مع أن عدد الإسرائيليين تجاوز 10 ملايين مع نهاية عام 2023، إلا أن ذلك يأتي في ظل انخفاض نسبة النمو إلى 1.1 في المئة بعد أن كانت 2.2 في المئة قبل ثلاث سنوات، بسبب تصاعد الهجرة من إسرائيل، وانخفاض الهجرة إليها بسبب الحرب الحالية.
ويشكل اليهود نسبة 76.9 في المئة من عدد السكان في إسرائيل، ليصل عددهم إلى 7 ملايين و707 آلاف، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في إسرائيل مليونين و104 آلاف نسمة، بينهم 400 ألف في القدس إضافة إلى 216 ألف أجنبي.
المهاجرون الإسرائيليون
وسجل عدد المهاجرين الإسرائيليين إلى الخارج رقماً قياسياً بسبب الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً، ليصل إلى 82.7 ألف شخص، في وقت عاد لها 23.8 ألف إسرائيلي من المقيمين بالخارج، وفق المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء.
كما أشار المركز إلى هجرة 32.8 ألف يهودي إلى إسرائيل في عام 2024، مقارنة بنحو 48 ألفاً خلال العام السابق، وهاجر إليها 73 ألف مهاجر جديد في عام 2022.
في المقابل بلغ عدد الفلسطينيين في داخل فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) نحو 5.5 مليون، إضافة إلى 1.8 مليون في داخل إسرائيل، أي 7.3 مليون فلسطيني بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
ويعيش 3.4 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، في حين بلغ عدد سكان قطاع غزة 2.1 مليون، بانخفاض ستة في المئة عن تقديرات عدد السكان لقطاع غزة لعام 2023، إذ سجل انخفاض عدد السكان بنحو 160 ألف فلسطيني، 100 ألف منهم هاجروا القطاع، والباقون قتلوا بسبب الحرب المتواصلة.
التركيبة الديموغرافية
وبحسب وتيرة الازدياد السكاني الحالية فإن عدد سكان إسرائيل سيرتفع إلى أكثر من 11 مليوناً في عام 2030، وإلى أكثر من 13 مليوناً في عام 2040، وإلى 15 مليوناً في عام 2048. لكن عدد الفلسطينيين في داخل فلسطين وخارجها بلغ وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 14.9 مليون فلسطيني، نصفهم خارج "فلسطين التاريخية".
وفيما نسبة الفلسطينيين في الخارج تتجاوز 50 في المئة، لا تتجاوز نسبة اليهود في الخارج 15 في المئة، فيما بلغ عدد الإسرائيليين في الخارج 930 ألفاً بنسبة 10 في المئة من عدد الإسرائيليين، وكذلك فإن عدد سكان إسرائيل تضاعف 12 مرة منذ تأسيسها في عام 1948.
وفي تفاصيل التركيبة الديموغرافية لليهود الإسرائيليين، فإن اليهود "الحريديم" المتدينين يعتبرون الأكثر نسلاً، إذ تبلغ نسبة الخصوبة لديهم ستة أولاد لكل امرأة، في مقابل 1.25 لليهود العلمانيين، و4.5 للمتدينين من الصهيونية الدينية.
الأكثر فقراً
ومع أن اليهود "الحريديم" يعتبرون الأكثر فقراً في إسرائيل، لكنهم الأكثر خصوبة ونمواً في عددهم، إذ يبلغ عددهم مليوناً و100 ألف (12 في المئة)، كما بلغت نسبة عدد المتدينين الصهانية 11 في المئة.
ويتفرغ اليهود "الحريديم" بخاصة الرجال منهم للدراسة الدينية في المدارس الدينية، ولا يعملون ولا يتجندون في الجيش الإسرائيلي. ويميزون بالتزمت الديني المرتبط بالشكل، ولحاهم الطويلة، ولباسهم الأسود، ويطالبون بتطبيق الشريعة اليهودية بصورة كاملة، وينتظرون مجيء المخلص.
لكن اليهود المتدينين من الصهاينة يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ويعتبرون أن الصهيونية وإقامة إسرائيل هي المخلص لهم، وفق الباحث في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الحرب
ومع أن عواد يشير إلى أن الحرب زادت من عدد المهاجرين من إسرائيل، وقللت من عدد المهاجرين إليها، لكنه لفت إلى أن الحرب زادت من نسبة المواليد بخاصة لدى اليهود "الحريديم". وقال إن هؤلاء ينظرون إلى الزيادة في الإنجاب "نظرة دينية وسياسية"، كما يفعل عدد من الفلسطينيين بهدف تحقيق التفوق الديموغرافي.
لكن المحلل السياسي الإسرائيلي يؤاف شتيرن يرى أن خروج الإسرائيليين إلى خارج إسرائيل لفترة طويلة أصبح "ظاهرة ملاحظة، لكنها غير جوهرية، ولا تؤدي إلى تغيير ملموس في الموازين الديموغرافية"، وأوضح شتيرن أن عدد اليهود "الحريديم" في إسرائيل في ازياد متواصل، وهو ما سيؤدي إلى "تحول بطيء لكن مستمر للمجتمع الإسرائيلي ليصبح مجتمعاً دينياً محافظاً، وإن ذلك سيؤدي إلى تغيير سياسي في إسرائيل، واتجاهها نحو اليمين، واليمين المتطرف".
التداعيات الاقتصادية
وعن التداعيات الاقتصادية لذلك أوضح اتيرن أن "الحريديم يشكلون عبئاً اقتصادياً على إسرائيل، لأنهم لا يسهمون بالإنتاج، ويتفرغون للتعليم الديني".
وخلال عام 2024 ولد في إسرائيل نحو 181 ألف طفل، بينهم 76 في المئة يهوداً و24 في المئة فلسطينياً. كما توفي فيها نحو 51.4 ألف شخص خلال السنة نفسها، بأعلى بنحو 1800 وفاة مقارنة بعام 2023.
واعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور أن "الحريديم لا يعملون على تحديد نسلهم، ولا يضعون برنامجاً لذلك، لأسباب دينية، ولاعتمادهم في مصاريفهم كافة على خزانة الدولة"، وأشار إلى أن المرأة الحريدية قد يصل عدد أولادها إلى 12، وقال "الحريديم أصبحوا منتشرين في أنحاء إسرائيل وليس فقط في مناطق كانت مخصصة لهم، مثل (مئة شعاريم) في القدس، و(بني براك) في تل أبيب".