ملخص
انخفاض تاريخي في معدل الخصوبة داخل إنجلترا وويلز بما لا يكفي لضمان الإحلال الطبيعي للسكان على المدى الطويل
كشفت بيانات حكومية حديثة عن انخفاض تاريخي في معدل الخصوبة داخل إنجلترا وويلز، ليصل إلى أدنى مستوى منذ بدء التسجيل في الثلاثينيات.
ووفقاً لأرقام "المكتب الوطني للإحصاء"Office for National Statistics (ONS) فقد بلغ متوسط عدد الأطفال لكل امرأة عام 2023 نحو 1.44، وهو الأدنى منذ بدء التسجيل عام 1938، كما تراجع عدد المواليد الأحياء إلى 591072، وهو الأدنى منذ عام 1977.
ومنذ السبعينيات بقي معدل الخصوبة في إنجلترا وويلز أقل من طفلين لكل امرأة، ولضمان ما يعرف بالإحلال الطبيعي للسكان على المدى الطويل فيجب أن يكون متوسط إنجاب المرأة 2.08 طفل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يذكر أن إنجلترا وويلز تشهد توجهاً مشابهاً للاتجاهات العالمية، إذ تراجعت معدلات الخصوبة تدريجياً حول العالم إلى أقل من النصف منذ أوائل الستينيات، وفي عام 2022 سجل معدل الخصوبة العالمي 2.3 طفل لكل امرأة، في مقابل 1.5 طفل في دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى رغم التراجع الكبير في معدل الخصوبة فقد بلغ عدد النساء في سن الإنجاب مستوى قياسياً، إذ وصل إلى نحو 11.9 مليون امرأة تراوح أعمارهن بين 15 و44 سنة في إنجلترا وويلز العام الماضي.
وأفاد جريج سيلي من المكتب الوطني للإحصاء بأن معدل الخصوبة واصل انخفاضه عام 2023، وهو اتجاه مستمر منذ عام 2010، وأوضح أن التراجع الأبرز كان بين النساء في الفئتين العمريتين من 20 إلى 24 و25 إلى 29 سنة".
من جانبها حثت كبيرة المستشارين في هيئة الخدمات الصحية البريطانية البروفيسورة غيتا نارغوند على ضرورة إعطاء الأولوية لسياسات تعزز المساواة بين الجنسين في العمل والمنزل، كجزء أساس من مواجهة انخفاض معدلات المواليد.
وأعربت البروفيسورة نارغند، وهي أيضاً المديرة الطبية لـ "عيادة التلقيح الصناعي" IVF clinic منخفض الكلفة، عن قلقها من الأرقام الأخيرة، معتبرة أنها تشكل تهديداً جدياً لازدهار اقتصاد المملكة المتحدة.
وأضافت، "لدينا سكان يتقدمون في السن بسرعة وهذه الأرقام ينبغي أن تكون بمثابة جرس إنذار لحكومتنا لمعالجة العوائق الحالية في تكوين أسرة".
واستطردت، "نحتاج إلى نهج حكومي شامل ومستدام لرفع معدل المواليد يتضمن إنهاء التفاوت في إتاحة علاجات التلقيح الصناعي عبر هيئة الخدمات الصحية، وتقليص فترات الانتظار لتشخيص وعلاج مشكلات الخصوبة، إضافة إلى الاستثمار في سياسات تدعم الأسرة".
وتأتي هذه النتائج في أعقاب دراسة حديثة من "مركز الدراسات الممتدة عبر فترة زمنية" Centre for Longitudinal Studies التابع لـ" كلية لندن الجامعية"، كشفت عن أن الربع فقط من أبناء جيل الألفية في إنجلترا، ممن يرغبون في إنجاب أطفال، يسعون فعلياً إلى تحقيق ذلك.
كذلك أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف هذا الجيل لديهم أطفال بالفعل، بينما يبدي نصف من لم ينجبوا بعد رغبة كبيرة في تكوين أسرة.
وتعد الضغوط الاقتصادية ومتطلبات العمل وصعوبة لقاء الشريك المناسب والشعور بعدم الجاهزية للإنجاب، عوامل رئيسة تثني جيل الألفية عن تكوين أسرة، وقد أشارت بيانات المكتب الوطني للإحصاء إلى أن النساء المولودات عام 1946 أنجبن أول طفل في متوسط عمر يبلغ 24 سنة.
© The Independent