Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خسارة الأرض تؤذي "حماس": كاتس يلوح بإعادة احتلال غزة

تساؤلات حول جدوى العملية العسكرية ونتائجها داخل القطاع

على مدى أسبوع تطلق "حماس" صواريخ تجاه إسرائيل (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

تقول هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن القوات الإسرائيلية لا تزال بعيدة من تحقيق هدف القضاء على القدرة الصاروخية للفصائل الفلسطينية، لأن كثيراً من منصات إطلاق الصواريخ في قطاع غزة مدفونة تحت الأرض، مما يصعّب على الجنود العثور عليها، وقد أثارت تصريحات كاتس استياء وسخرية داخل إسرائيل، إذ كيف لوزير دفاع يخوض حرباً ضد "حماس" أن يطلب من قياداتها الكف عن إطلاق الصواريخ ويهدد بضربات لا مثيل لها ضد غزة؟ وماذا سيفعل الجيش أكثر مما نفذه ضد "حماس" على مدى أكثر من عام؟

في أولى دقائق العام الجديد 2025، قصفت حركة "حماس" المدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة برشقة صاروخية، وبسرعة قطع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس احتفاله بالعام الجديد وسافر إلى مكان سقوط المقذوفات للوقوف على آخر التطورات، ومن هناك طلب من "حماس" التوقف عن رمي الصواريخ وهددها.

وعلى رغم مرور 15 شهراً على حرب إسرائيل ضد "حماس" وتوغل الجيش داخل القطاع لكن الحركة لا تزال تملك صواريخ قادرة على إطلاقها نحو المدن الإسرائيلية، وهذا ما ينفي تأكيد رئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو القضاء على الفصائل الفلسطينية المسلحة.

الرشقات الصاروخية تؤرق إسرائيل

ودوت صفارات الإنذار جنوب إسرائيل للتحذير من صواريخ "حماس"، واضطر آلاف السكان هناك إلى دخول الملاجئ مجدداً، وفيما قال الجيش إنه نجح باعتراض أحد الصواريخ، سقطت البقية في منطقة مفتوحة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها الفصائل الفلسطينية رشقات نحو إسرائيل، فعلى مدى الأسبوع الأخير من عام 2024 جددت حركة "حماس" وباقي القوى المسلحة رمي مقذوفات على مناطق في إسرائيل وصلت إلى مدينة القدس، مما أثار جدلاً في تل أبيب وتساؤلات حول جدوى العملية العسكرية ونتائجها.


تهديد أم طلب؟

وبسبب صواريخ "حماس" الأخيرة فقد زار وزير الدفاع يسرائيل كاتس مكان سقوط المقذوفات وحاول طمأنة سكان تلك المناطق، ومن هناك قال إن "على 'حماس' التوقف عن إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، وإذا واصلت الحركة رمي مقذوفات تجاه دولتنا فإننا سنتخذ إجراءات قاسية"، مضيفاً "ستكثف إسرائيل ضرباتها على قطاع غزة إذا واصلت 'حماس' إطلاق الصواريخ باتجاه أراضينا، وأرغب في إيصال رسالة واضحة إلى قادة الحركة في غزة بأنه إذا واصلتم إطلاق الصواريخ فستكون غزة عرضة لضربات مكثفة لم يشهد القطاع مثيلاً لها منذ مدة طويلة".

وأثارت تصريحات كاتس استياء وسخرية داخل إسرائيل، فكيف لوزير دفاع يخوض حرباً ضد "حماس" أن يطلب من قياداتها الكف عن إطلاق صواريخ ويهدد بضربات لا مثيل لها ضد غزة، وماذا سيفعل الجيش أكثر مما نفذه ضد "حماس" على مدى أكثر من عام من تدمير الحركة.

هل فعلاً قضت إسرائيل على "حماس"؟

في أكثر من مناسبة أكد نتنياهو ووزير دفاعه أن الجيش الإسرائيلي تمكن من هزيمة "حماس" والقضاء على بنيتها العسكرية في غزة، وما بقي فقط هو اجتثاث الحركة من القطاع ومنعها من السيطرة على الحكم مجدداً.

ويشرح العقيد في الجيش الإسرائيلي موشيه إلعاد "نجحنا في القضاء على 23 كتيبة تابعة لـ 'حماس' من أصل 25 موجودة في قطاع غزة، وقضينا على أكثر من 22 ألف عنصر من مقاتلي الحركة والفصائل الأخرى المقاتلة"، مضيفاً "تمكنا من تفكيك كتائب 'حماس' ودمرنا البنية التحتية والقدرات التنظيمية للحركة، لكن بقي هناك نشطاء وأفراد يريدون إعادة هيكلة الحركة، وهؤلاء هم من يطلقون الصواريخ تجاه إسرائيل من بعض المناطق داخل قطاع غزة".


ويتابع إلعاد، "جرى شل 90 في المئة من قدرات 'حماس' العسكرية، وهناك عناصر باقية تطلق النار على إسرائيل من حين إلى آخر، ونحن نعمل على اجتثاثها بأسرع وقت من أجل القضاء كلياً على القوى المسلحة هناك".

ويؤكد إلعاد أن الجيش يعمل ليلاً ونهاراً وأنه كلما أظهرت "حماس" رأسها دمرناها، لكنه يعترف أن ذلك لا يمكن أن يستمر للأبد، "فالمجتمع الإسرائيلي غير مهيأ لهذا الأسلوب من القتال وكذلك المجتمع الدولي لا يقبل باستمرار هذا الحال".

وبينما يعترف قادة الجيش الإسرائيلي بأن هناك عناصر فعالة باقية في "حماس" تطلق الصواريخ، يؤكد المتحدث العسكري دانيال هاغاري أنه "لا يمكن تدمير الحركة، وأن هدف القضاء عليها بعيد المنال، وقول عكس ذلك يعد بمثابة ذر للرماد في عيون الناس".

ما هي قدرات "حماس" الصاروخية؟

وبغض النظر عن رأي إسرائيل العسكري في فكرة القضاء على "حماس" فإن الجيش يعترف رسمياً ويجتمع على رأي واحد بأن القضاء على قدرات الفصائل الفلسطينية الصاروخية أمر صعب ويحتاج إلى وقت طويل جداً، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) أن "حماس" تطلق الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية من منطقة قريبة من مواقع انتشار الجيش داخل القطاع، وقيادة المنطقة الجنوبية بالجيش تقدر أن الحركة تمتلك مزيداً من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى بإمكانها الوصول إلى تل أبيب والقدس، وتقول "كان" إن القوات الإسرائيلية لا تزال بعيدة عن تحقيق هدف القضاء على القدرة الصاروخية للفصائل الفلسطينية، لأن كثيراً من منصات إطلاق الصواريخ في قطاع غزة مدفونة تحت الأرض مما يصعّب على الجنود العثور عليها.

وتشير التقديرات العسكرية في تل أبيب إلى أنه لا يزال بحوزة "حماس" نحو 1000 صاروخ حتى الآن، وللقضاء على تلك القدرات فلا بد من تحديد شكل اليوم التالي للحرب، لأن هذا يمنع الحركة من إعادة بنائها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إعادة احتلال مدينة غزة

وأعلنت إسرائيل أن بديلاً عن حكم "حماس" لغزة هو من سيمنع الحركة من النهوض مجدداً، وقرر مجلس الوزراء في تل أبيب عقد جلسة له اليوم الخميس من أجل مناقشة خطة وتفاصيل خلق واقع حكومي جديد في غزة بدلاً من "حماس"، وعن تهديد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بشن ضربة على القطاع لم تشهد غزة مثيلاً لها، ذكرت القناة الـ 14 المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الوزير يدرس إصدار أوامر للجيش بإعادة احتلال مدينة غزة، باعتبار "أن الشيء الوحيد الذي يؤذي 'حماس' هو خسارة الأراضي".

ويعقّب على ذلك المتحدث باسم حركة "حماس" أسامة حمدان قائلاً أن "حديث إسرائيل عن القضاء على قدرات 'حماس' مضحك، وقد أثبتت الحركة فشل الجيش في تلك المهمة التي تبدو مستحيلة من حيث المبدأ والفكرة".

ويضيف، "لا تزال 'حماس' تخوض قتالاً ضد الجيش وتطلق الصواريخ، ونوثق ذلك بالفيديو وإسرائيل تعترف بذلك تارة وتخفي تارة أخرى، وفي المحصلة لن تستطيع تل أبيب القضاء على طموح الشعب الفلسطيني ولن تحقق نصرها، وفي ما يتعلق باحتلال غزة فإن مطلبنا هو انسحاب كامل للجيش من القطاع إذا كان يريد رؤية الرهائن مجدداً".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير