ملخص
يسرائيل كاتس هو أول شخص طرح فكرة تهجير سكان غزة وخطط لإقامة جزيرة اصطناعية لهم قبالة سواحل القطاع فهل ينفذ وزير الدفاع الجديد في إسرائيل أفكاره؟
في أول يوم عمل له بصفته وزيراً مكلفاً لوزارة الدفاع الإسرائيلية، تعهد يسرائيل كاتس بإعادة الرهائن المحتجزين لدى "حماس" في غزة، وتدمير الحركة وعدم السماح لها بمواصلة حكم القطاع. وفي الميدان فإن غزة شهدت أكبر حملة قصف جوي وتوغل بري فإلى أي أمر يخطط وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد في غزة؟
يحمل كاتس الذي يطلق عليه في المجتمع الإسرائيلي لقب "الجرافة" أفكاراً تتطابق كثيراً مع الموقف الذي يؤديه وزراء حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفين، إذ يؤيد استمرار الحرب على غزة، ويشجع فكرة الاستيطان.
استمرار الحرب
بشكل واضح كشف كاتس عن مخططه للتعامل مع حرب القطاع، إذ يقول "هذا ليس الوقت المناسب لإنهاء الحرب، يجب أن نواصل الضغط العسكري، إنه الحل الذي سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن وتدمير حماس".
يؤيد كاتس وجود الجيش الإسرائيلي في غزة، ويحث على مواصلة السيطرة على محور فيلادلفي ويعتقد أن وجود الجنود على الحدود بين مصر وغزة يمنع تهريب الأسلحة ويعوق ترميم الأنفاق. ويرى "الجرافة" أنه يجب خلق جسم بديل عن حكم "حماس" للقطاع.
شجاع كاتس لدرجة أنه لا يكتفي فقط في حظر أونروا من قطاع غزة، بل يطالب بتفكيك مخيمات اللاجئين، ويمانع إقامة دولة فلسطينية ويسب ويشتم كل من يؤيد إنهاء الحرب أو حل الدولتين، إذ يتبنى وزير الدفاع الجديد خطاباً متطرفاً قائماً على التشهير بقادة دوليين ومسؤولين أممين.
قصف مكثف وأوامر الإخلاء
بمجرد ما تسلم كاتس منصبه الجديد، انتاب سكان غزة القلق المفرط، إذ انعكس اختياره على طبيعة سلوك الجيش في أماكن التوغل داخل القطاع، وبات الجنود عدوانين أكثر ويطلقون النار باستمرار صوب كل شيء.
أيضاً عندما تسلم كاتس منصبه قصف الجيش غزة بكثافة، وطلب إخلاء الشمال نحو المنطقة الإنسانية، كما رفضت وزارة الدفاع تنسيق دخول الغذاء لمنطقة بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا وجميعهم في أقصى شمال القطاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذه الإجراءات بثت الخوف في نفوس سكان غزة، إذ بات لديهم اعتقاد أن الوزير "الجرافة" سيطبق مخططات الحرب، لأنه يتبنى سياسة متطرفة ضد وجود سكان غزة على أرض القطاع ويدعم تهجيرهم وإعادة الاستيطان ويعارض الحلول مع غزة.
صاحب فكرة الانفصال عن غزة
لم يتولد هذا الشعور لدى سكان غزة من مجرد الأفعال العسكرية التي قرر كاتس للجيش تنفيذها في القطاع، وإنما من تجارب سابقة عاشها السكان مع وزير الدفاع الجديد منذ القدم وعاصروها خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
في عام 2005، كان كاتس صديقاً مقرباً من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وخطط برفقته فكرة الانفصال عن غزة، إذ كان يعتبر القطاع عبئاً ويجب التخلص منه، وحينها فكر في الانسحاب وترك سكان غزة وحدهم، ظناً منه بأن إسرائيل بهذه الخطة تكون تخلصت منهم للأبد.
تطورت فكرة التخلص من غزة لدى كاتس، إذ خطط لنقل القطاع خارج حدود أراضيه وإرساله إلى جزيرة اصطناعية في البحر، وبهذا المقترح يعتقد وزير الدفاع أنه أنقذ إسرائيل من سكان غزة وتخلص من مسؤولية بلاده عن القطاع.
مشروع الجزيرة الاصطناعية
في عام 2011، طرح كاتس عندما كان يشغل منصب وزير النقل مقترحاً أعده بنفسه للتعامل مع غزة، وشمل مخططه بناء جزيرة اصطناعية داخل البحر الأبيض المتوسط قبالة أراضي القطاع، وبها موانئ بحرية وجوية، ونقل السكان إليها.
لم يجد مقترح كاتس أي اهتمام في إسرائيل ولا في دول العالم، لكن في بداية العام الحالي وفي خضم الحرب ضد حركة "حماس"، اقترح الوزير عندما كان يشغل حقيبة وزارة الخارجية فكرة تهجير سكان القطاع. كان أول إسرائيلي يقدم الفكرة علناً ويحملها دبلوماسياً ورسمياً لدول العالم.
زار كاتس الاتحاد الأوروبي واجتمع مع وزراء أوروبيين وبحث معهم ما بعد حرب إبادة غزة، عرض الوزير عليهم مخططه القديم، وهو مشروع إقامة جزيرة اصطناعية قبالة سواحل غزة لنقل السكان إليها، تتضمن ميناء وأبراجاً سكنية ومطاراً مدنياً.
أبلغ كاتس الأوروبيين بأنه سيسمح لسكان غزة بالوصول للقطاع إذ سيبني جسراً طوله نحو خمسة كيلومترات، يمكنه أن يحول القطاع إلى مركز تجاري ومنطقة تنمية اقتصادية تخدم غزة والمنطقة، لكن فكرته لم تجد آذاناً صاغية ورفضها الأوروبيون والفلسطينيون والأميركيون والعرب.
هل يخطط لتهجير الغزيين؟
وجود كاتس في منصب وزير الدفاع، جعل سكان غزة يقلقون على مصيرهم، إذ يعتقدون أنه سيعمل على تهجيرهم من أراضيهم وسوف يبني مستوطنات في القطاع، ويخطط لأن ينهي القضية الفلسطينية.
يقول الباحث السياسي تيسير العبد، "يمثل وزير الدفاع في إسرائيل المنظومة الأمنية أمام الحكومة، وله رأي في طبيعة أهداف الحرب على غزة وأهمها إعادة الرهائن وهذا من أهم الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية".
وذكر، "كاتس ضد بقاء الغزيين في غزة، ويعارض تشكيل حكومة بديل عن حماس من القادة المحليين، إنه لا يخطط لجعل غزة غير صالحة للحياة فحسب، بل يفكر مواصلة الانفصال عن سكان القطاع للأبد من طريق تهجيرهم خارج حدود أراضيهم، لكن تحقيق ذلك مرتبط بما يريده نتنياهو ويخطط له".