Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختفاء أثر الرهائن الإسرائيليين بعد انقطاع الاتصال بمجموعة حمايتهم

حذر الجيش بصورة رسمية من إمكان فقدان أثر مزيد من المحتجزين بخاصة مع بداية فصل الشتاء

تحذر "حماس" من فقدان أثر الرهائن الإسرائيليين في غزة ( أ ف ب)

ملخص

يقول عضو القيادة السياسية لـ"حماس" باسم نعيم "الحركة وعناصرها لا تعرف من هو حي ومن هو ميت سواء قتلوا بسبب القصف أو بسبب المجاعة، هناك أسرى لدى مجموعات متعددة وفي أماكن متعددة، ومن الصعب تحديدهم".

وتفيد معلومات "اندبندنت عربية" بأن حركة "حماس" فقدت الاتصال مع القيادة الميدانية في غزة المسؤولة عن تأمين الأسرى منذ نحو شهر، وأن مصير هؤلاء الرهائن مجهول وقد يكون اختفى أثرهم جراء الحرب الطاحنة.

في المقطع المصور الذي نشرته حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية للرهينة الإسرائيلي ساشا تروبانوف، ناشد دولته بمساعدته وإطلاق سراحه من الحجز، بدلاً من فقدان أثره. وأعاد هذا البث طرح تساؤل مهم حول ما إذا كان قد بقي رهائن في القطاع أم أن غالبيتهم فقدت آثارهم؟.

جاء نشر التسجيل للرهينة الإسرائيلي بعد فترة طويلة من توقف حركتي "حماس" و"الجهاد" عن بث مقاطع فيديو للرهائن المحتجزين في غزة الذين وقعوا في قبضة مقاتلي الفصائل الفلسطينية في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.

تعليق بث الفيديوهات

في بداية الحرب على غزة، كانت حركة "حماس" تنشر باستمرار مقاطع فيديو للرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، بهدف دعائي لتحريك مفاوضات صفقة التبادل، ولكن الحركة أوقفت أو علقت هذا الأسلوب، مما أثار الشكوك حول مصير الرهائن.

وتدور غالبية الشكوك حول مصير الرهائن وإمكان فقدان أثرهم، إذ تزامن عدم نشر مقاطع فيديو للإسرائيليين المحتجزين في غزة، مع إبلاغ "حماس" المجتمعين الإسرائيلي والدولي بأنها بدأت تفقد آثار الإسرائيليين الذين تحتجزهم، بسبب الضربات الإسرائيلية العسكرية المستمرة على قطاع غزة.

وبعد نشر حركة "الجهاد الإسلامي" مقطعاً للرهينة تروبانوف عادت قضية الرهائن الإسرائيليين للصدارة، بعدما كان الركود أصاب هذا الملف نتيجة فشل الوسطاء في التوصل إلى صفقة تبادل، ولعل الأمر الذي لفت الانتباه في حديث تروبانوف هو إمكان فقدان آثاره برفقة الرهائن الذين لم يفرج عنهم.

مصير رون أراد

في الواقع، تواجه إسرائيل معضلة كبيرة في الوصول إلى رهائنها المحتجزين في غزة، وتخاف من إمكان فقدان أثرهم بسبب القصف المستمر على القطاع، وفي الوقت نفسه تواجه حركة "حماس" مشكلة معقدة في تأمين حياة الرهائن والحفاظ عليهم سالمين.

فكرة فقدان أثر الرهائن الإسرائيليين وعدم معرفة "حماس" مصيرهم فكرة مرعبة، حذر منها المتحدث العسكري باسم الحركة "أبو عبيدة" عندما قال "مصير مجهول ينتظر الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة".

وأضاف أن "عدداً من أسرى إسرائيل لا يزال في قبضة الحركة، وبعضهم رهن الأسر منذ أكثر من 10 أعوام، نحيطكم علماً أن سيناريو رون أراد، هو السيناريو الأوفر حظاً أن يتحقق مع أبنائكم في غزة".

ورون أراد هو طيار إسرائيلي تحطمت طائرته الحربية في لبنان عام 1986 واعتقل ولاحقاً فقد مصيره، ولا يعلم أحد عنه أي شيء، إذ عجزت إسرائيل عن تحريره عن طريق عملية خاصة أو صفقة تبادل، وتواجه تل أبيب ضغطاً كبيراً في ملف الرهائن وتخاف أن يواجهوا المصير نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الاختفاء هو الأقرب

وسيناريو رون أراد هو سيناريو الاختفاء الأبدي، وعدم معرفة مصير الرهائن أمر يراه المراقبون السياسيون أكثر واقعية، إذ تمكن الجيش الإسرائيلي من التوغل في معظم أنحاء قطاع غزة وفشل في الوصول إلى المحتجزين.

وبصورة علنية، ترجع "حماس" فقدان أثر الرهائن إلى القصف العنيف وما يتبعه من تدهور في البنية التحتية، إذ يشن الجيش غارات مستمرة على القطاع، وبسببها قتل عدد من الإسرائيليين المحتجزين مع الجماعات المكلفة حمايتهم.

وتعترف "حماس" بأنها تجهل مصير الرهائن الإسرائيليين، إذ يقول عضو القيادة السياسية للحركة باسم نعيم "لا أحد يعرف أماكنهم سوى بعض الدوائر الأمنية المغلقة داخل ’كتائب القسام‘، وربما مصير الاختفاء هو الأقرب، وحذرنا من ذلك مراراً".

وتؤكد "حماس" وإسرائيل أن عدداً من الرهائن قتلوا سواء بسبب العمليات الإسرائيلية البرية أو القصف الجوي، أو نتيجة ظروف ما يتعرض له قطاع غزة من مجاعة وقتل، ولا يعرف طرفا الحرب ما هو مصير هؤلاء المحتجزين بعد موتهم، خصوصاً أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحدث عن وجود ظاهرة تبخر جثث الضحايا.

ومجدداً رمت "حماس" كرة الرهائن في ملعب إسرائيل عندما ألمحت إلى فقدان أثرهم، ونشرت الحركة مقطعاً مصوراً لإحدى الأسيرات الإسرائيليات في قطاع غزة، طالبت خلاله بضرورة إنقاذهم من الأسر، وألا يكون مصيرهم مشابهاً لمصير الطيار المفقود منذ عقود رون أراد.

"حماس" فقدت التواصل مع حراس الرهائن

في السابع من أكتوبر، تمكنت "حماس" من احتجاز 251 رهينة، وتقدر إسرائيل بأن 109 رهائن ما زالوا موجودين حالياً لدى الحركة في غزة، بينهم 71 شخصاً على قيد الحياة، و38 قتلوا أو فقدت آثارهم، لكن ترجيحات الجيش تعتقد بأن عدد القتلى أو المفقودة آثارهم بين الرهائن يقدر بنحو 64 رهينة في الأقل.

ويقول نعيم إن "الحركة لا تعرف من هو حي ومن هو ميت وسواء قتلوا بسبب القصف أو بسبب المجاعة، وهناك أسرى لدى مجموعات متعددة وفي أماكن متعددة، ومن الصعب تحديدهم".

وتفيد معلومات "اندبندنت عربية" بأن حركة "حماس" فقدت الاتصال مع القيادة الميدانية في غزة المسؤولة عن تأمين الأسرى منذ نحو شهر، وأن مصير هؤلاء الرهائن مجهول وقد يكون اختفى أثرهم جراء الحرب الطاحنة.

إسرائيل تدرك

فقدان أثر الرهائن قد يزيد خلال الأيام المقبلة، إذ يرجح ممثل الجيش الإسرائيلي في فريق المفاوضات الجنرال نيتسان ألون "فقدان مزيد من الأسرى مع دخول فصل، والظروف الميدانية وما يفعله الجيش على الأرض يحققان فرصة من أجل التوصل إلى صفقة يتم بموجبها إنقاذ الأسرى الباقين على قيد الحياة".

ووجه ألون رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جاء فيها "الوقت ينفد ووضع المختطفين يزداد سوءاً، ولن يتحملوا أكثر من ذلك، ويجب اغتنام الفرصة الحالية للتوصل إلى صفقة خوفاً من فقدان أثر مزيد منهم".

لكن من غير الواضح ما هو موقف نتنياهو الشخصي بعد إفادة الجيش بأن احتمال فقدان أثر الرهائن يزداد، لكن المراقب السياسي خالد عصار يقول "قد يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن تقدم ’حماس‘ قائمة بأسماء الرهائن قبل إتمام صفقة تبادل، لكن الحركة سترفض ذلك لأنها لن تستطيع حصر الأسماء إلا بعد هدنة موقتة تتمكن من خلالها من معرفة مصيرهم".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير