Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تثني الضربات الإسرائيلية "حزب الله" عن استكمال "معركة إسناد غزة"؟

يعد البعض أن الهجمات المتتالية ستقضي على المعادلات التي بناها نصرالله من قوة ردع لتل أبيب واستنزاف لجبهتها الشمالية

"حماس" تسارع إلى إعلان ثقتها ببقاء "حزب الله" في "معركة إسناد غزة" (أ ف ب)

ملخص

البعض يؤكد أن "حزب الله" قادر على إعادة ترتيب صفوفه والاستمرار في النهج ذاته ومنع إسرائيل من خلق أي فراغ في مؤسساته القيادية"، بالتالي استكمال معركته لمساندة "حماس".

على رغم مسارعة حركة "حماس" عقب اغتيال إسرائيل الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله ومعظم الجيل المؤسس للحزب إلى تأكيد أن الحزب "سيواصل معركته في إسناد قطاع غزة"، فإن كثيراً من المرقبين استبعدوا ذلك بعد "الشلل العملياتي للحزب، وانكفاء طهران عن الدخول مباشرة في المعركة".

وفي نعيها لنصرالله عدت حركة "حماس" على لسان نائب رئيس مكتبها السياسي خليل الحية أن إسرائيل "لن تفلح في كسر إرادة المقاومة، وأن نصرالله ترك خلفه رجالاً أشداء يواصلون مشاركتهم في ’طوفان الأقصى‘، وإسناد غزة في معركتها".

وعبر الحية الذي يعد الأقرب إلى قائد حركة "حماس" يحيى السنوار عن ثقته في قدرة "حزب الله" على "سرعة ترتيب صفوفه والاستمرار في النهج ذاته ومنع إسرائيل من خلق أي فراغ في مؤسساته القيادية".

ومنذ فتح تل أبيب جبهة الشمال عند الحدود مع لبنان، خفف الجيش الإسرائيلي بصورة هائلة من عملياته العسكرية في قطاع غزة، وانخفضت حصيلة الضحايا بصورة ملحوظة.

حرب إسناد

وبعد يوم واحد على هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بدأ "حزب الله" ما سماها "معركة لإسناد قطاع غزة"، عبر إطلاق صواريخ محدودة التأثير في شمال إسرائيل.

ومنذ إطلاق "حماس" هجومها سارعت إلى دعوة حلفائها "في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين".

هذا واعتبر مسؤول فلسطيني مقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الكشف عن اسمه أن فكرة "وحدة الساحات ليست سوى كذبة لا أساس لها".

واستبعد المسؤول في تصريح لـ"اندبندنت عربية" إمكانية أن يؤدي تقويض إسرائيل لـ"حزب الله" وقدراته البشرية والعسكرية إلى "التأثير سلباً أو إيجاباً في الحرب داخل قطاع غزة".

وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "طهران تعد ’حماس‘ أداة لها لتحقيق مصالحها وليست حليفة في محورها"، مشيراً إلى أنه حتى "حزب الله" تعده إيران "أداة لها".

وأشار الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إلى أن "المنطقة بأسرها دخلت مرحلة جديدة وخطرة من عدم الاستقرار"، وأن "الحل الوحيد لضمان مستقبل وأمن المنطقة هو حل القضية الفلسطينية بصورة عادلة، وفق الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

فوضى وحروب

وبحسب أبو ردينة فإن "استمرار الفوضى والحروب تتحمل مسؤوليته واشنطن عبر سياساتها الخاطئة، ودعمها السياسي والمالي والعسكري لإسرائيل".

وأوضح أن ذلك "شجع إسرائيل على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا وبحق شعوب المنطقة في سوريا ولبنان، والتهديدات المستمرة التي تطاول مناطق أخرى".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر أن تصفية نصرالله "شرط ضروري لتحقيق الأهداف التي وضعناها، وهي إعادة سكان الشمال سالمين إلى منازلهم، وتغيير موازين القوى في المنطقة".

ووفق نتنياهو فإن القضاء على نصرالله "يشجع على عودة المحتجزين في غزة إلى منازلهم في الجنوب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى الباحث السياسي عامر سبايلة أن إسرائيل "تبقي على جبهة قطاع غزة مفتوحة على رغم انخفاض حدة العمليات فيها، وذلك لأنها تشكل بوابة لدخولها إلى الجبهات السبع الأخرى".

وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على "إنهاء أي تهديد محتمل من الجبهات كلها لضمان عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر".

ووفق سبايلة فإن جبهة غزة "ستبقى مفتوحة على رغم أن العمليات فيها محدودة ولم تعد تشكل تهديداً لإسرائيل، وذلك مع تعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة كأساس لفرض إسرائيل حلولاً مستقبلية فيه"، على حد قوله.

وأوضح أن حركة "حماس" متروكة حالياً جانباً "فلا يوجد إمداد يمكنها من إعادة إنتاج نفسها، بعد القضاء على معظم قدراتها العسكرية".

مربع الصفر

ووفق سبايلة فإن إسرائيل "نجحت عبر ضرباتها العسكرية والاستخباراتية لـ’حزب الله‘ خلال الأيام الماضية في إصابة الحزب بشلل عملياتي، وخلق حال من السقوط الاستخباراتي له وإعادته إلى مربع الصفر".

هذا ويرى المتخصص في الشؤون الاستراتيجية عنان وهبة أن حركة "حماس" أخطأت في حساباتها عبر "التعويل على طهران عند شن هجومها في السابع من أكتوبر"، مشيراً إلى أن "جدوى وحدة الساحات كانت محدودة الأثر".

وأوضح أن "مخططي الهجوم من الحرس الثوري الإيراني اعتقدوا خاطئين أن المعركة ستستمر أسابيع فقط قبل أن يقطفوا ثمار الحرب".

ووفق وهبة فقد "تلقى ’حزب الله‘ ضربة قاضية ستنهار معها المعادلات التي بناها حسن نصرالله من قوة ردع لإسرائيل، واستنزاف لجبهتها الشمالية".

ورجح وهبة "اضطرار ’حزب الله‘ إلى فك ارتباطه بجبهة غزة بسبب الضغط العسكري الإسرائيلي والخيارات الاستراتيجية أمامه"، مضيفاً أن ذللك "سيكون قراراً إيرانياً للحفاظ على وجود ’حزب الله‘ في لبنان".

وقال وهبة إن حركة "’حماس‘ تخسر"، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية "تدرك جيداً ما يجري من تغييرات في المنطقة بسبب قراءتها الواقعية".

ويرى مؤسس مجموعة (ريماركس) لتحليل العنف السياسي مراد بطل الشيشاني أن اغتيال نصرالله ستكون له "تأثيرات مدوية في المنطقة كلها، وعلى رأسها قطاع غزة التي بدأت المسألة منها"، موضحاً أنه إذا لم تتصاعد الجبهة في الشمال فإن إسرائيل ستعود إلى القطاع لاستهداف قادة في حركة "حماس" حتى تقول إنها قادرة على "التعامل مع الجبهتين".

ورقة الأسرى

ورجح المتخصص في مجال العلوم السياسية في جامعة بيرزيت إبراهيم ربايعة أن يؤدي اغتيال نصرالله إلى "تأثير كبير في مصير قطاع غزة، الذي تريد إسرائيل استمرار فرض سيادتها الأمنية عليه وتنصيب قوى محلية لإدارته تحت إشرافها".

وأشار ربايعة إلى أن "تحييد ورقة الشمال، وإسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورقة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، يضعفان من موقف حركة ’حماس‘، ويجعل الضغوط عليها أكبر".

وأوضح أن إسرائيل "تدير عملية تفاوض تسعى من ورائها إلى استنزاف ’حماس‘، وفرض واقع ميداني في قطاع غزة".

لكن الباحث السياسي جهاد حرب قلل من تأثير اغتيال نصرالله وبقية القيادات السياسة والعسكرية داخل "حزب الله" في الحرب داخل قطاع غزة، وفي العلاقة بين الحزب وحركة "حماس".

ووفق حرب، على رغم التأثيرات النفسية السلبية لذلك فإن "حزب الله"، "سرعان ما يسترجع قدراته".

المزيد من متابعات