استغل روزفلت الزخم المتزايد للتقدمية، ليطرح نفسه مدافعاً سياسياً عنها فانتخب نائباً للرئيس للمرة الأولى كجمهوري في عام 1900، ثم تولى الرئاسة في سبتمبر (أيلول) 1901 بعد اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي، وفي عام 1904 خاض روزفلت حملته الانتخابية لدورة رئاسية ثانية تحت شعار "صفقة عادلة" تقدمية، تركز على حماية المستهلك والسيطرة على الشركات الكبرى والحفاظ على الموارد الطبيعية، وفاز بإعادة انتخابه، لكن في عام 1908 رفض روزفلت الترشح لولاية ثالثة (قبل تقييد الرئاسة الأميركية لاحقاً بدورتين فقط) وبدلاً من ذلك دافع بنجاح عن ترشيح ويليام هوارد تافت، وزير حربه.
ولكن مع رئاسة تافت أصبح روزفلت غير راض عنه، وكان أكثر ما أثار إحباطه هو رفض تافت استخدام السلطة التنفيذية لتعزيز الأهداف التقدمية، ونظراً إلى إدراك روزفلت للحاجة الملحة إلى قيادة رئاسية قوية تحدى تافت في ترشيح الحزب الجمهوري في عام 1912، غير أن زعماء الحزب رفضوا في المؤتمر الوطني روزفلت وأكدوا ترشيح تافت، وخرج أنصار روزفلت غاضبين، متذمرين من أن الزعماء تلاعبوا بالقواعد والإجراءات لمنع الرئيس السابق من الفوز بترشيح الحزب.
وعلى الفور قال روزفلت إنه على رغم خسارته الترشيح فإنه يشعر بأنه قوي مثل حيوان "الموظ الثور" المنتشر في غابات أميركا الشمالية، وقرر الانسحاب من الحزب الجمهوري. وبحلول هذا الوقت كان روزفلت واحداً من أشهر الرجال في العالم، إذ أشاد الإصلاحيون بقدرته على جذب الانتباه وبناء الدعم للقضايا التقدمية، لكن هذه الخصائص أثارت نفور الجمهوريين المحافظين والديمقراطيين التقليديين الذين كانوا يخشون عودة روزفلت إلى السلطة.
محاولة اغتيال روزفلت
خاض روزفلت الانتخابات ممثلاً عن الحزب التقدمي الذي تشكل حديثاً، وأصبح يعرف شعبياً باسم حزب "الموظ الثور"، ولم تفتقر حملته الرئاسية إلى الطاقة أو الحشود، ففي أكتوبر (تشرين الأول) 1912 ألقى الرئيس السابق خطاباً دام ساعة واحدة مباشرة بعد إطلاق النار عليه في محاولة لاغتياله، ومثل محاولاتي اغتيال ترمب الأخيرتين أثار هذا الهجوم كثيراً من الإدانة وحفز أنصار الرئيس السابق، ففاز بست ولايات و88 صوتاً انتخابياً، وهو أقوى أداء لمرشح حزب ثالث في الولايات المتحدة على الإطلاق.
ومع ذلك، أدى الانقسام في صفوف الجمهوريين إلى تمكين الديمقراطيين ومرشحهم وودرو ويلسون من الفوز بغالبية انتخابية ساحقة، بعدما أدلى عديد من الجمهوريين بأصواتهم لمصلحة ويلسون، معتبرين ترشيحه أفضل من ترشيح روزفلت، وبعضهم فعل ذلك بدافع الاشمئزاز مما اعتبروه حملة روزفلت الأنانية، فيما ألقى تافت باللوم على روزفلت في تصويت مليون جمهوري لمصلحة المرشح الديمقراطي لتجنب فوز مرشح تقدمي.
ترمب وروزفلت
وفر الانقسام في الحزب الجمهوري فرصة للديمقراطيين الذين تم استبعادهم من الرئاسة لعقود من الزمن، ففاز ويلسون بنحو 40 ولاية وحصل على 435 صوتاً انتخابياً، كما فاز الديمقراطيون بمجلسي النواب والشيوخ للمرة الأولى منذ عام 1892.
وبينما لا يرى الجمهوريون حالياً أوجه تشابه بين روزفلت وترمب سوى محاولات الاغتيال الفاشلة وترشحهما للانتخابات للمرة الثالثة، وكونهما من أشهر الرجال في العالم، يأمل الديمقراطيون في ظل الانتخابات المتقاربة في استطلاعات الرأي الآن، وخشية البعض من عودة ترمب إلى السلطة، أن يصوت الجمهوريون المحبطون لمصلحة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، أو يختاروا مرشحاً من طرف ثالث، أو يتجنبوا الذهاب للتصويت يوم الانتخابات.
ترمب وكليفلاند
لكن الرئيس السابق ترمب يريد على ما يبدو تكرار ما فعله غروفر كليفلاند، وأن ينافس الرئيس الأميركي الوحيد الذي خسر الانتخابات الرئاسية ثم نهض من الرماد ليستعيد البيت الأبيض بعد أربع سنوات، إذ فاز كليفلاند بالانتخابات الرئاسية عام 1884 ثم خسر الانتخابات التالية عام 1888 ثم عاد ليكسب الانتخابات عام 1892، وهذا بالضبط ما يريده ترمب.
لكن وفقاً للوثائق الرئاسية المتوافرة في مركز ميلر بجامعة فرجينيا وأيضاً في مشروع الرئاسة الأميركية بجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، لا يوجد كثير من القواسم المشتركة بين ترمب الجمهوري المولود في نيويورك، وكليفلاند الديمقراطي المولود في نيوجيرسي، فقد خسر ترمب التصويت الشعبي مرتين بينما فاز كليفلاند بالتصويت الشعبي ثلاث مرات، على رغم أن كليهما خسر في حملته الرئاسية الثانية تصويت المجمع الانتخابي، إذ خسر ترمب أمام بايدن عام 2020 وخسر كليفلاند أمام بنيامين هاريسون في عام 1888.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوجه التباين والتشابه
ويتمثل التباين الثاني بينهما في أن ترمب رفض خسارته الانتخابات ووصفها بأنها مزورة ولم يحضر حفل تنصيب بايدن، ولا يزال يرفض الاعتراف بخسارته في عام 2020 وأصاب نسبة كبيرة من الحزب الجمهوري بقدر من الإنكار، في حين أنه وقت خسارة كليفلاند كانت أدلة التزوير واضحة في بعض الولايات، وفقاً لمجلة "سميثسونيان"، ومع ذلك تقبل كليفلاند الهزيمة بكل رقي، حتى أنه حمل مظلة فوق رأس هاريسون عندما ألقى خصمه، الرئيس الـ23 للبلاد خطاب تنصيبه في يوم ممطر عام 1889.
وهناك أيضاً اختلافات تتعلق بالعمر، إذ يعد ترمب أحد أكبر الرؤساء سناً وكان عمره 70 عاماً عندما تولى منصبه في عام 2017، وسيصبح عمره 78 عاماً إذا فاز وتولى منصبه مرة أخرى في يناير (كانون الثاني) 2025 وهذا من شأنه أن يجعله ثاني أكبر رئيس سناً بعد بايدن، بينما كان كليفلاند رئيساً شاباً، إذ كان عمره 47 عاماً فقط عندما أدى اليمين الدستورية للمرة الأولى، وكان عمره 55 عاماً عندما فاز بإعادة انتخابه.
ومن بين التباينات أن ترمب يشتهر باختلاق القصص التي لا وجود لها أو المبالغة في سرد جوانب منها، وإنكار الفضائح الغرامية مع النساء، بينما كان كليفلاند يتمتع بسمعة تمثيل الصدق في السياسة، واعترف بعلاقة غرامية بعد أن هاجمه الجمهوريون في عام 1884، بل اعترف بأنه أنجب طفلاً غير شرعي من امرأة أرسلت لاحقاً إلى مصحة عقلية.
ومن الناحية السياسية فرض ترمب التعريفات الجمركية على الصين ودول أخرى، في حين حارب كليفلاند التعريفات الجمركية، وكان أحد أسباب هزيمته في عام 1892 هو معارضته الرسوم الجمركية المرتفعة، التي كانت موقفاً لا يحظى بتأييد شعبي استغله هاريسون وفاز بالانتخابات في 1888.
ومع ذلك هناك بعض أوجه التشابه الأخرى بين ترمب وكليفلاند، إذ فكر كلاهما في استخدام القوات ضد الأميركيين، إذ فكر ترمب في استدعاء الجيش لقمع المتظاهرين أمام البيت الأبيض، بينما استدعى كليفلاند القوات الفيدرالية لقمع إضراب عمال سكك الحديد، وهو استخدام غير مسبوق للقوة ضد العمال المضربين.
أيضاً وعد كلاهما بتنظيف واشنطن من الفساد، ففي عام 2016، فاز ترمب بوعد "تجفيف المستنقع" في واشنطن وبخاصة من الديمقراطيين، وكانت القضية الرئيسة لكليفلاند هي وضع الجمهوريين الفاسدين تحت السيطرة، مما لقي صدى لدى الجمهوريين المناهضين للفساد.
وإضافة إلى ذلك، عمل كلاهما على الحد من الهجرة، وكانت القضية الأكثر إثارة لترمب هي بناء جدار على الحدود الجنوبية، كما عمل على الحد من الهجرة القانونية إلى الولايات المتحدة وفرض حظر سفر على بعض البلدان، فيما جدد كليفلاند قانون استبعاد الصينيين ومنع العمال الصينيين من العودة إلى الولايات المتحدة، لكن كليفلاند رفض قانوناً كان من شأنه أن يفرض اختبار معرفة القراءة والكتابة على المهاجرين الجدد.
كذلك اعتمد الرجلان على قاعدة دعم في الولايات الجنوبية لقوتهما السياسية، كما أن كليهما تزوج من امرأتين أصغر سناً، ميلانيا ترمب أصغر من زوجها دونالد بنحو 24 عاماً، وتزوج كليفلاند من زوجته فرانسيس خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض وكانت تبلغ من العمر 21 سنة، وهو الزواج الوحيد الذي عقده رئيس في البيت الأبيض.
فرص ترمب
على رغم تشابه الأجندة السياسية بين كليفلاند وترمب في بعض النواحي مثل محاربة الفساد في واشنطن والحد من الهجرة والصرامة في مواجهة الاضطرابات، فإن السمات الشخصية والظروف والأجواء السياسية بين الرجلين التي يفصل بينها أكثر من قرن وربع القرن، تجعل التنبؤ بالمستقبل مستحيلاً.
ومع ذلك فإن عدم اعتراف ترمب بالهزيمة (على رغم حقيقتها) لا يجعله في نظر أنصاره وناخبيه خاسراً مثلما كانت الحال مع باقي المرشحين الرئاسيين الذين اعترفوا بهزيمتهم مما يقلل من فرصهم الانتخابية، وهذا يزيل علامة "الخاسر" التي قد يلطخ بها أي حزب رئيساً سابقاً إذا حاول استعادة المنصب، وبهذا فإن خسارة الانتخابات الرئاسية لشاغل المنصب التي عادة ما تكون بمثابة ناقوس الموت لمستقبله السياسي لا تنطبق على ترمب بصرف النظر عن صحة خطابه أم لا.
أكثر من ذلك فإن ترمب تمكن من السيطرة على حزبه تماماً، وتمثل نسبة المحبطين والساخطين داخل حزبه الجمهوري أقل من 10 في المئة، وهي نسبة ربما تقترب من النسبة نفسها لدى كامالا هاريس بالنسبة إلى الحزب الديمقراطي، ولا يزال يحظى بتأييد ولايات الجنوب وبنسبة متقاربة للغاية في الولايات المتأرجحة، لذا تظل فرص ترمب سانحة إلى حد بعيد في كتابة سطر آخر في كتاب التاريخ بأنه ثاني رئيس أميركي ينجح في العودة إلى المكتب البيضاوي بعد خسارته انتخابات دورته الثانية بأربع سنوات، فهل يفعلها؟