Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شفاء مريضة من السكري

إثر عملية على مريضة للسكري لم يلحظ باحثون أي خلل أو تغيرات غير طبيعية فيما استعاد جسم المرأة وظيفة التحكم في مستويات السكر في الدم بعد مرور عام من الإجراء الطبي

مرض السكري من النوع الأول قد يبدأ عند الأشخاص منذ طفولتهم (صور إنسبلاش)

ملخص

كشف علماء من الصين عن علاج جديد للسكري من النوع الأول باستخدام خلايا جذعية معدلة تستخرج من المريضة لتعاد حقنها بها لاحقاً

أعلن علماء صينيون عن تحقيق إنجاز طبي مهم في علاج داء السكري من النوع الأول لدى إحدى المريضات، وذلك في إجراء طبي غير مسبوق يعد الأول من نوعه في العالم، استخدموا فيه خلايا جذعية مأخوذة من أنسجة المرأة وحقنوها فيها لعلاج حالتها.

ومعلوم أنه عند الإصابة بالسكري من النوع الأول يبدأ الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص بمهاجمة البنكرياس في وقت مبكر يكاد يكون خلال طفولتهم، مما يتسبب في تدمير خلايا الجزر islet cells (أو جزيريات البنكرياس) المنوطة بمهمة صنع الأنسولين في الجسم.

حتى الآن، كانت جراحة زرع البنكرياس الطريقة الوحيدة لعلاج السكري من النوع الأول على المدى الطويل، أما على المدى القصير فيعتمد معظم هؤلاء المرضى على حقن الإنسولين للسيطرة على مستويات السكر في الدم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن على مدى العقد الماضي، أشار عدد من الدراسات الحديثة ذات النتائج المبتكرة إلى علاج محتمل يشتمل على استخدام خلايا جذعية، ذلك أن الأخيرة تتمتع بقدرة خاصة على النمو والتحول والتطور لتكوين خلايا مغايرة [ذات وظائف مختلفة مثل خلايا البنكرياس في هذه الحالة].

وسبق أن ابتكرت مجموعة من العلماء إجراء طبياً يعد تقدماً مذهلاً في هذا المجال، إذ يستعين بنوع من الخلايا الجذعية التي تستطيع بعد توفير البيئة المناسبة لها لتنمو في المختبر أن تتطور إلى أي نوع من الأنسجة في الجسم، لتحل تالياً محل الأنسجة التالفة.

أما التجربة الطبية الجديدة المنشورة في مجلة "سيل" Cell الأسبوع الماضي فقد تضمنت خلال المرحلة الأولى استخراج خلايا من مريضة تبلغ من العمر 25 سنة من مدينة تيانجين في الصين، ثم خلال المرحلة الثانية إعادتها إلى حالتها غير المتخصصة [بمعنى تعديلها إلى صورتها الأساس أو الأولي كي تتحول لاحقاً إلى أنواع مختلفة من الأنسجة، وفي هذه الحالة خلايا بنكرياس].

وخلال مرحلة لاحقة، يمكن تعديل هذه الخلايا كي تكون قادرة على التطور إلى خلايا جزرية في بنكرياس المرأة ثم حقنها في بطنها.

وفي المحاولة الأحدث، عمد الباحثون إلى تعديل الإجراء المعتمد عادة في البحث، وذلك من طريق تعريض الخلايا الجذعية لمجموعة من الجزيئات معروفة باسم عوامل النسخ [جزيئات بروتينية] من أجل المساعدة في توجيهها لتتحول وتصبح خلايا جزيرية [مسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس].

ثم حقن الباحثون في بطن المريضة 1.5 مليون من هذه الخلايا الجزيرية التي تمت تنميتها في المختبر.

وبعد مرور نحو شهرين ونصف الشهر على هذا الإجراء الطبي وجد الأطباء أن جسم المريضة كان ينتج ما يكفي من الأنسولين [من دون اللجوء إلى الحقن أو أية علاجات أخرى].

وكتب الباحثون في الدراسة "لقد حققت المريضة استقلالية طويلة الأجل في إنتاج الإنسولين بصورة طبيعية، وقد بدأ هذا التطور في الظهور بعد مرور 75 يوماً على إجراء عملية الزرع".

وقال الباحثون إنه على مدار عام "أعاد الإجراء الطبي السيطرة على نسبة السكر في الدم" لدى المريضة، مما أدى إلى تحسن في داء السكري من النوع الأول لدى المرأة بصورة وظيفية [غياب الأعراض وعدم الحاجة إلى حقن]، مضيفين أنهم "لم يلحظوا أي مؤشر إلى وجود عيوب أو مضاعفات [تدهور حالة الأنسجة مثلاً أو ظهور ردود فعل سلبية في الجسم] ناتجة من عملية الزرع".

وفي تعقيبه على النتائج وصف البرفيسور في الطب الجزيئي ومدير "معهد سكريبس للبحوث التحويلية" Scripps Research Translational Institute إريك توبول هذه التجربة الطبية بأنها "تقدم مثير للاهتمام في علاج داء السكري، من النوع الأول".

وأضاف الدكتور توبول الذي لم يشارك في البحث عبر منشور له على منصة "إكس"، "إنها أول شخص يحصل في العلاج على خلايا جذعية مأخوذة منه، وذلك بعد استخدام جزيئات النسخ لتعديلها وتحفيزها على التحول إلى النوع المرغوب فيه، من أجل عكس مسار الداء!".

ولكن مع ذلك، نبه الباحثون أيضاً إلى ضرورة مراقبة المريض لمدة أطول من أجل التأكد بصورة أفضل من فاعلية هذه الطريقة في تحقيق النتائج المرجوة.

كذلك يقول الباحثون إن المريضة كانت تتلقى أصلاً أدوية لقمع مناعتها بسبب خضوعها سابقاً لجراحة زرع كبد.

ويبقى أن نرى ما إذا كان الجهاز المناعي لدى المرأة البالغة من العمر 25 سنة قد يهاجم خلاياها الجزيرية الجديدة مرة أخرى، تماماً كما فعل عندما تسبب في إصابتها بالسكري من النوع الأول.

ودعا العلماء إلى النهوض بمزيد من الدراسات السريرية بغية تقييم فوائد زرع الخلايا الجذعية في عكس مسار السكري من النوع الأول.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة