ملخص
أصبح شون كليفورد غير قادر على الحركة والتحدث بوضوح بعد أن تلقى تشخيصاً خاطئاً من شركة "برينوفو" المتخصصة في التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد أقام اليوم دعوى قضائية ضد الشركة التي تتفاخر بجودة معداتها الطبية وتشخيص حالات المرض على يد خبراء.
أصبح أب لطفلين يبلغ من العمر 37 عاماً غير قادر على ارتداء ملابسه بمفرده وعاجز عن التكلّم بوضوح أو تحريك أجزاء واسعة في الجانب الأيسر من جسمه بعد مزاعم حصوله على تشخيص خاطئ من قبل شركة ناشئة في مجال الرعاية الصحية تحظى بدعم مشاهير عدّة، ومن بينهم كيم كارداشيان، وتظهر مؤسسة شركة "23 أند مي" 23andMe آن وجسكي من أبرز المستثمرين فيها.
وفي التفاصيل أنّه في شهر يوليو (تموز) 2023، دفع شون كليفورد الذي يقطن في نيو جيرسي مبلغ 2500 دولار للقيام بمسح كامل الجسم بمساعدة الذكاء الاصطناعي في شركة "برينوفو" Prenuvo التي تتخذ مقراً لها في كاليفورنيا وتقدّم للمرضى "خدمة تصوير بالرنين المغناطيسي لا مثيل لها" كما تعلن. ويتمّ الترويج لذلك الإجراء الفخم والذي لا يغطّيه التأمين، على أنّه يرصد "مئات الحالات الصحيّة بما فيها الأورام الصلبة في مراحلها الأولى والأمراض القاتلة الصامتة على غرار تمدّد الأوعية الدمويّة".
وقام أخصائي الأشعّة في برينوفو بقراءة نتائج المسح الخاصة بكليفورد وكتب في الملفّ "لا دليل على وجود تمدد الأوعية الدموية الشريانية في داخل الجمجمة".
ولكن في الواقع، أظهر المسح على وجه التحديد انسداد وعائي "واضح" في دماغ كليفورد، وهو ما كان ينبغي لأي طبيب مؤهل أن يعتبره مؤشراً على كارثة وشيكة، وفقاً لدعوى قضائية مفاجئة حصلت صحيفة "اندبندنت" على تفاصيلها.
وبعد مرور تسعة اشهر، أشارت الدعوى إلى أنّ كليفورد أُصيب "بسكتة دماغيّة كارثيّة شاملة في المنطقة نفسها التي خضع فيها للمسح في برينوفو" ممّا استوجب خضوعه لثلاث عمليات جراحية طارئة في الدماغ لإنقاذ حياته.
ويوضح ملفّ الدعوى الطرق التي عانى بها رائد الأعمال المالي منذ ذلك الحين وفصّلت من بين أمور أخرى الشلل الكبير الذي أصاب الجانب الأيسر من جسمه فضلاً عن مشاكل في الرؤية وتأخّر المهارات الإدراكيّة وعدم القدرة على التكلّم بوضوح و"عجز عصبي بالغ".
ووصف المحامي نيل بوشان الذي يمثّل كليفورد في المحكمة حالة موكّله بالـ"كارثيّة". وقال بوشان لصحيفة "اندبندنت": "كان يمكن تجنّب حدوث ذلك لو أنّ فحص التصوير بالرنين المغناطيسي فُسّر بشكل صحيح. الأمر مأساويّ للغاية، تستحقّ عائلته الحصول على العدالة لأنّ ما حدث ليس عادلاً".
وأشار بوشان إلى تقرير برينوفو الخاص بكليفورد والذي قال يوم الأربعاء أنّه "يظهر بوضوح" تقلّصاً بنسبة 60 في المئة في الشريان الدماغي الأوسط الأيمن، وفقاً لطبيب أعصاب محايد فوّضته الأسرة واستشهد به في الدعوى القضائية. وتابع بوشان: "كان ينبغي أن يوثّق هذا الأمر في تقرير التصوير بالرنين المغناطيسي ولكن ذلك لم يحصل."
وورد في الدعوى القضائية أنّه لو تمّ اكتشاف انسداد الأوعية الدموية في الوقت المناسب، كان من الممكن علاجها باستخدام "الدعامات المطلقة للدواء أو غيرها من الإجراءات الجراحيّة البسيطة". وأضافت الدعوى بأنّ حالة كليفورد تتطلّب حالياً "علاجاً بدنياً ووظيفيا لمدى الحياة وعلاجات أخرى فضلاً عن إعادة التأهيل الخاص."
ولم يستجب ممثّل عن شركة برينوفو للطلبات المتعددة للحصول على تعليق.
تجدر الإشارة إلى أنّ برينوفو تملك حالياً أكثر من عشرة عيادات في أنحاء الولايات المتحدة وكندا مع خططٍ لمضاعفة عددها قريباً. وجمعت الشركة أكثر من 70 مليون دولار مع لائحة داعمين تشمل وجسكي وعارضة الأزياء الشهيرة سيندي كروفورد وطوني فاضل مؤسّس "نست لابس" Nest Labs وإيريك شميدت الرئيس التنفيذي السابق لغوغل. وإلى جانب كيم كارداشيان وعدد من أفراد عائلتها، تشير الدعوى القضائية إلى أنّه تمّت الإشارة إلى إسم برينوفو على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل عدد من المشاهير ومنهم باريس هيلتون وماريا مينونوس والممثّلة ليزا رينا.
وذكرت الدعوى التي تقدّم بها كليفورد بأنّ "الشركة اكتسبت شهرة واسعة بفضل بعض عملائها المشاهير الذين أخبروا ملايين المتابعين على تطبيق انستغرام عن ذلك الجهاز الذي ينقذ الحياة".
وبحسب ما جاء في الدعوى، فإنّ طبيب الأعصاب الخارجي الذي كلّفه كليفورد لإعادة قراءة نتائج المسح الخاص به أعلن بأنّ الشركة "فشلت في توثيق معلومات طبية حاسمة منقذة للحياة"، وبأنّها وصفت بشكل مغلوط الأوعية الدموية الدماغية بأنها طبيعية". وأشار إلى وجود مناطق مثيرة للقلق من تضيق الشرايين، وخاصة في الشريان الدماغي الأوسط الأيمن، وبعد ذلك أصيب كليفورد باحتشاء دماغي إقفاري (أو ما يُعرف بالسكتة الدماغية الإقفارية) في توزيع الشريان الدماغي الأوسط الأيمن."
وتزعم الدعوى القضائية أن الخدمات التي قدمتها شركة برينوفو لكليفورد كان "يشوبها الإهمال واللامبالاة وانعدام الخبرة وكانت غير متوافقة مع المعايير الملائمة والمناسبة للرعاية الطبية والإشعاعية و/أو المستشفيات الموجودة في المجتمع، وشكّلت إهمالاً مهنياً وطبياً على صعيد المستشفيات وخدمة الأشعة والمساعد الطبي والممرّضين." وزعمت الدعوى بأنّ برينوفو "انتهكت بشكلٍ ماديّ شروط اتفاقية المريض وعلى موقعها الإلكتروني من خلال إبلاغ المدعي أن نتائج تصوير رأسه كانت طبيعية ولا تشوبها شائبة".
ورفع كليفورد دعوى قضائية متعددة الجوانب وتشمل اتهامات بسوء الممارسة الطبية والإهمال الطبي والإهمال الجسيم وعدم الحصول على موافقة مسبقة والإهمال في التوظيف واستبقاء الموظفين وفقدان المصالح المشتركة (الكونسورتيوم) والخدمات، وانتهاك العقد.
وجاء في الدعوى أنّ زوجته "حُرمت من الخدمات والرفقة والحياة الاجتماعية والتكافل والدعم من زوجها"، كما حُرم طفلا الزوجين، وكلاهما دون سن الثالثة، من "التوجيه والحب والعاطفة من قبل والدهما كليفورد". ويطالب الأخير بتعويضات مادية وتعويضات عقابية تحددها هيئة محلفين.
في سياقٍ متّصل، تمكّنت حملة تمويل على موقع GoFundMe أطلقتها عائلة كليفورد من جمع 55 ألف دولار حتى الآن من أصل الهدف المنشود الذي يبلغ 125 ألف دولار.
© The Independent