ملخص
أصبحت حقوق الملكية الفكرية قضية مثيرة للجدل مع تسارع تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي
دعا الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" إلى إعادة النظر في قوانين حقوق الطبع والنشر للسماح لعمالقة التكنولوجيا بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون المخاطرة بانتهاك حقوق الملكية الفكرية.
وأشاد الرئيس التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا بقوانين حقوق الطبع والنشر الأكثر مرونة في اليابان، مشيراً إلى أن الحكومات في حاجة إلى تطوير إطار قانوني جديد لتحديد مفهوم "الاستخدام العادل" للمواد، وهو ما يسمح باستخدام الملكية الفكرية في حالات معينة دون الحاجة إلى إذن.
وأضاف ناديلا البالغ من العمر 57 سنة أن الحكومات في حاجة إلى وضع حدود واضحة، قائلاً "ما حدود حقوق الطبع والنشر التي يجب حمايتها؟ وما الاستخدام العادل؟"، مؤكداً أن فهم هذه الحدود ضروري لتقدم أي مجتمع.
وقال ناديلا إن النماذج اللغوية الكبيرة التي تشكل العمود الفقري للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يخلق محتوى جديداً من البيانات الموجودة لا تكرر ببساطة المعلومات لأن ذلك سيكون "انتهاكاً لحقوق الطبع والنشر".
وخلال حديثه بعد إطلاق "مايكروسوفت" لموظفيها الافتراضيين في حدث بلندن قارن ساتيا ناديلا الوضع الحالي باستخدام المعلومات من الكتب الدراسية لتشكيل أفكار جديدة، قائلاً "إذا قرأت مجموعة من الكتب الدراسية وأنتجت معرفة جديدة، هل يعد ذلك استخداماً عادلاً؟".
قضية مثيرة للجدل
وأصبحت حقوق الملكية الفكرية قضية مثيرة للجدل مع تسارع تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما وضع الصناعات الإبداعية في مواجهة مع قطاع التكنولوجيا، ويتطلب الذكاء الاصطناعي بيانات عالية الجودة وموثوقة لإنتاج نتائج ذات جودة عالية، لكن هذه البيانات مكلفة في إنتاجها.
وتتعامل السلطات القانونية مع كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار في هذه الحقبة التكنولوجية الجديدة وحاجات أصحاب الحقوق. وأضاف ناديلا "إذا كان كل شيء محمياً بحقوق الطبع والنشر، فلا يجب أن أقرأ الكتب الدراسية وأتعلم، لأن ذلك سيكون انتهاكاً لحقوق الطبع والنشر". وأشار إلى أنه "كلما ظهرت تقنية تحويلية، يوضع في النهاية إطار قانوني لماهية الاستخدام العادل، لأنه من دون ذلك لن يكون هناك أي ابتكار جديد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ناديلا الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت" عام 2014 خلفاً لستيف بالمر إنه "مسرور" بالنهج الياباني، إذ أصبحت اليابان واحدة من أكثر الدول صداقة للذكاء الاصطناعي في العالم، وتتيح حقوق واسعة للشركات لاستيعاب واستخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر لأي نوع من التحليل المعلوماتي، بما في ذلك تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وأضاف "بعدما تأخرت ربما في مجال البرمجيات يريدون التأكد من أنهم يقودون المرحلة التالية، ولذلك أعلنوا أن استخدام المحتوى لإنشاء جيل جديد من النماذج يندرج تحت الاستخدام العادل".
قضية حقوق الطبع والنشر الشائكة
وتواجه "مايكروسوفت" مع "أوبن أي آي" الشريك الرئيس دعوى قضائية من صحيفة "نيويورك تايمز" التي تدعي أن معلوماتها استخدمت لتدريب نموذج "تشات جي بي تي" من دون إذن. وأبرمت "مايكروسوفت" لاحقاً عدداً من اتفاقات الترخيص مع شركات مثل "إنفورما" أكبر منظم للمعارض في العالم، لاستخدام بياناتها.
وتظل قضية حقوق الطبع والنشر الشائكة من دون حل في بريطانيا. وقالت الوزيرة الجديدة للذكاء الاصطناعي في وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطانية فيريال كلارك خلال قمة تكنولوجيا لـ"التايمز" هذا الشهر إنه ينبغي أن يكون هناك حل بحلول نهاية العام، مما قد يعني وضع قانون جديد أو تعديل قانون قائم.