Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محاصيل الفلسطينيين تتلف لتكدسها منذ أيام عند معبر الأردن

تكبد المزارعون خسائر بسبب توقف التصدير إلى الخارج

جسر "الكرامة" مع الأردن مغلق بصورة شبه كاملة منذ الهجوم المسلح على الجانب الإسرائيلي منه قبل شهرين (اندبندنت عربية)

ملخص

كانت نحو 500 شاحنة تدخل يومياً إلى المعبر التجاري من جسر "الكرامة" في كلا الاتجاهين، لاستيراد وتصدير البضائع من وإلى الأردن والذي يعد بوابة فلسطين إلى الخارج. وقال عيد إن المحاصيل الزراعية الفلسطينية "معفاة تقريباً من الجمارك الأردنية بهدف تسهيل تصديرها إلى الأردن أو عبرها إلى دول محيطة".

تسبب الإغلاق شبه الكامل للمعبر التجاري في جسر "الكرامة" بين فلسطين والأردن منذ نحو شهرين في توقف حركة التصدير والاستيراد، مما أدى إلى خسائر للتجار والمزارعين وتلف البضائع والمنتجات الزراعية المعدة للتصدير إلى خارج فلسطين.

وقالت مصادر في هيئة المعابر الفلسطينية لـ"اندبندنت عربية" إن المعبر التجاري "لم يعد إلى العمل الطبيعي"، منذ الهجوم المسلح على الجانب الإسرائيلي خلال الثامن من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة عمال إسرائيليين".

شاحنات الأسمنت

ومع أن إسرائيل سمحت بعد أسبوعين على الهجوم "بعودة تدريجية لفتح المعبر، إلا أن ذلك يشمل فقط شاحنات الأسمنت المقبلة من الأردن، وبعض شاحنات المساعدات لقطاع غزة، والبضائع التابعة لشركات نافذة"، وفق تلك المصادر.

وكانت نحو 500 شاحنة تدخل يومياً إلى المعبر التجاري من جسر "الكرامة" في كلا الاتجاهين لاستيراد وتصدير البضائع من وإلى الأردن، والذي يعد بوابة فلسطين إلى الخارج.

ومن ضمن تلك البضائع المصدرة إلى الأردن ومنه إلى دول محيطة المنتجات الزراعية الاستوائية كالجوافة والأفوكادو، التي تشتهر محافظة قلقيلية في شمال الضفة الغربية بزراعتها.

لكن التوقف شبه الكامل للحركة على المعبر التجاري تسبب بخسائر للمزارعين، وتلف بعض من محاصيلهم الزراعية التي كانت معدة للتصدير عبر الأردن.

وبعد حصولهم على موافقة إسرائيلية بتصدير ثلاث شاحنات من الأفوكادو عبر المعبر التجاري إلى الأردن، تراجعت السلطات الإسرائيلية عن ذلك بعد مغادرة تلك الشاحنات قلقيلية ومكوثها ثلاثة أيام في أريحا. وتسبب ذلك بتلف نحو 20 طناً من الأفوكادو خلال انتظارها للدخول إلى المعبر في طريقها إلى الأردن.

وجاء ذلك عقب تمكن المزارعين من تصدير ثلاث شاحنات من الأفوكادو قبل أيام بعد منعهم من تصدير فاكهة الجوافة خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقبل أيام تمكن المزارعون الفلسطينيون من تصدير الأفوكادو إلى سلوفينيا عبر ميناء حيفا على البحر المتوسط، إلا أن ذلك متاح فقط للبضائع المصدرة إلى أوروبا وليس إلى الدول المحيطة.

منع التصدير

وتمكنت (الشركة الأردنية - الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية) من فتح أسواق جديدة أمام المزارعين الفلسطينيين خلال الأشهر الماضية، لكن إغلاق المعبر يمنع التصدير.

ويتجاوز إنتاج محافظة قلقيلية من الأفوكادو 12 ألف طن سنوياً، يصدر واحد في المئة منها بحسب مدير زراعة محافظة قلقيلية أحمد عيد.

وقال عيد إن المحاصيل الزراعية الفلسطينية "مُعفاة تقريباً من الجمارك الأردنية بهدف تسهيل تصديرها إلى الأردن أو عبرها إلى دول محيطة".

ويبلغ محصول محافظة قلقيلية من الجوافة 20 ألف طن سنوياً يصدر منها سنوياً 10 في المئة ما يشكل مصدراً لدخل المزارعين الفلسطينيين.

واحتجاجاً منهم على توقف عملهم منذ نحو شهرين، حاول سائقو الشاحنات التجارية الذين يعملون في معبر "الكرامة" الاحتجاج على ذلك، لكن السلطات الإسرائيلية منعتهم تنظيم أي تحرك، وفق مسؤول قطاع النقل اتحاد نقابات عمال فلسطين عادل عمرو.

وأشار عمرو إلى أن نحو 500 سائق شاحنة توقف عملهم، إذ لا تسمح السلطات الإسرائيلية إلا بدخول الشاحنات المحملة بالأسمنت والمقبلة من الأردن.

واشتكى عمرو من "الوضع السيئ للغاية للحركة التجارية على المعبر، ومن تكدس البضائع على جانبي الحدود الأردنية - الفلسطينية وتلف بعضها، وانتهاء فترة صلاحيتها".

وأشار عمرو إلى أن إسرائيل "تمارس العقاب الجماعي على الفلسطينيين عبر إغلاق معبر ’الكرامة‘"، مشيراً إلى أنها "تبرر ذلك بأسباب أمنية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أسعار الأفوكادو

وتشهد أسعار الأفوكادو في الأسواق الفلسطينية انخفاضاً حاداً ويباع الكيلوغرام الواحد منه بنحو 1.5 شيكل إسرائيلي (نحو نصف دولار أميركي) بسبب دخول كميات كبيرة منه إلى إسرائيل لأنها "غير صالحة للتصدير الخارجي"، وفق عيد.

وأوضح عيد أن الأسواق الفلسطينية تحولت إلى "مكب للمحاصيل الزراعية الإسرائيلية غير الصالحة للتصدير، مثل الأفوكادو، الأقل جودة من الفلسطينية بسبب ريها بالمياه المعالجة".

وأشار عيد إلى أن المحاصيل الزراعية الفلسطينية تُروى بالمياه العذبة المتوافرة بكثرة في محافظة قلقيلية.

وأصبح المزارعون الفلسطينيون في قلقيلية يزرعون بكثرة المحاصيل الاستوائية كالأفوكادو والمانجو والجوافة.

وأرجع عيد نجاح زراعة تلك المحاصيل إلى المناخ شبه الاستوائي في محافظة قلقيلية القريبة من ساحل البحر المتوسط، وإلى الرطوبة والحرارة المرتفعتين، إضافة إلى وفرة المياه العذبة وخبرة المزارعين.

وتصل نسبة الرطوبة في المحافظة إلى 80 في المئة بسبب قربها من البحر المتوسط، حيث لا تبعد منه سوى 14 كلم، وارتفاعها نحو 75 متراً عن مستوى سطح البحر.

وتقع قلقيلية على قمة الحوض المائي الغربي وهو أحد الأحواض الثلاثة الرئيسة في الضفة الغربية، ويمتد بمحاذاة الخط الأخضر، ويوفر 362 مليون متر مكعب من المياه سنوياً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير