Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة تعاني من "أسوأ قيود" على المساعدات وأميركا تمهل إسرائيل شهرا

شمال القطاع تحت القصف والخناق الشديد والجولة الثانية من حملة تطعيم الأطفال تنطلق

فلسطينيون يحاولون انتشال مصاب من تحت الركام في جباليا (أ ف ب)

ملخص

جباليا هي محور هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو 10 أيام. وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين من أجل تحقيق هدف معلن متمثل في القضاء على عناصر "حماس" الذين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم هناك.

يواجه قطاع غزة ما يُرجح أنها "أسوأ قيود" على دخول المساعدات الإنسانية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" قبل أكثر من عام، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، منددة بتداعياتها المدمرة على الأطفال خصوصاً، فيما نقل موقع "أكسيوس" عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن القول، إن إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع الإنساني في غزة تفادياً لإجراءات قانونية ذات صلة بالمساعدات العسكرية الأميركية.

وأفاد أحد مراسلي "أكسيوس" في منشور على "إكس" بأن الوزيرين قالا في رسالة بتاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول) إلى نظيريهما الإسرائيليين، "نكتب الآن للتأكيد على القلق العميق لدى الحكومة الأميركية في شأن تدهور الوضع الإنساني في غزة، ونسعى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة من جانب حكومتكم هذا الشهر لتغيير هذا المسار".

ولم ترد وزارة الدفاع الأميركية بعد على طلب للتعقيب.

أقل كمية من المساعدات

وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، "يوماً بعد يوم، يتدهور الوضع بالنسبة للأطفال عن اليوم السابق".

وتكثف إسرائيل عملياتها في شمال القطاع الفلسطيني حيث حذرت الأمم المتحدة من أن مئات آلاف الأشخاص محاصرين. وعلى رغم الحاجة الملحة لزيادة المساعدات التي تدخل إلى القطاع، أشار إلدر إلى أن إمكانية الوصول إلى المساعدات تتراجع.

وقال، "في أغسطس (آب)، وصلت أقل كمية من المساعدات إلى قطاع غزة مقارنة مع أي شهر بأكمله منذ اندلعت الحرب"، مضيفاً أنه "خلال عدة أيام في الأسبوع الماضي لم يُسمح لأي شاحنات تجارية مهما كانت بالدخول". وأضاف، "نرى الآن ما هي على الأرجح أسوأ قيود نشهدها على المساعدات الإنسانية على الإطلاق".

وفي وقت سابق من العام، في ظل التحذيرات من أن الأمم المتحدة يمكن أن تعلن مجاعة شاملة في غزة، تحدث إلدر عن "تحرك حقيقي لفتح طرقات ونقاط عبور جديدة". لكن الآن "رأينا تراجعاً تاماً عن ذلك"، مضيفاً أنه منذ مايو (أيار) "شهدنا إغلاق نقاط دخول بشكل ثابت". وأضاف أنه "لم تدخل أي مواد غذائية أو مساعدات غذائية (إلى شمال غزة) على مدى شهر أكتوبر (تشرين الأول)".

وأفاد إلدر بأن النقص الشديد في المساعدات، مصحوباً بالقصف المتواصل وحقيقة أن نحو 85 في المئة من غزة خاضعة لأمر إخلاء إسرائيلي من نوع ما، يجعل القطاع "غير صالح للعيش".

جولة التطعيم الثانية

في غضون ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم، إنها تمكنت من بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في وسط غزة وشملت عشرات الآلاف من الأطفال على الرغم من الضربات الإسرائيلية في منطقة محددة معلنة أنها آمنة قبل ساعات من انطلاق الحملة.

وفي إطار اتفاق بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس"، كان من المقرر أن تبدأ هدن إنسانية في حرب غزة المستمرة منذ عام في وقت مبكر من أمس الإثنين للوصول إلى مئات الآلاف من الأطفال.

غير أن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قال، إن القوات الإسرائيلية قصفت قبل ساعات من ذلك الموعد خياماً بالقرب من مستشفى الأقصى داخل المنطقة، حيث قال إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم حرقاً.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن إحدى مدارسها في مدينة النصيرات بوسط غزة، التي كانت مخصصة موقعاً للتطعيم، تعرضت لقصف خلال ليل الأحد والساعات الأولى من صباح الإثنين مما تسبب في مقتل ما يصل إلى 22 شخصاً.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش في مؤتمر صحافي في جنيف، إن أكثر من 92 ألف طفل، أو نحو نصف الأطفال المستهدفين بالتطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة الوسطى، تلقوا التطعيم أمس. وأضاف، "الزملاء أبلغونا بأن التطعيم مر من دون مشكلة كبيرة أمس، ونأمل في أن يستمر بالطريقة نفسها".

وسبق أن عبرت وكالات إغاثة أخرى عن مخاوفها إزاء إمكانية تنظيم حملة التطعيم في شمال غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي.

ونفذت جماعات الإغاثة الجولة الأولى من التطعيم الشهر الماضي بعد إصابة رضيع بشلل جزئي بسبب فيروس من النمط الثاني في أغسطس، في أول حالة من هذا القبيل في المنطقة منذ 25 عاماً.

الخناق

أفادت وزارة الصحة التابعة لـ "حماس" في قطاع غزة بأن 42344 شخصاً قتلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل والحركة. وتشمل الحصيلة 55 شخصاً على الأقل قتلوا في الساعات الـ 24 الأخيرة، وفق الوزارة التي أشارت إلى إصابة 99013 شخصاً بجروح في قطاع غزة منذ اندلعت الحرب على إثر هجوم الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

في الأثناء، وفيما شددت إسرائيل الخناق على جباليا في شمال قطاع غزة، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ستيفان دوجاريك، أمس الإثنين إن الأمين العام يندد بسقوط "هذا العدد الكبير من القتلى والمصابين المدنيين في الحملة الإسرائيلية المكثفة في شمال غزة".

وأضاف للصحافيين "يحث الأمين العام بقوة جميع أطراف الصراع على التزام القانون الإنساني الدولي، ويشدد على ضرورة احترام المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات". 

من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الإثنين إنه يشعر بالصدمة إزاء الضربات الإسرائيلية العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوع على شمال قطاع غزة، حيث عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون من دون طعام أو إمدادات.

وأضاف في بيان "في ظل تصاعد الأعمال القتالية في أنحاء الشرق الأوسط، يعزل الجيش الإسرائيلي على ما يبدو شمال غزة تماماً عن بقية القطاع، وينفذ أعمالاً قتالية وسط تجاهل تام لحياة المدنيين الفلسطينيين وأمنهم".

وذكر أنه تلقى تقارير تفيد بأن القوات الإسرائيلية أقامت حواجز رملية عند مفترق طريق رئيس، مما أدى فعلياً إلى "إغلاق شمال غزة" وإطلاق النار على أولئك الذين يحاولون الفرار.

وضع حد "للكوارث الإنسانية"

من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الإثنين في مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنه من الضروري وضع حد لـ"الكوارث الإنسانية" في غزة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام رسمية.

 

وقال المسؤول الصيني لنظيره الإسرائيلي خلال الاتصال إن "الكوارث الإنسانية في غزة يجب ألا تستمر"، كما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا). وأشار إلى أن "مواجهة العنف بالعنف لا يمكن أن تعالج بشكل كامل المخاوف المشروعة لكل الأطراف".

وطاولت الحرب قطاع غزة بأكمله، كما عاد شلل الأطفال إلى الظهور فيه للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، في ظل كارثة صحية وإنسانية.

وقد تم تدمير شبكة الصرف الصحي إلى حد كبير، وتتجمع المياه الملوثة في العراء التي غالباً ما تكون مجاورة للأماكن السكنية المكتظة، مما يؤدي إلى تفشي هذا المرض الشديد العدوى والمسبب للشلل.

وأعربت فرنسا عن "قلقها العميق إزاء الوضع البالغ الخطورة في شمال غزة"، واستنكرت العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية منذ أيام عدة في الأراضي الفلسطينية "التي خلفت خسائر فادحة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إسرائيل تكثف الضغط على شمال غزة

وأمس الإثنين، قال مسعفون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية شددت الخناق على جباليا في شمال قطاع غزة وقتلت 10 أشخاص في الأقل كانوا مصطفين للحصول على الطعام، كما أمرت السكان بإخلاء منازلهم بينما تواصل الضغط على حركة "حماس".

وجباليا هي محور هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو 10 أيام. وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين، من أجل تحقيق هدف معلن متمثل في القضاء على عناصر "حماس" الذين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم هناك.

 

ومع استمرار العملية، يجد سكان جباليا أنفسهم في موقف صعب يطالبهم فيه الجيش الإسرائيلي بالتحرك في اتجاه الجنوب بينما تدعوهم "حماس" إلى عدم فعل ذلك لما يمثله من مخاطر كبيرة للغاية عليهم.

وقالت مروة (26 سنة) التي غادرت مع عائلتها إلى مدرسة في مدينة غزة "يتم قصفنا من السماء ومن الأرض من دون توقف على مدى أسبوع... يعاقبوننا لرفضنا ترك بيوتنا". وأضافت أن الناس يخشون من عدم القدرة على العودة مطلقاً إذا اتجهوا جنوباً.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي "يفصل شمال غزة تماماً عن بقية قطاع غزة" على ما يبدو.

وأضافت في بيان "فصل شمال غزة يزيد المخاوف من أن إسرائيل لا تنوي السماح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم، كما أن الدعوات المتكررة لجميع الفلسطينيين لمغادرة شمال غزة تثير مخاوف كبيرة في شأن النقل القسري الواسع النطاق للسكان المدنيين".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن أوامر الإخلاء هدفها فصل مسلحي "حماس" عن المدنيين، ونفوا وجود أي خطة ممنهجة لإجلاء المدنيين من جباليا أو مناطق أخرى بشمال القطاع.

وذكر الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه قتل سامر أبو دقة، الذي قال إنه قائد سلاح الطيران بحركة "حماس" ومن بين المسؤولين عن استخدام الطائرات الشراعية خلال هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.

لكن العملية أكدت مدى استحالة حياة المدنيين في غزة مع انتقال القتال من منطقة لأخرى في القطاع.

وذكر مسعفون أن 10 أشخاص قُتلوا وأصيب 40 آخرون، بينهم نساء وأطفال، بنيران قذائف الدبابات في جباليا الإثنين، كما قُتل ثمانية في واقعة منفصلة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الواقعة قيد المراجعة. وأضاف "يوجه جيش الدفاع الإسرائيلي ضرباته وعملياته ضد أهداف ونشطاء إرهابيين فقط ولا يستهدف الأهداف المدنية والمدنيين".

وقالت الأمم المتحدة إن من تبقى من السكان المدنيين في جباليا يواجهون ظروفاً مأسوية مع نزوح أكثر من 50 ألف شخص وإغلاق آبار المياه والمخابز والمراكز الطبية والملاجئ.

المزيد من الأخبار