Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تغطية مباشرة  |  محدث

46 قتيلا و85 جريحا حصيلة الغارات الإسرائيلية على لبنان في الساعات الـ24 الأخيرة

قصف يستهدف مقراً لهيئة إسعاف تابعة لـ"حزب الله" في قلب بيروت والقوى السياسية تجدد مساعيها إلى إنهاء الشغور الرئاسي

تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثالث من أكتوبر 2024 (أ ف ب)

ملخص

منظمة الصحة العالمية تقول إن النظام الصحي في لبنان "يكافح للتكيف".

قتل 46 شخصاً وأصيب 85 بجروح جراء غارات إسرائيلية استهدفت أمس الأربعاء مناطق مختلفة من لبنان، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، وسط تكثيف الدولة العبرية غاراتها على ما تقول إنها مواقع لـ"حزب الله".

وقالت الوزارة في بيان إن "غارات العدو الإسرائيلي في الساعات الـ24 الماضية على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك - الهرمل وجبل لبنان، أدت في حصيلة إجمالية إلى مقتل 46 شخصاً وإصابة 85 بجروح".

وقتل ستة أشخاص، وفق وزارة الصحة اللبنانية، في غارة إسرائيلية استهدفت ليل الأربعاء - الخميس مقراً لهيئة إسعاف تابعة لـ"حزب الله" في قلب بيروت، وأعقبت سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية، على ما أفاد به مصدر مقرب من الحزب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المصدر "استهدفت غارة إسرائيلية مقراً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله" في محلة الباشورة في بيروت، في ضربة هي الأقرب إلى وسط بيروت منذ بدء التصعيد.

وأسفرت الغارة وفق وزارة الصحة عن "مقتل ستة أشخاص وإصابة سبعة آخرين" بجروح، ويقع المقر المستهدف في حي سكني مكتظ على مشارف وسط بيروت التجاري حيث مقر رئاسة الحكومة.

وأحدثت الغارة دوياً قوياً في المنطقة التي هرع إليها عدد من سيارات الإسعاف، وأعقبت هذه الغارة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الأربعاء، في ثالث استهداف لهذا المعقل الأساسي لـ"حزب الله" في أقل من 24 ساعة، ولم ترد على الفور معلومات عن سقوط ضحايا في هذه الغارات.

ومنذ بدء التصعيد في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بين إسرائيل و"حزب الله"، قتل في لبنان 1928 شخصاً، كما أفاد به تقرير صادر عن وحدة إدارة أخطار الكوارث الحكومية أمس الأربعاء.

ومنذ أيام تنفذ إسرائيل غارات جوية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، وهي مناطق تعتبر معاقل أو مناطق نفوذ لـ"حزب الله".

وكان أعنف هذه الغارات على الإطلاق تلك التي شنتها إسرائيل الجمعة الماضي، واغتالت فيها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.

دعوات إخلاء

ودعا الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الخميس سكان خمسة مبان، تقع في الضاحية الجنوبية لبيروت وأولئك المقيمين قربها، إلى إخلاء مساكنهم "فوراً" حفاظاً على "سلامتهم".

وفي رسالة نشرها على منصة "إكس" وأرفقها برسوم بيانية تحدد موقع المباني المعنية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية، وتحديداً الموجودين في المباني الخمسة المحددة في الخرائط المرفقة في الأحياء التالية: حارة حريك، وبرج البراجنة، وحدث غرب: أنتم موجودون بالقرب من منشآت خطرة تابعة لحزب الله، من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم نطالبكم بإخلاء هذه المباني فوراً، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".

تحذير أممي

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أول من أمس الثلاثاء من أن النظام الصحي في لبنان يكافح لمواكبة التطورات، بعد أن صعدت إسرائيل من غاراتها الجوية وشنت عمليات برية في البلاد.

وكتب تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة اكس أن "حصيلة القتلى في لبنان آخذة في الارتفاع، والمستشفيات مثقلة بتدفق الجرحى"، وأضاف أن "الأزمات المتعاقبة أضعفت النظام الصحي الذي يكافح للتعامل مع الاحتياجات الهائلة"، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تكثيف استجابتها.

وأضاف تيدروس أنه التقى بسفراء جامعة الدول العربية في جنيف لمناقشة الوضع، وقال "اتفقنا على حماية المرضى والعاملين الصحيين والمدنيين، بمن في ذلك اللاجئون، وتقديم الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها".

وأكد أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة اللبنانية "لضمان حصول المستشفيات على الإمدادات الطبية الكافية وتدريب العاملين الصحيين على التعامل مع حالات الإصابات الجماعية، فضلاً عن الحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً"، وتابع "لكن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة".

وأكد تيدروس أن "ما يحتاج إليه شعب لبنان وغزة وإسرائيل وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط هو السلام"، وحذر من أن "العنف يجب أن يتوقف لمنع مزيد من الخسائر والمعاناة، وأي تصعيد آخر للصراع سيكون له عواقب كارثية على المنطقة"، وأضاف "أفضل دواء هو السلام".

الشغور الرئاسي

ودفع الهجوم الإسرائيلي على "حزب الله" في لبنان بعض السياسيين اللبنانيين البارزين إلى إطلاق مسعى جديد إلى إنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ عامين، في محاولة لإعادة الحياة لبلد يعاني الشلل، بينما يكافح للصمود في ظل الصراع المتصاعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولبنان بلا رئيس أو حكومة بصلاحيات كاملة منذ أكتوبر من عام 2022، بسبب صراع على السلطة كان لـ"حزب الله" دور كبير فيه، وتتمسك الجماعة الشيعية المسلحة مع حلفائها بأن يذهب المنصب، المخصص لمسيحي ماروني، إلى حليفهم المسيحي سليمان فرنجية.

وبينما لا تزال جماعة "حزب الله" وسط صدمتها بعد مقتل أمينها العام حسن نصرالله، تجدد الحديث عن الرئاسة هذا الأسبوع عندما أبدى رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري، الحليف الكبير لـ"حزب الله"، مرونة في هذا الشأن وقال لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إنه يؤيد انتخاب رئيس لا يمثل تحدياً لأحد.

وقال مسؤول في "حزب الله" لـ"رويترز" إن الجماعة فوضت بري للتفاوض نيابة عنها في شأن الرئاسة.

ويختار من يشغل منصب الرئيس من خلال تصويت في البرلمان اللبناني الذي يتألف من 128 مقعداً، وليس لدى أي تحالف سياسي بمفرده ما يكفي من المقاعد لفرض اختياره، مما يعني ضرورة التوصل إلى تفاهم بين الكتل المتنافسة من أجل انتخاب مرشح.

وبعد اجتماع عقده أمس الأربعاء مع بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، قرأ ميقاتي، وهو مسلم سني، بياناً مشتركاً دعا فيه "الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة"، ولم يذكر البيان أسماء أي مرشحين.

مستقبل الوضع

وقال النائب البارز عن كتلة جنبلاط وائل أبو فاعور إن انتخاب "رئيس جمهورية بإجماع لبناني أو تفاهم لبناني يعطي رسالة إلى الخارج بأن هناك حكماً قوياً في البلد مستعداً لأن يفاوض على مستقبل الوضع في لبنان"، وذكر أن اجتماع القادة الثلاثة لا يمثل تشكيل تحالف جديد، وأن قوى من بينها الأحزاب المسيحية منخرطة في مناقشات حول الرئاسة.

ودعا حزب القوات اللبنانية، وهو أحد الفصائل المسيحية الكبرى والمعارضة الشرسة لـ"حزب الله"، الإثنين الماضي إلى انتخاب رئيس، وقال إن هذه هي الطريقة الوحيدة لتتحمل الدولة مسؤولياتها بنفسها، في انتقاد ضمني لجماعة "حزب الله" بسبب امتلاكها ترسانة هائلة من الأسلحة.

وآخر رئيس للبنان هو ميشال عون، الذي كان قائداً سابقاً للجيش وحليفاً سياسياً لـ"حزب الله".

وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم نشر اسمه إن الدول الغربية والعربية حثت السياسيين في لبنان على انتخاب رئيس، مضيفاً أن من مصلحة "حزب الله" أيضاً حل المعضلة السياسية حتى تتمكن الدولة من تحمل مزيد من "عبء" الأزمة مع إسرائيل.

وقال أبو فاعور إن القادة الثلاثة ناقشوا أيضاً تجنب التوتر الداخلي في لبنان، نتيجة نزوح مئات الآلاف من الأشخاص من المناطق التي تسيطر عليها جماعة "حزب الله" إلى مناطق أخرى من البلاد.

التطورات الميدانية والسياسية في هذه التغطية المباشرة:

المزيد من الشرق الأوسط