ملخص
موسكو تقول إن باريس أرادت إقامة "حوار" حول أوكرانيا "من دون" كييف
قالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا (روسافياتسيا) اليوم الخميس إن جميع مطارات العاصمة موسكو الأربعة استأنفت العمل بعد رفع القيود الموقتة التي فرضت لضمان سلامة رحلات الطائرات المدنية.
وأضافت الوكالة المعنية بمراقبة الطيران في روسيا عبر بيان أن "أطقم الطيران والمراقبون الجويون والعاملون في خدمات المطار اتخذوا الإجراءات الضرورية كافة لضمان أمن الرحلات وهذه هي الأولوية القصوى".
55 هجوماً
واتهمت روسيا اليوم أجهزة الأمن الأوكرانية بالوقوف وراء 55 هجوماً نفّذت بواسطة قنابل أو عبر إضرام النار واستهدفت مصارف ومكاتب بريد وسيارات للشرطة في أنحاء البلاد.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إنه تم توقيف 44 مشتبهاً فيهم، عدد كبير منهم مسنون وقصر "يسعون إلى كسب المال بطرق سهلة"، مشيرة إلى أن منفذي الهجمات يواجهون أحكاماً بالسجن تصل إلى 20 عاماً.
وأفادت بأن "المشتبه فيهم تصرفوا بناء على توجيهات مشرفين مجهولين تواصلوا معهم عبر الهاتف أو عبر توجيه رسائل"، مضيفة أن "أجهزة الأمن الأوكرانية تقف خلف تنظيم هذه الجرائم"، ودعت إلى "اليقظة"، قائلة "لا تتركوا أنفسكم تتعرضون للترهيب أو الخداع".
وذكرت الوزارة أنه تم تسجيل 55 "عملاً غير شرعي" من هذا النوع بين الأربعاء الماضي واليوم في مناطق عدة، وقالت "كقاعدة، تم تحريض المواطنين على ارتكاب جرائم عبر وعدهم بمكافآت مالية".
وأضافت أن "هناك حالات استولى المحتالون فيها بداية على أموال المواطنين ثم عرضوا إعادة الأموال المسروقة مقابل تنفيذ بعض المهمات".
وفي حالات أخرى، قام متصلون عرّفوا عن أنفسهم بأنهم عناصر شرطة بـ"ترهيب" الناس.
وشهدت روسيا سلسلة عمليات تخريبية وهجمات صغيرة منذ أطلقت عمليتها العسكرية في أوكرانيا عام 2022.
سعي فرنسي
صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم بأن فرنسا سعت إلى إقامة حوار مع موسكو "حول المسألة الأوكرانية" من دون مشاركة كييف، في وقت تسري تكهنات كثيرة حول احتمال إجراء مفاوضات سلام.
وما انفكت الدول الغربية الحريصة على وحدة صفوفها في الدعم المقدم إلى كييف تردد أن ما من قرار يمكن اتخاذه من دون علم كييف ومشاركتها.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي اليوم "لن أخوض في التفاصيل كي لا أخيب ظن أي كان، لكن الزملاء الفرنسيين أطلقوا في مناسبات عدة نداءات عبر قنوات سرية مفادها ’دعونا نساعدكم، فلنقم حواراً حول المسألة الأوكرانية‘ من دون أوكرانيا".
وأشار إلى أنه "بكل بساطة حوار حول المسألة الأوكرانية، خلافاً لما انفك الغرب يردده أن ’ما من كلام عن أوكرانيا من دون أوكرانيا‘"، وقال لافروف "نحن لم نرفض"، مؤكداً أن المسؤولين الروس "مستعدون للإصغاء".
ولم يكشف سيرغي لافروف متى حدث هذا التواصل المزعوم وحول أي مسائل تمحور تحديداً.
تصريحات في غير محلها
وردّاً على هذه التصريحات، قال مصدر في الخارجية الفرنسية إن "السلطات الروسية عهدت إطلاق تصريحات في غير محلها تهدف إلى استغلال عدوان تتحمل مسؤوليته بالكامل. وإن أرادت روسيا السلام، فيعود لها وحدها أن تضع حدّاً للحرب".
وأردف "كما تردد فرنسا منذ بداية الحرب، يعود لأوكرانيا، وهي البلد الذي يتعرض لعدوان أن تحدد التوقيت والظروف لإطلاق مسار مفاوضات. واقترحت أوكرانيا صيغة سلام تؤيدها فرنسا. ولن يكون السلام المبرم من دون الأوكرانيين سلاماً دائماً في أيّ حال".
ومع اقتراب عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض، تسري تكهنات متنامية حول احتمال إطلاق مفاوضات سلام لإنهاء النزاع الدائر في أوكرانيا منذ فبراير (شباط) عام 2022.
وتعهد الرئيس الجمهوري المنتخب الذي سبق له أن تولى رئاسة الولايات المتحدة بين عام 2017 وعام 2021 في أكثر من مناسبة بإعادة السلام إلى أوكرانيا "خلال 24 ساعة" ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" ومحادثات، غير أن الالتباس المحيط بهذه الخطة يثير قلق كييف التي تواجه صعوبات في ميدان القتال وتعوّل كثيراً على المساعدات الغربية وتخشى أن تضطر إلى إبرام اتفاق لا يصب في مصلحتها.
والأسبوع الماضي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي الغرب إلى رص الصفوف خلال قمة في بروكسل، وقال "بالاتحاد فقط يمكن للولايات المتحدة وأوروبا وقف بوتين فعلاً".
واليوم ندد وزير الخارجية الروسي بـ"السلوك الملتبس" لفرنسا إزاء النزاع الأوكراني.
وتطرقت بعض البلدان الأوروبية، ومن بينها فرنسا، إلى فرضية إرسال قوات إلى أوكرانيا لضمان احترام وقف محتمل لإطلاق النار.
وقال لافروف إن تصريحات من هذا القبيل "لا تدفعنا إلى التعامل بجدّية مع ما يحصل بمبادرة زملائنا الفرنسيين".
هجوم على منشأة صناعية عسكرية
قال الجيش الأوكراني اليوم الخميس، إن سلاح الجو شن هجوماً على منشأة صناعية عسكرية في منطقة روستوف الروسية على مدى الأيام القليلة الماضية.
وأضاف الجيش أن المنشأة الواقعة في بلدة كامينسك-شاختينسكي كانت تنتج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية المستخدمة في الهجمات الروسية على أوكرانيا. ولم يذكر الجيش تاريخ الهجوم أو يفصح عن الأضرار التي نتجت منه.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس، إن أوكرانيا هاجمت مراراً أهدافاً مدنية في روسيا باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة غربية، مضيفاً أن موسكو سترد.
وتابع أن روسيا تستهدف المنشآت العسكرية والبنية التحتية العسكرية فقط، وأن "ليس من مبادئنا مهاجمة أهداف مدنية".
وذكر القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك الروسية أمس الأربعاء، أن أربعة قتلوا وأصيب خمسة في بلدة لجوف بالمنطقة بعد قصف أوكراني.
خطط اغتيال
وأعلن جهاز الأمن الاتحادي الروسي اليوم الخميس أنه أحبط عدداً من المخططات لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية لقتل ضباط روس كبار وأفراد عائلاتهم في موسكو.
وفي 17 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، قتل جهاز الأمن الأوكراني اللفتنانت جنرال إيغور كيريلوف، قائد قوات الدفاع النووية والبيولوجية والكيماوية في روسيا، بواسطة انفجار قنبلة مزروعة في دراجة كهربائية أمام منزله في موسكو. وأكد مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لوكالة "رويترز"، أن الجهاز وراء الاغتيال. وقالت روسيا إن الاغتيال هجوم إرهابي من كييف متوعدةً بالثأر.
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إنه أحبط "سلسلة من المحاولات لاغتيال مسؤولين عسكريين كبار في وزارة الدفاع". وأضاف، "تم اعتقال أربعة مواطنين روس ضالعين في التخطيط لهذه الهجمات".
وذكر الجهاز أن أجهزة الاستخبارات الأوكرانية جندت المواطنين الروس. وأضاف أن أحد الرجال كان يتعين عليه زرع قنبلة في صورة جهاز شحن احتياطي (باور بنك) عن طريق لصقها بمغناطيس أسفل سيارة أحد كبار المسؤولين بوزارة الدفاع.
وقال الجهاز إن رجلاً روسياً آخر كان مكلفاً بمهام مراقبة مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الروسية، وإن أحد المخططات تضمن إرسال قنبلة في صورة حافظة وثائق.
في الأثناء، قال الجيش الأوكراني اليوم إنه أسقط 20 من 31 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل.
هجوم عيد الميلاد
ندد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأربعاء بهجوم "شائن" بأكثر من 70 صاروخاً ومئة مسيرة شنته روسيا صبيحة عيد الميلاد على شبكة الطاقة في أوكرانيا، وأسفر عن مقتل موظف في محطة حرارية.
وجاء في بيان لبايدن أن "الهدف من هذا الهجوم الشائن هو حرمان الشعب الأوكراني من التدفئة والكهرباء خلال الشتاء وتعريض سلامة شبكة (الطاقة) للخطر".
قال بايدن إنه طلب من وزارة الدفاع مواصلة زيادة شحنات الأسلحة لأوكرانيا.
ومن المقرر أن يتسلم الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب المنصب من الديمقراطي بايدن في 20 يناير (كانون الثاني).
ومنذ انطلاق الحرب الروسية ضد أوكرانيا عام 2022، تعهدت واشنطن بتقديم مساعدات بقيمة 175 مليار دولار لكييف.
وشنت روسيا الأربعاء هجوماً واسع النطاق بأكثر من 70 صاروخاً و100 مسيرة، استهدف شبكة الطاقة في أوكرانيا ما أدى إلى مقتل شخص وحرمان الآلاف من الكهرباء ووسائل التدفئة يوم الميلاد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نظيره الروسي فلاديمير "بوتين اختار عيد الميلاد عمداً لشن الهجوم. ما الذي قد يكون لاإنسانياً أكثر من ذلك؟".
وأضاف زيلينسكي "أكثر من 50 صاروخاً ومسيرات تم إسقاطها، لكن بعض الضربات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة مناطق".
تنديد بريطاني
وندد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بـ"آلة الحرب الدموية والوحشية التي يستخدمها بوتين" وتستهدف أوكرانيا "من دون هوادة حتى في الميلاد".
وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي كوليبا إن الهجوم أسفر عن مقتل موظف في محطة للطاقة الحرارية في مدينة دنيبرو شرق وسط البلاد.
وأفاد رئيس بلدية هذه المدينة بوجود مشكلات في التدفئة ببعض الأحياء، مشيراً إلى أنه سيتم إجلاء نحو 100 مريض من مستشفى.
في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا الواقعة في شمال شرقي البلاد وتتعرض للاستهداف بانتظام، أدى الهجوم إلى إصابة ستة أشخاص وقطع الكهرباء والتدفئة والمياه عن نصف مليون منزل وفقاً لحاكم المدينة أوليغ سينيغوبوف.
وأضاف سينيغوبوف أن صاروخ كروز سقط في باحة منزل بخاركيف من دون أن ينفجر ويوقع ضحايا. ويعمل خبراء المتفجرات على إبطال مفعوله.
من جهته، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه رصد 78 صاروخاً و106 طائرات مسيرة روسية، وأسقط 59 و54 منها على التوالي.
منذ بدء الغزو في فبراير (شباط) 2022، ألحقت الضربات الروسية أضراراً بالغة بمنشآت الطاقة والكهرباء في أوكرانيا. وأدت الهجمات المتكررة على هذه المرافق إلى انقطاعات للتيار الكهربائي.
في الجانب الروسي، خلفت غارة أوكرانية أربعة قتلى والعديد من الجرحى الأربعاء في مدينة إلغوف الواقعة بمنطقة كورسك الحدودية حيث تشن أوكرانيا هجوماً منذ أغسطس (آب)، وفقاً لحاكمها ألكسندر خينشتين.
وقالت شركة "دتيك"، أبرز مزودي الطاقة من القطاع الخاص في أوكرانيا، إن معاملها الحرارية استُهدفت بالهجمات الروسية الأربعاء، متحدثة عن وقوع "أضرار بالغة" بتجهيزاتها. وأشارت إلى أنه "الهجوم الكبير الـ 13 الذي يستهدف نظام توليد الطاقة في أوكرانيا هذا العام".
عمل فاسد وشرير
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة ماكسيم تيمتشنكو عبر منصة "إكس" إن "حرمان ملايين الأشخاص المسالمين الذين يحتفلون بالميلاد من الإنارة والحرارة هو عمل فاسد وشرير يجب مواجهته"، داعياً حلفاء كييف الغربيين إلى تزويدها أنظمة دفاع جوي إضافية.
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرينرغو" فرض قيود على الإمدادات.
وأوضح وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشينكو عبر تطبيق "تيليغرام" أن "العدو يهاجم مرة أخرى قطاع الطاقة بشكل مكثف"، ما يرغم السلطات على اتخاذ "إجراءات" لخفض الاستهلاك.
وقال وزير الخارجية الأوكراني على منصة "إكس" إن أحد الصواريخ الروسية عبر الأربعاء المجال الجوي بكل من مولدافيا ورومانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أنها لم ترصد أي انتهاك لمجالها الجوي بصاروخ روسي.
أما مولدوفا فأكدت من جهتها "انتهاك مجالها" حتى لو لم ترصد رادارات الجيش الصاروخ، وقالت المتحدثة باسم الرئاسة لوكالة الصحافة الفرنسية "تتعمد روسيا إطلاق هذه المقذوفات على علو منخفض لتجنب رصدها". وأعربت الرئيسة مايا ساندو عن تضامنها مع أوكرانيا.
أتت هجمات الأربعاء في يوم تحتفل فيه أوكرانيا للعام الثاني توالياً بعيد الميلاد في 25 ديسمبر (كانون الأول) بدل السابع من يناير.
وكان نقل موعد الاحتفال بالميلاد الذي أقره زيلينكسي في يوليو (تموز) 2023، واحداً من قرارات اتخذتها كييف خلال السنوات الأخيرة لتبتعد من موسكو، وقد شملت الإجراءات أيضاً إعادة تسمية شوارع ومدن تعود إلى الحقبة السوفياتية.
تحرك شعبي
بمناسبة العيد، قام نحو 200 أوكراني من البالغين والأطفال يرتدون اللباس التقليدي بمسيرة وسط كييف الأربعاء وهم يرددون ترانيم الميلاد.
وقالت إحدى المشاركات وتدعى بوغدانا كوييفودا (30 سنة) "من خلال هذه المسيرة نظهر أننا لن نشعر بالإحباط وسندافع عن استقلالنا".
وقال فولوديمير غونسكي (58 سنة) "إنه تحرك شعبي لن يوقفه بوتين".
تأتي ضربات الأربعاء بعد أيام على توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإلحاق مزيد من "الدمار" بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طاول برجاً سكنياً في مدينة قازان الروسية.
وقال "أياً كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دماراً مضاعفاً، وسيندمون على ما يحاولون القيام به في بلادنا".
في موازاة تبادل الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة، سرعت روسيا من تقدمها في شرق أوكرانيا في الأشهر الأخيرة أملاً بالسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السلطة في يناير.
وتعهد ترمب إيجاد نهاية سريعة للحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، لكنه لم يقترح أي خطط ملموسة للتوصل لوقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام.
وتقول موسكو إنها سيطرت على أكثر من 190 قرية هذا العام من أوكرانيا التي تعاني قواتها من نقص في العديد والذخائر.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء السيطرة على بلدة فيدروجينيا القريبة من مدينة بوكروفسك المهمة لتأمين الحاجات اللوجستية للجيش الأوكراني.